أبحاث ودراسات » التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

تنوعت تغطية مراكز الفكر والابحاث الاميركية للاسبوع الماضي، لا سيما التغطية الشاملة للأزمة الاقتصادية التي تترنح تحت وطأتها بعض دول الاتحاد الاوروبي، بينما استمر الاهتمام بمواضيع تتصل باحوال منطقة الشرق العربي وما يدور فيها من احداث و تحولات.
 
- تناول مجلس العلاقات الخارجية Coascii117ncil on Foreign Relations ازمات الاتحاد الاوروبي المالية، وقال 'تركزت جهود الساسة بشكل عام على اعتماد تدابير معينة في المدى القصير، مصحوبة باهتمام متواضع يجمع جمهور الخبراء اتخاذها لاصلاحات اقتصادية بعيدة المدى للاتحاد. لكن تقلبات السوق، مصحوبة بالضغوطات الخارجية الآتية من الولايات المتحدة والصين، سارعت في انضاج الحاجة الملحة لايجاد حلول مالية لأزمة الديون. ومن المتوقع ان تقوم البرلمانات الاوروبية الوطنية بالمصادقة على توسيع منطقة اليورو كآلية انقاذ مؤقتة، آلية اوروبية للاستقرار المالي، مع نهاية الشهر الجاري.'
 

من جهته، تناول معهد 'وقف كارنيغي' Carnegie Endowment أزمتي اوروبا واليورو، وحذر بالقول ان اوروبا لديها وقتا ضئيلا يمكنها من معالجة مواطن الضعف الكامنة لدرء الانهيار في الاتحاد المصرفي. وحتى لو ادرجت بعض التغييرات، فان توقف مفاجيء في التمويل يبقى احتمالا قائما بالنسبة لايطاليا واسبانيا، والاصلاحات البنيوية المتخذة على الاطراف ستتطلب وقتا طويلا لتطبيقها.
 
من ناحيته، تشعبت تغطية 'معهد كارنيغي' الى مصر متناولا مستقبل دور الدين هناك في مرحلة ما بعد الثورة. وقال ان النتيجة الاكثر ترجيحا في هذه الصراع هو تأثير الدين على مجمل مرافق الدولة، لكن بشكل مغاير للنموذج الايراني المتمثل في حكومة دينية صرفة. واضاف ان الرؤى المقارنة لما يعنيه ذلك تؤشر الى نشوب معركة سياسية، ساحتها ليست دعائم فلسفية مجردة بل تجري على ارضية صياغة قانونية مبتذلة. وقد تم البدء في ذلك النهج، وسيطرح بقوة على جدول اعمال البرلمان الجديد.
 
من جانبه، استمر اهتمام 'معهد دراسة الحرب' Institascii117te for the Stascii117dy of War في الحرب الدائرة في ليبيا، باصداره دراسة متممة لسابقاتها وهو القسم الثالث من مجموع اربعة اقسام. وجاء فيه: الطريق المسدود والحصار يختصران بطء التقدم في القتال الميداني في الشق الغربي والشرقي من ليبيا وطبيعة الاستجابة الدولية. واسهب القسم المذكور في تناول معركة (ولاية) برقة، وتوثيق الخطط الهجومية لكل من القوات الرسمية والمتمردة قبل الدخول في حالة من الجمود. اما الجزء التالي من الدراسة فقد تناول بالتفصيل حصار مدينة مصراطه موضحا التكتيكات الميدانية وآلية التنظيم المتبعة من قبل الطرفين، الى جانب توثيق الامداد البحري لمصراطه والمساعدات التي قدمتها الاطراف الدولية المختلفة للمتمردين. واخيرا، تناولت الدراسة اختراق المتمردين لمصراطه الى جانب الجهود المبذولة لانهاء الصراع عبر آلية تفاوض للتسوية.
 
 
وتناول 'معهد بروكينغز' Brookings Institascii117te مسألة مقتل انور العولقي  التي رأى بانها تشكل انتكاسة كبيرة لعمل القاعدة في الجزيرة العربية. وحذر من استمرار الازمة في اليمن قائلا: 'حقيقة تشبث (الرئيس علي) صالح لفترة اطول في السلطة ستؤدي الى تفاقم الفوضى في اليمن. فصالح وابناؤه واقاربه يسيطرون على بعض القطاعات العسكرية، في حين ان معظم ما تبقى من تشكيلات قد اعلنت تمردها وتقاتل يوميا ضد القوات الموالية في صنعاء ومدن اخرى. اما اقصى شمال البلاد فقد سيطر عليه المتمردون الشيعة الذين يقاتلون صالح منذ عدة سنوات. وسيطر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية على عدة مدن في جنوبي البلاد. فميناء مدينة عدن يعاني  من تفجيرات السيارات المفخخة ومؤامرات الاغتيال. اذ تم اغتيال المتظاهرين من اجل الديموقراطية على ايدي اعوان صالح وقناصته. ومع ازدياد شرذمة اليمن تزداد استفادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية خاصة ان تفتت النظام وتبديد سيطرته سيتيح للتنظيم العمل وتجنيد الافراد بشكل اسهل عما ذي قبل. ويشكل صالح جزء من الأزمة اليمنية فحسب، فالبلد تعاني من شح في المياه والوقود والانفجار السكاني، لكن رحيله يبقى ضروري للبدء في عملية انقاذ للوضع اليائس. العولقي قد يكون متوفي لكن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لا يزال نشطا.'
 

وركز 'معهد واشنطن' Washington Institascii117te اهتمامه باليمن وبمقتل العولقي الذي حذر قائلا انه 'بالمقارنة مع التحديات لواشنطن والتي كان ابرزها مقتل (العولقي) ، فان التمرد الجنوبي يعد نعمة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، ومن المفارقة انه كذلك بالنسبة لنظام صالح. واذا تم تأجيل حسم الطريق المسدود سياسيا في صنعاء، واستمرار الحكومة لتمهيد المدن الجنوبية، فتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قد يستطيع بالفعل الانخراط في نسيج المعارضة الجنوبية والسيطرة عليها من الداخل بعد فترة. فخطاب المجموعة المناهض لاميركا قد يثبت اغراءه المتنامي لدى القبائل المضيفة طالما استمرت الغارات الجوية الاميركية (وقدرتها الدائمة على احداث اضرار جمة) الى جانب وسائل الدعم الاميركية الملموسة للحكومة. ومن ناحيتها، فان حكومة (الرئيس) صالح تسعى لاطالة امد الحرب في الجنوب لاعتقادها ان القتال هناك سيدفع واشنطن للاختيار بين تطبيق الاصلاحات او مناهضة الارهاب، مع ترجيح اتخاذ الخيار الاخير.'.
 

واهتم 'مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية' CSIS بمسألة مراجعة الاستراتيجية الدفاعية، اذ عقد ندوة مغلقة على مدى يومين، 3 و 4 آب الماضي، للبحث في السبل الافضل لتوجيه سياسات الدول المشاركة عبر مسار المراجعة المذكور. وتمت الندوة تحت رعاية مكتب وزير الدفاع (للسياسة)، الذي كان ينوي دعم جهود مبادرة اصلاح المؤسسة الدفاعية لتطويرات نهجية واجرائية وهيكلية وتحديد الآليات المنوي اتباعها لتعزيز برامج بنية المؤسسات الدفاعية في المستقبل.
 

وتناول 'مركز السياسة الأمنية' Center for Secascii117rity Policy تغلغل الدور التركي في الاقليم، منوها بأن دور تركيا اضعف كثيرا مما يعتقده البعض. وقال 'مهما تكن الدوافع وراء تصرفات تركيا، فجلي ان انقرة افرطت في استخدام نفوذها. فتهديداتها ضد اسرائيل وقبرص فارغة المضمون. وتتعثر آمالها في ان تصبح قوة اقليمية'.
 

وركز 'مجلس العلاقات الخارجية' Coascii117ncil on Foreign Relations على تضاد الاراء في في واشنطن بشان التعامل مع الملف السوري  اذ يتبنى بعض الخبراء وجهة نظر مفادها ان رحيل الأسد ليس من مصلحة واشنطن، بالرغم من مطالبة ادارة الرئيس اوباما له بالتنحي. وقال 'ارقام القتلى الحالية ستتلاشى بالمقارنة في حال اندلاع حرب أهلية، وتشظي سورية العلمانية بين العلويين في الحكم وبين النخب ومسيحيي المدن والاغلبية السنية والاكراد والدروز واخرون.' واضاف المجلس ان الرئيس الاسد 'يعتبر اقل الخيارات سوءا.' وفي الجانب الآخر، قال اليوت ابرامز، عضو في المجلس، الى ان الاطاحة بالاسد 'سيصب في صلب المصالح الاميركية،' مطالبا انزال عقوبات اقتصادية ومالية اكثر صرامة والى فرض مزيد من العزلة على سورية.
 


- 'معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى'

التحدي الذي يشكله تنظيم 'القاعدة' في جنوب اليمن / مايكل نايتس


'تمثل الرابطة المتنامية بين المتمردين المعادين للحكومة في اليمن و تنظيم 'القاعدة' في شبه الجزيرة العربية' معضلة شائكة للولايات المتحدة'

يعتبر مقتل الزعيم الروحي الرئيسي والمخطط العملياتي لـ 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' أنور العولقي في 30 أيلول/سبتمبر، ضربة قاصمة لأجندة التنظيم المتطرفة. فقد قُتل العولقي في غارة شنتها طائرة بدون طيار في محافظة الجوف في شمال اليمن، في سابع ضربة جوية أمريكية في تلك البلاد هذا العام. وعلى الرغم من قيام الولايات المتحدة بتسديد ضربات ضد 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' إلا أنها تخاطر بالانجراف نحو مكافحة التمرد الوحشية التي تقوم بها الحكومة في جنوب اليمن بطريقة ربما تعزز من قوة الجماعة. وفي الحقيقة يمكن أن يكون اليمن مكاناً، ينظُر فيه العديد من السكان المحليين إلى الولايات المتحدة بأنها الجانب الخاطئ لـ 'الربيع العربي'، في حين يبدو لبعض السكان المحليين أن المنتمين لـ تنظيم &laqascii117o;القاعدة" هم الذين يقفون 'إلى جانب الشعب.' ورغم أن حسم المنافسة السياسية بين الرئيس علي عبد الله صالح وقوات المعارضة في صنعاء مهماً إلا أن المهمة الأولى التي يجب القيام بها هي وقف إطلاق النار في الجنوب حيث يعتبر التمرد المتفشي فيه نعمة لتنظيم &laqascii117o;القاعدة" وحقل ألغام محتمل بالنسبة للولايات المتحدة.

التمرد الجنوبي

في أيار/مايو وحزيران/يونيو بدأت تظهر التقارير الأولى عن 'استيلاء تنظيم &laqascii117o;القاعدة"' على مدن جنوبية مثل جعار وزنجبار (في محافظة أبين). وفي الواقع، تم الإستيلاء على تلك المدن من القوات الحكومية بواسطة خليط من جنود سابقين وزعماء قبائل وأعضاء من "حركة الحراك الجنوبي&laqascii117o; التي تسعى إلى تمثيل سياسي أكثر عدالة وتنمية اقتصادية للجنوب. وقد كان التمرد يختمر في المنطقة منذ عام 2007 عندما تقرب ضباط جيش متقاعدون بشكل جماعي من حكام الجنوب وقدموا لهم التماسات لإعادة المعاشات العسكرية ومنح الأراضي ومناصب جديدة داخل القوات المسلحة. وعندما فشل النهج السلمي وبدأت الحكومة في استهداف المعارضين في الجنوب تشكلت مجموعات مسلحة بأسماء مثل 'جيوش حركة التحرير' و 'ألوية الثورة.'

وقد دفع القمع الحكومي الوحشي إلى قيام مجموعة من فصائل المعارضة التي كانت متحفظة في الماضي إلى العمل سوية. فعلى سبيل المثال، كان الجنود الجنوبيون قد أبعدوا أنفسهم تاريخياً عن الحركة الانفصالية وركزوا على قضايا ضيقة مثل معاشات التقاعد وبدلات أرامل الحرب. ومع ذلك فابتداءاً من عام 2007، كُسِرت هذه الحواجز بصورة جزئية من خلال اندماج جنود مسجونين مع نشطاء آخرين في سجون النظام. وخلال النصف الأول من عام 2010 كثفت مجموعات مسلحة في الجنوب أنشطتها وعزلت مواقع عسكرية حكومية بشنها غارات نارية متكررة، وأبعدت مسؤولي النظام من مدن معينة وأشارت إلى مناطق معينة بوصفها 'الجنوب الحر.'

ومنذ ذلك الحين، بدأ الإسلاميون يلعبون دوراً أكثر أهمية في التمرد الناشئ في الجنوب، من بينهم البعض ممن لهم علاقات أخوية مع تنظيم &laqascii117o;القاعدة". ولطالما عانت المحافظات الجنوبية عدن وأبين وشبوة من مزيج من التمرد المسلح الإسلامي المتطرف والقبلي. وأحد القادة الرئيسيين داخل هذا الاتجاه هو طارق الفضلي الذي صاحب أسامة بن لادن وكان مرتبطاً معه مدة طويلة أثناء وبعد الجهاد ضد السوفييت في أفغانستان. وحالما أصبح جلياً أنه قام بتوثيق علاقاته مع معارضين جنوبيين آخرين، داهمت القوات الحكومية مقره في 31 آذار/مارس 2010 وقتلت طفلاً. وقد نفذت أيضاً سلسلة من عمليات الهدم العقابية لتحذيره من أي نشاط آخر. غير أن الغارة واستفزازت أخرى قامت بها الحكومة قد جذبت المزيد من الإسلاميين إلى المعارضة المسلحة. وبدأت تقع التفجيرات على جوانب الطرق وتحدث الاغتيالات بالدراجات النارية في الجنوب في أيار/مايو 2010 مستهدفة وزراء النظام فضلاً عن مسؤولين محليين وضباط أمن.

'تنظيم 'القاعدة' في شبه الجزيرة العربية' يدس نفسه في المعارضة

بعد سقوط عدد من المدن الجنوبية في أبين وشبوة في أيدي قوات المتمردين في أيار/مايو 2010 تحرك 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' بسرعة وثقة ليصبح جزءاً من المشهد السياسي الجديد في تلك المناطق متستراً باسم جديد لأنشطته وهو 'أنصار الشريعة'. وقد قامت تلك الحركة في البداية بالدعوة والوعظ وتقديم الخدمات الاجتماعية داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بما في ذلك إعادة توزيع الأموال بين الناس من مصارف الدولة. وقد أوضح أحد الزعماء القبليين الشيخ عبد العزيز الجفري آثار تلك الأنشطة عندما شرح لمراسل صحفي سبب قيام قبيلته بمأوى مقاتلي 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' فقال: 'وافقت الحكومة على أن ترسل إلينا ستة معلمين وأما فهد [القوسو وهو ناشط أقدم في 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' ومفجر المدمرة الأمريكية 'يو أس أس كول'] فقد أحضر ستة عشر [معلماً].'  

وقد حوّل 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' دعمه إلى المجال العسكري حيث وصلت الهجمات المضادة الثقيلة التي قامت بها الحكومة باستعمالها نيران المدفعية وشنها غارات جوية في منتصف حزيران/يونيو إلى مدن مثل جعار وزنجبار. وبالإضافة إلى تسهيل الهجمات الصاروخية والتفجيرات على جوانب الطرق والاغتيالات زوّد 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' المتمردين بمجموعة فريدة من 'الأسلحة الثقيلة' -- وخاصة سترات المفجرين الانتحاريين وقنابل السيارات. وقد تم استخدام هذه الأجهزة في ثمان مناسبات منذ حزيران/يونيو ضد قوات الحكومة التي هاجمت زنجبار، وكذلك في قتال وحشي مع من يسمون بــ 'المدنيين للدفاع عن الوحدة'، وهي جماعة من الوحدات الموالية لصالح على مستوى الأحياء السكنية تم تجنيدها من القبائل الشمالية التي تعيش في الجنوب ويعززها مستشارو 'الحرس الجمهوري'.

وفي بلدان أخرى، غالباً ما أدت الخبرة والقدرات التي جلبها الجهاديون إلى قيام المحاربين -- الذين كان من المستبعد أن يشاركوا سوية في الأعمال القتالية -- إلى العمل معاً، (مثل عناصر تنظيم &laqascii117o;القاعدة" والبعثيين السابقين في العراق). ويبدو أن الظاهرة نفسها تتكشف في القتال المستميت الذي يدور في جنوب اليمن. كما يبدو أن استراتيجية 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' تشمل الوقوف إلى جانب المعارضة وتكوين روابط زمالة بتوحيد الهدف ضد الحكومة. وقد نجحت هذه الاستراتيجية في أماكن أخرى، وعززت قيام ولاء قوي بين عناصر خارجية لـ تنظيم &laqascii117o;القاعدة" وبعض القبائل المحلية في أفغانستان والعراق وشمال غرب باكستان.

وتعتبر المعركة المستمرة على زنجبار من الأمثلة على ذلك. فمنذ أن بدأت الحكومة تشق طريقها بالعودة إلى المدينة في منتصف حزيران/يونيو، وقف مقاتلو 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' (بمن فيهم المصريون والسودانيون والعراقيون وفقاً لروايات الأهالي) كتفاً بكتف مع المدافعين في صراع أسموه 'الفلوجة في أبين' مشيرين إلى المعارك الأيقونية التي شنها تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في العراق في عام 2004.

دلالات للسياسة الأمريكية

تمثل الرابطة المتنامية بين المتمردين المعادين للحكومة و 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' معضلة شائكة بالنسبة لواشنطن. فالتمرد في جنوب اليمن أصيل -- إذ بدأ قبل سنوات من بداية 'الربيع العربي' وله جذور عميقة في مظالم يعود تاريخها إلى توحيد شمال وجنوب اليمن في عام 1990. وتكمن الخطورة بالنسبة للولايات المتحدة في محاولاتها التي يمكن تفهمها لقتل زعماء 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' وعرقلة جهودهم السياسية في الجنوب مما سيؤدي باليمنيين إلى وصم واشنطن بالهجمات المضادة الوحشية التي ترتكبها الحكومة.  وفي الواقع، إن الخطوط الفاصلة بين مكافحة الإرهاب والتدخل لصالح النظام يمكن أن تصبح مشوشة. ففي آب/أغسطس على سبيل المثال، حوصر اللواء الآلي الحكومي الخامس والعشرون وتم عزله في زنجبار، فقضى معظم ذلك الشهر يقاتل دفاعياً في كافة الأماكن. وأثناء القتال وفر الجيش الأمريكي إعادة تموين جوي للقوات المحاصرة باستخدامه طائرة أمريكية. وفي 2 أيلول/سبتمبر أعادت قوات الحكومة التي تعمل بدعم أمريكي فتح الاتصالات مع اللواء بتكلفة بلغت 230 قتيلاً في صفوف الجيش اليمني. وفي اليوم السابق شنت القوات الأمريكية غارتين جويتين دقيقتين قرب المدينة.

وعلى النقيض من المشاكل التي يثيرها لواشنطن، يعتبر التمرد نعمة لـ 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية'، بل ومن المثير للسخرية أنه يُعد كذلك لنظام صالح. وإذا تأجل حسم الجمود السياسي في صنعاء وإذا استمرت الحكومة في قمع المدن الجنوبية في الوقت نفسه، فبإمكان 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية' أن يدس نفسه بإحكام داخل نسيج المعارضة الجنوبية ثم السيطرة عليها من الداخل في نهاية الأمر. وبالنسبة للمضيفين القبليين قد يثبت عداء الجماعة للولايات المتحدة بأنه جذاباً على نحو متزايد طالما استمرت الغارات الجوية الأمريكية (خاصة مع الأضرار المصاحبة التي تخلفها دوماً) وغيرها من الدعم الأمريكي المرئي للحكومة. ومن جانبها تسعى حكومة صالح إلى إدامة الحرب في الجنوب لأن القتال سوف يجبر واشنطن على الاختيار بين الإصلاح ومكافحة الإرهاب، خاصة وأن الأخير هو الذي سيكسب على الأرجح.

وتشمل خيارات واشنطن ما يلي:

&bascii117ll; التوسط للوصول إلى وقف إطلاق النار في الجنوب. إن الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى مفاوضات غير مشروطة بين المعارضين الجنوبيين والحكومة (التي جرت آخر مرة في أيار/مايو 2010) ربما تُبعد الميليشيات المحلية عن 'تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شبه الجزيرة العربية'. ففي العراق وأفغانستان أدت المفاوضات إلى إجبار تنظيم &laqascii117o;القاعدة" على كشف أوراقه، مما دفع بمقاتليه إلى مهاجمة الزعماء المحليين الذين كانوا يتساومون مع الحكومة مما أدى إلى خسارتهم للدعم الشعبي.

&bascii117ll; صياغة حملة عمليات معلوماتية. لو انتشر المنتمون لـ تنظيم &laqascii117o;القاعدة" وحاولوا فرض سلطتهم وأعرافهم الاجتماعية على السكان المحليين -- كما حدث في العراق -- فربما تتوفر للولايات المتحدة الفرصة لفتح حملة للعمليات المعلوماتية والتعاطي مع القبائل تدعو إلى استقلال أصحاب النفوذ المحليين في اليمن.
 
 
- 'معهد بروكينز' الاميركي للدراسات
لقد ماتت عملية السلام وماذا بعد؟ / سلمان شيخ (مدير فرع المركز في الدوحة)
 
لقد بينت الاحداث الاخيرة في الامم المتحدة ان عملية السلام بين الفلسطينين والاسرائيليين  قد 'ماتت'.
واضافة الى ما تقدم  ومع الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في الولايات المتحدة و فلسطين وربما ايضا اسرائيل خلال الشهور القادمة ،فانه من الصعب  التخيل ان تهيمن  المفاوضات الجدية على  الحياة  السياسية بين البلدين ،وفي المحصلة فانه يتوجب على الولايات المتحدة ان تعود للعب دورها الاساسي في رعايةالسلام في وقت يتراجع فيه نفوذها وهيبتها بشكل عميق في الشرق الاوسط ، وفي ضل هكذا سيناريو يبقى السؤال الواضح انه ' وماذا بعد ذلك ؟
   واذا كانت لدينا شكوكا حول مسار  ' محادثات السلام ' والى اين وصلت  ، فان خطابات نتنياهو و عباس في الامم المتحدة تبين بوضوح  الحقيقة المجردة ، اذ ان كليهما قد  شددا في الخطابات على الهواجس والمخاوف الوجودية  والتاريخية  والتي ادت الى الصراع المستمر بين الشعبين ، وبدا ان كل واحد منهما عرض حججا درامية بدلا من  الاعداد والتمهيد لمساومات صعبة ولتسويات تاريخية ،وعبثا حاول اوباما الذي القى خطبة قبلهما ، ان يشجع الفلسطينيين  للشروع في محادثات مباشرة وعاجلة .


- موقع 'هودسون'
معاداة السامية هي الخبز اليومي للسياسة المصرية / صاموئيل تادروس

لقد ربط العديد من المراقبين بين حدث اقتحام الاعتداء على السفارة الاسرائيلية مؤخرا في القاهرة وبين اقتحام السفارة الاميركية في طهران عام 1979 ،اذ وقبل كل شيء ، وبعد بضعة شهور على انتفاضة ، تم النظر اليها على انها ديموقراطية وليبرالية ، فان ' ثورببها ' قد اقتحموا سفارة غربية ، وربطا بذلك فان بعض المراقبين قد استنتجوا بان الاسلاميين يقفون خلف الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة ، تماما كما كان الاسلاميون خلف اقتحام السفارة الاميركبة في طهران قبل 32 عاما .
 
 وبالتاكيد فان البعض راى في مهاجمة السفارة الاسرائيلية نتيجة منطقية للسياسات الاسرائيلية  وانتجت الصحف المحلية  كل انواع نظرية  المؤامرة حيث كتبت مثلا صحيفة الوفد بان رجال الامن الاسرائيلي قد اطلقوا النار على المتظاهرين !
وفي الوقت الذي يعبر فيه الاسلاميون وبحزم عن العداء تجاه اسرائيل ولديهم تاريخ طويل من العداء للسامية ، فانهم لم يشاركوا في ذلك اليوم الذي تم فيه مهاجمة السفارة ، بل قامت به مجموعات ما يسمى بـ ' الديموقراطيين ' و ' الليبراليين '  واعلن 21 من المنتمين لهذه الجماعات عن مسؤوليتهم وعن رفضهم عودة السفير الاسرائيلي الى القاهرة .
ان الاسلاميين يشكلون خطرا داهما على الحرية ، لكنهم ليسوا وحدهم من يشكل ذلك الخطر ، لان عامة الناس ليسوا اقل خطورة ، وهم سواء كانوا من التروتسكيين او الفوضويين او الناصريين ( كذا ورد في النص الانجليزي )  ، وبشكل صريح فهم لا يقلون معاداة للسامية عن الاسلاميين ،  والحقيقة فان معاداة السامية هي الخبز اليومي للسياسة المصرية .
ان الهجوم على السفارة الاسرائيلية مؤشر اخر على تهاوي قوة ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ، وربما كان نتنياهو صادقا في شكره اوباما لاستخدامه ' كل الوسائل والنفوذ ' من اجل عودة الحياة طبيعية في السفارة ، لكن يبقى من غير الواضح ان سكرتير الدولة الاميركي  لشؤون الدفاع ، قد امضى ساعتين من الاتصالات قبل ان يتمكن من الحديث مع نظيره المصري.


- موقع 'سي أف آر'
'تحديات قاسية  في سوريا' / ديبورا جيروم


شكل الاعلان مؤخرا عن تشكيل تكتل موسع مضاد للرئيس السوري الاسد تحت اسم المجلس الوطني السوري   علامة على السعي لتوحيد اطياف المعارضة السورية ، وتزامن ذلك مع استمرار سياسة القمع من جانب الحكومة العلوية المهيمنة بزعامة بشار الاسد ،وكانت القوات السورية قد اعتقلت ما يزيد على 300 شخص بعد ان اعادت السيطرة على مدينة الرستن ، ومع تزايد وتيرة العنف في سوريا فانه يخشى من دفع المتطرفين الى الواجهة ، مما قد يحول ما بدا انه تحرك ديموقراطي واسع الى حرب طائفية ، ويضاف ذلك الى الفوضى التي ستحصل في منطقة تشهد اضطرابات قوية اثر ما عرف بـ الربيع العربي ،ويخشى البعض من انتقال الاحداث في سوريا الى لبنان او ان تتدخل ايران في الصراع ولمصلحة الاسد ، فيما اصبحت تركيا اقل تسامحا مع سوريا ،.
 ان احداث سوريا اصبحت تشكل معضلة للادارة الاميركية ، وفي الوقت الذي تشجع فيه الاتجاهات الليبرالية في الشرق الاوسط  فانها تعلن ان خيارات الاسد باتت محدودة ، فيما شهدت الاداة الاساس للظغط على سوريا ، اي مجلس الامن ، بروز استخدام الصين وروسيا لحق النقض الفيتو ، ضد مشروع  قرار يدين بشدة الانتهاكات المنظمة والخطيرة لحقوق الانسان في سوريا . وكان المشروع يحضى بدعم الدول الاوروبية والولايات المتحدة وينص على وجود خيارات اخرى بحال فشل النظام في سوريا في وقف استخدام القوة ضد المدنيين ، واطلاق سراح المعتقلين السياسيين .
  الا ان بعض الخبراء يعتقدون ان تنحي الاسد لا يخدم المصالح الاميركية رغم دعوة اوباما الاسد الى ترك السلطة ، فيما يجادل اخرون بان للولايات المتحدة مصلحة في سقوط نظام الاسد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد