أبحاث ودراسات » باحث لبناني يكتشف مفتاح الوعي؟


ملاك مكي
لم يحدد العلماء تعريفاً واضحاً للوعي (conscioascii117sness)، ولم يتمكن الباحثون العلميون، في السابق، من ايقاف الوعي (tascii117rn off) عند الأشخاص، غير أن التجربة العلمية، التي قادها البروفيسور محمد قبيسي وفريقه من &laqascii117o;جامعة جورج واشنطن" الأميركية، أظهرت دور &laqascii117o;الكلاوسترم" (claascii117strascii117m، عبارة عن شريط رقيق من الخلايا العصبية في جزأي الدماغ) في فقدان الوعي أو إيقاظه.
kobeiss_300ارتكزت التجربة، وفق شرح قبيسي لـ&laqascii117o;السفير"، على التحفيز الكهربائي قرب (أقلّ من واحد ملم) من جزء &laqascii117o;الكلاوسترم" عند مريضة مصابة بداء الصرع. وأظهرت المريضة التي لم تكن نائمة، خلال التحفيز الكهربائي، فقدانا للوعي، وسهواً، وغياباً لتعابير الوجه، وانخفاضاً في معدل التنفس، وعدم الاستجابة للمؤثرات السمعية أو التفاعل معها.
من جهة أخرى، ولدى إيقاف التحفيز الكهربائي، استرجعت المريضة وعيها الطبيعي من دون أن تتذكر ما جرى معها، وكأن الزمن توقف خلال التحفيز الكهربائي. وعاود الفريق التجربة ذاتها مرات عدة لتأكيد دور &laqascii117o;الكلاوسترم" في فقدان الوعي وإيقاظه.
يلفت قبيسي لـ&laqascii117o;السفير" إلى أنه لم يتم، في البحوث السابقة، درس جزء &laqascii117o;الكلاوسترم" في الدماغ بشكل واضح، بسبب عمقه وصغره وظلت وظيفته غير معروفة. أجرى الباحثون، في السابق، دراسات في شأن &laqascii117o;الكلاوسترم" عند القطط والجرذان. وافترض العالمان فرنسيس كريك (1916-2004) وكريستوف كوخ (مواليد 1956) أن &laqascii117o;الكلاوسترم" قائد الأوكسترا الذي يوحّد المؤثرات الداخلية والخارجية التي يتلقاها الفرد، ما يجعل الشخص واعياً للحظة التي يمر بها. أما اليوم، فتبيّن تلك التجربة دور &laqascii117o;الكلاوسترم" في تشكيل الوعي عند الأشخاص ما يفتح المجال لبحوث معمقة في شأن ذلك الجزء من الدماغ.
يتساءل البعض إذا كانت التجارب على حال واحدة تكفي لتأكيد النتائج العلمية، فيجيب قبيسي أن تلك التجربة تساهم في تطوير البحوث المستقبلية التي ستؤكد أو تنفي النتائج الآنية. ويذكّر قبيسي بأن الطبيب الفرنسي بول بروكا (1824- 1880) حدّد في العام 1861 المنطقة المسؤولة عن النطق في الجزء الأيسر من الدماغ من خلال تشريح جثة واحدة. وبعدها حدد العالم الألماني كارل فيرنيك (1848- 1905) المنطقة المسؤولة عن فهم اللغة في الفص الصدغي (Temporal lobe) في الدماغ. وفتحت تلك الاكتشافات المجال في فهم أعمق لوظائف أجزاء الدماغ، فحدد، على سبيل المثال، جراح الأعصاب الكندي ويلدر بنفيلد (1891- 1976) وظائف أجزاء عدة من الدماغ المتعلقة بالتذوق، والإحساس والحركة وغيرها.
وبالرغم من التعمق في معرفة وظائف أجزاء الدماغ، ظل فهم الوعي غامضاً بالنسبة إلى العلماء. يكون الشخص واعياً، وفق التقويم العيادي، إذا كان يظهر القدرة على استيعاب الحافز والتفاعل معه، والرد عليه والتواصل، وإذا كان يتذكر ما يجري معه. ويتشكل الوعي من خلال تفاعل الشبكات العصبية في القشرة المخية (cerebral cortex) أو في جذع الدماغ.
يقارن قبيسي، نقلا عن صحيفة &laqascii117o;هفنغتون بوست"، بين الوعي والسيارة التي تضم أجزاء عدة ومحركاً وغيرها وتحتاج إلى مفتاح لإدارة تلك الأجزاء وتشغيلها. ويعتبر أن &laqascii117o;الكلاوسترم" يمكن أن يكون مفتاح عملية الوعي المعقدة التي تتحقق من خلال شبكات وأجزاء عدة.
يمكن، وفق قبيسي، استثمار تلك النتائج في معالجة الأشخاص الذين يكونون في حالة غيبوبة (Coma)، والأشخاص الذين يعانون الصرع من خلال تطوير تدخلات علاجية تحد من حالات فقدان الوعي عندهم، والأشخاص الذين يعانون الفصام (Schizophrenia). ويظهر مرضى الفصام عدم انسجام بين الإحساس والتصرف، والمشاعر والأفكار، لذا من الممكن أن تساهم البحوث المستقبلية في شأن &laqascii117o;الكلاوسترم" ودراسته كيميائياً وعصبياً وكهربائياً في تعزيز فهم حالات الفصام وعلاجها.
يقول كوخ، نقلا عن دورية &laqascii117o;New scientist"، إنه في حال تمت معرفة عملية تشكيل الوعي وأجزاء الدماغ المتعلقة بتحقيقه، يمكن معرفة مَن يملك وعياً ومَن لا يملكه. فهل تمتلك الروبوتات أو الأجنة أو القطط والكلاب أو الديدان، وعياً؟ وتشكل تلك التجربة، وفق كوخ، جزءاً من صرح الوعي الكبير الذي يحاول العلماء تشييده.
ونشرت صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" أنه في حال تم تحديد مصدر الوعي عند الإنسان مخبرياً، يغدو اختراع حواسيب وآلات واعية مسألة وقت. فيصعب، عندئذ، الفصل بين الوعي الإنساني والوعي الاصطناعي.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد