مقابلات » مهارات جديدة

- صحيفة 'الحياة'
بشار إبراهيم

مهــاراتٌ جـــديدة، بــات على العاملين فــي استوديوات الفضائيات العربية إتقانها!

كأنما الأمر لم يعد وقفاً على ما يمتلكونه، على المستوى الفني والتقني، من معارف وعلوم، ولا على ما يراكمونه، من خلال الخبرة والتجربة. وكأنما لم يعد من المفيد الاكتفاء بالدورات التدريبية، المتواصلة، التي تقيمها القنوات التلفزيونية، لعامليها، بين فترة وأخرى، من أجل تطوير قدراتهم الفنية والتقنية، في مجال فنون الإضاءة، والتصوير، وهندسة الصوت، وفي مجال المونتاج والمكساج، وفنون الغرافيك، وكذلك أصول البثّ والإرسال.

الآن، بات على الفضائيات التلفزيونية العربية، إقامة دورات تدريبية للعاملين في استوديواتها، تمكّنهم من امتلاك بعض فنون القتال الفردي، وأبرز صنوفه، بالتالي تطوير قدراتهم على الانتباه الشديد، والملاحظة المركزة، والتحفّز المتوثّب، والتحرُّك في اللحظة المناسبة، بالقفز من وراء الكاميرا، أو من أمام &laqascii117o;مُبدِّل" الصورة، أو &laqascii117o;مازج" الصوت، والتقدُّم بسرعة فائقة إلى عمق الاستوديو، والتصرّف بمهارة ملائمة، لفضّ الاشتباك، الذي سيندلع في أي لحظة مباغتة، بين متحاورين، كانا قبل لحظة أنيقين، مهذبين!

فمع قلّة حيلة المذيع (أو المذيعة)، وصعوبة تحرّكه، سواء لأنه يكون مُقيداً بصورته وهيبته أمام جمهور المشاهدين، أو مكبلاً بأسلاك لواقط الصوت، وسماعة الأذن، أو لأنه أصلاً غير رياضي، على خلاف عموم العاملين في الاستوديو، الذين غالباً ما ينتمون إلى الفئات العمرية الشابّة، من ذوي الأجساد القوية، واللياقات الحاضرة، بمقدارٍ ينبغي لها أن تؤهِّلهم للتعامل مع الكاميرا التلفزيونية، الثقيلة الوزن، والبطيئة الحركة، إن كانت مهنتهم التصوير، أو مشقة الصعود على السلالم المعدنية، والتمرجح في الهواء، من أجل التعامل مع الكشّافات الضوئية، المُعلَّقة في الأسقف، إن كانت مهمتهم الإضاءة... مع كل هذا، يبدو أن العاملين في الاستوديوات، هم أولاً من بات يقع عليهم عبء فضّ الاشتباك، والفصل بين المتشابكين بسلام؛ من دون إصابات، ومن دون أضرار، أو بأقلّها، على أقلّ تقدير.

ظاهرة لم تعد نادرة، ولا حكراً على شاشة عربية، دون غيرها. بل لعلها صارت ظاهرة جوّالة، أو تكاد، يمكن أن تراها على شاشة فضائية عربية، في هذا البلد، أو ذاك، سواء كانت هذه الفضائية، من القنوات الكبيرة، الشهيرة بإتقانها فن إشعال نار الغيظ بين &laqascii117o;الرأي"، و &laqascii117o;الرأي الآخر"، ودفعهما معاً إلى تجاوز حدود الشتائم والسباب، والتهديد والوعيد، والانتقال إلى حدود التنفيذ، على الهواء مباشرة... أو كانت تلك الفضائية، من القنوات المغمورة، التي لم يُؤثر عنها، أو عن بلدها الأمّ، أية إشكاليات بين رأي وآخر.

ربما يسعى بعض الفضائيات الى الحصول، ولو على مشهد واحد من هذه الظاهرة، ظاهرة العراك على الهواء مباشرة، سعياً للشهرة! ولكن في الأحوال كلّها، وأخذاً للحيطة والحذر، وحرصاً على سلامة المتعاركين، بات لا بدَّ من تدريب العاملين في استوديوات الفضائيات العربية، على إتقان مهارة جديدة، هي فن فضّ الاشتباك، ووقف العراكات، التي صارت تنشب بالأيدي، أو بالكراسي، بعد انطفاء زمن تقاذف الأوراق، ورشّ كؤوس الماء!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد