صحف ومجلات » أخبار ومقالات من مجلات أسبوعية لبنانية وعربية

- مجلة 'الشراع'
هذه التفجيرات المفضوحة

ضمن الذين اعتقلوا بعد تفجير سيارة مؤسس المجلس الاسلامي في العراق محمد باقر الحكيم، وقتله، كان احد عناصر القاعدة الذي اعترف في أول تحقيق معه انه جاء من ايران، حيث خضع في احد معسكرات الحرس الارهابـي الايراني، لتدريب على زرع العبوة الناسفة في سيارة الحكيم..
وكان حرس مقامي علي الرضا ومحمد الهادي في سامراء، من جماعة فرق الموت الايرانية، وقد انسحبوا قبل 24 ساعة من تفجير المرقدين في المدينة العراقية ذات الاغلبية السنية، حيث اتهمت القاعدة ايضاً بتفجيرهما، ليكون التفجير مقدمة لنسف وحرق وتدمير 200 مسجد لأهل السنة في كل العراق.
وكان الاساس الذي استند اليه نوري المالكي، باتهام السلطات االسورية، بالتفجيرات الارهابية في العراق، حتى عام 2010، وذهب الى حد التهديد بتقديم شكوى الى الامم المتحدة ضد سورية المحتلة، هو اعترافات عشرات المعتقلين بتهم التفجيرات ضد مصالح عراقية في العراق، بأن الاستخبارات السورية هي التي أرسلتهم وكلفتهم بهذه الجرائم.
عشرات الوقائع التي تثبت تورط استخبارات طهران والاسد بجرائم مماثلة حصلت وباتت معروفة وموثقة في كثير من اجهزة دول العالم.. خاصة الولايات المتحدة وأميركا.. ليس أهمها مقتل محمد حمادي (احد مسؤولي أمن حزب الله) اثناء تواجده في معسكر للقاعدة في وزيرستان على الحدود الافغانية – الباكستانية.
لذا،
لن نستبعد ابداً، ان تكون ثقافة حزب الله الامنية والاعلامية، في لبنان هي البنت الشرعية لهذه العقلية التي أبدعها نظام ايران الارهابي، ونحن نقرأ عن تفجير ارهابي في الضاحية، وآخر على الحدود السورية – اللبنانية، وإشاعات عن تهديدات من القاعدة او ما يسمى جبهة النصرة ضد مصالح للحزب المذكور في لبنان..
هذا يعني ان حزب الله، وهو يحاول تبرير عدوانه على الشعب السوري انه يدافع عن الشيعة في لبنان ضد جبهة النصرة.
دود الخل منه وفيه.. اي ان الارهابيين الذين اعتمدهم نظاما الاسد (الاب والابن) وطهران يشبهون الارهابيين الذين استخدمتهم الاستخبارات الاميركية في الباكستان لمحاربة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، فلما حققت اميركا هدفها بهزيمة الاتحاد السوفياتي هناك.. سارعت الى استخدام هؤلاء الارهابيين ضد خصومها في أماكن اخرى قبل ان ينقلبوا عليها في حروب ضد الانظمة المتهمة بصداقتها مع واشنطن.
حزب الله بعد بشار وطهران ومعهما، يستخدم الاسلوب نفسه.. يحتضن القاعدة.. يساعدها عندما تقصف من جنوبي لبنان.. ثم يستنكر (لاحظوا ان احداً من عناصر القاعدة او عصابات احمد جبريل شريكتها لم يعتقل رغم عشرات عمليات القصف التي انطلقت من لبنان ضد الكيان الصهيوني، في رسائل داخلية لبنانية).
الامر نفسه يتكرر الآن في لبنان، تفجير مشبوه ومدان، في الضاحية، لا يعتقل بعده احد، ينطوي الكلام عنه بسرعة، خاصة بعد ان يستثمر الحزب المذكور آثاره لتوظيفه في تخويف الشيعة، وابتزاز السنة، واستثارة الجيش واستنفار أمن الحزب وشبيحته.. تمهيداً لعمل ارهابي آخر، يستحضر عمليات قتل الحكيم وهدم المرقدين وتفجيرات العراق.. دون ان ننسى تفجيرات الامن السوري المشبوهة المفضوحة التي تنتهي دائماً بقتل مدنيين معتقلين يضعهم الامن على جدران المواقع الامنية المستهدفة، وتبدأ دائماً بسبق إعلامي لأجهزة بشار التافهة التدبير، مع سيارات الاسعاف والمذيعين المتخلفين، والتهمة الجاهزة..
حزب الله لا يتعلم من سقوط الآخرين.. لأنه منهم.


- 'الشراع'
قالها الطفيلي ونبه من مخاطرها على مدى عام عبر ((الشراع)):الفتنة تدق الابواب ومبادرة انقاذية لـ((المستقبل)) 

 *تفجير بئر العبد واحد من خمسة اعدت بسيارات مفخخة
*لبنان كما سوريا مهدد بالتحول الى 'مفرمة ' للحزب وخصومه
*قلق شيعي عام من مغامرة حزب الله وتخوف من تفجيرات اكبر
كتب المحرر السياسي لـ((الشراع))
صدقت توقعات الامين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي وضمنها تحذيره من تبعات السياسة المنتهجة من قبل قيادة الحزب بتوجيهات ايرانية في سورية , وما تمهد له من انجرار الى فتنة لا تبقي ولا تذر.
وعلى مدى عام تقريباً من حوار متصل أجرته ((الشراع)) مع الشيخ المؤسس للحزب, لم يتردد الطفيلي في دق جرس انذار من الآتي نتيجة السياسات المتبعة , كما عرض ما يشبه خارطة طريق لتدارك دخول المقاومة في خريف مكفهر ,عارضاً من النصائح والتوجيهات ما فاضت به صفحات ((الشراع)) من أجل عدم السقوط في المستنقع السوري وعدم إغراق لبنان في حروب مدمرة بدأت نذرها بالظهور من خلال سلسلة العمليات والتفجيرات ضد قوافل مقاتلي الحزب المتوجهين للقتال في سورية ومن خلال تفجير سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد المكتظة والتي نجت من كارثة كبيرة ليقتصر الامر على جرح نحو 50 شخصاً اصيبوا اصابات طفيفة وعلى أضرار مادية.
لم يكن تورط حزب الله في الحرب السورية الدائرة معلناً, حين رفع الشيخ الطفيلي الصوت عالياً في حواراته القيمة والنوعية مع ((الشراع)) ضد التورط المذكور وانعكاساته الخطيرة, وعندما طرح تصوراً لحل الازمة السورية قدمه لقيادة الحزب لتولي الاضطلاع بالعمل على بلورته, مقدماً ما يراه مصلحة الحزب والشيعة في لبنان على أي مصلحة شخصية أو ضيقة له, متجاوزاً الاعتبارات الشخصية التي تفرض عليه ان يدفع خصومه الى ارتكاب الاخطاء الفادحة, ومغلباً الاعتبارات الشرعية والاسلامية والحرص على المقاومة على كل ما عداها, حتى انه لم يتردد في القول بأنه لو كان أميناً عاماً للحزب لكان أقدم على القيام بسلسلة من الخطوات بإتجاه المعارضة السورية والنظام الحاكم لرعاية تسوية تضمن الاصلاح المنشود في سورية وتحول دون دمار قلب العروبة النابض كما يحصل حالياً.
العودة الى الطفيلي قد تكون ماسة اليوم من أجل تلمس خطوات الخروج من المأزق القائم لا سيما وان ما حذر منه الامين العام السابق للحزب يركز على ما سينجم عن الصراع الدائر من مفاهيم وثقافات ترسخ الانقسامات لقرن مقبل من الزمن.
هذه المقدمة ضرورية للغاية في الحديث عن الواقع القائم اليوم والآخذ في الاستفحال أكثر فأكثر يوماً بعد يوم, خاصة بعد سقوط مدينة القصير السورية بأيدي مقاتلي الحزب, ليتجسد مشهد ما بعد القصير بصورة قاتمة, بدلاً من أن يكون فاتحة لإنتصارات لمحور يقول انه محور الممانعة والمقاومة. مشهد أقل ما يقال عنه انه مشهد مثقل بالعصبيات المذهبية ويستسهل كل مقدمات الفتنة, وتتدرج فيه عمليات التفجير ككرة ثلج لتطال البيئة الحاضنة للحزب وربما لا سمح الله كل البلد بكل أطيافه وطوائفه ومذاهبه ومناطقه.
دخل لبنان كما يبدو مرحلة ما بعد القصير, وإذا كان الحزب ينعي مقاتليه الذين يقضون في معارك سورية تحت عنوان ((الواجب الجهادي)), فإن التكفيريين الذين يقول حزب الله انه يقاتلهم في سورية حتى لا يقاتلهم في لبنان, بدأوا كما هو واضح ما يسمى ((الجهاد المضاد)) في لبنان وعلى أرض حزب الله, مما يطرح علامات استفهام من العيار الثقيل حول ما إذا كان الحزب لم يكن يتوقع ردات الفعل هذه, خاصة وان له سابقة معلنة على لسان أمينه العام سنة 2006 عندما قال عبارته الشهيرة ((لو كنت أعلم بأن أسر الجنديين الاسرائيليين سيؤدي الى حرب تموز ما كنت أقدمت)), أو انه كان يتوقع ان يعقب تورطه في سورية ما بدأنا نشهده اليوم من تفجيرات وسيارات مفخخة وانه فعل ذلك لإعتبارات اخرى وتأميناً لمصالح بات القاصي والداني يعرف انها مصالح ايران ولي الفقيه الطامحة الى زعامة اقليمية للمنطقة ولو على حساب دماء اللبنانيين والسوريين السنة والشيعة والمسيحيين.
وبعد انفجار بئر العبد, فإن الخشية أصبحت قائمة من سياق تفجيري متصل وأوسع يطال عدداً من الاهداف, وفي إطار تحويل لبنان الى ما يمكن تسميته ((مفرمة)) لكل القوى الاصولية سنية كانت أم شيعية. ويكفي التذكير بما كان قاله أمين عام الحزب عندما حذر ذات مرة تنظيم القاعدة من فخ ينصبه له الاميركيون والغرب في سورية للقضاء عليه وانهاك واستنـزاف النظام, وفي هذا الكلام ما ينطبق اليوم على حزب الله الذي اختار طوعاً الوقوع في هذا الفخ ودخل مثله مثل تنظيم ((القاعدة)) في ((المفرمة)) التي يراد لها ان تقضي على الجميع وادخال المنطقة في براثن فتن تمتد لأكثر من قرن كما سبق للشيخ صبحي الطفيلي ان توقع.
والسؤال المطروح اليوم وخاصة في الاوساط الشيعية أين سيكون التفجير التالي؟ خاصة بعد ان تسربت معلومات عن ان السيارة من نوع ((كيا)) التي انفجرت في بئر العبد هي واحدة من خمس سيارات مفخخة معدة للتفجير في لبنان؟ وماذا بعد اكتشاف استخبارات الجيش سيارة ((بيك اب)) محملة بالمتفجرات وألبسة ((جبهة النصرة)) إضافة الى توقيف خمسة من أعضاء الجبهة؟وماذا بعد التحذير الذي وجهته الاستخبارات المركزية الاميركية ((السي اي ايه)) الى الاجهزة الامنية اللبنانية حول تسرب نحو 16 طناً من المتفجرات لتنظيم ((القاعدة)) الى لبنان؟وهل يراد من أي تفجير قد يحصل لا سمح الله ويسقط فيه عدد لا يحتمل من الضحايا استدراج ردات فعل لإثارة فتنة شاملة وواسعة؟
وماذا عن التقارير الامنية الدولية التي تتوالى الى لبنان وتحمل تحذيرات من احتمال حدوث انفجار كبير في لبنان بعد ان أصبح أرضاً خصبة لنبات القلاقل والحروب والصدامات الاهلية؟
ومع تراجع دور الدولة والاخفاق في تشكيل حكومة جديدة وعدم نجاح المجلس النيابي في عقد اولى جلساته بعد التمديد لنفسه من أجل توفير المناخات الملائمة لتحصين الاوضاع ومنع الوقوع في الفراغ بدءاً من التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي, فإن انتشار السلاح في لبنان بشكل غير مسبوق وزيادة التداخل بين الازمتين اللبنانية والسورية وتصاعد الانقسامات في لبنان, وتعاظم حالة التردي الاقتصادي مع شلل القطاع السياحي وتردد رؤوس الاموال في البدء باستثمارات جديدة, فإن لبنان يبدو وكأنه أصبح ساحة من جديد لتلقي الرسائل أو صندوق بريد متفجر بعناوين مختلفة قد يكون أخطرها هو انه اصبح بالنسبة لتنظيم ((القاعدة)) ((ساحة جهاد بعد ان كان ساحة نصرة)).
من الواضح ان حزب الله يحاول تدارك الامر من خلال سلسلة من التدابير والاجراءات لحماية مناطق تواجده والطرقات التي يستخدمها في تحركات مقاتليه وأفراده, إلا ان كل هذا الحراك لن يكون نافعاً ولو كان كذلك لأمكن له الحؤول دون استهداف قوافل مقاتليه التي تنتقل الى سورية وتجنيب منطقة بئر العبد ما أصابها لدى انفجار السيارة المفخخة الاسبوع الماضي.
فهل فات الآوان؟ أم ان الحزب أدخل البلاد في ما لا تريده أصلاً خدمة لأجندات باتت معروفة الاهداف.
لم يفت الآوان بالطبع, وأول الطريق في هذا المسار هو تلبية ما ورد في مبادرة كتلة ((المستقبل)) النيابية التي دعت الحزب الى إخراج مقاتليه من سورية, وهو أمر من شأنه ان يولد مناخات جديدة تتضافر فيها كل الجهود والارادات لتخفيف الاضرار الناتجة عن تورط حزب الله وغرقه في الوحول السورية وبما يوفر على لبنان الدخول في فتنة سبق للشيخ صبحي الطفيلي ان حذر منها.
فهل يستجيب حزب الله لمبادرة كتلة ((المستقبل)) الانقاذية؟
ثمة شكوك كبيرة تصل الى حد الجزم بأن الحزب يمكن ان يفعل ذلك ليس بسبب حجم تورطه الكبير في ما يجري في سورية وإنما لأسباب تتعلق بتركيبته خاصة وان هناك من يعتبره جزءاً من احدى فرق الحرس الثوري الايراني التي يقودها الجنرال قاسم سليماني, إضافة الى وجود قناعة لدى الحزب بأن تدخله في سورية أدى الى منع سقوط دمشق وخسارتها من قبل النظام السوري كما قال نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف نقلاً عن أمين عام الحزب حسن نصرالله لدى اجتماعه به خلال زيارته لبيروت.
إلا ان ما ليس بحسبان الحزب حتى الآن هو ان القلق في الاوساط الداعمة له بدأ يتحول الى أسئلة مشروعة حول المخاطر التي يريد الحزب من جراء سياساته ادخالهم فيها. فتلك الأوساط أيدت الحزب عندما كان مقاومة في وجه الاحتلال, وتحملت الكثير من التضحيات في سبيل دعمه, ألا ان الأمر بدأ يصبح مختلفاً بعدما تحول الحزب الى قوة احتلال كما عبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
وبسبب طبيعة الحزب الفوقية والمكابرة قد لا يكون هذا التوصيف مقبولاً, إلا ان ملامحه بدأت بالتبلور وان بشكل خجول ولكن بوتيرة متصاعدة.
ولمن يهمه الامر في الحزب أو غيره, قد يكون مناسباً اليوم إجراء عمليات استطلاع وتقصٍ جادة وحقيقية وغير مزيفة لقياس المزاج الشيعي العام إزاء مغامرة حزب الله, طالما ان المزاج اللبناني العام معروف وواضح في رفضه لتورط الحزب ووصل الى حد إعلان الحليف المسيحي الابرز للحزب ميشال عون رفضه تدخله في سورية.
ومن المؤكد ان النتائج لن تكون وفق ما يشتهيه القيمون على الحزب في حارة حريك وطهران, كما تدل عمليات قياس اولية للرأي العام الشيعي قامت بها مؤسسات مستقلة.
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ 
  

- 'الشراع'
الجبهات السورية, قتل وقتال واقتتال.. بلا أفق سياسي
حمص تسقط ودرعا مهددة وتجنيس واسع لعلويي تركيا وشيعة العراق ولبنان  
 العالم في إجازة تاركاً سورية لمحور الشر يقرر مصيرها بقوة السلاح!
*الثورة ستستمر وستنتصر مهما طال الصراع
*النظام وشخصيات درزية تحشد في السويداء 50 الف مقاتل من لبنان والعراق
بقلم: محمد خليفة

منذ أسابيع والأزمة السورية بلا أفق سياسي, التطورات العسكرية تندفع بقوة على مختلف الجبهات بدون خطة أو مشروع تسوية دولي أو عربي. الأزمة غطتها أحداث مصر المثيرة, تراجعت أعين الكاميرات عن متابعتها, وخسرت أولويتها في الفضائيات, وتقتصر على المراوحة في المربع العسكري. موسكو وواشنطن رحّـلتا (الملف) الى ما بعد لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما في مطلع ايلول/ سبتمبر المقبل. وتعطلت لغة الكلام في جنيف 2 والتسوية السلمية إلى أجل غير مسمى أقله ما بعد القمة بحسب تصريحات مسؤولي ورشة العمل الدبلوماسي الثلاثية (اميركا - روسيا - الامم المتحدة) التي اجتمعت في جنيف وانتهت إلى انه (لا تتوافر الشروط اللازمة لعقد المؤتمر الدولي في المدى المنظور) وعليه قرر الجميع الانتقال إلى طقوس الصيف المقدسة: إجازات الصيف السنوية, تاركين لكاليغولا السوري حق الاستمتاع أيضاً بإجازة مريحة يتحلل أثناءها من أعباء المناشدات الدولية المضجرة حتى وهي لفظية لوقف القصف والانتقام من الشعب الأعزل!.
أكثر فترة منذ بداية الثورة قبل 28 شهراً وحتى اليوم يشح فيها الكلام عن المبادرات السياسية هي الفترة الحالية, هل لهذا من معنى خاص..؟. الكلام الوحيد في هذا الصدد ما صدر عن طهران: دعوة خجولة لوقف القتال في شهر رمضان المبارك. دعوة لم يرافقها أي تحرك, تشبه النكتة السوداء, وكأن القتل في غير رمضان مباح ومستحب, بينما هو في رمضان مكروه.. لكنه لا يفسد الصيام بحسب فتوى مرشد الثورة وولي الفقيه!. وتبدو لدى الفحص كذبة سوداء لا بيضاء, لأن عميل طهران في دمشق رفض مجرد فكرة (هدنة) انسانية مؤقتة في حمص طرحها رئيس الائتلاف الوطني الجديد فور انتخابه إثباتاً لنهجه السلمي. وسبب الرفض كما يقول السفاح هو أن المعارضة رفضت (الحل السلمي) والمشاركة في جنيف 2 فهي تستحق العقاب الدموي.. وكأن السفاح مستبسل في بحثه عن السلام!! أما الحاصل على الأرض فهو على النقيض:
إنقضاض عسكري متواصل وبقوة نيران هي الأغزر حتى الآن على أهم مواقع الثوار وأشدها حساسية, وقضمها واحدة بعد أخرى بفضل انكسار في توازن القوى السابق, عائد لحصار استمر شهوراً على تسليح الثوار, وبروز شيء من الرجحان النسبـي لقوات النظام حققه وصول متطوعين ومرتزقة أجانب تحشدهم وتمولهم إيران في سياق خطتها مع عميلها لتطييف الصراع وأقلمته أكثر فأكثر أولاً, وتسليح نوعي مكثف من روسيا ثانياً.
فما هي معالم خريطة الصراع العسكري على الجبهات السورية الداخلية..؟ وما هي احتمالاتها القادمة..؟

حمص موشكة على السقوط
الانتصار النسبـي في القصير الذي حققه بفضل مشاركة حزب الله ودعم لوجستي روسي أغرى النظام بتطوير الهجوم الذي بدأ في البلدة الصغيرة وتبين لاحقاً انها كانت مقدمة لهجوم أشمل يمتد إلى كل أنحاء مدينة حمص, وهي المحافظة الأوسع من حيث المساحة والأهم استراتيجياً من جميع المدن السورية, بسبب موقعها الذي يتحكم بشريان التواصل بين شمال وشرق وغرب وجنوب سورية. ولا يعد هذا التطور مفاجأة لأحد من الثوار والمعارضين بل ولا المواطنين العاديين, فزمرة الأسد العلوية حصراً خططت منذ بداية الثورة لإفراغ حمص من سكانها المسلمين والمسيحيين, ولم تدع مجالاً للإرتياب في إصرارها على الاستيلاء عليها للتحكم في مصير سورية وتقسيمها إذا اقتضت مصلحتها وتوسيع نطاق الدويلة العلوية التي تخطط لإنشائها وخلق ربط جغرافي بين لبنان غرباً والعراق شرقاً وصولاً إلى ايران. دارت معركة القصير وسط إثارة اعلامية دولية مركزة, ومع ذلك لم يتحرك ساكن لا في الشرق ولا في الغرب مما دل على ان ثمة قراراً دولياً بإسقاط القصير عربوناً للأسد للموافقة على المشاركة في حنيف2, ثم تكررت السابقة في بلدة تلكلخ, ولكن بدون إزعاج, لا ضجة ولا إعلام, تم الأمر بهدوء وصمت مريب الى حد أن بعض السوريين اتهم قيادة الجيش الحر أيضاً بالتواطؤ! ثم انتقلت الحملة إلى حمص نفسها حيث تدور منذ شهر وسط إحباط داخلي, وعدم اكتراث عربي ودولي. يشتكي المقاتلون نقصاً حاداً في إمدادات السلاح والإغاثة والدواء, فطريق لبنان الذي كان يوفر هذه الاحتياحات صار بأيدي حزب الله والشبيحة, وأحكمت قوات النظام الحصار على مداخل حمص, لم يبق سوى مجرور تحت الارض ترسل عبره بعض المعونات, أما الأسلحة فشحيحة تهرب عبر دروب إلتفافية صعبة من ادلب الى ريف حماه ثم حمص. تحسن الوضع قليلاً في الاسبوع الماضي بوصول بعض الاسلحة النوعية استعملها الثوار في قصف الأحياء العلوية التي يتجمع فيها الجيش الأسدي ويقصف مواقع الثوار وأحياء المسلمين. يؤكد مصدر من الهيئة العامة للثورة أن عدد المقاتلين الذين يدافعون عن المدينة لا يزيد عن ستمائة مقاتل (600) منهكين لكن معنوياتهم عالية, وعدد السكان في الأحياء المستهدفة لا يزيد على ثلاثة آلاف فقط. وأكد المصدر أن بعض هؤلاء مهدد بالموت جوعاً, وبعضهم يأكل لحم القطط للبقاء على قيد الحياة .
المشهد الدولي يوحي كأن ثمة قراراً على مستوى القمة بإسقاط حمص وتقديمها للأسد ايضاً.. فمن يقف وراء القرار؟ روسيا وإيران تدعمان بقوة تعزيز مشروع الكيان العلوي للمساومة عليه بعد انتصار الثورة وسقوط النظام في دمشق, فإما الرضوخ للشروط والمطالب (العلوية) وإما التقسيم, وما يجري اليوم تحويل الفكرة إلى واقع بجراحة عسكرية. وتقول شخصية سورية بارزة في الائتلاف الوطني: حمص للأسف ستسقط بأيدي النظام, بل إنها ساقطة منذ الآن عسكرياً. ويطالب بعدم المبالغة في النواح والتنظير لانعكاسات ذلك على مسيرة الثورة ككل, لأن الثورة ستستمر وستنتصر مهما طال الصراع, وقال: ننهزم في حمص وننتصر في أماكن أخرى إلى أن تتغير المعادلات ثانية لمصلحتنا, هذا هو قدرنا, وعلينا أن نقبله لأن معركة الشعب السوري مع زمرة الاحتلال الداخلي ستطول وتمر بحالات مد وجزر, وتقدم وتراجع عسكرية وسياسية, ونحن ندفع من دمائنا أثمان أزمات ونزاعات اقليمية ودولية عديدة.

تواطؤ درزي لمعركة كبرى في درعا
المعركة الأخرى الأشرس حالياً هي ريف دمشق, يسعى النظام وحلفاؤه لاستعادة الغوطة الشرقية من الثوار لفك الحصار الخانق على مدينة دمشق, وإبعاد الثوار عن المربع الأمني في قلب العاصمة, والهدف هو المحافظة على هيبة النظام أمام العالم وإظهاره كنظام ما يزال قائماً وممسكاً بالدولة, وتأخير ساعة الأجل المحتوم. كثافة العنف والقصف وإجراءات الحصار التي يفرضها النظام على مناطق ريف دمشق (داريا - جوبر - برزة - المعضمية - القابون - العسالي - الزبداني..إلخ ) لا مثيل لها سوى في حمص, الطائرات تدكها بلا توقف والدبابات تتحرك في كل مكان, المشهد يشبه حرباً عسكرية طاحنة بين جيشين أو دولتين, ومشاهد الدمار تفوق مشاهد برلين وستالينغراد في الحرب الثانية, هنا يمنع دخول الماء والكهرباء والغذاء والدواء, بقايا السكان والمقاتلين يقتاتون الأعشاب وما توفره الطبيعة الخضراء, أما الخبز والخضار فأصبحا من الذكريات. ورغم دخول آلاف المقاتلين من لبنان والعراق, وندرة الامدادات العسكرية التي تصل من درعا ولبنان لم يحقق النظام انتصارات ذات قيمة. استطاع مؤخراً قطع طرق الامداد من لبنان, ولكنه فشل في قطع طريق درعا, ولذلك يخطط لمعركة كبرى في عاصمة الجنوب, بطريقة لا تخطر على بال أحد يجري الاستعداد لها حالياً. يكشف مصدر بارز من المعارضة أن النظام بالتعاون مع شيوخ وأقطاب الطائفة الدرزية في السويداء يستعدون لفتح معركة فاصلة ضد درعا ومحيطها وعلى امتداد الحدود مع الاردن لاستعادتها من أيدي الثوار, لأن النظام يعتقد أن المنطقة ستكون معبر القوات الأجنبية الى سورية لاحقاً, ولأهميتها الاستراتيجية الآن في تهديد العاصمة وإمداد ثوارها بالسلاح. يضيف المصدر المطلع نقلاً عن زعيم لبناني درزي بارز أن النظام وشخصيات من الدروز يحشدون في السويداء قوة من المتطوعين الأجانب تناهز خمسين ألف مقاتل, قدموا من لبنان والعراق, وتم إيواؤهم في بيوت السكان, ويمنحون وثائق سورية, ويتدربون على القتال لفتح معركة مع الدرعاوية قريباً.

النظام يجنس المرتزقة الأجانب
ويجدر بالذكر هنا أن مصدراً عراقياً مطلعاً ذكر لـ((الشراع)) أنه منذ ستة شهور لوحظ في حسينيات بغداد توزيع استمارات على المصلين تدعو للتطوع والجهاد في سورية دفاعاً عن شيعتها والمقامات الروحية فيها. وقال المصدر إن الاستمارات لا تحمل اسماء منظمات أو جهات رسمية معروفة لكنها تحمل أرقام هواتف للاتصال بها وإرسال الاستمارة إليها, وأضاف إنه بالاتصال والمتابعة تبين أن الهواتف تعود لرجال دين وأئمة يغلب عليهم الانتماء للأحزاب الموالية لإيران كحزب الدعوة. وأكد المصدر أن حكومة المالكي عبر وسائل وأساليب ملتوية تمول وتدعم وتشرف على هذه الحملة, ويعتقد أن عدد من وصلوا سورية فعلاً يقارب 30 / 40 ألف مقاتل والعدد مرشح للارتفاع الى مائة ألف عراقي شيعي. ويرغب هؤلاء بحوافز مغرية منها الزواج بفتيات سوريات وبأموال طائلة وبالتجنس لمن يشاء بالجنسية السورية, فضلاً عن ثواب الآخرة وجنات النعيم والحور العين!!.
كما يجدر بالذكر أن تجنيس الأجانب الموالين للنظام في سورية بدأ قبل سنوات, ولا سيما لعلويي تركيا, ويقدر بعض المطلعين عدد الذين منحوا وثائق سورية رسمية بطرق غير قانونية وتم تسجيلهم في وثائق السجلات المدنية السورية يصل إلى مليون علوي تركي سيشاركون في تقرير مصير سورية مستقبلاً في أي استفتاء. وقد أصبحت هذه المسألة ملفاً رئيسياً في أولويات النظام والمعارضة معاً, فالنظام بدأ باتلاف وإخفاء وإحراق سجلات ووثائق الدولة الخاصة بالسكان والمواطنين, وسجلات الملكية العقارية, وأرشيف المحاكم للأغراض نفسها. ويذكر ثوار حمص أن إحراق مبنى السجل العقاري قبل ثلاثة أسابيع إنما تم عمداً من قوات النظام ويدخل في سياق طمس معالم المدينة والسيطرة عليها وتغيير هوية سكانها, وفي حلب توقفت السلطة عن منح أي وثيقة للمواطنين منذ عدة شهور. ومن الناحية المقابلة تدرب قوات الثوار وأجهزة الحكم المحلية التي تبنيها المعارضة طواقم خاصة لحماية مباني الدولة في المحافظات قبل وبعد سقوط الطغمة, بناء على معلومات منشقين عن أجهزة الأمن والشرطة والجيش أن النظام أعد خططاً لتدمير واتلاف أرشيف وسجلات الدولة على نحو ما حصل في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
نذر الاقتتال بين الاسلاميين في الشمال
أما في حلب ومدن الشمال المحررة فالأولويات والتفاصيل العسكرية مختلفة تماماً عما في مدن الوسط والجنوب. القتال هنا مع قوات النظام أقل, ولكن القتل والاقتتال يطغيان, ويأخذان منحى خطيراً ينذر بإشعال معارك بين فصائل المعارضة والثوار والجيش الحر بعد صبر طويل وامتناع عن الانجرار إلى هاويته المدمرة رغم وجود أسباب ونذر له منذ سنة على الأقل. قبل أسبوعين اغتالت المجموعات المتطرفة المحسوبة على (القاعدة) الشهيد كمال حمامي الملقب بأبو بصير, وهو أحد قادة الجبهة الغربية ومن كبار ضباط هيئة أركان الجيش الحر وأحد العسكريين الرئيسيين المرتبطين بالإخوان المسلمين, لم يكن الحادث الأول من نوعه فقد سبق أن اغتالت (الشهيد رياض الأحمد) أحد أبرز قادة المقاتلين في ريف اللاذقية, واغتيل أشخاص كثر أو تعرضوا لمحاولات اغتيال ووجهت أصابع الاتهام الى المجموعات نفسها, ولكن في هذه المرة, كان للحادث رد فعل قوي إذ أنذرت قيادة الجيش الحر التنظيم المتهم بتسليم الفاعل خلال 24 ساعة ليلقى القصاص وإلا تدخل بالقوة لاعتقاله ومحاسبته. والحادث ينطوي على مدلولات خطيرة وغير مسبوقة, فالحادث لم يقع بين اسلاميين وعلمانيين بل بين طرفين اسلاميين, والإخوان كانوا أول من رحب بوصول جبهة النصرة الى سورية ووفروا لهم تغطية سياسية داخل المعارضة رغم اعتراضات وتحذيرات الآخرين. وترافق الحادث أيضاً مع إشاعات تشير الى أن قيادة الجيش الحر تعهدت للدول المانحة للسلاح بالتصدي لقوة المتطرفين ومنع حصولهم على الاسلحة الحديثة. وكان هؤلاء رفضوا سابقاً طلبات من الدول الغربية وخاصة أميركا للقضاء على الجماعات المذكورة مقابل تسليحهم. كما تزامن الحادث مع نقمة شعبية عارمة واسعة في الأوساط الشعبية في حلب بصورة خاصة على ممارسات هذه الجماعات, ونظمت تظاهرة شعبية حاشدة ضدهم (8 / 7 / 2013) فرد عليها مسلحو النصرة بالنار فقتلوا وأصابوا عدداً من المحتجين واعتقلوا عدداً. وكانت التظاهرة استنكاراً لحصار خانق فرضته (الهيئة الشرعية) على دخول المواد التموينية الى حلب تسبب بمجاعة شاملة مع بداية رمضان!
المشهد السوري تسوده فوضى عارمة ونقمة على مسلحي الفصائل الاسلامية المتطرفة, وافتضاح علاقات بعضها باستخبارات النظام أو الدول التي تدعمها وخاصة روسيا التي تزايدت الأدلة على وجود عسكري واستخباراتي ملموس لها في ريف إدلب. أصابع النظام وحلفاؤه ظاهرة في حلب, مما يوحي أنه بينما يقاتل بشراسة وضراوة في حمص ودمشق ودرعا يعتمد أسلوب الفوضى وبث الفرقة والاغتيالات في الشمال, تاركاً للمسلحين تصفية بعضهم بعضاً وتكفير المواطنين بهم وبالثورة للاستنجاد به. وهي بالفعل الاستراتيجية المطبقة فيها وفي إدلب. أما في الساحل وريف اللاذقية فيرجح المطلعون على الأوضاع أن النظام يستعمل أسلوب الرشى والاختراقات في صفوف المسلحين ليؤخر فتح جبهة قتال في تلك المنطقة الحساسة القريبة من أعماق الريف العلوي. وفي المناطق الشرقية, وخاصة الحسكة والقامشلي, يعتمد النظام على حليفه العضوي حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردستاني للقيام بالمهمة نيابة عنه فهو يعتقل ويقمع المعارضين ويقتلهم ويستولي على آبار النفط ويوصله الى النظام في منطقة الساحل بالاشتراك مع فصائل اسلامية متطرفة!!.
المشهد العام حالياً في سورية مشهد مخضب بالدماء, وإن اختلفت ملامح القتلة هنا وهناك فإن ملامح الضحايا لا تتغير. قتل في الشرق والغرب, وقتال في الوسط والجنوب, واقتتال في الشمال بين مسلحين يفترض انهم في خندق واحد. لقد تحمل المواطن السوري عسف النظام وطغيانه, وهو الآن يتحمل تصرفات شاذة واجرامية من مسلحين متعددي المشارب والمذاهب والجنسيات بعضهم سوريون وبعضهم أجانب يحاولون التحكم بتفاصيل أنماط حياتهم وثقافتهم. ويجمع الكل على أن بصمات الاستخبارات السورية التي خبروها على مدى نصف قرن وبصمات بشار الاسد موجودة في معظم ما يتعرضون له, بما في ذلك جماعات القاعدة التي يعرفون انها على صلة وثيقة بالنظام وإيران منذ سنوات طويلة. الكلمة الآن للسلاح والقوة الغاشمة والمرتزقة القادمين لتغيير هوية سورية أرضاً وسكاناً في ظل صمت دولي أكثر من مريب ومشبوه, وكأن ما يجري يتم وفق خطة متفق عليها بين الدول الكبرى بالعمل الايحابي أو بالمباركة السلبية, وكأن هناك إرادة دولية لتعطيل المبادرات السياسية وإطلاق يد القوة لترسم خريطة طريق لنهاية الأزمة السورية بالسلاح.. والسلاح فقط, ولا شيء آخر.
 
   
- 'الشراع'
على وقع ترددات الازمة السورية وبعد تفجير بئر العبد:لبنان من ساحة نصرة الى ساحة جهاد؟!  
 ماجدة صبرا:

*البلد يقف على مشارف كارثة محققة
*درء الفتنة يكون بالعبور الى الدولة وتشكيل حكومة في أسرع وقت
يقول سكان منطقة بئر العبد ان المنطقة قبل التفجير هي غيرها بعده. فالمنطقة التي عصف بها تفجير سيارة مفخخة في اول ايام شهر رمضان المبارك باتت الصورة المصغرة لما يمكن ان يكون عليه البلد في الايام او الاسابيع المقبلة، على وقع بيانات للجيش ومعلومات امنية عن دخول اطنان من المتفجرات، وسيارة البيك – آب المحملة بكمية من الاسلحة والذخائر الحربية الخفيفة والرمانات اليدوية ومجموعة من الصواعق وآلتي تفجير عبوات عن بعد وكمية من الالبسة الخاصة والمكتوب عليها ((لا اله الا الله)) التي حددت هوية المجموعة السياسية وهي جبهة النصرة، فهل تحول لبنان الى ساحة جهاد بعد ان كان ساحة نصرة، رداً على تورط حزب الله في سورية؟! فعندما يعلن حزب الله الجهاد في سورية عليه ان يتوقع جهاداً مضاداً، وان دخول مجموعات متطرفة من سورية ستحول لبنان الى ارض جهاد!!
اسئلة كثيرة تتوالى عن تلاشي التطمينات الامنية التي كانت تصل الى مسامع المسؤولين من جهات خارجية غربية وتحولها الى انذارات من هذه الجهات، فبعد ورود التقارير التي سلمتها الاستخبارات المركزية الاميركية (C.I.A) الى الاجهزة الامنية والتي تحدثت عن إدخال تنظيم القاعدة نحو 16 طناً من المتفجرات، الى معلومات ترددت بأن اتفاقاً سرياً جرى بين جهات خارجية غربية وجهة عربية بضرورة رعاية الوضع في لبنان قبل تفاقمه، لافتة الى ان معلومات تلك الدول تفيد بأن جهات متطرفة تسعى الى إغراق لبنان في وحول الاقتتال المذهبـي بعدما توسعت شظايا الازمة الى اكثر من منطقة، هذه المعلومات تقاطعت مع معلومات جهة غربية اخرى أفادت بأن لبنان لن يشهد حرباً داخلية بل اضطرابات امنية وتفجيرات من حين الى آخر.

هدايا مفخخة
وفي عودة الى بئر العبد، فإن الحذر هو سيد الموقف، اذ كثرت التحذيرات للسكان بضرورة اخذ الحيطة والتنبه لأي شخص غريب يتردد الى المنطقة، ويروي لنا السكان ان نداءات بمكبرات الصوت او عبر منابر المساجد تنطلق لتنبه من وجود سيارة مشبوهة مع تعداد مواصفاتها وعلى صاحبها ان ينقلها من هذا المكان او ذاك.. وان عناصر من حزب الله بملابس مدنية يجولون في المنطقة ويراقبون الاوضاع على الارض.
هذا التنبه والحذر من أهالي المنطقة، لم يمنع فئة كبيرة منهم رددت في العلن ((كلو فدا السـيّـد)) وهي صيحات مماثلة لما رددوه بعد حرب تموز/ يوليو 2006، ان تردد في مجالسها الخاصة ان ما حصل يناقض التأكيدات التي كانت تنتشر على ألسنة قيادات ((حزب الله)) بأنهم ذاهبون الى سورية للقتال ضد المجموعات التكفيرية كخطوة استباقية ولمنع هذه المجموعات من ان تقاتلنا في ديارنا في حال سقط بشار الاسد. اي منطق نقتلهم قبل ان يقتلونا. ويتندر الاهالي بما كان من الرئيس السوري عندما خرج ليعلن الانتصار في ((القصير)) دون الالتفات ولو بكلمة الى الشباب الذين قدمهم الحزب من اجل استمراره في الحكم ومنع سقوطه.. ((وها هي السيارات المفخخة ترد إلينا، فنحن ذهبنا لمحاربتهم بحرب استباقية فإذا هم يرسلون لنا الموت مغلفاً بسيارات مفخخة)).
وبقراءة أمنية يبدو الوضع الأمني معقداً وبالغ الصعوبة، ويردد مصدر أمني ان المرحلة الراهنة أكثر خطورة من الفترة السابقة، وان الهدوء النسبـي الذي عاشه لبنان خلال السنتين المنصرمتين مع سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة المستقيلة، يبدو وكأنه سقط في هوة الصواريخ المتبادلة في عرسال وبعلبك وصواريخ بلونة ومعارك عبرا وتفجير بئر العبد.. كما سقطت مقولة ان حزب الله عصي على الاختراق والاستهداف مناطقياً، مع التعلق بمنطق الأمن الذاتي في ظل منطق الدولة المغيّبة. وان أحداث عبرا شكلت إحراجاً إضافياً للحزب في وقت اشتدت الحملة عليه وحملته المسؤولية المباشرة في التسبب بتفجير بئر العبد، فكلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ودعوته إلى الاقتتال على الاراضي السورية جاء الرد عليه في بئر العبد وكأن لسان حال هذه المجموعة، إذا كانت هي المسؤولة عن التفجير، انها تختار المكان والزمان المناسب لها، أو ان جهات أخرى استغلت هذه الدعوة ولبتها ولكن داخل المربع الأمني للحزب، ومن الضروري ان نذكر هنا ما جاء على موقع ((دبكا)) الإسرائيلي الاستخباراتي، إذ ذكر الموقع ان مصادر قريبة من ((الموساد)) الاسرائيلي قالت ان انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت قد استهدف مكاتب كانت فيها قيادات استخباراتية واتصال تابعة لحزب الله مرتبطة مع القوات التي تقاتل في سورية، وأضاف الموقع ((بعدما لم تعلن أي منظمة مسؤوليتها عن التفجير تضاعف الشك في بيروت وطهران بأن يد الاستخبارات الإسرائيلية كانت خلف هذا الحادث)) ما يعزز فرضية قيام خلايا إسرائيلية تابعة للموساد بعملية التفجير.
ربما هذا الكلام يتنافى مع الاتهامات التي سيقت جزافاً على أرض التفجير والتي اتهمت أطرافاً لبنانية واجتماع مجدليون بالتسبب بالانفجار.
أمام هذه الاتهامات برزت دعوات لدرء الفتنة وان الطريق السليم لدرئها هو العبور إلى الدولة، وتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن لتحصين البلاد من رياح الحرب السورية والعودة إلى طاولة الحوار، وان تُعنى الحكومة الجديدة بإزالة كل العوائق لاستخراج الثروات الطبيعية والتي تقدر بمليارات الدولارات من النفط والغاز.
إضافة إلى معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية التي هي على حافة الانهيار بإعادة الثقة إلى الخليجيين لعودة السياحة والاستثمار.
فلبنان يقف على مشارف كارثة محققة في مشكلة اللاجئين السوريين، بعد ان وردت تقارير تفيد بأن ثلث سكان لبنان مع نهاية هذا العام سيكون من اللاجئين السوريين.
والسماح للمؤسسات الأمنية من جيش وقوى أمن أن تقوم بعملها.
ففي ظل غياب المخارج السياسية التي تتيح ملء الفراغ الحكومي في المراكز القيادية من عدم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وللمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ما يعرّض المؤسسات اللبنانية للتحلل والاهتراء وينذر بجمود الدولة ويقودها إلى العجز عن معالجة المشاكل المتراكمة فتآكل الدولة سمح بنشوء مراكز قوى كثيرة وسط المخاوف من التفجيرات رغم تطمينات وزير الداخلية مروان شربل بأن الاجهزة الأمنية اللبنانية تتخذ إجراءات وقائية بسبب الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة، ويتابع: ((لسنا بحاجة لمعلومات لنعرف حساسية الوضع)).


  
'الشراع' 
- آخر الاخبار حول الشيخ أحمد الأسير الفار من العدالة ان ابنه عبد الرحمان شوهد وهو يلعب كرة قدم في أحد شوارع مخيم عين الحلوة.
وقد يكون هذا الظهور لابنه مؤشراً لوجود الأسير في مخيم عين الحلوة، إلا انه لا يؤكد بالضرورة هذه الفرضية التي تبقى احتمالاً.
 
- أمسيات وليالي الضاحية الجنوبية لبيروت لم تعد كما كانت في الأيام الخوالي قبل التفجيرات المتنقلة والتي أصابت مؤخراً منطقة بئر العبد.
وتشهد المنطقة حالة من الاستنفار غير المسبوق، وتقوم دوريات بالمراقبة والتفتيش وتستخدم أحياناً آلات للكشف عن المتفجرات. ومؤخراً بدأت العناصر التابعة لحزب الله الاستعانة بالكلاب البوليسية. وعبرت هذه الاجواء عن حالة الترقب والقلق التي تسود المنطقة خاصة بعد ان ظهر ان هناك اختراقات في جسم القوى الأمنية التابعة لحزب الله أدت إلى تفجير بئر العبد، وهو ما أسقط كل الكلام عن ان الضاحية محصنة أمنياً.
 
- في معلومات خاصة ان حزب الله عقد اجتماعات لمستوياته الامنية العليا لتدارس ما يسميه الاختراقات الامنية التي تعرض لها في الفترة الاخيرة. وبحسب هذه المعلومات فإنه يوجد لدى الحزب تقدير سيئ عن حالة حصانته الداخلية الامنية، وان ما حدث شكل له مفاجأة. 
  
- عون يتخبط كما يرى خصومه
أكدت مراجع سياسية مسيحية ان الجنرال ميشال عون يمر في مرحلة تخبط سياسي، ونوع من الاحباط على مستوى وضعه داخل المعادلة السياسية اللبنانية، خصوصاً بعد إفلاس كل شعاراته التي رفعها مؤخراً وخاض تحتها صراعات سياسية من القانون الأرثوذكسي الى رفض التمديد لكل من المجلس النيابي وقيادة الجيش. 
  
- عملية ((تطهير)) تجري داخل حزب الله بإشراف مسؤولين في الاستخبارات الايرانية، وتشمل مسؤولين وأطراً يتولون مسؤوليات حساسة، وذلك وفقاً لما ذكرته أوساط مطلعة.
وأشارت الاوساط إلى ان مرد هذه العملية التطهيرية يعود لمعلومات عن اختراقات استخباراتية في صفوف جهاز الامن المركزي في الحزب وفي عدد من مؤسساته العسكرية والامنية، إضافة الى استمرار عمليات السرقة والاختلاسات في مؤسسات تعنى بعائلات الشهداء والايتام.
ووفق الاوساط نفسها فإن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لا صلاحيات له في إطار عملية التطهير التي تجري منذ شهر، والتي تم تفعيلها بصورة خاصة بعد الانفجار الذي حصل في منطقة بئر العبد.


- مجلة 'الامان'
تشكيل الحكومة والوضع الداخلي.. أية انعكاسات بعد القرار الأوروبي بحق حزب الله؟

أحدث قرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لـ &laqascii117o;حزب الله" على قائمة المنظمات الإرهابية رداً على ارتكابه &laqascii117o;عملية إرهابية" على تراب الاتحاد الأوروبي، في إشارة الى اتهام عناصر من الحزب بالضلوع في تفجير حافلة كانت تحمل سياحاً إسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري في 18 تموز 2012، أحدث هزة سياسية كبيرة على المستوى السياسي اللبناني.
وإذا كان قرار الاتحاد الأوروبي قد اقتصر على الجناح العسكري لـ &laqascii117o;حزب الله" واستثنى الجناح السياسي للحزب من القرار من خلال تأكيد &laqascii117o;مواصلة الحوار" مع كل الأحزاب السياسية اللبنانية بما فيها &laqascii117o;حزب الله"، فإن من المؤكد انه سيكون لهذا القرار ارتدادات داخلية وخارجية سواء على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، وعلاقة &laqascii117o;حزب الله" ببعض الأطراف السياسية اللبنانية، وخصوصاً &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار.
وفي هذا الإطار كان لافتاً مسارعة وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور الى &laqascii117o;اتهام أطراف لبنانية أسوة بإسرائيل بالاضطلاع بدور في هذا القرار"، وهو ما يعني أن حالة الاستقطاب الداخلي التي يعيشها لبنان حالياً والتي تعطل دور الدولة وتنعكس سلباً على أمن واستقرار اللبنانيين، ستشهد مزيداً من التأزم في ضوء هذا الموقف في ظل الاصرار على اتهام ووضع البعض في لبنان في صف واحد مع العدوّ الاسرائيلي.
أما على الصعيد الخارجي فإن التداعيات السياسية والاقتصادية لهذا القرار سوف تأتي تباعاً، وهي ستكون مرتبطة بصورة أساسية على ردّ فعل &laqascii117o;حزب الله" على هذا القرار الذي اعتبره &laqascii117o;قراراً عدوانيّاً ظالماً لا يستند الى أية مبررات أو أدلة".
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي انعكاسات قرار الاتحاد الأوروبي الذي وضع الجناح العسكري لـ &laqascii117o;حزب الله" على لائحة المنظمات الإرهابية على الصعيد الداخلي، وهل سيكون لذلك انعكاسات على صعيد عملية تشكيل الحكومة الجديدة؟
من المهم تأكيد نقطة أساسية في قرار الاتحاد الأوروبي، وهي أنه يعتبر الجناح العسكري لـ &laqascii117o;حزب الله" منظمة إرهابية. ماذا يعني ذلك على الصعيد الداخلي اللبناني؟
انه يعني ببساطة أن مطالبة &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار بعدم مشاركة &laqascii117o;حزب الله" بصورة مباشرة في الحكومة اللبنانية الجديدة بسبب استمرار مشاركته في القتال بسوريا الى جانب النظام السوري، تحظى بتأييد دولي وعربي، وإن كان قرار الاتحاد الأوروبي بـ &laqascii117o;مواصلة الحوار" مع كل الأحزاب السياسية اللبنانية بما فيها &laqascii117o;حزب الله"، يوحي بغير ذلك. لأن القرار الأوروبي هو بالأساس قرار سياسي أولاً وأخيراً، وقد أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن القرار &laqascii117o;رسالة واضحة الى حزب الله وآخرين"، وأشارت وزيرة الخارجية الأوروبية كاترين آشتون الى القلق المتزايد إزاء ما تنقله التقارير عن دور &laqascii117o;حزب الله" في سوريا. هذه نقطة.
وهناك نقطة أخرى تتعلق بـ &laqascii117o;الجناح العسكري" لحزب الله، الذي يعبر عنه الحزب بالمقاومة، والذي يعتبر النقاش حولها من المحرّمات السياسية، والسيد حسن نصر الله في آخر إطلالة له اعتبر أن سلاح المقاومة خارج أي نقاش. وبالتالي يمكن القول إن قرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري للحزب على قائمة المنظمات الإرهابية، قد وضع سلاح &laqascii117o;حزب الله" في دائرة الإرهاب، مع ما قد يترتب على ذلك من الدور الذي يمارسه &laqascii117o;حزب الله" على الصعيد اللبناني الداخلي والخارجي. أي إن أي محاولة لـ &laqascii117o;حزب الله" لاستخدام قوته العسكرية من أجل فرض شروطه السياسية على عملية تشكيل الحكومة الجديدة أو على الوضع السياسي في لبنان بصورة عامة، سينظر اليها باعتبارها عملية إرهابية، وهذا القرار يسحب من &laqascii117o;حزب الله" أهم سلاح بيده في صراعه مع &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار.
وإذا كان البعض يعتقد أن هذه المقاربة السياسية للقرار الأوروبي هي مقاربة بعيدة عن الواقع أو لا تستند الى معطيات سياسية كافية، فإن قيام الحزب بتكليف وزير الخارجية عدنان منصور تقديم مذكرة الى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع الاتحاد لاتخاذ قرار بإدراج الجناح العسكري للحزب على قائة الإرهاب، التي حظيت بموافقة الرئيسين سليمان وميقاتي، على أساس أن &laqascii117o;حزب الله"" مكوّن أساسي في لبنان، وتحذير المذكرة من &laqascii117o;خطورة ما ستتركه خطوة الاتحاد الأوروبي من تداعيات" لم يحدّدها الوزير منصور، يُظهر دون أدنى شك أن &laqascii117o;حزب الله" يستشعر خطورة إدراج سلاح الحزب على لائحة المنظمات الإرهابية، وأن هذه الخطوة ستكون لها تداعيات سلبية على صورة الحزب ودوره في لبنان والمنطقة، وأنه سيصبح مقيداً في ما يتعلق بالدور الذي يمارسه سلاح الحزب في مواجهة خصومه السياسيين في لبنان، وأنه لن يستطيع الاستمرار في تجاهل سياسة &laqascii117o;النأي بالنفس" الحكومية تجاه الوضع السوري، وأن عليه التزام إعلان بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان عن الأزمة السورية.
تبقى نقطة أخيرة، وهي مرتبطة بالموقف الرسمي من قرار الاتحاد الأوروبي. فقد علق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على القرار بالقول &laqascii117o;إن المجتمع اللبناني بكل مكوناته، حريص على التزام الشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، ونحن سنتابع الموضوع عبر القنوات الدبلوماسيّة، متمنين لو أجرت دول الاتحاد قراءة متأنية إضافية للوقائع والمعطيات".
ويعكس هذا الموقف الرسمي للرئيس ميقاتي تأييداً ضمنياً لقرار الاتحاد الأوروبي من خلال &laqascii117o;تأكيده الالتزام بالشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي"، وهو موقف سيزيد من حراجة موقف &laqascii117o;حزب الله" داخلياً، وخصوصاً أن قرار الاتحاد الأوروبي جاء بعد القرار المشابه الذي اتخذه سابقاً مجلس التعاون الخليجي بحق &laqascii117o;حزب الله"، ما يعني أن على الحزب مراجعة سياساته الداخلية والخارجية حتى لا يزيد عزلته وعزلة لبنان، وحتى لا يسقط لبنان في حفرة عميقة لا يمكنه الخروج منها لاحقاً. فهل يبادر الحزب الى هذه المراجعة؟


- 'الامان'
بعد قرار &laqascii117o;الاتحاد الأوروبي" والحملة العربية والداخلية لعزله:
كيف سيواجه حزب الله التحدّيات الجد

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد