صحف ومجلات » أخبار ومقالات من مجلات أسبوعية لبنانية وعربية

- مجلة 'الشراع'
احصى قيادي بارز في 14 آذار مجموعة من الادلة تأكيداً لمشاركة حزب الله في أحداث عبرا، بينها صور وزعت على ((اليوتيوب)) وتظهر مقاتلين بشارات صفراء ترمز إلى حزب الله وشريط مصور لقناة ((المنار)) يظهر فيها مقاتلون للحزب وراء أحد مندوبي المحطة في عبرا، إضافة إلى جنازات قتلى للحزب سقطوا خلال القتال الدائر في عبرا. 

- 'الشراع'
حسن روحاني والذبح بالقطنة

فليحذر العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، من اي تصريح ناعم او ودي، لرئيس ايران الجديد حسن روحاني، يريد به إظهار التزام بلاده، تحسين علاقات طهران مع الرياض، وغيرها من عواصم العرب!
علي خامنئي ما جاء بروحاني الا كي يحاول به، كسر قرارات المقاطعة الاقتصادية التي تكاد تكسر ظهر الاقتصاد الايراني. وخامنئي يدرك ان احمدي نجاد ليمونة تم عصرها الى الآخر، وها هو يرميه في سلة الزبالة.. طبعاً بعد ان يحيله الى القضاء بتهم أعدها الأخوان لاريجاني، علي في مجلس الشورى، وصادق في السلطة القضائية، ضد قارىء العزاء المنتهية مدته.
الشيخ الدبلوماسي حسن روحاني، جاء لمهمة محددة فقط، هي محاولة اخراج ايران من عزلتها التي جاءت بها سياسات خامنئي – نجاد، فإذا ما انتهت مرحلة نجاد بالكارثة الاقتصادية والعزلة الدولية، فإن روحاني سيكون الثنائي الآخر الذي سيعتمده خامنئي لاستمرار ايران في سياساتها انما بإزاحة استفزازات نجاد.
ولولا قناعة خامنئي بإمكانية نجاح روحاني.. بل لولا خطة خامنئي، بأن ايران بحاجة لالتقاط الانفاس لما سمح له ان يكون مرشحاً، ولكان فرض على المرشحين الآخرين (محسن رضائي، محمد علي قاليباف، علي اكبر ولايتي، وسعيد جليلي) الانسحاب لأكثرهم امكانية لجذب الناس للتساوي مع روحاني، وهو قاليباف نفسه الذي حل ثانياً في نسبة الحاصلين على اعلى الاصوات، وفي الدورة الثانية سيضمن خامنئي حصول التزوير مثلما حصل لنجاد عام 2009.
خامنئي سمح بمجيء روحاني، رغم ان الرجل بدا انه مرشح اكبر منافسيه السياسيين الحقيقيين علي اكبر هاشمي رفسنجاني.. قبله خامنئي لأنه سيوجهه للخارج، لمداهنة العرب والغرب، ومحاولة اكتساب الوقت لتحقيق مشروعي النظام الايراني الحالي الاستراتيجيين وهما:
1- المشروع التوسعي العنصري – المذهبـي على حساب العرب.
2- المشروع الايراني النووي على حساب العرب اولاً ودائماً.
هاتان المهمتان لروحاني هما سبب اختيار خامنئي له.. اما المسائل الداخلية فلن يستطيع روحاني عمل اي شيء فيها.. اللهم الا اللمسات الخفيفة التي لا تحقق اي حرية لأي اعتراض سياسي.
المشروعان الخارجيان لخامنئي يسيران على قدم وساق، ونظام خامنئي يتقدم في كل بلاد العرب، على حساب وحدة العرب، وحدة المسلمين، الوحدة الداخلية لكل بلد عربي، اعتماداً على عدوان نظام ايران بواسطة الحرس الارهابي الايراني، واستناداً الى أدوات ايران الارهابية الاخرى (عصابات الاسد، حزب الله، احزاب العراق الشيعية، الحوثيون في اليمن.. وتفاهم في العمق مع جماعة الاخوان المسلمين المصرية..).
روحاني جاء ليكذب على العرب (والغرب) ونحن نحذر ان يصدق العرب روحاني، وحتى لا يبدو انهم يغلقون امامه الابواب، فليطالبوه بوقف العدوان الايراني المباشر، وعبر ادواته ضد العرب والمسلمين ووحدة مجتمعاتهم وأراضيهم في سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين.. اولاً.
في هذه البلدان انتشار ايراني عسكري مباشر، مدجج بالسلاح والمال والتحريض المذهبـي، والعقائدي المعادي للعرب.. المعادي للمسلمين.
اذا كان حسن روحاني صادقاً في مسعاه لتصحيح العلاقات مع العرب، خاصة المملكة العربية السعودية، فليأمر بوقف عدوان ايران على البحرين، وليلزم جماعات الحرس الارهابي الايراني في هذه المملكة، بالدخول في حلقات الوفاق الوطني التي دعا اليها مسؤولو المنامة.
اذا كان روحاني صادقاً مع العرب، فليأمر بسحب قوات العدوان الايراني على الشعب السوري (حرس ارهابي، ميليشيات حزب الله اللبناني والعراقي، وحوثيو اليمن..).
نحن نعرف ان الصلاحيات ليست ابداً في ايدي روحاني.. اذن لماذا نصدق قدرته على تنفيذ اي كلمة ود يطلقها لتخديرنا؟


- 'الشراع'
لبنان.. أسير من  
 
مثلما كان بشار الأسد محتاجاً إلى جبهة النصرة، كي يوصم الثورة الشعبية السورية ضده، بأنها إرهابية ليسوق لنفسه أمام إسرائيل والغرب الأميركي تحديداً، انه يحارب الارهاب، وهذا ما نجح به وأطال عمر نظامه حتى الآن..
هكذا كان حسن نصرالله يحتاج إلى أحمد الأسير، كي يوصم كراهية معظم اللبنانيين لحزبه وعدوانه عليهم (كما على شعب سورية وشعب العراق وشعب مصر) بأنها مرتبطة بتطرف سني ضده.
جبهة النصرة جاءت لأن جرائم بشار ضد شعب سورية، تحرك الصخر، احتجاجاً ومن الطبيعي ان تحرك مسلمين في كل أصقاع الأرض، لمحاولة رفع الغبن عن هذا العدوان الكوني على الشعب الثائر، ويشارك في العدوان إيران وروسيا والصين والعراق وأدوات نظام الارهاب في لبنان والعراق واليمن.
أحمد الأسير جعل حزب الله يختبىء خلف الجيش اللبناني الذي يقوم بواجبه لمنع الفلتان الأمني، ليسقط الأسير في كمائن حزب الشيطان، وسرايا المقاومة هي إحدى أدوات هذا الحزب التي راحت تطلق النار على الجيش اللبناني، في وقت واحد مع إطلاقها النار على عناصر الأسير.
وسيكتشف اللبنانيون سريعاً ان العدد الأكبر من ضحايا الجيش اللبناني، سقط برصاص غدر أطلق من سرايا حزب الله.. ومع هذا فإن الصورة التي رسمها حزب الله بمساعدة الأسير، للمعارك العسكرية التي دارت في صيدا، انها معارك بين جماعة أحمد الأسير والجيش اللبناني.
أحمد الأسير يدرك ان أحداً لن يكون معه في معارك يخوضها ضد الجيش اللبناني، رغم قناعة كثيرين بأن عناصر حزب الله اندست في المعارك وأطلقت النار على الجيش وقوات الأسير معاً.
ولأنه يدرك هذا، فإن أحداً لا يغفر له انه وقع في كمين حزب الله، وجعل الانظار تتجه إلى ان هناك فئة سنية إسلامية تحارب جيش الوطن، بينما يعلم اللبنانيون جميعاً بأن كل عدوان على الجيش اللبناني خلال السنوات الأخيرة مصدره فقط حزب الله.
نكتب هذا، ونحن لا نبرىء جماعات معينة من مواجهات مع الجيش اللبناني جاءت خارج سياق الاحتضان السياسي الاسلامي العام لجيش الوطن، ولكننا لا نبرىء أبداً حزب الله من استهدافاته السابقة والحالية للجيش في خطة اعتمدها كي يحجم الجيش ويدجنه ويمنعه من القيام بواجبه.
ولا ينسى اللبنانيون ان ضباط الجيش اللبناني وقوى الأمن الذين قتلهم حزب الله بين مسلمين سنة ومسيحيين موارنة في السنوات الأخيرة وضباطاً شيعة أيضاً في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي.
عداء حزب الله لمؤسسة الجيش لها ركائز سياسية وثقافية وأمنية، حتى لو نجح الحزب في اختراقات هنا وهناك للجيش وأجهزته الأمنية، سواء تحت عنوان التنسيق بإسم المقاولة الرخيصة، أو بإسم ثالوث برمودا الشهير بإسم الشعب والجيش والمقاومة.
لذا
يبدو الأمر الأكثر إثارة للسخرية تعليقاً على مجزرة صيدا، هو قول الحزب المذكور، بأن أي عدوان على الجيش هو عدوان على اللبنانيين!!
غير ان الأكثر سخرية بعد هذا هو قول وزير خارجية بشار، وليد المعلم بأن ما حدث في صيدا هو أمر خطير.
تصوروا ان هذا الاجوف يقفز فوق حمم الموت التي يقصف بها معلمه المجرم أجساد الاطفال والنساء وكل أثر للحياة في سورية، ليجد متسعاً من الوقت يطمئن فيها على أحوال صيدا.
انظر يا أحمد الأسير.. هذا الوضع الذي أوصلت إليه حالك وحال الغضب الشرعي ضد عدوان حزب الشيطان على أهل لبنان.
تذكر يا أسير ان الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وانك لم تعد أسير قراراتك العشوائية فحسب.. بل جعلت لبنان كله مرة أخرى أكثر خضوعاً لأمر حزب الشيطان الايراني.
أما الأمر الأهم،
فهو ان انتهاء ظاهرة الأسير، لا تلغي امكانية انطلاق غيرها طالما استمر عدوان حزب الله على الشعب اللبناني.
والأكثر أهمية ان هناك أمراً أساسياً يجب معالجته وهو سبب ظاهرة الأسير، وهو هذا العدوان ونحن ننتظر أولاً إسقاط مثلث برمودا الايراني الشعب والجيش والمقاومة. فالشعب اللبناني يؤيد جيشه، لكن شعب لبنان وهو الأصل بات يرى في هذه المقاولة عدواناً مستمراً عليه يجب رفعه بأي وسيلة شرعية كانت، وهنا على الجيش أن يكون منحازاً بالكامل للشعب اللبناني، ولا يمكن أن يرتضي أن يكون طرفاً مع حزب يعتدي على هذا الشعب ومثلما أنهى ظاهرة أحمد الأسير، فإن الجيش والشعب مهمتهما إنهاء ظاهرة هذه المقاولة.. بأي طريقة شرعية كانت.


- 'الشراع'
الثورة السورية تحسم هوية المنطقة: رفض تسوية لا غالب ولا مغلوب
دول الخليج تتساءل: هل هناك صفقة أميركية ايرانية على حساب العرب؟
برودة أميركية تجاه الزحف الايراني العسكري والسياسي تجاه سورية والعراق ولبنان بواسطة حزب الله
محمد خليفة:

ثمة جديد في التحركات العربية بشأن الأزمة في سورية, وخاصة في الدوائر السياسية وأوساط الخبراء في دول مجلس التعاون الخليجي التي زجت بنفسها في الازمة بشكل حاسم منذ بدايتها بقوة يصعب تراجعها أو خروجها منها. فالبعض منهم تساوره حالياً شكوك قوية في دوافع الموقف الأميركي غير المنطقي وغير المفهوم, وتذهب التفسيرات الى حد الاعتقاد بوجود مؤشرات على تبلور تواطؤ أميركي - ايراني حالياً على حسابها وحساب مصالحها الاستراتيجية والاقليمية. لم يعد الاندفاع الخليجي لدعم ثوار سورية تحركاً نابعاً من التعاطف القومي والاسلامي مع شعب شقيق يواجه حرب إبادة من قبل ديكتاتور ظالم قلما عرف التاريخ له نظيراً, ولم يعد أيضاً تحركاً لمواجهة خطر التمدد الايراني على مستوى المنطقة ولكنه أصبح تحركاً ضرورياً يرقى الى مستوى الدفاع عن النفس تمليه مخاوف وتقديرات عن احتمال إبرام صفقة بين الغرب واسرائيل بقيادة واشنطن من ناحية, وايران من ناحية ثانية, تتعلق بعدد من الملفات الاقليمية الكبرى تختزل في التسليم بدور اقليمي واسع لايران على حساب دول الخليج العربية.
في رأي هؤلاء المسؤولين والخبراء أن غموض السياسة الأميركية في المنطقة, لا يقتصرعلى الملف السوري.. بل يمتد الى ملفات أخرى محورها إيران ودورها الاقليمي, وأمن الخليج. ويعتقدون أن وراء الأكمة ما وراءها, وما يجري تحت الطاولة ربما يكون أهم وأخطر مما يجري فوقها! وهم يستشهدون بالقول المأثور: للدول العظمى مصالح دائمة وليس لها صداقات أو عداوات دائمة. وهو ما ينطبق على أميركا التي كثيراً ما خذلت حلفاءها, وتخلت عن أصدقائها من أجل المحافظة على مصالحها, ومن اشهر الأمثلة المذكورة تخليها عن حليفها السابق شاه إيران عام 1979 بسهولة, أما أحدث الأمثلة على ذلك فهو تفاوضها الذي بدأ قبل أيام مع طالبان عدوها الأفغاني اللدود بوساطة قطرية, وما ينطوي عليه من ذرائعية صارخة. ومن المعروف أن الرؤساء قد يؤدون في هذا الصدد أدواراً خاصة تعكس كفاءاتهم وقدراتهم ونزعاتهم الشخصية. فالرئيس جورج بوش الاب (1989 - 1993) ورغم خبرته الطويلة في السياسة الخارجية كاد في أزمة الكويت عام 1990 أن يتخلى عن الكويت أو يساوم عليها لإرضاء صدام حسين لولا تدخل السيدة الحديدية مارغريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية التي قصدت واشنطن لتحذره من أي تخاذل أو مساومة مع الديكتاتور العراقي وقالت له: هذه الازمة امتحان لك شخصياً وإياك أن تتردد.. عليك أن تثبت جدارتك وجدارة بلادك بقيادة العالم. ويؤكد المحللون أنه لولا تاتشر وريثة الامبراطورية البريطانية لتراجع بوش أمام صدام يومها. ويقال أن تاتشر استدعت ذات يوم من تلك الفترة رئيس تحرير صحيفة ((الحياة)) اللندنية لتطلب منه الامتناع عن نشر مقابلة مع مسؤول رفيع تحدث فيها عن امكانية المساومة على دولة الكويت!
لهذه المخاوف إذن أساس, وللدول العظمى سوابق, ولكن إلى أي حد يمكن اعتبار هذه المخاوف جدية الآن؟ وهل ثمة مؤشرات مقنعة على صفقة أميركية - ايرانية؟

هل هناك صفقة أميركية - ايرانية؟!
يشير المتخوفون من وجود الصفقة إلى المؤشرات التالية:
أولاً - البرودة الأميركية غير المنطقية تجاه الزحف الايراني العسكري والسياسي الواسع عبر سورية والعراق ولبنان بواسطة قوات حزب الله مباشرة وقوات مشابهة ايرانية رسمية ومتطوعين عراقيين شيعة يتمتعون بحماية ومظلة من أجهزة الدولة العراقية, وقد جاء هذا التصعيد الأخير في سياق تورط ايراني عسكري وسياسي ومالي كامل في الأزمة السورية بدأ منذ اليوم الأول لثورة الشعب السوري على نظام الأسد. وكان المفترض والمنتظر أن يكون للولايات المتحدة ردود أفعال تتناسب وخطورة هذا السلوك العدواني الذي يهدد بإشعال حروب مذهبية تحطم استقرار المنطقة برمتها, وتهدد أهم منابع النفط العالمي التي ظلت عبر 70 سنة تعتبر أي مساس بها سبباً كافياً للرد ولو تكلف حرباً عالمية, أو استعمالاً للسلاح النووي.
ثانياً - البرودة الأميركية الموصوفة شملت أيضاً سلسلة طويلة من استفزازات ايرانية عسكرية وسياسية غير مسبوقة في المنطقة خلال العامين الاخيرين. منها مثلاً المناورات البحرية التي تستهدف التدرب على إغلاق مضيق هرمز, والتهديدات السافرة لدول الخليج العربية, وإرسال سفن أسلحة إلى العديد من بؤر النـزاع والتمرد في اليمن وسورية ولبنان واريتريا!
ثالثاً - برود مفاجىء في التوتر الاسرائيلي حيال إيران وبرنامجها النووي بدون أسباب مفهومة. ولو عدنا بالذاكرة لما كان عليه حال اسرائيل عامي 2010 - 2011 لرأينا تحولاً جذرياً في مستوى التعاطي الاسرائيلي مع ايران. كانت اسرائيل تدرب قواتها الجوية على ضربة جوية وشيكة, وتعطي مهلاً للدبلوماسية الغربية بالشهور فقط لإقناع طهران بوقف برنامجها وإلا تولت تدمير المنشآت النووية بنفسها. إذن ما الذي حصل, ولماذا خمد بركان الغضب الاسرائيلي فجأة؟ مع أن التطورات توجب تصعيداً اسرائيلياً ولا سيما بعد اعلان الوكالة الدولية رسمياً أن إيران تسرع الخطى في تجاربها النووية مخالفة التزامها الدولي, وإعلان دول الغرب فشل المحادثات مع ايران, واتهامها باستخدام المحادثات وسيلة لكسب الوقت ليس إلا, وكلاهما يعزز حق الدولة العبرية بالعمل العسكري المنفرد.. فلماذا لم تفعل ولم تعد قلقة؟!
رابعاً - الاصطفاف الجديد للقوى في الساحة الاقليمية الذي ترتب على الثورة السورية, والذي بدّل المواقع وغيّر المواقف, فصار نظام المالكي حليفاً لنظام الاسد بعد صراع, وصار حزب الله وايران يقاتلان في خندق واحد مع اسرائيل وأميركا ضد القوى الاسلامية السلفية وضد الثورة السورية, بحجة انها متطرفة تهدد الاقليات! وصارت روسيا عرابة لهذا التحالف العالمي الغريب: اليهودي - الارثوذوكسي - الشيعي!!
ويرى أصحاب هذا التقدير من الخبراء والمسؤولين أن هذه التحولات والمواقف لا يمكن أن تجتمع وتقع إلا باتفاق وتفاهم كبيرين على مستوى القمة, ولذلك يعتقد أن ثمة صفقة قد تمت فعلاً أو هي قيد الاتمام برعاية أميركية - روسية, وثمة قرائن حسية وعقلية تدعم فرضية وجودها, من أهمها :
أولاً - إن إيران هي التي ربطت بين مشاكل المنطقة وسبق أن عرضت على الدول الغربية بحثها كـ (رزمة) واحدة والمقايضة عليها بالجملة, بدلاً من بحثها بالمفرق: واحدة واحدة! وذهبت الى اجتماع شباط/فبراير الماضي في كازاخستان.. حاملة ملفاً واحداً يتضمن: البرنامج النووي, والوضع في البحرين, ومصير الأسد, والأمن في الخليج, والوضع في لبنان, وتسلح حزب الله, وموقفه من اسرائيل. وعرض مفاوضو ايران معالجة كل المسائل الاقليمية دفعة واحدة, وكان العنصر الرئيسي فيها هو عرض ايراني لإبقاء الأسد في الحكم مقابل تنازلات مغرية في برنامجها النووي, بالإضافة الى مطلبين آخرين بالأهمية نفسها هما منح الاقليات الشيعية في دول المنطقة حقوقاً وحصصاً سياسية أفضل مما عليه الآن وخاصة في السعودية والبحرين واليمن, فضلاً عن العراق وسورية ولبنان, والاعتراف لإيران بحقها في حمايتهم, ودور اقليمي جيوسياسي في تقرير شؤون المنطقة أوسع وأكبر مما هو الآن. وبالطبع كان لا بد لهذين المطلبين أن يصطدما برفض الدول العربية, وخاصة الخليجية.
ثانياً - موقف الادارة الأميركية الحالية المتسم بشكل عام بالانعزالية والانكفاء نحو المشاكل المعيشية الداخلية, وتجنب المشاكل والازمات الدولية بصورة عامة, وهذا التوجه ربما يبرره التزام الرئيس أوباما مع الناخبين ببرنامجه الانتخابي, لكن لا يبرره ترك الساحة الدولية مفتوحة بلا كوابح أمام زحف القوى المنافسة تفعل فيها ما تشاء, فأميركا تتحمل مسؤوليات دولية لا يمكن لأي رئيس أو إدارة التنصل منها, لأن الآثار التي ستترتب على التنصل تهدد السلام العالمي, كما تهدد مكانتها هي ومصالحها كقوة عظمى أولى. سلوك الادارة الأميركية من الأزمة السورية سلوك استفز ردود أفعال قوية في داخل أميركا وعلى المستويين الاوروبي والعالمي, ولم يعد مقبولاً, لأنه تفريطي ويتوقع تعاظم الانتقاد له, ولا يستبعد أن يكون الرئيس الذي ترك سورية فريسة للروس والايرانيين أن يكون استجاب لمطالب أخرى للايرانيين أيضاً في دول أخرى في الشرق الاوسط مقابل عدم إحراجه أكثر مما حدث في سورية.

معركة سورية: على هوية المنطقة
دول الخليج العربية تواجه الآن الأطماع الإيرانية في المنطقة بنفسها انطلاقاً من سورية ومتحالفة مع ثوارها, لا خوفاً من الديموقراطية ولا نشراً للوهابية كما يتقول البعض, بل من أجل الدفاع عن هوية المنطقة وعروبتها وثقافتها الحضارية الاسلامية المعتدلة أمام محاولات طارئة تستهدف تفكيك نسيجها واختراق بنياتها, حيث تتلاقى في هذه المخططات اسرائيل وإيران ومصالحهما مع الدولتين العظميين في لحظة فارقة طغت عليها سمات الانتقالية وضعف الكيان العربي الوطني والقومي وترهل أنظمته الحاكمة في آن معاً. المعركة انحدرت من هوية النظام القادم في سورية الى ما دون ذلك, ووصلت الى هوية البلد والمنطقة, ولذلك تتعامل هذه الدول مع الحدث السوري باعتبارها طرفاً داخلياً لا خارجياً, وتتعامل مع تحدياته بدون أحكام ايديولوجية ودينية, فهي تتعامل مع الجميع شيوعيين وإخواناً, ومسيحيين ومسلمين باعتبارهم سوريين متساوين ما داموا مع الثورة والتصدي للخطر الايراني. كما تتعامل في الوقت نفسه مع الوجود العضوي (لحزب الله) في سورية ولبنان ودول الخليج بصفته خطراً أمنياً وجزءاً من أدوات النفوذ العسكري السري لإيران في السعودية والخليج. وعمليات طرد أعضائه ومموليه وناشطيه الآن تتم تحت هذا التقييم الامني لا كإجراء انتقامي أو مذهبي.
ودول الخليج لا تخفي تشككها بسياسة واشنطن الحالية تجاه هذه المسائل, ولم يعد سراً ان الديبلوماسية السعودية ترتطم حالياً ارتطاماً عنيفاً بالديبلوماسية الأميركية على خلفية التطورات السورية, ويقال إنها أكبر أزمة في علاقات الرياض وواشنطن منذ نصف قرن, ويمكن وصفها بأنها (أزمة ثقة) لا أزمة اختلاف في التقديرات السياسية لمعالجة الأزمة السورية ومدى الخطر الإيراني. فالرياض تنتابها شكوك عميقة بجدية السياسة الأميركية المعلنة من التوسع الإيراني في عموم المنطقة, والرياض لم تعد تقبل الأعذار المعلنة لمنع تسليح الثوار السوريين ومحاصرتهم والتفرج على الزحف العسكري لإيران وجماعاتها في أعماق الخريطة السورية, وإسقاط المناطق المحررة واحدة بعد أخرى, كأن هناك أمر عمليات صادر من موسكو وواشنطن, لا من نصرالله وبشار الأسد. لذلك شهد الاسبوعان الأخيران تحركاً لصناع القرار السعودي على المستوى الأوروبي لإفهام (أصدقاء الشعب السوري) أن معيار الصداقة هو تقديم التسليح النوعي فوراً, وليس التصريحات السياسية المتقلبة والفارغة وإبلاغ الجميع أن الرياض وشقيقاتها ستقدم السلاح الى ثوار سورية, بدون تنسيق مع غرفة العمليات المشتركة التي أنشأتها واشنطن العام الماضي لتضع سياسة موحدة للتعامل العسكري مع الثوار, التزمت الرياض بقراراتها رغم تحفظها عنها في الشهور الفائتة, بسبب الأضرار التي ألحقتها بهم. ويستند هؤلاء المسؤولون والخبراء إلى معطيات السنوات الأخيرة في طرح مخاوفهم وتشككهم في النوايا الأميركية, فالولايات المتحدة التي شنت حرباً ضارية وضروساً على نظام صدام حسين امتدت 12 سنة وغزت العراق مبشرة بدمقرطته انتهت بفتح أبوابه للنفوذ الايراني وتسليمه لأعوان طهران حتى فقد استقلاله, وشهد عمليات انتقام طائفية مروعة, وتم تغيير هويته بالكامل حتى صار بلداً لا دور للعرب في تقرير شؤونه. وليس صحيحاً أن ما جرى في العراق كان بتدبير ايراني فقط لا أثر فيه للإرادة الأميركية, بل ان حقائق الامور تؤكد ضلوع الجانبين, بمباركة ومشاركة صهيونية يهودية أيضاً. وتدل هذه التجربة على أن أميركا لا تمانع في إشباع الشراهة الايرانية لتوسيع نفوذها الاقليمي على حساب المصالح العربية الحيوية, ولا سيما في الخليج.
وثمة أدلة أحدث على استعداد ادارة اوباما لتكرار المقايضة في لبنان وسورية, لأن الزحف العسكري - الطائفي على سورية سيؤدي حتماً الى النتائج نفسها التي آل اليها العراق, والامر نفسه ينطبق على الموقف الرخو من تصاعد الهيمنة الايرانية بواسطة حزبها على مقاليد السلطة في لبنان, وتصاعد حجم وقوة الحزب بدون رد فعل متكافىء ومواز من جانب أميركا واسرائيل والاتحاد الاوروبي الذي فشل في الاتفاق على تصنيف جناحه العسكري - على الاقل - كمنظمة إرهابية. وعلى الصعيد السياسي لم تعد واشنطن تعارض دوراً سياسياً لإيران في محادثات السلام المفترضة لحل الأزمة السورية, وفي لقاءات جنيف التحضيرية للمؤتمر المرتقب أكد المندوب الأميركي عدم رفض بلاده لمشاركة ايران وأيده أيضاً المندوب الاممي الاخضر الابراهيمي. ولذلك لم يكن غريباً أن ترفض السعودية بالذات مشاركتها في مؤتمر جنيف 2, سواء حضرته ايران, أو لم تحضره. ولا تقبل بمبدأ وقف العنف في سورية وكأن الطرفين متساويان في المسؤولية عن احداثه, ولا تقبل أيضاً بنتيجة (لا غالب ولا مغلوب) في سورية لأنها تضيع دماء الشهداء هدراً وتنهي ثورة عظيمة ومبهرة على طريقة (تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي!), السعودية تقاتل مع الشعب السوري كأن مصلحته هي مصلحتها, وقد قال وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل لأحد المعارضين السوريين البارزين: حتى لو توقفتم عن القتال لإسقاط الطاغية فنحن لن نتوقف ولن نتراجع.. هذا قرارنا النهائي.
ويلاحظ بعض المراقبين في الغرب أن العلاقات الايرانية الأميركية مرشحة للتحسن بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية وفوز الاصلاحي روحاني. ويلاحظ هؤلاء رد الفعل الايجابي السريع الذي صدر عن واشنطن وترحيبها بفوز روحاني واستعدادها للتفاوض معه على الملفات المؤجلة بينهما, بما في ذلك التوجه الى طهران! لقد بدا الأمر وكأن الطرفين كانا ينتظران مناسبة ملائمة لكسر الجمود السابق!
العلاقات بين ايران وأميركا ستشهد تطوراً مهماً بلا شك في الشهور القادمة, ومرشحة لتحولات مثيرة. ويتعين على العرب التعاطي مع هذه التطورات بمنتهى الحذر والوعي والقوة, بما في ذلك دعم الثورة السورية بالسلاح والمال, لأنها أصبحت أداة العرب الرئيسية لكسر شوكة الزحف الايراني, وعليها يتوقف حسم الكثير من الخيارات والاستحقاقات الاستراتيجية وقلب المعادلات الدولية. 


'الشراع'
- رسالة عتب من حزب الله نقلت إلى السفارة الروسية في لبنان، بسبب حديث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والتي كشف فيها وقائع لقائه مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال للمسؤول الروسي ان تدخل حزب الله في المعارك في سورية هي لمنع سقوط دمشق بيد المعارضة السورية، علماً ان عتباً من النظام السوري على حزب الله وصل إلى حد الاستياء من كلام نصرالله الذي كشفه بوغدانوف.  

- ماذا بعد عبرا؟
السؤال طرحه مصدر واسع الاطلاع يقول جازماً ان ما جرى في عبرا هو نسخة ثانية لمعركة القصير التي خاضها حزب الله الذي يقول المصدر نفسه ان الحزب نجح في جر أحمد الأسير إلى الوقوع في فخ الاصطدام بالجيش اللبناني والاعتداء عليه، مشيراً إلى ان الجيش اللبناني قام بأداء دوره وواجبه عندما تصدى للأسير وأنهى ظاهرته.
أما الأبرز في هذا السياق فهو سؤال المصدر عن القصير رقم 3 وأين ستكون.
 
- تعليقاً على أحداث صيدا الأخيرة بين الجيش اللبناني وإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير قال نائب رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو الموجود في الاردن لـ((الشراع)):
((لقد فتحوا باب فتنة يصعب سدها والأمة كلها خاسرة ونحن لسنا في وضع أن نثير الفتنة الطائفية بين أي جهة من الجهات وأنا أحذر الجميع أن نساق في هذه القضية التي فيها فساد للأمة جميعاً وإهدار لطاقتها)).
وعن رأيه فيما يجري في سورية بدخول حزب الله وإيران في المعركة الدائرة فيها أجاب: ((ان تحويل الأمر إلى طائفية هو فساد في مستقبلنا وفي حاضرنا، لا ينبغي أن نذكر الطائفيات، وفي تصوري الأمة ليست مستعدة أن تفرط في مستقبلها الزاهر بسبب خلافات طائفية صار لها ألف سنة وأكثر من ألف سنة وهي قائمة وعلى العقلاء أن يجنبوا الأمة هذا التطرف)).
وبالنسبة للموضوع الطائفي أوضح الدكتور مورو انه لا بد من جلسة لعقلاء الأمة كي نحاسب فيها بعضنا بعضاً.
 
- أكدت تقارير امنية ان مجموعات من حزب الله والاستخبارات السورية تعمل على رصد تحركات ناشطين في قوى 14 آذار/ مارس ممن تعتبرهم من الداعمين للثورة السورية، وقد جرى تعيين مسؤول عن خلية امنية ناشطة في منطقة الاشرفية تعمل على رصد مكان تواجد شخصية بارزة في قوى 14 آذار/ مارس.
وتخوفت التقارير من ان تكون هناك خطة معينة للقيام بعملية اغتيال تطال بعضاً من هذه الشخصيات.
 
 - ذكرت مصادر مطلعة ان التحقيقات في قضية مقتل الناشط الشيعي هاشم السلمان لم تبدأ بعد وان حزب الله يمارس ضغوط مكثفة في هذا المجال على عدد من المحققين والقضاة، في الوقت الذي يجري في الخفاء اعداد سيناريو لتجهيل الفاعل واعتبار ان مقتل سلمان تم برصاصة مجهولة المصدر.
وذكرت معلومات لجهاز امني ان قاتل هاشم السلمان معروف لدى حزب الله ولدى احد الضباط الامنيين الذين كانوا على مقربة من المكان الذي قتل فيه سلمان.
 
 - اكدت اوساط سورية ان اشتباكات بالاسلحة الرشاشة اندلعت مؤخراً بين مجموعات من الشبيحة التابعة للنظام السوري، والتي كانت برئاسة السوري ((ابو العجيل)) ومجموعة من حزب الله ممن يتولون حراسة مقام السيدة زينب في دمشق، بسبب محاولة مجموعات الشبيحة السطو على منازل في منطقة الست زينب. وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط ستة سوريين من الشبيحة، واثنين من اللاجئين العراقيين الذين يعملون حراساَ للمرقد بالتعاون مع مسلحي حزب الله.
وبحسب مصادر من حزب الله ان الحزب فرض انضباطاً صارماً على مقاتليه والحراس العراقيين الذين يعملون بإمرته، الأمر الذي لم يرق لـ((الشبيحة الأسديين))، فكان ان أقدم هؤلاء على إطلاق النار على مقاتلي حزب الله الذين منعوهم من السطو والسرقة وممارسة أشكال التشبيح الأخرى
 

- مجلة 'الامان'
(ملاحظة' صدر العدد قبل عزل مرسي)
مصر بعد الثورة.. محاولات متلاحقة لوقف المشروع الإسلامي

الأحداث في الساحة المصرية مستمرة ومتلاحقة منذ انطلاق الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) 2011، على الرغم من أن الرئيس حسني مبارك لم يتمسك طويلاً بالسلطة، ربما لهرمه أو انفضاض أركان حكمه عنه. لكن تتابع الأحداث ووصول أحد رجال الاخوان المسلمين الى رئاسة الجمهورية بالانتخاب الحر، جعل معظم القوى الحزبية المصرية، والمتضرّرين من وصول الاخوان الى سدة السلطة، يعلنون حرباً لا هوادة فيها ضد الرئيس محمد مرسي بذريعة أسلمة المجتمع وبالتالي &laqascii117o;النظام" في مصر.
معروف أن الإخوان المسلمين حققوا أغلبية واضحة في انتخابات مجلس الشعب تجاوزت 40٪ من أعضاء المجلس. وإذا أضفنا اليهم ممثلي الجماعات الإسلامية الأخرى (سلفيون - جماعة إسلامية) فإن هذه الأغلبية تتجاوز 60٪ من أعضاء المجلس. لكن &laqascii117o;القضاء" المصري كان لهم بالمرصاد، اذ أصدر حكماً بحل المجلس لأسباب واهية، ليبقى مجلس الشورى، ذو الأغلبية الإسلامية كذلك. وحين فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية تقدم الإخوان بترشيح المهندس خيرت الشاطر، فأبطلت المحكمة ترشيحه فرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي، الذي لم يكن يمتلك قدرات المرشح الأول لهذا الموقع.
وهكذا كان، إذ سجل محمد مرسي تقدماً على بقية المرشحين في الجولة الأولى، ثم حقق 13.244.964 صوتاً (ثلاثة عشر مليون صوت) في الجولة الثانية، ضد الفريق أحمد شفيق أبرز رموز العهد البائد والأجهزة الأمنية. وأدى الرئيس مرسي اليمين الدستورية أولاً أمام جماهير الثوار في ميدان التحرير، وثانياً أمام المحكمة الدستورية في 30/6/2012، ليبدأ عهده ويشكل الحكومة ويباشر سلطاته. لكن بعد ذلك بأسابيع يعلن القضاة الاضراب احتجاجاً على الاعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي. وفي يوم 27/11/2012 تخرج مظاهرات حاشدة في ميدان التحرير لتطالب بإسقاط الرئيس وإنهاء حكم الاخوان المسلمين، ليرد الإسلاميون بمحاصرة المحكمة الدستورية، فتخرج مسيرات تحاصر القصر الجمهوري، وليصبح نداء &laqascii117o;ارحل" شعاراً ينتشر في الساحات وعلى شبكات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. وصولاً الى ما وقع الأسبوع الماضي.
لم ينكر الرئيس حق الجماهير بالتظاهر، لكن شرط سلمية المظاهرات وان لا تعطل الحياة العامة. لكن الواضح أن هذه المظاهرات لم تكن تعتمد على أحزاب ولا كتل طلابية ولا نقابات عمالية، وانما على مأجورين يجري نقلهم من &laqascii117o;العشوائيات" الى ميدان التحرير أو ساحة الاتحادية، مزوّدين بالعصي والزجاجات الحارقة، وبالأسلحة النارية أحياناً، ليمارسوا هواية (أو مهنة) العدوان على الآخرين وحرق المراكز الحزبية وتخريب المؤسسات. وهكذا جرى احراق المركز العام للإخوان المسلمين بالمقطم مرتين، كما جرى مثل ذلك في عدد من مراكز الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ومع ذلك فقد استمر الإسلاميون يدافعون بصدورهم العارية عن مراكزهم، وسقط منهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وماذا بعد؟ أعلن فلول النظام السابق مع عدد من الأحزاب غير معروفة الاسم ولا الهوية (حركة تمرّد، وجبهة الانقاذ الوطني) أنهم سوف يعتصمون في ميدان التحرير يوم الثلاثاء 30/6، فخرج الاخوان قبلهم يوم الجمعة بمسيرات مليونية لم تشهد الساحة المصرية لها مثيلاً، في ساحة مسجد رابعة العدوية والشوارع المتفرعة عنه. لكن التحدي ارتفعت وتيرته، وبات مطلب اسقاط الرئيس أقرب الى الجديّة، مما حمل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي على اصدار بيان يطالب فيه بالاستماع الى مطالب الشعب، وان القوات المسلحة سوف تتدخل اذا لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب، وأمهل الرئيس مدة 48 ساعة للوصول الى اتفاق قوى المعارضة، أو الى خريطة طريق يتم بموجبها اجراء انتخابات نيابية، ثم رئاسية، وصياغة دستور دائم. لكن من يمكن أن يجري كل هذا؟ فالمحكمة الدستورية لم تنجز بعد قانون الانتخابات النيابية، والاخوان يلحون باستعجال ذلك. أما مجلس الشورى، المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد الى جانب رئاسة الجمهورية، فالقضاء يطالب بحله، كما أن متظاهري ميدان التحرير والاتحادية يطالبون بإسقاط الرئيس أو رحيله، فلمن يجري تقديم هذه المطالب، خاصة إذا استجاب لها الرئيس وتخلى عن موقعه الشرعي والرسمي؟!
لكنه لم ولن يفعل. ذلك أن القوى الإسلامية خرجت بمسيرات مليونية ليل الأربعاء، في القاهرة ومعظم المحافظات المصرية، تطالب باستمرار الرئيس وشرعية سلطاته، وبعضها كان يهتف &laqascii117o;انزل يا سيسي.. مرسي مش رئيسي" لنجد أن الهتافات أصبحت: &laqascii117o;ارحل ارحل يا سيسي.. محمد مرسي رئيسي"، وبعد منتصف الليل وجه الرئيس مرسي خطاباً حاراً متلفزاً الى الشعب المصري، يطالبه فيه بالتماسك والتوحد، كما طالب المحكمة الدستورية بإنجاز القانون الجديد للانتخابات، حتى يتم اجراؤها بموجبه. وخرجت حشود في مختلف المحافظات المصرية تنزل الى الشوارع لأول مرة، تطالب الجيش بأن يكون مع الشعب &laqascii117o;الجيش والشعب إيد واحدة". وبعضهم حرص على ثلاثية الشعار اللبناني : الشعب والشباب والجيش، لأن النداء الذي أطلقته قيادة الجيش، وانتشار المروحيات فوق المسيرات وهي تحمل الأعلام المصرية، أثار حفيظة الناس وجعلهم يطلقون ألف حساب لامكانية أن يكون للجيش دور في مصر ليس غريباً، لكن الغريب هو أن تنجح ثورة شعبية في اقصاء النخب العسكرية ومجموعات التجار والسماسرة الفاسدين دون مقاومة ولا معاندة.
وإذا نظرنا حولنا في تركيا وما يجري على أرضها بعد عشر سنوات من سيادة النظام الحر والديمقراطي، أدركنا كم ستكون المهمة صعبة. أما إذا رصدنا ما تضخه بعض الأنظمة الخليجية من أموال، وما أرسلته الإدارة الأميركية وبناتها الأوروبيات من خبراء ومراكز دراسات.. فسوف نصرخ: اللهم احفظ عبادك الصالحين، وجنّبهم الأخطاء وزلات الأقدام.. آمين.


- مجلة 'الصياد'
شعب مصر وعظمة الإنتصار

أعظم الإنتصار! وما أروعه عندما يحققه الشعب وليس الحسابات السياسية. تنظيم الإخوان المسلمين إنتظر أربعة وثمانين عاماً في مصر ليحكم، وما إنْ حَكَم سنةً حتى انهار.
عام 1928 تأسس التنظيم ليصل إلى الحكم عام 2012، وما هي إلا سنة على حكمه حتى اكتشف أن روما من فوق غير روما من تحت، فقال الشعب كلمته وأنهى حكم الإخوان المسلمين الذين مثَّلهم في الرئاسة محمد مرسي. 
ما أعظمه انتصار!
وما أروعه انتصار الشعب الذي صار خبيراً في الثورات والإنتصارات ولم يعد باستطاعة أحدٍ أن يخذله أو يختزله، لقد أعطى هذا الشعب درساً شيقاً في عدم الإستسلام. أربعة أيام وحققت الثورة أهدافها، لعلها أسرع ثورة في التاريخ، وفي التاريخ المصري تحديداً، ففي الثورة الأولى في عام 2011 دامت الثورة سبعة عشر يوماً لتُسقِط حكم الرئيس حسني مبارك، أما اليوم فلم تستغرق سوى أربعة أيام لتُسقِط محمد 
مرسي.
سرُّ النجاح ان كل ثورة جديدة تتعلَّم من أخطاء الثورة التي سبقتها، والتصحيح الذي اعتمدته هذه الثورة هو انها وضعت خارطة طريق تُظهِر ذكاءً ونضجاً، وسعياً لعدم الوقوع في الأخطاء والخطايا، وأبرز ما تضمنته خارطة الطريق:
رئيس المحكمة الدستورية العليا هو الذي سيتولى الفترة الإنتقالية وليس وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، ومن مفارقات التاريخ أن رئيس المحكمة الدستورية كان تسلَّم منصبه قبل ثلاثة أيام على انتصار الثورة، ففي الثلاثين من حزيران/يونيو أُحيل المستشار ماهر البحيري على التقاعد ليحل محله المستشار عدلي منصور، ولم تنقضِ ثلاثة أيام على هذا التعيين حتى أصبح رئيساً للفترة الإنتقالية.
إنها مصر وحضارة مصر وانتصار الشعب وحكم الشعب.

ومن بنود خارطة الطريق القيام بإجراءات لدمج الشباب في مؤسسات الدولة ليُشاركوا في صنع القرار.
هذا البند هو الوصفة السحرية لنجاح أي ثورة، فعندما تقوم ثورةٌ وتنجح يُفتَرض الا يعود الشباب إلى بيوتهم ليجلس على سدة الحكم رجال كل العهود وناقلو البندقية من كتف إلى كتف، بل يُفتَرض أن يتبوأ المسؤوليات شباب الثورة وليس كهول الحسابات السياسية والمنافع الشخصية.
مصر تعلَّمت الدرس، فهل لبنان يتعلّم؟ 

ومن بنود خارطة الطريق بند بوضع ميثاق يكفل حرية الإعلام. هذا البند جاء كردَّة فعل على محاولات الرئيس مرسي أخونة الإعلام في مصر في عصر صارت الثورات تُنجَز بواسطة شبكات التواصل الإجتماعي من فايس بوك وتويتر ويوتيوب! 
أين واشنطن من كل ما جرى؟
لا بد من الإشارة إلى ان واشنطن تخلَّت بسرعة قياسية عن حكم الإخوان، فحصرت إتصالاتها الرسمية بالقيادة العسكرية من دون غيرها، وقد تَرْجَمَ هذا الأداء اتصال وزير الدفاع الأميركي بنظيره المصري من دون سواه، وقد أرادت واشنطن من وراء هذا الإتصال أن تؤكد على الإنتقال السلس للسلطة وليس عبر الإنقلاب.
مبروكٌ لمصر ثورتها الجديدة، ولكن فَتِّش عن واشنطن.


مجلة 'الوطن العربي'
- ضاحي خلفان يهجر 'تويتر' احتفالا بـ'تنحية الإخوان'
قرر الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي 'هجر' حسابه الرسمي على 'تويتر'، وذلك بعد عزل جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر.

ونقل موقع شبكة 'سي.إن.إن' الإخبارية عما جاء في الصفحة أنه 'نظرا لتنحية الإخوان عن السلطة (في مصر) لذا فإن هذا الحساب اصبح مهجورا'.

واختتم خلفان تغريداته بسلسلة تعليقات حول علاقة الجماعة بإيران وانتقاد أسلوبها بممارسة السلطة.

وكان من أبرز التغريدات لخلفان على صفحته قبل أن يهجرها 'المفروض يتم تصوير معبد الإخوان ويفتش.. الحزن يعم الحوزات والقيادات الإيرانية لسقوط مرسي ومآتم العويل والبكاء بدأت في العياط... العدل أساس الملك، الإخوان حاربوا العدل فسقط ملكهم شرعا'.

وتابع خلفان 'عادت مصر إلى دورها القيادي في الأمة العربية.. يا جماعة الإخوان كانوا يسبون ويشتمون وظهروا بأخلاق فاقد الأخلاق لا يحكم الخلق.. يا مصر يا مصر يا غالية يا رمز أمثالنا العالية.. صباح الخير والنور والبركات - عاشت مصر'.

- اختباء نصر الله تحت الأرض عقب انتشار الحر بضواحي لبنان
الحر يتخذ قواعد متحركة وشديدة التسلح داخل القرى والمدن السنية بطرابلس

فجَّرت مصادر تابعة لحركة 'أمل' معلومات تؤكد اختباء قيادات 'حزب الله' السياسية والأمنية - وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب - تحت الأرض.

وأكدت المصادر أنه عقب ارتكاب عناصر الحزب المجازر الوحشية بحق أهالي القصير، قررت قيادات الحزب ومنهم نصر الله 'إعادة رسم إستراتيجية اختبائهم وابتعادهم عن الظهور العلني، كما ضاعفوا من حماياتهم الشخصية وحمايات منازلهم وأولادهم ونسائهم وكافة مصالحهم'.

وأوضحت المصادر أن قيادات الحزب الأمنية استدعت مئات عناصر الاحتياط التي تضم 'مجندين على عجل'، كما تم جمع مئات من كبار السن الذين تقاعدوا من الحزب أو من مؤيديه في البقاع والجنوب؛ استعدادًا لهجمة عسكرية أمنية ستنفذها قوات من 'الجيش السوري الحر' دخلت لبنان من شماله وبقاعيه الأوسط والغربي، وبعض معابر بقاعه الشمالي، وفق صحيفة السياسة.

وأوضحت المصادر أن ذعر قيادات 'حزب الله' واختبائهم تحت الأرض بسبب 'أن قوات الحر اتخذت لنفسها قواعد متحركة وشديدة التسلح داخل القرى والمدن السنية في طرابلس وصيدا وجنوب بيروت، وخصوصًا في القرى السنية المشرفة على ضاحية بيروت الجنوبية حيث يقيم نصر الله قياداته العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية'.

وقد أفادت تقارير أمنية وإستخباراتية لبنانية وأوروبية أن الإجراءات الأمنية التي اتخذها نصر الله وجماعاته في عقر دارهم بدت أكثر تشددًا من تلك الإجراءات التي اتخذوها عقب حرب 2006 مع 'إسرائيل' خشية تعرضهم لعمليات انتقامية من 'الجيش السوري الحر' عقب ارتكاب الحزب مجازر وحشية بحق سكان بلدة القصير والقرى المحيطة بها طوال أكثر من ثلاثة أسابيع.

وكشفت التقارير عن أن 'حزب الله' أقام حواجز تفتيش ثابتة وطيارة داخل وحول ضاحيته الجنوبية, وأنشأ فرقًا لدَهْم الأماكن المشتبه فيها, بعدما طرد معظم السوريين من لاجئين وعمال وباعة وبنائين ومقيمين، خوفًا من أن يكونوا اخترقوا من مقاتلي الثورة السورية, كما طوقت ميليشيات الحزب أماكن سكن اللاجئين السوريين في مدن وقرى البقاعين الأوسط والشمالي وعلى طول الساحل الجنوبي من بيروت من صيدا.

ومن جانبهم، أفاد شهود عيان من لبنان أنه خلال الأيام القليلة الماضية - التي أعقبت اجتياح 'حزب الله' بلدة القصير - شاهدوا حركة غير اعتيادية لميليشيات 'حزب الله' التي عاد أكثر من نصف عناصرها الموجودة في سوريا كسيري النفوس محبطين من نتائج قتال ليس له أي هدف سوى التدمير والدعاية الفارغة 'بالنصر' كما فعلوا بعد انتهاء حرب 2006 ضد 'إسرائيل' التي خسروا فيها كل شيء.


- مجلة 'الثبات'
رياح التغيير تقتلع أعداء دمشق
 أحمد زين الدين:

هي 'لعنة' سورية تصيب كل ذاك الحلف الجهنمي الممتد من تورا بورا إلى 10 دواننغ ستريت، والإليزيه، إلى تلة الكابيتول، والبنتاغون، ومبنى بان كي مون في نيويورك، مروراً بحرّ الصحراء العربية النفطية، وبنهاية النأي بالنفس اللبنانية، وشكوى العماد ميشال سليمان ضد دمشق لجامعة نبيل العربي ومنظمة بان كي مون، في وقت يدق الشعب التركي الباب العالي في الأستانة بقوة.
هي لعنة سورية تُربك الجميع، وتدفع الكل لإعادة ومراجعة الحسابات، من دون أن يعني ذلك أن الحلف الكوني ضد سورية ومحورها المقاوم والممانع قد ألقى السلاح، ولن يلجأ إلى التجارب والدمار... لكن في كل الحالات، ثمة هلع إقليمي ودولي من النتائج الميدانية لانتصار سورية في الحرب التي فُرضت عليها، لاقتلاعها من التاريخ والجغرافيا التي كانت على مرّ التاريخ مؤثّرة فيهما.
الهلع الإقليمي والدولي من الانتصارات الميدانية السورية تُرجم ميدانياً بأشكال مختلفة، في محاولات متعددة ومتنوعة لوقف التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري على الأرض، ولإجهاض الدبلوماسية السورية النشيطة التي تواجه على كل الجبهات السياسية الكبرى منها والصغرى.
حلف العدوان على بلاد الأمويين كان يحاول أن يجعل من شهر حزيران مقدّمة لشهر رمضان مختلف، تهتز فيه أوصال الدولة الوطنية السورية، فتُرجم إلى أشكال مختلفة أبرزها:
في لبنان: كان القرار بالانتهاء من تلك الأسطوانة السمجة (النأي بالنفس) حينما قرر رئيس الجمهورية تقديم شكوى ضد دمشق إلى جامعة نبيل العربي ومجلس بان كي مون.
وبعد الفشل الذريع لاستعمال الحدود الشمالية وعرسال في تمويل المجموعات المسلحة بشرياً وعسكرياً، جراء الضربة القاصمة في القصير، وفشل مشروع فصل الهرمل عن بعلبك وتقطيع أوصال البقاع الشمالي، كانت حركة أحمد الأسير في صيدا، وانتهت إلى مصيرها الأسود.
خليجياً: ترافقت الحركة الأسيرية وانتهاء سياسة النأي بالنفس في لبنان، برفع وتيرة التصعيد في دول مجلس التعاون الخليجي بالتهديد بطرد كل من هو محسوب على حزب الله والمقاومة، واتخاذ إجراءات ضد كل من يتعاطف مع المقاومة وفلسطين وسورية، في وقت صعّد حلف سعود الفيصل - بندر بن سلطان من وتيرة التهديدات، وتوفير طرق إمداد المعارضات المسلحة في سورية بالعناصر والأسلحة النوعية.
وترافق ذلك أيضاً مع تطوّر نوعي في إنشاء تحالف أميركي - 'إسلامي' وصل ذروته مع بدء مفاوضات أميركية مع حركة طالبان في الدوحة، التي احتُفل فيها بافتتاح مكتب سياسي للحركة التي تقاتلها الولايات المتحدة في أفغانستان.
فلسطينياً: كان لافتاً ذلك البيان المجاني لأحد قادة حركة حماس، طالباً فيه من حزب الله الانسحاب من سورية، بذريعة أن ما تشهده دمشق هو أزمة سورية - سورية.
أميركياً: تُرجم الهلع الأميركي بقرار ناظر الخارجية الأميركية جون كيري بتسليح المعارضات السورية بأسلحة نوعية فتاكة، وباحتمال توجيه ضربات جوية إلى قواعد سورية، خصوصاً في ظل مناورات 'الأسد المتأهب' في الأردن، لكن هذا القرار لم يمر على خير، إذ تصدى له رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، خصوصاً لجهة احتمال توجه ضربات جوية محدودة.
وفيما فسّرت أوساط أميركية هذا الموقف لكيري بأنه هروب إلى الأمام جراء المآزق التي ت

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد