مقابلات » فهد ميري: الدراما السورية تتسع للجميع

1326989980998761300_299- صحيفة 'الحياة'
دمشق - غيث حمّور

فهد ميري أحد المخرجين السوريين القلائل الحاصلين على شهادة متخصصة في الإخراج التلفزيوني. وعلى رغم أن أعماله قليلة كمّاً، لكنّها ذات سوية فنية مميزة نوعاً، وتركت أثراً كبيراً لدى المشاهد، بما تحمل من بُعد إنساني وحياتي.

ميري يدخل تجربة جديدة في مسلسل &laqascii117o;المصابيح الزرق" المأخوذ من رواية للكاتب حنا مينة، وسيناريو محمود عبد الكريم، ومن إنتاج &laqascii117o;المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني". وعنه يقول لـ &laqascii117o;الحياة": &laqascii117o;إنه ملحمة تجري أحداثها في فترة الحرب العالمية الثانية وتدور في المنطقة الساحلية. وهو في الأساس رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب الكبير حنا مينة، قبل ان يتحول إلى سيناريو، استُخدمت فيه الشخصيات نفـسـها والأحداث ذاتها، ولكن بمساحة أكبر وأوسع".

وعما يريد تقديمه في &laqascii117o;المصابيح الزرق"، يقول: &laqascii117o;يركز العمل على العلاقات الإنسانية في شكل كبير وعلى الجانب الوطني وتلاحم شرائح المجتمع ككل، وبناء العلاقات في ما بينها والمبنية على الحب والإنسانية والود والخير والمشاعر النبيلة، ويتم توظيفها في الجانب الوطني ضد المستعمر الفرنسي، وإخراجه من الأراضي السورية".

بين السياسة والفن

أما عن البيئة الساحلية الموجودة في الرواية، فيقول: &laqascii117o;البحر كان موجوداً دائـمـاً في أدب حـنا مـينة، وهو ما تم استغلاله في الـعـمل من خلال العلاقات المهنية والمزيج الاجتماعي. وبالنسبة الى اللهجة، كان الامر معقداً في البداية، بخاصة أن لهجة الأربعينات تختلف عن لهجة الستينات، ذلك ان دخول عناصر غريبـة في هذه الـفـتـرة أدى في شكل كبير إلى تغيير اللهجة أكثر من مـرة، وهذا الأمر لا ينطبق على الساحل فـقـط بل على مختلف اللهجات المحلية في سورية، ونحن في هذا العمل نستخدم اللهجة الساحلية المخففة، والأقرب إلى اللـهجة المحكية، أو ما يـسـمى اللـهـجة البيضاء، مع لفحة بحرية خفيفة".

ماذا عن دور اهل الدراما في الأزمة السورية، يجيب: &laqascii117o;ما تمر فيه سورية الآن مؤلم، ليس فقط للسوريين ولكن لكل مواطن عربي، ونحن كفنانين يكون دورنا في المساهمة بفاعلية في المجتمع، والاستمرار في الحياة والعمل، وأتمنى أن تمر هذه الأزمة بخير، وفي النهاية ليس لهذا البلد سوى أولاده، ولا ننتظر ان يأتي أحد من الخارج ليحمينا".

ويردّ ميري تراجع الدراما السورية في السنوات الماضية الى التمويل الخارجي الذي أصبح يفرض شروطه ورؤيته، ويقول: &laqascii117o;الدراما لا تأتي من فراغ، فهناك عدد من المقومات، تبدأ بالفكر وتنتهي برأس المال. والدراما السورية كان أكثر من 80 في المئة منها ينتج بتمويل خارجي، بالتالي من حق المنتج أن يفرض ما يراه مناسباً وما يخدم مصلحته. لكنّ السؤال هنا يكمن في ماذا تقدم الدراما السورية لنفسها، ومن هنا أبدي تفاؤلي بالمؤسسة العامة للإنتاج الدرامي التي يجب أن تكون حاضنة للدراما والفنانين والفنيين، ونحن نملك إمكانات، ونصدر دراما تمسنا وتمس مشاكلنا وهمومنا وحياتنا وتقاليدنا. لذا من واجبنا كدراميين أن نحمي هذا الإرث، لأنه جزء من وجودنا، وهنا لا أتكلم عن الدراما كصناعة وأموال وموارد وما إلى ذلك، لكنني أقول إنه يكفينا الكلام عن أن الدراما السورية يجب أن ترتبط بالأموال الخليجية، مع الاحترام للجميع، فنحن كسوريين لدينا المقومات وإمكانات تكفي لتقديم ما نريده".

وعن فترة الانحدار التي تمر بها الدراما السورية، يقول: &laqascii117o;كان سببها الرئيسي التمويل الذي فرض ما يريده، ما حولها إلى تجارة، لكن الدراما بعيدة كل البعد من التجارة، بل هي رسالة أخلاقية وإنسانية، وتصدير أعراف وتقاليد لشعب موجود له ماض وحاضر ومستقبل أيضاً. وأتمنى أن تؤخذ هذه النقطة في الاعتبار لدى جميع الدراميين السوريين، فنحن نقدم همومنا وأفراحنا وانكساراتنا".

دراما وطنية

ويشيد ميري بدور المؤسسة العامة للإنتاج -الحديثة العهد- في دعم صناعة الدراما، ويقول: &laqascii117o;منذ أكثر من 15 سنة كانت فكرة المؤسسة موجودة، وتحققت أخيراً، وأصبحت مساهمة في شكل حقيقي في صناعة الدراما، وقدمت دراما وطنية بامتياز. وبانفتاحها على شركات القطاع الخاص، رفعت سقف المنافسة، بما يخدم الصناعة الدرامية السورية. كما تحولت المؤسسة إلى حاضن حقيقي ليس للدراما فحسب، بل أيضاً لمختلف شركات الإنتاج الأخرى، وهذا ما سيعود بالفائدة على الصناعة وعلى مستواها الفني".

وتعقيباً على مقال نشرته هذه الصفحة، وتطرق إلى احلال مخرج موال مكان آخر معارض في مسلسل &laqascii117o;المصابيح الزرق"، يقول ميري: &laqascii117o;الوطن يتسع للجميع، والاختلاف حالة صحية، والتطور يأتي من الاختلاف، ولكن يجب أن نختلف تحت سقف الوطن. ومهما اختلفنا نبقى أبناء هذا الوطن ومستقبله، ويجب ألا يفسد هذا الاختلاف للود قضية، فنحن جميعاً زائلون والوطن هو الباقي، فسورية التي كانت قبل 6 آلاف سنة موجودة، ستبقى مستمرة بتعاضد أبنائها بغض النظر عن اختلاف آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد