إعلام جديد » أوليفر ستون يجد ضالّته: التاريخ كما رواه سنودن

فادي الطويل
لم يطل انتظار أوليفر ستون كثيراً. في سلسلة &laqascii117o;التاريخ غير المرويّ للولايات المتحدة" الوثائقيّة التي أنتجها، وأخرجها، ورواها، وشارك في كتابتها، العام 2012، قال إنّه لا بدّ من ظهور شخص يقود جيلاً جديداً من الأميركيين، بعد خمس أو عشر أو عشرين سنة.. لم يطل انتظار السينمائي الأميركي كثيراً. في 5 حزيران/ يونيو 2013، أجرت &laqascii117o;الغارديان" أوّل مقابلة مع إدوارد سنودن (30 عاماً)، مسرّب المعلومات الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة، لتحمل شخصيّته وخطابه، مواصفاتٍ يتوق إليها السينمائي المثير للجدل.
لا يفوّت ستون صغيرة أو كبيرة في القضايا الإشكالية، فكيف إذا كانت واحدة &laqascii117o;من أعظم قصص العصر"، حسب تعبيره. اليوم، بعد مرور سنة على ظهور سنودن إلى العلن بتعاونه مع الصحافي غلن غرينوالد ومخرجة الأفلام الوثائقيّة لورا بويتراس، يبدو المخرج الكبير، المتخصص في إخراج الدراما السياسية (JFK، بلاتون، نكسون، دبليو) مرتاحاً للفرصة التي يريد اقتناصها بتحقيق فيلم كبير، يتناسب مع حجم قضية سنودن، وأهميّة تسريباته.
تبدو القصة وكأنّها مصمّمة على الطلب لهوليوود: الحبكة السياسية، البطل الأميركي الجذاب الذي خرج ليحمل قضية حق الشعب في المعرفة والتخلص من المراقبة، مغامرات عابرة للحدود، مطالبات شعبية في مواجهة الاتهامات الحكومية الرسمية، ثنائيّة البطل/ الخائن. كل هذه تفاصيل يتم الاشتغال عليها بحرفيّة كبيرة، لكنَّ التحديات التي تقف أمام أوليفر ستون لا يمكن الاستهانة بها. كيف سيُظهر شخصيّة عدوّ الأمة/ بطل الشعب، &laqascii117o;منشقّ" مصمّم على الاستمرار برسالته إلى النهاية، مذنب يحمل عقد الندم لعدم توقعه إثارة هذه المشاكل كلها. ثم ما هي الحدود، لا القيود، التي يمكن أن تلتزم بها حبكة الفيلم لتفصل بين مفاهيم إشكالية متضاربة لدى الخطاب الحكومي: الجاسوسية، الخيانة، الإضرار بمصالح الأمة وأمنها؛ والخطاب الشعبي المواجه: المكاشفة، البطولة، الولاء للحقيقة وتقديم خدمة جليلة للإنسانية. إدارة هذه العلاقة المتشابكة بين الفن والسياسة، القصة الواقعية والقصة المكتوبة التي لا بدّ أن يبقى بها سنودن، كما هو في النهاية، فرداً &laqascii117o;طبيعياً" لا يخلو من عثرات شخصية وأخطاء إنسانية. سيستند العمل إلى كتاب الصحافي البريطاني في الـ&laqascii117o;غارديان" لوك هاردنغ &laqascii117o;ملفات سنودن: قصة الرجل المطلوب الأول في العالم". لكن ستون سيكتب سيناريو الفيلم بمساعدة استشارية من هاردنغ وصحافيين آخرين، وهو بهذا سيضمن وجود مادة خصبة يعيد تشكيلها حسب رؤيته وتوجهاته التي لم يُخف يوماً أنها تتسق مع رؤية وأهداف سنودن وغرينوالد. أما هوية الممثلين الذين سيقومون بأداء الشخصيتين الرئيستين سنودن وغرينوالد فلا تزال غير معروفة. وهذا ما فتح المجال أمام الصفحات الفنية والمجلات والمواقع لطرح عشرات الأسماء لممثلين يمكنهم أن يؤدوا هذه الشخصيات. بالنسبة لشخصية سنودن، رشّح لها كثيرون من بينهم نجوم تلفزيونيون مثل جيمي سيمبسون وسيباستيان أرسيلوس، وسينمائيون مثل نجم أفلام الحركة آرون بول، وبن فوستر، وجيسي آيزنبرغ، ودانيال رادكليف وغيرهم. ولم تخل اللائحة من ممثلين من أصول أفريقيّة أو لاتينيّة لتصوير سنودن كـ&laqascii117o;حالة" أكثر من تصويره شخصيا وذاتيا. أما غلن غرينوالد فقد ارتبطت شخصيته بمجموعة من الممثلين الموهوبين على رأسهم إدوارد نورتن ومارك روفالو. تبقى هذه التنبؤات والاقتراحات مادة يتداولها رواد وقراء المواقع، أما بالنسبة لمخرج بحجم وقيمة أوليفر ستون فلا شك بأنه سيختار ممثلاً يمكنه تقديم الشخصية بالبعد الإنساني والفني الذي يريد، من دون أن يكون تحت تأثير الضغط المفروض عليه كممثل ــ إذا كان مشهوراً ــ أو على الشخصية الأصلية المثيرة للجدل. وهو بهذا يعود مجدداً إلى لعبة المشاكسة التي يتقنها بطريقته الخاصة، مستغلّاً فرصة سينمائيّة وفنيّة لا تعوّض.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد