زينب حاوي
يوم الجمعة الماضي، فتح أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، ملف التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني على مصراعيه. للمرة الأولى، يتصدى السيد نصر الله، لملف كان يعدّ ثانوياً، إذا ما قورن بالأولويات العسكرية الأخرى.

خطاب أعاد ضخ الدماء من جديد في عروق الناشطين والشباب، الذين تجنّدوا على وسائل التواصل الإجتماعي وقتها، واستطاعوا جذب الأنظار إلى قضية التطبيع الثقافي، وطرح جدل جديد، حول فيلم The Post لستيفن سبيلبرغ، الذي تبرّع للكيان الصهيوني بمليون دولار إبان حرب تموز 2006.
بعد ثلاثة أيام على هذا الخطاب، خرجت محطة otv، بمقدمة أخبار مسائية، مريبة. القناة البرتقالية ربطت بشكل إختزالي وعشوائي، وغير منطقي، بين الجريمة الدموية التي هزت منطقة «رأس النبع»، التي ذهبت ضحيتها إمرأة، وبين ما وصفته بـ «الجريمة الثقافية بحق الحرية»، غامزة من قناة خطاب نصر الله الأخير، ومعتبرة أنها تندرج ضمن «قمع الرأي الآخر بذريعة مواجهة العدو»، وهذا المنطق برأيها «لم يفض في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي الا الى هزيمة تلو هزيمة».
هو إنقلاب ربما، في السياسة التحريرية لـotv، أو لحظة تخلٍ، تصف فيها مقارعة التطبيع الثقافي مع «إسرائيل»، بأنها «جريمة»، لا بل أكثر، تتحدث عنه كنتيجة للهزيمة!
خطاب لم نعهده قبلاً على القناة البرتقالية، التي شعر العديد من متابعيها، خاصة أولئك الذين يندرجون في خانة «الحلفاء»، بالصدمة، وتداعوا للتعبير عن إستنكارهم، وشجبهم لهذا الكلام الخطير، الصادر عن محطة يفترض أنها تراعي الثوابت الوطنية، وشاهدة على إنتصارات المقاومة في كل الميادين، لا على «الهزائم».
المصدر: صحيفة الأخبار