صحافة إقليمية » حوت من حديد في سوق الإعلام المصري

119213_430- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي

قرّر رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة قبل يومين، ضخّ مبلغ 30 مليون جنيه مصري (4,335 مليون دولار)، بهدف تطوير صحيفة &laqascii117o;اليوم السابع" اليومية. يشمل التطوير استحداث مقرّ جديد للصحيفة بمساحة 3 آلاف متر مربع في شارع التحرير، بالقرب من وسط القاهرة، وإنشاء صالة تحرير إخبارية هي الأكبر في مصر، وإطلاق مواقع إلكترونية جديدة متخصّصة، تحت مظلّة &laqascii117o;اليوم السابع".
ينشغل الإعلام عادةً بأخبار أبو هشيمة، لأنّه طليق النجمة هيفاء وهبي. لكنّ نجاحه الأبرز يأتي من عالم الأعمال إذ أنّه يسيطر على 7 في المئة من سوق الحديد المصري، من خلال مجموعة مصانع &laqascii117o;حديد المصريين" التي يملكها. كما أنّه يسعى للسيطرة على 25 في المئة من تلك الصناعة، من خلال سلسلة مصانع جديدة قيد الإنشاء. ذلك ما يجعله &laqascii117o;حوت" الحديد والصلب في مصر، خلفاً لأحمد عز رجل أعمال نظام مبارك الشهير.
وإن كانت السياسة انتهت بأحمد عزّ في السجون، فإنّ أبو هشيمة تعلم الدرس وقرَّر الابتعاد عن السياسة، واختار الإعلام بديلاً لها. ففي تصريح لمجلّة &laqascii117o;اريبيان بيزنس" الخميس الماضي، قال أبو هشيمة: &laqascii117o;ليس لديّ أي طموحات في السياسة، طالما ما زلت في مجال الأعمال. فنموذج الرجل الذي يجمع بين المال والسلطة، أصبح مرفوضاً شعبياً في مصر، وقامت ضدّه ثورة &laqascii117o;25 يناير" وبالطبع بات الدرس مفهوماً للجميع".
يبدو أنّ الرجل يبحث عن أشكال أخرى للنفوذ السياسي، بعيداً عن المناصب.. وذلك ما يدفعه لاستثمار ملايين الدولارات في مشاريع إعلاميّة. فإلى جانب امتلاكه الحصّة الأكبر من صحيفة وموقع &laqascii117o;اليوم السابع"، اشترى أبو هشيمة حصّة كبيرة من فضائية &laqascii117o;المحور" الشهر الماضي (راجع &laqascii117o;السفير" 10/10/2013).
ورغم تأكيده أنّ اهتمامه بسوق الإعلام ناتج عن هدف &laqascii117o;استثماري بحت"، ورغم توقيعه بروتوكولاً مع نقابة الصحافيين المصريّة، لفصل الإدارة عن التحرير، عقب شرائه النسبة الأكبر من أسهم &laqascii117o;اليوم السابع" في حزيران الماضي، إلا أنّ ذلك لا يبرئ صفحته. فها هو يدفع 30 مليون جنيه بهدف تطوير شكل و&laqascii117o;محتوى" &laqascii117o;اليوم السابع". كما أنّه كان قد طلب رسمياً من رئيس تحرير الصحيفة خالد صلاح، &laqascii117o;عدم التطرّق بشكل سلبي إلى الجيش المصري".
من ناحية أخرى، وجّهت لأبو هشيمة عدّة تهم عن علاقته بـ&laqascii117o;الإخوان المسلمين" خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. ورغم نفيه الدائم لذلك، نشرت صحيفة &laqascii117o;الأخبار" المصريّة في آب الماضي، وثيقة مسرّبة من أحد اجتماعات مكتب إرشاد &laqascii117o;الإخوان"، جاء فيها أنّ أبو هشيمة تبرّع بـ 1,5 مليار جنيه (أكثر من 200 مليون دولار) للجماعة. كما أنّ عدّة صحف مصريّة تعدّه &laqascii117o;رجل قطر في مصر"، خصوصاً أنّه يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأعمال المصري القطري.
يؤكد المقرّبون من أبو هشيمة أنّ الرجل يطمح لأن يصير حوت الإعلام الأوحد في مصر. ويتردّد أنّه في صدد إطلاق شبكة تليفزيونية جديدة بميزانية مفتوحة، لكنّه لم يعلن عن ذلك بشكل رسمي حتى الآن.
سيطرة رجال الأعمال على وسائل الإعلام في مصر ليست بجديدة. ففي العام 2004، انطلقت صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم" كواحدة من أولى وأهم الصحف المستقلة في مصر بتمويل من رجل الأعمال المصري كامل توفيق دياب. نجاح الصحيفة، دفع برجل الأعمال نجيب ساويرس إلى شراء أسهم فيها. وفي العام 2005، عادت صحيفة &laqascii117o;الدستور" للصدور، بتمويل من رجل الأعمال المصري عصام فهمي، قبل أن يشتريها رجل الأعمال السيد البدوي رئيس &laqascii117o;حزب الوفد"، ورئيس مجلس إدارة قنوات &laqascii117o;الحياة". هذا بالإضافة إلى رجل الأعمال ابراهيم المعلّم، مالك صحيفتي &laqascii117o;الشروق" و&laqascii117o;التحرير".. من دون أن ننسى محمد الأمين، مالك شبكة قنوات &laqascii117o;سي بي سي".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد