عين على العدو » إعلانات الليكود الانتخابية نتنياهو Babysitter!

هادي نعمة

بعدما كشفت وسائل إعلام عالميّة أنّ بنيامين نتنياهو، لم يكن من المدعوّين رسمياً للمشاركة في مسيرة التضامن مع &laqascii117o;شارلي إيبدو" في باريس، وفي خضمّ الضوضاء المثارة حول إطلالته المحتملة في الكونغرس الأميركي، ليشغل رئيس وزراء العدوّ مواقع التواصل بموضوع جديد. محور الجدل هذه المرّة فيديو إعلانيّ بثّته الحملة الانتخابية لحزب &laqascii117o;الليكود"، ويلعب فيه نتنياهو دور جليس للأطفال.
إلعب إلعب إلعب
تأتي الضجّة المثارة حول الإعلان الجديد، بعد أيّام على أمر قضائي صدر عن &laqascii117o;محكمة العدل العليا الإسرائيلية" ورئيس اللجنة المركزية للانتخابات النيابية سليم جبران، يلزم &laqascii117o;الليكود" بإزالة فيديو دعائي ساخر من خصومه، عن &laqascii117o;يوتيوب" وعن كلّ المواقع الإخباريّة التي نشرته. جاء ذلك استجابة لشكوى من حزب &laqascii117o;هناك مستقبل" (الذي يرأسه يائير ليبيد)، ومنظَّمةُ &laqascii117o;الحركة من أجل حكومة أفضل" المعارضة الذائعة الصيت، وجهات أخرى. وأوعز القاضي جبران كذلك إلى رؤساء جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية الإسرائيلية، بعدمِ بثّ فيديو الإعلان مجدّدًا، وغرّم &laqascii117o;الليكود" بمبلغ 5 آلاف شيكل تعويضاً عن تكاليف جميع الشكاوى المقدّمة ضدّه. والسبب في ذلك أنّ الشريط محور الحُكم، يظهر أطفالاً في حضانة، مؤطّرين بأبعادٍ رمزية دلالية، مخالفاً بذلك قانون الانتخابات الذي يحظّر شمل أطفال ما دون سنّ الخامسة عشرة، في مقاطع مصوَّرة، لغايات بروباغانديّة.
في الإعلان الممنوع الذي تمّت إزالته عن الانترنت، يظهر ليبيد طفلًا يتخبّط في استعمال آلة حاسبة، فيما رسم الفيديو بعداً كاريكاتوريّاً لشخصيّة رئيس حزب &laqascii117o;البيت اليهودي"، نيفتالي بينيت، المعروف بمناداته باعتماد &laqascii117o;سياسة عسكريّة متطرّفة عدائية" في التعاطي مع المقاومة في قطاع غزة، من خلال إظهاره كطفلٍ يلعب بدبّابات صغيرة. وصوَّر الفيديو رئيس حزب &laqascii117o;إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان (الذي يواجه مسؤولو حزبه تهمًا بالفساد)، بخيلاً انطوائيّاً، من خلال طفل يرتدي لحية مزيّفة شبيهة بلحية ليبرمان، يرفض مشاركة ألعابِه مع &laqascii117o;الأطفال" الآخرين. ووَسَم الفيديو رئيسةَ حزب &laqascii117o;الحركة/هاتنوا"، تسيبي ليفني (التي تنقّلت في عضويّتها بين 4 أحزاب في عشر سنوات)، بالفتاة الطائشة، من خلال طفلة تجوب غرفةَ الحضانة مُحْدِثَةً الكثير من الفوضى... إلى أن يظهر نتنياهو، &laqascii117o;شخصيّاً" في الفيديو، محاولًا ضبط هؤلاء الأطفال (&laqascii117o;الزعماء المنافسين")؛ قائلًا: &laqascii117o;هذا كلّه مضيعة للوقت، هذه الحضانة فاشلة، نحن نحتاج إلى حكومة قويّة مستقرّة لإدارة البلاد، انتخبوا الليكود من أجل الإصلاح الانتخابي".
ويستمرّ &laqascii117o;لعب" نتنياهو مع الأطفال، إذ نشر، في أعقاب الأمر بإزالة فيديو &laqascii117o;أطفال الحضانة"، عبر حسابه على &laqascii117o;فايسبوك"، إعلاناً جديداً لم ينجح مضمونه المتحاذِق في التعتيم على غباء رئيس وزراء العدوّ. يلعب نتنياهو في الشريط الجديد، دور جليس للأطفال، في سعيه لتقديم صورة مضادّة عن صورة صانع المجازر بأطفال غزة العزّل قبل أشهر.
اسم الدلع &laqascii117o;بيبي"
وتقوم فكرة الفيديو الجديد على تقديم نتنياهو بصورة المحافظ على سلامة أطفال &laqascii117o;إسرائيل"، في سياق خوف المستوطنين الإسرائيليين على مستقبل أطفالهم، من احتمالات حفر &laqascii117o;حزب الله" أنفاقًا على الحدود الشماليّة لفلسطين المحتلّة. أمّا الدلالة المسوقة في الفيديو، فهي أنَّ البيت الذي يحضُر إليه نتنياهو ـــ جليسًا للأطفال! ـــ هو بمثابة الدولة الإسرائيلية... يُفاجأ الوالدان (الممثلان في الإعلان الدعائيّ للـيكود) قبل مغادرة المنزل، بأنَّ رئيس الوزراء أتى متطوِّعًا للاهتمام بأطفالهما. ويطوِّع نتنياهو لفظة &laqascii117o;babysitter" ضمن الفيديو، لتصير"bibi-sitter"، إذ تشيع لفظة &laqascii117o;بيبي" في إسرائيل كتصغير لاسم &laqascii117o;بنيامين"؛ وهذا يعطي إيحاءً أعمق بالعلاقة الوثيقة، المراد تسويقها، بين نتنياهو و"خدمة أمن المستوطنين". وعندما يستغرب الوالدان تطوّعه لتلك المهمّة الشاقّة، يردّ نتنياهو قائلًا: &laqascii117o;إنه إمّا أنا من يحرس أطفالكما، أو تسيبي وبوجي" (يقصد &laqascii117o;ليفني" ورئيس حزب العمّال &laqascii117o;إسحق هيرتسوغ"؛ اللذين توصَّلا إلى اتفاق لخوض الانتخابات بقائمة مشتـركة). وتفيض الدلالة مرة أخرى، من جانب الوالدين، إذ يردّان بأنّه إذا تولّى هيرتسوغ الأمر، &laqascii117o;فـلن يبقى منزلٌ لنا لدى عودتنا إليه"، إشارةً إلى احتمال تخلّي هيرتسوغ عن وجود الكيان الإسرائيلي برمّته (بفعل سوء إدارته)، في حال تولّى الحكم... ثمّ يتحدّثان عن ليفني، بأنّها لن تستطيع المكوث في &laqascii117o;البيت" لمدّة ساعتين كاملتين (فهي المتقلّبة باستمرار بين حزب وآخر)... ثمّ ينظر نتنياهو إلى الكاميرا قائلًا: &laqascii117o;في هذه الانتخابات، ستنتخبون من يضمن حماية أطفالنا... الليكود هو الخيار الوحيد".
ينتهي الفيديو الإعلانيّ القصير، بنتنياهو جالساً على كنبة سعيداً &laqascii117o;بريء الوجه"، بعدما ضمن سلامة الأطفال الذين لا يظهرون في أيّ مشهد من الشريط. يستقبل عودة الوالدين اللذين يحيينانِه بكلمة &laqascii117o;شالوم" (أي &laqascii117o;سلام" بمدلولها الدعائي الانتخابي الضامن لأمن المستوطنين)، فيردّ هو قائلًا: &laqascii117o;لكن ليس من دون شروط"، مرسّخاً وجوب فوز الليكود، كشرط أساسيّ، ليعمّ &laqascii117o;السلام" في الكيان.
حصد الفيديو أكثر من نصف مليون مشاهدة، في فترة قصيرة، موزّعة على أكثـر من نسخة نشرت له في أكثر من منبر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمّت مشاركته أكثر من 10 آلاف مرة... وعلّق الكاتب والصحافي المصري محمد الدهشان على &laqascii117o;فايسبوك": &laqascii117o;هذا أسوأ مقطع دعائيّ انتخابي في التاريخ.. أشعر بالأسف للناخبين الإسرائيليين لاضطرارهم إلى تحمّل مشاهدة إعلان كهذا".
ولم تبتعد جريدة &laqascii117o;ذا إندبندنت" البريطانية عن مزاج كلام الدهشان، لدى حديثها عن فيديو bibi-sitter، إذ وصفت نتنياهو بالـ &laqascii117o;سـتّينيّ الشائِب" الذي ظهر في الفيديو &laqascii117o;مرتديًا ملابسَ مبهبطة" وباديةً على وجهه &laqascii117o;ملامح ابتسامة معتوهة.

المصدر: جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد