إعلام جديد » بريطانيا: سجال حول العافية النفسية والنجاح الأكاديمي


صحيفة السفير

في الوقت الذي يحتدم فيه السجال في بريطانيا، وفي العالم عموماً، حول تأثير الإنترنت و'الهدايا' الرقمية على النمو العقلي عند الأطفال، يقود وزير التربية في حكومة الظل العمالية والنائب في البرلمان البريطاني تريتسرام هانت مواجهة مع وزير التربية البريطاني مايكل غوف، حول السبل الأمثل الواجب اعتمادها في البلاد لتلقين الأطفال مهارات 'الانتباه' التي تساعدهم على التغلب على سطوة الميديا الاجتماعية .
واعتبر هانت في حديث إلى صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية أن الأطفال' في حاجة إلى اكتساب القدرة على التركيز لفترات طويلة، وخاصة في وقت أصبحت فيه فترات تركيزنا قصيرة المدى'، مضيفاً أنه 'من الضروري أن يجد الجيل الناشئ من يساعده من أجل تحقيق ذلك'.
وينشط النائب العمالي لتفعيل مبادرة لإصلاح النظام التربوي تهدف إلى إيلاء مسألة 'تطوير الشخصية والمرونة والصبر عند صغار السن' المزيد من الأهمية، ومن المتوقع أن يتحدث عن مشروع إصلاحاته التربوية كاملة في خطاب عام سيلقيه أمام البرلمان البريطاني هذا الأسبوع.
وتهدف هذه الإصلاحات التربوية إلى تخليص المدرسة البريطانية من عقدة 'الاختبارات والامتحانات'، لتتمكن من التركيز على إنتاج جيل شاب يتمتع بثقافة شاملة، وبمهارات الاتصال المطلوبة للمنافسة في حقل العمل.
وفي هذا السياق، انتقد هانت سياسة الحكومة البريطانية في الشأن التربوي التي تحبذ 'نظرية حمامات غوردونستاون الباردة'، في إشارة إلى مدرسة 'غوردونستاون' الاسكتلندية الخاصة التي اشتهرت باعتمادها أساليب خاصة لمعاقبة الطلاب ولتنمية حس المسؤولية لديهم (ومنها الحمامات الباردة)، والتي ارتادتها أجيال من العائلة المالكة البريطانية. وقال النائب العمالي: 'أعتقد أن هنالك تعديلات بإمكاننا إدخالها على التدريب الذي يقوم به المعلمون، وفي المدرسة بشكل عام، لبناء شخصية الطفل والعمل على تقوية صحته العقلية'.
وحول تعليم المرونة والقدرة على السيطرة على النفس وتنمية الشخصية، والتي توضع عادة في خانة 'المهارات الناعمة'، أي المرتبطة بما يسمى 'إي كيو' أو 'المعدل العام للمشاعر' (في مقابل الـ'أي كيو')، أشار هانت إلى أنه 'من الضروري أن يكتسب المرء، وخاصة الشباب، هذه المهارات، ليس فقط من أجل بلوغ الأهداف الأكاديمية، بل لأنها مكتسبات أساسية نحن في حاجة إليها لتحسين حظوظنا في الحياة، وخاصة فرص العمل'.
واعتبر النائب البريطاني أن لا مجال للمقارنة بين النظرية الداعية إلى وضع التربية في خدمة تمكين الطلاب من تحقيق إنجازات مهمة في مختلف أنواع الاختبارات المدرسية فقط، وبين العمل على 'العافية النفسية والعاطفية' عند الطلاب، فبالنسبة إليه 'تحسين صحة التلميذ النفسية تقوده إلى تحقيق التقدم الأكاديمي المنشود'.
من ناحية أخرى، انتقد هانت نظرية وزير التربية البريطاني مايكل غوف التي تتحدث عن علاقة الوراثة والجينات بالإنجازات الأكاديمية لدى الطلاب، قائلاً إن 'المسألة لا علاقة لها بالجينات، بل إننا نطالب بأمور نستطيع أن نعلمها لأي طالب'، داعياً المدارس إلى أخذ 'تأثير شخصية الطالب وأفكاره الداخلية على شخصيته التربوية' بعين الاعتبار.
المصدر: عن 'الإندبندنت'

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد