مقابلات » أوغاريت دندش: الحياد مسألة نسبيّة

86045_430- صحيفة 'السفير'
جوي سليم

انضمت أوغاريت دندش إلى قناة &laqascii117o;الميادين" منذ انطلاقتها في حزيران الماضي، وبدأت عملها فيها كمراسلة في تركيا. لكنّ تطورّات الأزمة في سوريا، غيّرت من مخططات الصحافية التي بدأت حياتها المهنيّة في &laqascii117o;الجديد". هكذا، انتقلت مع فريق &laqascii117o;الميادين" إلى حلب، لتغطية الاشتباكات المسلحة بين الجيش الحر والجيش السوري. منذ تموز الماضي بدأت مهمّتها، ولا تزال مستمرّة فيها حتى اليوم.
غطّت دندش في السابق، معارك ليبيا واليمن، لكنّها برزت بتغطياتها الميدانيّة من حلب، إلى جانب إنجازها لوثائقي أخذ حيّزاً كبيراً من الجدل، هو &laqascii117o;نبل والزهراء في قلب العاصفة" والذي بثّته &laqascii117o;الميادين" قبل أسبوعين.
طوال الأشهر الخمسة الماضية، رأينا دندش على الشاشة، ترافق الجيش السوري الحرّ حيناً، تواكب عن قرب عمليات القنص على &laqascii117o;الشبيحة" في ريف حلب. وفي أحيان أخرى، رأيناها ترافق الجيش السوري النظامي في طوافة تنقل المساعدات لقريتي نبل والزهراء اللتين يتعذر الدخول إليهما برّاً، بسبب الحصار. &laqascii117o;وهذا أمر بالغ الخطورة، خصوصاً مع ما تسمعون به عن إسقاط المروحيات في ريف حلب"، تقول دندش لـ &laqascii117o;السفير".
أظهر وثائقي &laqascii117o;نبل والزهراء في قلب العاصفة" (تصوير غسان نجار، مونتاج علي سليمان) حصار القريتين من قبل الجيش السوري الحر. كما رصد القصف والخطف، والحصار الاقتصادي وفقدان المواد الغذائية، إضافةً إلى خطف أهالي القريتين لعناصر من الجيش الحرّ، لمبادلتهم مع مخطوفين احتجزهم الأخير. ويظهر الشريط الذي يمكن العثور عليه على موقع &laqascii117o;الميادين" الآن، تهجير عائلة آل البجّ من قرية يسيطر عليها الجيش السوري الحرّ لكونها من مؤيدّي النظام.
لم تكن تجربة نبل والزهراء أخطر ما خاضته دندش في تغطيتها السوريّة. إذ إنّ تغطية معارك حلب/المدينة منذ تموز الماضي، لم تكن نزهة بدورها. فإدراك فريق العمل انّه عرضة للموت في أيّ دقيقة، دفعته إلى التنقّل بشكل دائم، لتغيير مكان العمل، خصوصاً بعد التهديدات التي طالته على بعض المواقع التابعة للمعارضة. لكنّ ذلك &laqascii117o;جزءا من العمل الإعلامي في زمن الحروب"، تقول دندش.
التغطية الميدانية في زمن الأزمة السوريّة، صارت أكثر فوضى وغموضاً، بالنسبة للمراسل. كما أنّ المشاهد صار يجد نفسه أمام أكثر من رواية متضاربة، عن الحدث الواحد. لهذه الأسباب، يصبح التدقيق في المعلومات، تحدياً جدياً وصعباًً. &laqascii117o;يكون كمّ المعلومات الدافقة في الحروب، هائلاً، ما يرتّب على الإعلامي القيام باتصالات كثيرة ومتشعبة بمصادر عدة، إضافةً إلى الوصول إلى مواقع المعارك ليكون شاهداً بنفسه، مع كل المخاطر المتّصلة بهذا الأمر"، تقول أوغاريت دندش.
وتعطي دندش مثالاً على &laqascii117o;الضياع" الإعلامي الذي قد تسببه عشوائية المعلومات والأخبار: &laqascii117o;يوم زعم بعض المسلحين سيطرتهم على مبنى الإذاعة والتلفزيون، عرضت معظم وسائل الإعلام الخبر ليلاً، مشيرةً إلى أنّ معارك دارت حتى الفجر بين المسلحين والجيش السوري داخل المبنى. في الصباح، قام فريق &laqascii117o;الميادين" بزيارة الموقع وتصوير أماكن الاشتباكات، ليتبيّن لنا أنّ المعركة دارت خارج المبنى، بعكس كل ما رواه الإعلام طوال الليل".
قد يتساءل كثيرون عن إمكانية &laqascii117o;حياد" المراسل الحربي. تعلّق أوغاريت على الأمر معتبرةً الحياد مسألة نسبية. وتتساءل: &laqascii117o;إذا رأيتُ كإعلامية عملية ذبح إنسان، هل الحياد يعني أن أساوي بين الجلاد والضحية؟" وتتابع: &laqascii117o;إذا كان البعض يتساءل عن سبب تصوير نبل والزهراء دون غيرهما، فإنّ ذلك يعود إلى كونهما القريتين الوحيدتين المحاصرتين في المنطقة التي عملت فيها. كما أنّ &laqascii117o;الميادين" ستعرض الاثنين المقبل وثائقياً من إعدادي عن قرية أخرى محاصرة، وكلن في حمص هذه المرّة".
وتحكي دندش عن رغبة فريقها بتقديم تغطية مختلفة، خصوصاً &laqascii117o;انني لم أشهد خلال تغطيتي للحروب في السنوات الأخيرة، هذا النوع من العمل الإعلامي الذي يغفل وجهة نظر فريق من الأفرقاء بشكل كامل مقابل تغطية مكثفة للفريق الآخر".
نسأل دندش عن رأيها بمستقبل الأزمة في حلب، انطلاقاً من تجربتها. فتردّ: &laqascii117o;لن يستجدّ شيء على مستوى الحلّ، قبل حصول تطورات سياسية من الجانب التركي"، ما دام أن &laqascii117o;تركيا أقرب من دمشق" لمناطق عدّة في حلب، كما ورد في وثائقي &laqascii117o;نبل والزهراء في قلب العاصفة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد