صحف ومجلات » أن تقع في حب الـ«سوشل ميديا»

صحيفة السفير ـ ملاك حمود
مع بدء ثورة التواصل الاجتماعي أو ما بات يعرف بالإعلام الجديد، بحثت المؤسسات والمنظمات إلى جانب الأفراد، عن حيّز أكبر لها، في ذلك العالم الرقمي، على اعتبار أنّ النمط السائد هو النمط الأكثر شعبيّة، والأكثر نفاذاً إلى قلوب المستخدمين. وكانت الصحف على اختلافها، من أبرز المؤسسات التي واكبت العصر الافتراضي، وأكثر المستفيدين منه لناحية توسيع دائرة انتشارها. تحوّل &laqascii117o;فايسبوك" يوماً بعد يوم إلى مصدر أساسي للمعلومات، ومساحةً واسعة لمناقشة المقالات المنشورة في الصحف، ليصبح الوجه العصري للثقافة الافتراضية. كذلك، بات &laqascii117o;تويتر" أشبه بوكالة أنباء، تستقطب المتابعين والمعنيين ليس بالتغريد فحسب، بل بشؤون البلاد وأهلها.
تبدّلت وظائف التواصل الاجتماعي وأساليبه خلال السنوات الأخيرة، تماماً كما تبدلّت أساليب النشر من المطبوع، مروراً بالنشر على الموقع الالكتروني وصولاً إلى التدوين و&laqascii117o;النيو ميديا". ولأنّ &laqascii117o;السفير" تدرك أهمية الإعلام الجديد كوظيفة للنشر، انضمّت إلى تفاصيله بكل تفرعاتها، للتفاعل مع قرائها على الشبكة.
شهد أواخر العام 2011 بداية انطلاق صفحة &laqascii117o;السفير" على &laqascii117o;فايسبوك"، وحساب الجريدة على موقع التدوينات القصيرة &laqascii117o;تويتر". كانت تلك أولى خطوات الصحيفة في العالم الجديد، والتي تجلّت وظيفتها العمليّة خلال الأشهر الأولى، من خلال عرض الأخبار المنشورة ضمن خدمة النشرة المستمرّة، على صفحتي &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر". مهّد حضور الصحيفة على مواقع التواصل الطريق لإطلاق الموقع الجديد، في إطار ما بات يُعرف بالوسائط المتعددة للنشر، الذي يخاطب المتلقّين على اختلاف طرق تصفحهم. ويفتح وجود الصحيفة ضمن هذا الحيّز أفقاً أمام مستقبلها في صناعة المحتوى الإعلامي، إلى جانب فتح الباب أمام المستخدم للمشاركة فيه أينما وجد.
طرح سؤال جدوى وجود وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، بات من بديهيات العصر. فمن المستحيل اليوم أن تغيب وسيلة إعلام عن موقع &laqascii117o;فايسبوك" أو &laqascii117o;تويتر" لأنّ حضور جمهورها على تلك المواقع، وتفاعلها معه عبرها، بات ضرورياً. يسمح لها ذلك بالتواصل عن كثب مع مستخدمي الإنترنت الذين يشكلون شبكة قرائها الأنشط، والأكثر تفاعلاً. والمؤكّد أنّه من حق وسيلة الإعلام أن تحدّد خطاً تحريرياً لها ضمن مساحتها الافتراضية، إن كان لجهة النشر وطرقه أو أوقاته بعيداً عن &laqascii117o;زحمة" الأخبار وحفاظاً على المهنية.
وعلى خلاف التعليقات المكتوبة على موقع الجريدة، فإن التعليقات على مواقع الإعلام الجديد لا تخضع للرقابة، ما يتيح للقراء التعبير على طريقتهم. كما ستعمل الجريدة على الإجابة عن تساؤلات ورسائل متابعيها كما ملاحظاتهم التي ستساهم دائماً في تقديم المحتوى الأفضل. وإلى جانب &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" ستفعّل &laqascii117o;السفير" وجودها على &laqascii117o;انستغرام" و&laqascii117o;يوتيوب" خلال الفترة المقبلة، لتجاوز الوظيفة التقليدية لتقديم القصص الإخبارية عبر وسائل داعمة من أفلام مصورة ومدوّنات.
يقوم فريق الموقع الالكتروني حالياً، بتفعيل التواصل مع القراء عبر &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فايسبوك" من خلال نشر محتوى الجريدة الخاص، على هاتين المنصتين. وذلك ما يزيد من عدد قرّاء المادّة، كما يتيح لفريق التحرير الاطلاع مباشرة على آراء القراء بما نقدّمه. وفي صيغة الموقع الجديدة التي نطلقها اليوم، سيكون ذلك التواصل متشعباً أكثر، خصوصاً من خلال إبراز عدد التغريدات و&laqascii117o;اللايكات" التي ينالها كلّ مقال، وتلك خدمة لم تكن متاحة لأسباب تقنية على الموقع القديم.
البداية كانت قبل 40 عاماً، ولكلّ وقت بداية جديدة. وبعد الفورة الكبيرة للفضاء الافتراضي خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح لزاماً على كلّ صحيفة ورقيّة التعاطي مع منظومة الأفكار الجديدة بانفتاح، وألا تتخلّف عن مواكبتها. الموقع الجديد، ونشاط &laqascii117o;السفير" الفاعل على &laqascii117o;السوشل ميديا"، خدمة موازية للصحيفة الورقية، وليس إلغاءً لدورها أو مكانتها.. بل محاولة لجعل تواصلها مع القرّاء حيّاً وديناميكياً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد