أبحاث ودراسات » ذاكرة الثورة المصرية

محمود الزيباوي
بعد مرور ما يقارب الثلاث السنوات على اندلاع 'ثورة 25 يناير' في مصر، تعالت أبواق التخوين والتشكيك، ووقع الكثيرون من الشباب الذي صنعوا هذا الحدث في فخ الهزيمة النفسية والانكسار. تهاوى الحلم بسرعة، وذبل، غير أن شعاراته وصوره بقيت حية، وهي أشبه بمدوّنة عظيمة تستنبط الذاكرة المصرية وتستوحي منها أجمل تعابيرها وأكثرها دلالة.

رثى الشاعر فاروق جويدة 'ثورة 25 يناير'، وكتب بمرارة بالغة في جريدة 'الأهرام': 'في يوم من الأيام غضب المصريون لأن مسؤولا كبيرا في النظام السابق قال في أحد تصريحاته إن الشعب المصري غير مهيأ للديموقراطية. ويبدو أن الرجل كان أكثر فهماً للواقع المصري البغيض، فقد تأكد لنا بعد ذلك أن التربة غير مناسبة على الإطلاق لهذا الحلم الكبير، وأن الإنسان المصري لا يستطيع أن يتحمل هذه الأمانة التي تسمّى الديموقراطية. بعد أكثر من عامين من الثورة لمن يتابع المشهد المصري سوف يكتشف أن قضايا الديموقراطية ترف لا يستطيع مجتمع الأمية والعشوائيات والنخبة الفاسدة والتدين الكاذب أن يتحمل اعباءها ومسؤوليتها، وأن علينا أن نبدأ في بناء إنسان جديد وعصر جديد يمكن ان نغرس فيه أشجار الحرية في زمان قادم قد يجيء وقد لا يجيء. أثبتت التجربة ان عمليات التجريف الفكري والعقلي التي شهدتها مصر حملت جينات عصر طويل من القهر والاستبداد والجهل والأمراض. كل الدلائل كانت تؤكد أن هذا المجتمع المريض لا يستطيع أن يقاوم تحديات كثيرة جاءت بها الثورة في لحظة كونية نادرة، ولكن للأسف الشديد طغى على المشهد كله تاريخ طويل من العبثية والجهالة وضيق الأفق وغياب الرؤى. كان ينبغي أن نعلم أن هذه الأرض المالحة تجمع في العشوائيات كل أمراض الفقر والجوع والتخلف، وأن أكثر من إثني عشر مليون إنسان يعيشون في هذه الجحور البشرية. وأن هناك أكثر من عشرين مليون مواطن لا يقرأون ولا يكتبون، وأن في شوارع المحروسة ملايين الشباب لا يعملون وتسحقهم كل يوم مواكب البطالة، وأن هذه الأرض مهيأة جداً لانتشار الخزعبلات والفكر المتخلف، وأنها تحتاج قبل إطلاق نداءات الحرية، الى الطعام والدواء والتعليم وفرص العمل والحياة الكريمة، وأن هذه الأرض مهيأة جداً لأن تعبث بها الشعارات البراقة من سماسرة الفكر ودعاوى الإصلاح'.

مصر الثورة وشعارات شبابها
ضاعت الثورة وضاع معها 'هذا الحلم الكبير'، على رأي فاروق جويدة. ضاعت الثورة ولم يبق منها سوى شعاراتها البراقة. في العام الفائت، أصدر 'المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات' كتاباً عنوانه 'غرافيتي الثورة المصرية' تناولت فيه الباحثة الفلسطينية مليحة مسلماني هذا الفن الذي الذي ظهر ولمع خلال ثورة 25 يناير المصرية، واستعرضت من خلال الصور والنصوص المقومات التي رفعت هذه الشعارات وجعلت منها فناً مقاوماً للاستبداد. جسّد هذا المجلد الفني سجلًا شبه شامل للرسوم والشعارات التي انتشرت كوسيلة احتجاج، وتطورت سريعاً بشكل لافت وجذاب حتى أضحت مكوّنًا مهماً من مكوّنات الثقافة البصرية. جاء هذا البحث في سبعة فصول حللت فيها مليحة مسلماني نشوء هذا التعبير وتطوّره من فنٍّ بدائيٍ إلى فنٍّ شعبيٍ له سماته السياسية الخاصة. ضمّ الكتاب 516 رسمًا مصدرها جدران مصر، إضافة إلى دراسة مسهبة في تحليل هذه الرسوم والمواضيع التي عالجتها، مثل الانطلاقة الأولى وشعار 'ارحل'، ثم انتصار الثورة، وصولاً إلى مرحلة تنحّي مبارك وما تبعها من حوادث. كتبت الباحثة في المقدمة: 'تطور فنّ الغرافيتي خلال العقود القليلة الماضية بشكلٍ ملحوظ في مختلف بلدان العالم، ليصبح مكوّنًا أساسيًا في الثقافة البصرية السائدة، سواء في العالم العربي أو في العالم ككل؛ ومع اندلاع الثورات العربية، برزت الجدران لتكون شاهدةً على ثورةٍ أخرى موازية للثورة الشعبية، وهي ما يمكن تسميته بثورة الغرافيتي العربية، حيث يصبح هذا الفن أداة تعبير واحتجاج رئيسية في بلدان لا تزال تواصل مسيرتها نحو التأسيس لمنظومةٍ سياسية اقتصادية جديدة، ولخطابٍ سياسيٍ واجتماعيٍ يقوم على أسسٍ من الديموقراطية وحرية التعبير'. اعتبرت الباحثة الفلسطينية أن الغرافيتي الذي كان فنًّا مقموعًا من الأنظمة في معظم الدول العربية، شكّل 'أداةً من أدوات الثورة نفسها، وإعلامًا بديلاً في كثيرٍ من الأحيان، يكشف حقيقة ما يجري من حوادث تخللتها الثورات'، وقالت في ختام دراستها: 'لذا فإن الغرافيتي المصري، كما ذُكر بداية، يشكل إضافةً أساسيةً وغنيةً إلى مشهد الغرافيتي في البلدان العربية، فهو يتقاطع مع الغرافيتي العربي بالعناصر المشتركة في الثقافة العربية، من دينٍ ولغة وخطوط تقليدية وزخارف إسلامية، وهموم وقيم مشتركة، مثل المقاومة من أجل الحرية وقيمة الاستشهاد وغيرها، ويتميز في الوقت نفسه بطابعه المصري الخاص المستلهم من الثقافة المصرية الشعرية والفنية والرياضية، ومن الإرث المصري القديم'.
بعد 'غرافيتي الثورة المصرية'، أصدر 'المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات' بحثاً أكاديمياً عنوانه 'مصر الثورة وشعارات شبابها' حمل توقيع نادر سراج. يقدم هذا الكتاب 'دراسة لسانية في عفوية التعبير'، غايتها تفكيك عناصر الشعارات والهتافات، 'واكتشاف دلالاتها من خلال إخضاعها لأدوات التحليل اللسانية'. يستعرض الكتاب 'منظومة الشعارات والهتافات التي ابتدعها شباب الثورة وردّدوها في ميادين القاهرة وشوارعها، وما استتبعها من كتابات جدارية ورسوم غرافيتية وتعليقات ونكات تبودلت على الأثير العنكبوتي وعلى وسائل التواصل الاجتماعية'. تؤلف هذه العناصر التعبيرية المتعددة 'مدوّنة قابلة للفرز والتصنيف والدرس والتحليل في ضوء المبادئ اللسانية'، ويمكن القول إن البحث هو دراسة تحليلية معمّقة لهذه المدوّنة. قاد نادر سراج هذا البحث الشيّق مع فريق عمل لبناني مصري، من خمسة باحثين مساعدين، عمل سنة من الزمن، من آذار 2012 إلى آذار 2013. جمع هذا الفريق مدوّنة تتألف من ألف وسبعمئة شعار هي 'قاعدة المعلومات، واشتملت على ثلاثة أقسام: يتناول الأول التراكيب واستخدام الضمائر، ويعالج الثاني قضايا البلاغة من خبر وإنشاء وخروج اللفظ عن مقتضى الظاهر، ويتطرق الثالث إلى الدراسة السيميائية لرموز المظهر والملبس والمأكل وغيرها'. اعتمد البحث على الشعارات التي خرجت من الشارع، كما على مجموعة من المصادر والمراجع الإعلامية التي واكبت الحوادث، وهي المراجع المطبوعة والمرئية والمسموعة والإلكترونية.
يتوقف البحث أمام صانعي هذه الشعارات ومروّجيها، 'وهم في أغلبهم ناشطون في المجتمع المدني ومناضلون وطلاب وعمال ومواطنون، رفعوا الصوت عاليًا، وسبكوا معاناتهم من النظام المستبد في شعارات عكست رغبتهم في التغيير السياسي، وتوقهم إلى تحقيق الديموقراطية والعدالة، وإرادتهم في تأمين أدنى المتطلبات الإنسانية من عيش (خبز) وحرية وكرامة إنسانية'. 'انطلاقًا من أن الشعار لا يُدرس من دون العودة إلى منشئيه ومرسليه الحقيقيين'، ألقت هذه الدراسة الضوء 'على شباب الثورة الذين تولّوا منذ الأيام الأولى تزخيم الحراك السياسي، ونشطوا في أكثر من مرحلة، فواجهوا وجابهوا وانتصروا لمبادئها وقدّموا شهداء وتصدّروا الصفوف'، وهم شباب 'حركة شباب 6 أبريل'، و'الألتراس'، و'البلاك بلوك'، وسواهم. يستعرض الكتاب تاريخ هذه الجماعات الشبابية، ويستنبط مقوّماتها الفكرية، ويتوقف أمام شعاراتها التي دعت 'الحياديين' إلى المشاركة مع المتظاهرين في التحرك السياسي والمطلبي، ويُعرف هؤلاء الحياديون بـ'حزب الكنبة'، أو 'الكنبويين'، اي الملتصقين بالكنبة والملتزمين بيوتهم. أبرز الشعارات المعبرة عن هذه الدعوة هي تلك التي وُلدت في مسيرة مشتركة للنساء والرجال حملت اسم 'حرائر مصر'، وفيها تردّد هتاف يقول: 'يا رجّالة اقعدو في بيوتكم، بنات مصر حاتجيب حقوقكم'.
يرى نادر سراج 'أن الشعار المصري لم ينهل من مرجعية إيديولوجية واحدة فقط، بل كان نتاج الإيديولوجيات المختلفة، الوطنية التحررية المتنسمة رياح التغيير والتحديث وإعلاء حقوق الإنسان، أو الإسلامية المنادية بتطبيق الشريعة. كما كان للمجتمع المدني والليبيراليين واليساريين مراجعهم الإيديولوجية المعروفة التي تمثلت أكثر ما تمثلت في شعارات ثورة 25 يناير الحاملة أفكارًا سياسية وتوجهات منادية بالتغيير ورافعة لواء قيم مجتمعات الغرب من حرية وعدالة إنسانية وكرامة، إلى تحسين الأوضاع المعيشية وإحلال دولة القانون ومعاقبة الفاسدين والاقتصاص منهم'.

الحرية باب مفتوح
عند اندلاع الثورة، احتل الشباب المصري الواجهة. 'كان معظم منشئي الشعارات ومحرّكي التظاهرات ومنظّمي الاعتصامات من شباب الثورة الليبيراليين السلميين ذوي الثقافة المدنية (حركة شباب 6 أبريل، ائتلاف شباب الثورة، كفاية، كلنا خالد سعيد)، أو من أنصار الحركات الثورية واليسارية. مع تطور طبيعة التحركات، شهدت الساحات بروز ظاهرة المجموعات الشبابية الراديكالية، وفي مقدمها فصيلان شبابيان كان لهما دور بارز ومشاركة فاعلة في حركة الاحتجاجات، وتحديدًا في مواجهة الأمن المركزي وفلول النظام وبلطجية الأحزاب، هما: الألتراس والبلاك بلوك'. في بداية الثورة لمع نجم وائل غنيم في ميدان التحرير، 'وقد أهّله نشاطه التعبوي على الأثير العنكبوتي لاكتساب لقب مناضل الكيبورد'. بعده برز اسم مصطفى النجار، المدوّن والناشط السياسي الذي شارك في تأسيس حزب العدل، الذي يحاول اليوم تحليل اسباب تراجع ثورة مصر. رفع الشباب الليبيرالي السلمي هتافات 'موحّدة' تجمع ولا تفرّق، أشهرها: 'عيش (اي خبز)، حرية، كرامة إنسانية'، 'يا حرية فينك فينك، الطوارئ بينا وبينك'، 'مش هنخاف مش هنطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي'، 'بالروح بالدم نفديك يا وطن'، 'ارفع صوتك، قول للناس إحنا كرهنا الظلم خلاص'، 'واحد اتنين إحنا المصريين'، 'صحّي الخلق وهز الكون، مصر بلدنا مش هتهون'، 'راجعين راجعين يا بلدنا مش خايفين'، 'جايين جايين يا بلدنا نوفي الدين'، 'حدّ أدنى للأجور قبل الشعب ما كله يثور'، 'حقي ألاقي شغل وأعيش والملاليم ما بتكفيش'، 'يلا يا مصري صحّي الروح الحرية باب مفتوح'، 'المحدود الدخل يموت ولا ينادي بعلو الصوت'، 'يلا يا شعب عدّي الخوف خلّي الدنيا تصحى تشوف'، 'شعب حضارة ومجد سنين مش هيطاطي ليوم الدين'، 'آدي هلال وايـا صلـيب ضد حكومة التعذيب'، 'حطّ كنايس جنب جوامع نبني مدارس نبني مصانع'.
ظهرت الشعارات الإسلامية في الخلفية، ومنها تلك التي هتف بها أنصار التيار السلفي المصري في مسيرة خرجت في الثاني من تشرين الأول 2012، ولم تشارك فيها جماعة 'الأخوان المسلمين'. دعت هذه المسيرة إلى رفض مسوّدة الدستور الأولية، وطالبت بدستور إسلامي تطبّق فيه الشريعة الإسلامية، ونادت بعدم استخدام لفظ 'مبادئ أو أحكام الشريعة الإسلامية'، بل لفظ 'الشريعة الإسلامية' كمصدر رئيسي للتشريع، وكانت أبرز شعاراتها: 'الشعب يريد تطبيق شرع الله، والناس بتقول مصاريف وعيال، بالإسلام ينصلح الحال'، 'إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية'، 'إسلامية إسلامية لا مدنية أو علمانية'، 'قُل اتكلم، قرآننا لازم يحكم، القرآن هو الدستور'، 'يا الله يا الله ملنا غيرك يا الله'.
ترددت عبارة 'ارحل' في كثير من الشعارات، ومنها: 'اسقط ارحل'، 'ارحل الوليّة عاوزة تولّد، والولد مش عايز يشوفك'، 'ارحل بقى عاوز أشوف خطيبتي، بقالي 13 يوم ما شفتهاش'، 'ارحل قبل الصعايدة ما ياجوا'، 'ارحل بالهيروغليفي يمكن تفهم يا فرعون'، 'الصعايدة فهموا، ارحل بقا'، 'البور سعيدي بيقولك غور، خلّي بلدنا يشوف النور'، 'سيناوي وعلى رحيلك ناوي، هترحل، هترحل'، 'ارحل، المكتوب عالجبين لازم تشوفه العين'، 'امشي بقى يا عمّ خلّي عندك دمّ'، 'ارحل أيها البقرة الضاحكة'، 'ارحل ما تورّطش الجيش'، 'ارحل بأه عايز أذاكر'، 'ارحل يا مبارك، حَسْبُنا الله ونعم الوكيل'. في هذه الشعارات، كانت كلمة 'إرحل' نموذجا لخطاب الاعتراض، 'ففعل الأمر إرحل، بوصفه قولًا أحادي الكلمة، يقوم مقام الجملة وظيفيًا. هذا القول أدى دوره بجدارة في صوغ جملة فعلية مكثّفة المعاني وبالغة الدلالة، عكست في شكلها الأحادي وفي مضمونها لسان حال الشباب المنتفض والمنادي بالتغيير، والذي اعتمد صيغة الأمر المختصرة، شكلًا ومضمونًا، لتأكيد إدراكه أولوياته التغييرية السياسية. وبطبيعة الحال فالمرسَل إليه المقصود بالكلام (صيغة الرحيل) هو الحاكم الجائر والظالم والفاسد الذي طالب ناشطو الثورات العربية برحيله الفوري عن الحكم، وعن البلاد، هو وأعوانه وأركان نظامه وحزبه وأفراد عائلته'. هكذا تحوّل القول الأحادي، 'ارحل'، إلى نموذج للشعار الاعتراضي الملفوظ، وبات 'تعبيرًا بليغًا يلخّص الثورات، فهذه الكلمة البليغة الموجزة هزّت كراسي الحكم في أكثر من دولة عربية خلال الأشهر الماضية. ووفق مبدأ عولمة الغضب، انتقلت عدواه التعبيرية إلى أكثر من بلد، ووصل لاحقًا إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وفي فترة لاحقة، بات الشعار لازمة أغاني الثورات العربية ومدار قصائدها وموسيقاها'.

الذاكرة المصرية
استعادت شعارات الثورة العديد من التعابير التي تعود إلى أغان مصرية ذائعة الصيت، كما نهلت من الذاكرة السينمائية والمسرحية المحلية. تظهر نماذج التناص اللغوي في الأفلام السينمائية من خلال ستة وثلاثين فيلماً، كما يظهر في عدد كبير من الأغاني والمقولات الرائجة. 'حوّر المصريون، بذكائهم الاجتماعي الملحوظ، أسماء أفلام السينما المصرية لتتلاءم مع روحية ثورة 25 يناير 2011 ومختلف مراحلها وأهم رموزها. فبات على سبيل المثال لا الحصر 'زوج تحت الطلب' هو 'شهيد تحت الطلب'. واستبدل عنوان 'سلام يا صاحبي' بعنوان 'سلام يا حسني'. من جهة ثانية، ردّدوا عبارات طالما تفوهت بها الممثلة الكوميدية الراحلة ماري منيب، كعبارة 'اطّمِنْ يا روح أمّك'، في تعليق ساخر موجّه إلى المشير طنطاوي على جدار في منطقة الزمالك في شارع سليمان محمد باشا. تكررت هذه الجملة السينمائية في بورتريه في منطقة الزمالك للممثلة الراحلة نفسها، وهي تحمل سلاحًا. كما استعادوا من ذاكرة السينما المصرية الصورة المصرية المجازية التي كان يردّدها الممثل رياض القصبجي (أبو النبل) الذي اشتهر بدور الشاويش عطية في أفلام إسماعيل ياسين، 'صاحب الوش العكر'. واستحضروا على سبيل المثال أيضًا ما كان يردّده الممثل الراحل توفيق الدقن في فيلم 'أحبك يا حسن' الذي يعود تاريخه إلى العام 1958، وهي عبارة 'أحلى من الشرف ما فيش' التي كتبت تحت صورة للعسكر في شوارع القاهرة. كما تكررت العبارة قرب بورتريه للفنان الراحل توفيق الدقن، في وسط البلد'.
تستنبط دراسة شعارات شباب الثورة الذاكرة المصرية وتعيدنا إلى زمن حلم جميل شهدنا أفوله بسرعة. يتساءل المرء عند مطالعته هذا الكتاب: لماذا لم يبق من هذه الثورة سوى هذه المدونة والشعارات والصور، ويأتي الجواب ربما في 'رأي لافت للكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل يعتبر فيه أن الحل لا يكمن فقط في كلمة ارحل': 'قلنا ارحل كثيرًا ويسقط كثيرًا، ولكن العقل يتطلب أن تكون لدينا خطوات أخرى وحلول أخرى غير كلمة ارحل'.
المصدر: صحيفة النهار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد