صحافة إقليمية » صحافيّو تونس: وظُلم سهام بدرين أشدّ مضاضة...

p19_20131005_pic3_334- صحيفة 'الأخبار'
نورالدين بالطيب

تونس | منذ 17 أيلول (سبتمبر) الماضي، يتواصل اعتصام الصحافيين والتقنيّين العاملين في راديو &laqascii117o;كلمة" (إذاعة خاصة)، احتجاجاً على سوء الظروف التي يعملون فيها، وعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي. يصل عدد العاملين في المؤسسة الإعلامية إلى الستين بين صحافيين وتقنيين، وغالبيتهم من الشباب من متخرّجي &laqascii117o;المعهد العالي للصحافة". الغريب أنّ هذه المؤسسة، التي لم تلتزم بدفع مستحقات العاملين فيها، هي ملك الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين المعروفة بعدائها لزين العابدين بن علي. وكانت سدرين من بين النشطاء الحقوقيين الذين مثّلوا كابوساً للنظام السابق، عبر التشهير به في المنابر الإعلامية العالمية، على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان، والتضييق على الصحافة. كما كانت الناشطة من أبرز قادة &laqascii117o;التجمّع الاشتراكي التقدّمي" (تحوّل إلى الحزب الجمهوري) الذي عرف بمعارضته لنظام بن علي، وكانت سدرين من قادة &laqascii117o;الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان"، ومن مؤسسي &laqascii117o;المجلس الأعلى للحريات" الذي تتولّى رئاسته، فضلاً عن نشاطها الواسع في الدفاع عن قضايا الرأي والتعبير. لهذه الأسباب منعها النظام السابق من الحصول على ترخيص لإذاعتها التي ظلت تبثّ على شبكة الإنترنت، إلى أن سقط النظام فتحرر راديو &laqascii117o;كلمة"، واتسع فريق عمله ودائرة انتشاره، لكن هذا لم يمنع الراديو من الإفلاس، حسب سهام بن سدرين، وزوجها عمر المستيري مدير الإذاعة.
وتلفت إدارة الإذاعة إلى أنّها لا تملك الإمكانات لدفع مستحقات العاملين فيها، وستضطر إلى إغلاقها. ورغم تدخلات &laqascii117o;النقابة الوطنية للصحافيين" و&laqascii117o;النقابة العامة للثقافة والإعلام"، لم توافق الإدارة إلا على دفع أجور شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، فيما اقترحت &laqascii117o;النقابة الوطنية للصحافيين" وفق ما أفاد أمينها العام المنجي الخضراوي لـ&laqascii117o;الأخبار" تكوين شركة تضمّ الصحافيين والتقنيين لشراء الإذاعة، لكن المشكلة هي الديون الكبيرة التي تصل إلى حوالى مليون يورو حسب الخضراوي.

يواجه الصحافيون والتقنيون المعتصمون في مقرّ الإذاعة ظروفاً صعبة، وقد منعت الإدارة بث الأخبار، والبرامج الحوارية، والاكتفاء ببث الموسيقى. كما حاولت غلق الأبواب حتى لا يتمسّكوا بالبقاء في مقرّ الإذاعة. والمؤلم أن ما يحدث للعاملين من ظلم وحرمان من حقوقهم، لم يكن من رجل أعمال هذه المرة، بل من حقوقية ساندها عدد كبير من الصحافيين المعتصمين اليوم، عندما كان رفع الصوت يكلّف غالياً. فهل بدأت &laqascii117o;الثورة" التي حرّرت الإعلام، وأطلقت أقلام الصحافيين، تلتهم الشبان، وخصوصاً الذين كانوا وقودها؟
ما يحدث في إذاعة &laqascii117o;كلمة" تقبّلته الأوساط الحقوقية، والنقابية بالكثير من الألم والامتعاض. لا أحد يصدّق أن المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين التي قاومت القمع والديكتاتورية، تمارس نفس ما عانت منه سابقاً، ومع شبان لا يزالون يبحثون عن فرصة لتأكيد حضورهم وتميّزهم المهني.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد