صحافة إقليمية » طلّ الملوحي إلى الحرية اليوم

p14_20131025_pic3_372- صحيفة 'الأخبار'
وسام كنعان

رغم مئات الأسماء التي كرّستها الأحداث الدامية في سوريا، إلا أن طل الملوحي (1991) بقيت مُحتفظة بمساحة كبيرة من الشهرة، تكاد تزاحم نجومية كبار الفنايين السوريين. الشابة التي إعتبرت أصغر مدوّنة معتقلة في سجون السلطات السورية، خطفت الأضواء بمجرّد أن &laqascii117o;اختطفها" رجال أمن تابعون لفرع أمن الدولة بتاريخ 27 كانون الأول (ديسمبر) 2009 (الاخبار 18/2/2011)، لتختفي بعدها من دون أن يعرف أهلها مكان وجودها لفترة طويلة. لكن أخبارها لم تغيب وظلّت تتردّد بين الفترة والأخرى، منذ أن اتخذتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون مطية لإنتقاد نظام بشار الأسد من خلال اعتقاله لها، ومطالبته بإطلاق سراحها، إلى أن انتشر أول من أمس خبر الإفراج عنها. ذلك الخبر الذي جعلها تكتسح مجدداً المشهد الإعلامي، ويحضر إسمها في غالبية تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ورود معلومات أكدت إطلاق سراحها مع 14 فتاة من أصل 128، يُفترض أن يكمل النظام السوري إطلاقهن، بعدما وافق على صفقة التبادل التي أعادت المخطوفين اللبنانيين من أعزاز أخيراً. هكذا، راحت المباركات تنهال على عشرات الصفحات والحسابات الافتراضية التي تنسب للمدوّنة الشابة، في حين إنتهزت بعض المواقع الكترونية الفرصة لتفرغ ما في جعبتها من كيد وبغض بذريعة المطالبة بالحرية. فيما كذّب البعض الآخر من رواد الفايسبوك الخبر، طالبين من محبّي الملوحي التريث والدعاء لها.

لكن النبأ اليقين أتى من ناشطين ومحامين حقوقيين متطوّعين للمرافعة في قضية المعتقلة، إذ أكّدوا في أحاديثهم لـ &laqascii117o;الاخبار" بأن &laqascii117o;الملوحي لم يُفرج عنها بعد، لكن القرار صدر وسيصل إلى سجن &laqascii117o;عدرا المركزي" اليوم ليتم إطلاق سراحها". ويؤكد أولئك بأنها &laqascii117o;ستخرج بعدما قضت ثلاثة أرباع المدّة المحكومة بها، مُستفيدة من شروط التخفيف التي يستفيد منها أيّ سجين حسن السلوك، حسب القانون السوري. وليس لنيلها الحرية أيّ علاقة بصفقة التبادل لا من قريب ولا من بعيد".
إذاً، يُفترض أن ترى المدونة الشابة الشمس هذا الصباح، لتضع نهاية للملفّ الشائك الذي بادر عشرات المتطوّعين للحديث فيه. لم يسلم ملفّ الشابة من تعرّضه للشائعات طيلة الفترة الماضية، بدءاً من شائعة وفاتها، تحت التعذيب في سجن &laqascii117o;دوما للنساء" الذي كانت تعتقل فيه حينها، وتكذيب والدها الخبر ثم تأكيده أنه تحدث معها عبر الهاتف.

كما وجّهت لها أصابع الاتهام لها بالتنسيق مع الأميركيين بغية إغتيال شخصية قيادية عسكرية في الجيش السوري، أو بالتجسّس لصالح دول أجنبية. بينما إتهم البعض المعتقلة بأنها تنتمي إلى جماعات أصولية بإعتبارها محجبة، ومن أسرة محافظة ومتدينة. وسط كل تلك التهم، لم يقدّم أيّ دليل من المحكمة السورية المختصة التي حكمت على المدونة الشابة في شباط 2011 (فبراير) بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة &laqascii117o;إفشاء معلومات لدولة أجنبية". وقد صدر بيان عن وزارة الخارجية السورية حينها، أكّد أن الملوحي كانت تعمل لحساب &laqascii117o;وكالة الاستخبارات الأميركية". لكن عدداً من المحامين الذين حضروا الجلسة أفادوا يومها بأنّ &laqascii117o;القاضي لم يقدّم أيّ دليل أو تفاصيل عن سبب الاتهام، ولم يحضر الجلسة أي ممثّل إدّعاء". في حين ظلّ أنصار الملوحي يروّجون أن سبب الإعتقال يعود إلى مدونتها الخاصة على الانترنت التي نشرت عليها سلسلة من المقالات والقصائد مذ كان عمرها 15 عاماً. يومها طالبت فيها الرئيس السوري بشّار الأسد بوقف الفساد المستشري في القطاعات الرسمية، وتعزيز الديموقراطية في الحياة السياسية، مذكرةً إياه بالوعود التي قطعها للشعب لدى تسلّمه سدّة الرئاسة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد