عين على العدو » تطبيق الإشاعات والفضائح سيكريت يجتاح هذا الأسبوع إسرائيل بعاصفة

شغل الشهر الأخير الإسرائيليين بالبقاء دون توقف تقريبًا أمام وسائل الإعلام، تأهّبا لأيّ خطر بخصوص الحرب في غزة. يتجوّل بعض الإسرائيليين بين التعليقات في الفيس بوك وتويتر ويسيئون التعامل مع بعضهم البعض، أو يشهدون العنف الشبكي من النوع الأكثر بروزًا.
ولكن كما يبدو أنّه في الأسبوع الأخير أخذ جزء كبير من الإسرائيليين استراحة كبيرة بين خبر وآخر، واستغلّوا الوقت في انشغالٍ شكّل بديلا عن الأخبار: 'Secret'. تطبيق جديد وصل للتوّ إلى إسرائيل وانتشر مثل العاصفة.
في 'سيكريت'، وهي شبكة اجتماعية سرّية، يستطيع كلّ شخص أن يشارك مقاطع فيديو وأن يكشف أسرار أصدقائه (من الأكثر إثارة إلى الأكثر انتهاكًا) دون أن يعلموا بأنّه هو من يقف وراء ذلك. كلّما كان السرّ مكشوفًا أكثر، يخصّص له الأصدقاء المجهولون عددًا أكبر من 'الإعجابات' (Like)، وهو أمر يشجّع المزيد والمزيد من الكشف 'المسلّي'.
إنّ غطاء سرّية التطبيق الجديد رقيق جدّا رغم زعم مطوّري التطبيق أنّه تطبيق آمن مصمّم لمنح 'مساحة آمنة ومضاءة جيّدًا للحديث عن كلّ ما هم يفكّرون فيه حقّا'. يأخذ التطبيق رقم هاتفكم، أصدقاءكم في الفيس بوك، وجهات الاتصال، ويطلب أيضًا معرفة مكانكم. بعد ذلك تتمّ دعوتكم لمشاركة الأسرار أو مشاهدة أسرار أصدقائكم وأصدقائهم، وأحيانًا أيضًا أشخاص بعيدون.
بدأ 'سيكريت' طريقه في وادي السيليكون في كانون الثاني هذا العام كردّة فعل ضدّ إفراطنا في الكشف في الفيس بوك وسائر الشبكة.
يتواجد التطبيق في إسرائيل الآن على الأقل في قفزة هائلة. يعترف خبراء الشبكات الاجتماعية والظواهر الإنترنتية أنّه لا يوجد في التطبيق أيّ شيء جديد تقريبًا، فقط منحنى جديد وخطير، وهو القدرة على القيل والقال بـ 'سرّية' ومشاركة الأفكار السوداء دون 'أن يعلم أحد من يقوم بذلك'.
إنّ الفجوة بين عدم الكشف عن الهوية وبين المعرفة تنشئ بسرعة مخيفة ظواهر استغرقت أشهر وسنوات كي تنمو في سائر التطبيقات الاجتماعية مثل الفيس بوك، انستغرام أو تويتر. وتشمل القصص ومقاطع الفيديو كلّ شيء من كلّ شيء: بدءًا بقصص من تجارب الحرب التي تجري هذه الأيام بين حماس وإسرائيل، عن صافرة الإنذار في تل أبيب، إعلانات عن 'الحبّ' أو 'الوقوع في الحبّ' مرورًا بالقيل والقال في حدود التشهير بأشخاص لا يعرفون أنّ أحدًا يتحدّث عنهم في الشبكة. وأيضًا بطبيعة الحال أعمال جنائية: شراء وبيع المخدّرات، وبالإضافة إلى ذلك، تحوّل 'سيكريت' أيضًا إلى منصّة للّقاءات الجنسية العرَضية بين أشخاص غرباء تمامًا.
في الوقت الذي يحمل فيه 'سيكريت' الشعار 'تحدّثوا بحرّية (Speak Freely)' ويفتخر بغياب الرقابة على المحتويات، يُطرح السؤال ماذا سيكون تأثير الشبكات الاجتماعية السرّية على الخطاب الرقمي. إنّ إمكانية 'الحديث بحرّية' قد تشجّع في الواقع الخطاب النقدي أكثر، والذي يشمل الكشف عن ظروف عمل مهينة، التحرّش الجنسي أو غيرها من الشرور التي سيمتنع المستخدمون من نشرها باسمهم الحقيقي، ولكن السؤال هو إذا ما كان المستخدمون سينجحون في التغلّب على إغراء استخدام هذا التطبيق من أجل نشر الأكاذيب، الصور المهينة أو مجرّد قيل وقال الذي قد يكلّف الدم في حالات كثيرة.
المصدر: إعلام العدو

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد