عين على العدو » آي 24 نيوز ترحّب بالمعارض السوري المعتدل


i24_300
وليد حسين

عندما أطلق رجل الأعمال الفرنسي الإسرائيلي باتريك دراهي، قناة &laqascii117o;آي 24 نيوز" الإسرائيلية، لم يردها أن تكون منافسةً لقنوات مثل &laqascii117o;فرانس 24" و&laqascii117o;الجزيرة" القطرية فقط، بل أن تنقل 'نظرة مختلفة عن إسرائيل والأخبار الدولية من خلال إعطاء أولوية للأمور التي تجمع لا تلك التي تفرّق'. يعدّ دراهي من أبرز أثرياء العالم، وقد بدأ حياته موظفاً بدخل محدود، وهو يريد لمحطته الإخبارية &laqascii117o;تحسين صورة إسرائيل عبر إبراز أسلوب الحياة الشاب والحديث والحيّ للإسرائيليين"، كما كتبت صحيفة 'هآرتس'. هذا 'المليونير الكتوم'، 'ملك توزيع اشتراك الكايبل في فرنسا'، يعيش في الظلّ ويُقل في إطلالته الإعلامية، ويملك شركة &laqascii117o;هوت"، إحدى أهم شركات الهاتف في &laqascii117o;إسرائيل".
قبل إطلاق القناة العام المنصرم، أشار مديرها العام فرانك ميلول إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمل &laqascii117o;أن تمتلك إسرائيل قناة مثل &laqascii117o;فرانس 24"، وأضاف 'إنّ ذلك الحلم، سيصبح حقيقة'. وفي الواقع، لم يكن خيار دراهي، تعيين ميلول مديراً عاماً للقناة مجرّد صدفة. إذ إنّه لم يختره لأنّه شغل سابقاً منصب المدير الاستراتيجي في الهيئة الفرنسية المكلّفة الإشراف على برامج الإذاعة والتلفزيون في المؤسسات الإعلامية الفرنسية، &laqascii117o;فرانس 24" و&laqascii117o;راديو فرنسا الدولي" و&laqascii117o;مونتي كارلو الدولية" إضافة إلى &laqascii117o;القناة الخامسة الدولية"، بل أيضاً لأنّه عمل كمستشار للشؤون الدولية لدى رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان، ولأنه يحمل شهادة في الجيوستراتيجيا، وله باع طويل في شؤون الشرق الأوسط. بمعنى آخر، هو الرجل المناسب في المكان المناسب. يعرف ميلول &laqascii117o;من أين تؤكل الكتف"، وكيف يروّج لصورة &laqascii117o;مغايرة لإسرائيل في العالم العربي"، فهو الخبير بشؤونه وملفاته.
من على منبر &laqascii117o;آي 24 نيوز"، أطلّ المعارض السوري كمال اللبواني، خلال زيارته تل أبيب للمشاركة في مؤتمر حول مكافحة الإرهاب. وصرّح المعارض &laqascii117o;المعتدل" للقناة، أنّ مشاركته تأتي من باب الإشارة إلى &laqascii117o;أنّ هناك شعباً سورياً مهمّته الأساسية محاربة الديكتاتورية والإرهاب أيضاً". ولمّح المعارض الشرس إلى أن وجوده في &laqascii117o;إسرائيل" أتى لأنّ &laqascii117o;الغائب الوحيد عن القرار الدولي اليوم هو الشعب السوري، علما أنّه المعني أساساً بذلك". وأضاف اللبواني الذي يدّعي تمثيل الشعب السوري بثقة، أنه &laqascii117o;يجب أن نُسمع صوتنا ونقل معاناة هذا الشعب والقول إن هناك شعباً سورياً معتدلاً قادراً على أن يكون شريكاً في هذا التحالف (التحالف الدولي لمحاربة &laqascii117o;داعش" الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية) وهو الخيار الحقيقي... يجب دعم الشعب السوري الحقيقي الذي أثق به والذي أمثله". هكذا، وببساطة شديدة نصّب اللبواني نفسه ممثلاً &laqascii117o;للشعب السوري المعتدل"، ورسولاً للسلام مع &laqascii117o;إسرائيل"، علماً أن حناجر كثر من المعارضين السوريين بحّت جراء ترديد معزوفة أن بقاء النظام السوري يخدم &laqascii117o;إسرائيل".
نقل الموقع الإلكتروني لـ&laqascii117o;آي 24 نيوز" عن لسان اللبواني قوله إن &laqascii117o;زيارتي المعلنة هي لفتح أفق في التفكير العام نحو السلام بشكل خاص بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمع السوري، والعالم العربي عموماً والمجتمع الإسرائيلي، وكسر حالة التباعد والعزلة والعداء بينهم". كما لفت اللبواني إلى وجود &laqascii117o;جيل جديد" في &laqascii117o;إسرائيل" أبدى &laqascii117o;مرونة تجاه القضايا المطروحة مثل السلام مع سوريا وباقي بلدان العالم العربي".
في هذا المشهد السوريالي نعثر على صورتين: قناة تلفزيونية عدوّة، تنطق بلغتنا الأم ومعارض سوري يتحدّث لغتنا، لكنه ينطق بلسان العدو. ونعثر أيضاً على صورة رجل أعمال ومقاولات إسرائيلي قرر أن ينقل لنا صورة مغايرة عن صورة &laqascii117o;إسرائيل" النمطية كدولة تقتات من العدوان والإجرام، وصورة معارض سوري بارز يريد المقاولة بحياة الشعب السوري بعدما نصّب نفسه ناطقاً باسمه لدى دوائر صنع القرار الإسرائيلية.
ويبدو أنّ إطلالة كمال اللبواني من خلال المنبر الإعلامي الإسرائيلي تهدف إلى &laqascii117o;رمي حجر في المياه الراكدة"، واضعاً نصب عينيه &laqascii117o;خلاص الشعب السوري من نظام الأسد والتطرّف والإرهاب"، ومصافحاً العدو ومستعيناً به لتنفيذ تلك المهمة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد