إعلام جديد » هكذا تصل الإعلانات إلى صفحاتنا الإلكترونيّة


صحيفة السفير ـ غفران مصطفى

حين نتصفّح مواقع جرائد أو شركات أو وكالات أجنبيّة، غالباً ما تطالعنا على جوانب الصفحة، إعلانات لشركة لبنانيّة مثلاً، أو لمنتج عربيّ. لماذا تظهر تلك الإعلانات العربية في مواقع أجنبية؟ ومن تستهدف؟
من البديهي القول إنّ الإعلانات على الشبكة، باتت ركيزةً أساسيّة للترويج في أغلب الشركات حول العالم. وتشير الدراسات الأخيرة إلى ارتفاع كبير في نسبة الإعلانات على الشبكة عالمياً.
يوضح نمر بدين، المدير التنفيذي لشركة «إيستلاين ماركتنغ» المتخصصة بالتسويق والترويج الإعلاني الرقميّ، أن الإعلانات العربية على المواقع الأجنبية لها علاقة ببلد المستخدم، أي أنه «إذا كانت عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) من لبنان أو أي دولة عربية، ستظهر لدى المتصفح للمواقع الأجنبية إعلانات عربيّة». فعمليّة توزيع الإعلانات على المواقع، تتم وفقاً للاستهداف الجغرافي Geotargeting .
يشرح بدين كيفية ملء الخانات الخاصّة بالإعلانات في المواقع الإلكترونية: «يتمّ ذلك إما بالتنسيق المباشر مع المعلنين، أو عبر شركة متخصّصة توزع الإعلانات على المواقع، وكبرى تلك الشركات هي «غوغل». يسجل المعلن في «غوغل» بياناته الأساسيّة، كالفئات المستهدفة ومجال تخصّص إعلانه، فتعمد شركة «غوغل» إلى اختيار المواقع المتكافئة مع طلباتنا وتوزعها على المواقع».
وفي الوقت الذي يصعب التحكم بالإعلانات التي توزعها «غوغل» على المواقع، يلفت بدين إلى أن بعض المواقع تضطر أحياناً أن تلغي إعلاناً ما على موقعها، إما لأنه ينافي سياستها أو توجهاتها أو أهدافها، «لكن إلغاء الإعلان لا يمكن أن يحصل إلا بعد ظهوره على الموقع».
وفي ما يتعلق بالشق المادي من هذه العملية، يقول المخطِّط الإستراتيجي في الإعلام الرقمي نجد غادر، إن المواقع التي تحصد أعداداً كبيرة من الزوار، غالباً ما تنسّق مع وكالات وشركات إعلانيّة، لتبيعها مساحات على صفحاتها. وتختار تلك الوكالات بدورها المكان الذي ستضع فيه الإعلان داخل الموقع. وأحياناً تعمد بعض المواقع إلى تأجير مساحاتها الإعلانيّة لـ«غوغل»، ويحصل الطرفان بعد ذلك على نسب من الأرباح، تختلف وفقاً لعدد زوّار الموقع والمدة التي سيظهر فيها الإعلان».
من ناحية أخرى، أعلنت دراسة أجرتها شركة «إي ماركتر» البحثية أن حصة «غوغل» من عائدات الإعلانات الرقميّة، بلغت 32.84 في المئة، من إجمالي عائدات الشركة. وبذلك تتفوّق الشركة الأميركيّة على أقرب منافساتها شبكة «فايسبوك» التي بلغت حصتها من عائدات الإعلان «أونلاين» نحو 5.41 في المئة فقط. وبحسب الدراسة نفسها، حلّت «ياهو» في المركز الثالث، متفوّقة على «مايكروسوفت» و«أمازون»، يليها «تويتر» بنحو 0.50 في المئة فقط من العائدات. وتشير الدراسات الأخيرة إلى أنَّ الإنفاق الإعلاني على الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بلغ 300 مليون دولار، ولا يزال يشهد تزايداً. وأشارت تقارير إعلاميّة إلى أنّ مجمل الصرف على الإعلان الرقمي سيبلغ 17 بليون دولار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع حلول العام 2017.

* انطلقت بالأمس في «فندق مزار فاريا» أعمال الدورة التاسعة من مهرجان «مينا كريستال» الخاصّ بشركات الإعلان، وتستمرّ حتى مساء غد. تشارك في المهرجان وكالات إعلانيّة من لبنان والعالم، وتتخلّله محاضرات عدّة حول مستقبل الإعلان، وعلاقته بحاجات المستهلك المتحوّلة في العصر الرقمي. وتركّز عدّة محاضرات على رؤية صانعي الإعلان لمكانته في الفضاء الرقمي، وكيفيّة استخدام بيانات المستخدمين على الشبكة، لتطوير شكل الترويج على المنصّات الجديدة وخصوصاً الهواتف الذكيّة. يختتم المهرجان مساء بحفلة توزيع جوائز لأفضل إعلانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في «ميوزك هول».

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد