صحافة إقليمية » حكم السفر إلى (بلاد الكفار)

سعيد السريحي
من المؤسف أن يقطع إمام جامع في خطبة الجمعة بتحريم السفر إلى &laqascii117o;بلاد الكفار" تحريما &laqascii117o;نهائيا" ولا يجيزه إلا للضرورة القصوى، وبشروط تشدد في ذكرها.
من المؤسف أن يتنطع هذا الإمام فيحرم الدراسة في &laqascii117o;بلاد الكفار" وهو يعلم أن مئات الطلاب والطالبات من أبنائنا مبتعثون إلى الخارج وإلى دول لا يرى فيها إلا أنها &laqascii117o;بلاد كفار" لا هدف لأهلها إلا فتنتنا عن ديننا، والعمل على انحرافنا عن عقيدتنا، ومن المؤسف كذلك أن يقطع بتحريم التجارة مع أهل تلك البلاد ولا يرى في هذه التجارة غير ما يحقق النفع لأولئك &laqascii117o;الكفار" وهو يعلم أن الثوب الذي كان يرتديه خلال خطبته ومكبر الصوت الذي يقف وراءه هو ثمرة من ثمار تلك التجارة ولولاها ما وجد ثوبا يستره، ولا مكبرا ليبلغ صوته لمن كانوا يصغون إلى خطبته العصماء، ولا معنى لما حاول ذلك الإمام اللجوء إليه من التلفيق والتوفيق حينما قطع بتحريم إقامة المؤسسات التجارية الصغيرة في &laqascii117o;بلاد الكفار" وحلل عقد الصفقات الكبيرة معهم، وخير ما يمكن أن يوصف به ذلك التلفيق والتوفيق أنه من باب التحايل والتقية من مواجهة ما لا حول له بمواجهته.
من المؤسف أن مثل هذا الفكر المتشدد لا يزال يعرب عن نفسه وعلى ألسنة من يفترض فيهم أن يتصدوا لهذا الفكر، وأن يهدوا الناس إلى سبل المحبة والتسامح، وتحقيق ما فيه خير البشرية جمعاء، وأن الله ما نهانا إلا عن الذين يحاربوننا في الدين وليس كل من هم في &laqascii117o;بلاد الكفار" محاربين لنا في الدين دون شك. وقد بلغ التشدد من الشيخ مبلغا أن خشي على من يموت في بلاد الكفار أن يدخل النار، وكأنه يقطع بدخول الجنة لمن مات في بلاد المسلمين، وكأنه لا يعلم أن من بين المسلمين الذين يعيشون في &laqascii117o;بلاد الكفار" من هم أشد تمسكا بدينهم وتفهما لنبل مقاصده منه.
المصدر: صحيفة عكاظ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد