تلفزيون » صفقة يورو نيوز وقطاع الأخبار في مصر

القاهرة ـ روان محمد
هل هناك أبعاد سياسية واقتصادية وراء دخول رجال أعمال عرب في صفقات للاستحواذ على نسب في الفضائيات العالمية؟ سؤال تردد بعد استحواذ رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على حصة 53 في المئة في شبكة &laqascii117o;يورو نيوز" التلفزيونية الأوروبية، مؤكداً أن مصر تحتاج إلى محطة عالمية لدعم موقفها، ولمن يقول الحقيقة وينقلها بحيادية، في ما يتعلق بحقوق الإنسان. ساويرس أكد أيضاً أن هناك خطة لتطوير &laqascii117o;يورو نيوز"، لرفع قيمتها، وبالتالي ستكون صفقة اقتصادية رابحة بخاصة أن عملية الشراء تمت وفق خطة لزيادة رأس المال بقيمة 35 مليون يورو.
صفقة ساويرس فتحت ملف صناعة الأخبار في مصر ومدى تأثيره في الإعلام المرئي وإمكان دخول عدد من رجال الأعمال المصريين في تحالف لإنشاء فضائية إخبارية عالمية أو تكرار تجربة الاستحواذ على أسهم فضائية عالمية.
أستاذ الإعلام الدكتور صفوت العالم، أكد أن استثمار رجال الأعمال في الفضائيات العالمية أمر له أبعاد اقتصادية وجوانب سياسية، &laqascii117o;ولكن ينبغي الارتقاء بجودة صناعة الأخبار في الداخل لمنافسة الفضائيات الإخبارية العالمية. ولا بد من أن تكون هناك موضوعية ومهنية في جودة المادة الإخبارية وتميز المراسلين والجرأة في تناول الأحداث وعرض المواقف. كما أن طبيعة الجمهور هي التي تجذب المعلن والمستثمر اللذين يبحثان عن نسب المشاهدة العالية والتأثير".
ورأى العالم أن &laqascii117o;الرأي العام العالمي يحتاج إلى من يخاطبه عن قرب، وعلى رغم تطور صناعة الفضائيات المصرية فإنه لا توجد فضائية كبيرة تناقش بأكثر من لغة حقيقية الأوضاع داخل مصر ومواقفها من القضايا العالمية والأحداث الإقليمية، وهذا يمكن أن يتحقق بأكثر من وسيلة منها شراء أسهم في محطات عالمية مثل &laqascii117o;يورو نيوز"".
وأشار المخرج هشام عبدالحميد المتخصص في الأخبار إلى أن &laqascii117o;هناك توجهاً للاهتمام بمخاطبة الرأي العام العالمي خصوصاً أن تأثير بعض الفضائيات المصرية في الداخل محدود جداً ولا تستطيع نقل وجهة النظر المصرية في حقيقة الأحداث التي يتم نقلها بطريقة مغلوطة من جانب بعض المحطات لأهداف سياسية ومصالح خاصة". ورأى أن &laqascii117o;على رجال الأعمال المصريين التفكير في كيفية تغيير المنظومة الإخبارية في القطاع الخاص خصوصاً مع تراجع دور الإعلام الحكومي والمعوقات التي يواجهها".
وأوضح هشام أن هناك من يظن في الداخل المصري أن برامج التوك شو اليومية مؤثرة في الإعلام العالمي وهذا الأمر بالطبع غير حقيقي لأنها محلية الصنع والتناول، ولا يمكن لها وحدها أن تخاطب الرأي العام العالمي بسبب صعوبات اللغة والإمكانات المادية والتقنية وأمور أخرى.
وتوقعت المذيعة ريهام السهلي أن تتكرر تجربة ساويرس مع محطات إخبارية عالمية أخرى، وقالت: &laqascii117o;هذا حق مشروع لكل من يريد الاستثمار في مجال الإعلام، ولكن هذا لا يمنع أن هناك ضرورة تطوير الفضائيات الخاصة وإنشاء فضائية مصرية عالمية برأسمال كبير حيث إن صناعة الأخبار مكلفة جداً، وهي غير جاذبة للإعلانات في شكل يمكن أن يعوّض كلفتها".
ورأت السهلي أن مصر تتميز بكوادر بشرية كبيرة يمكن توظيفها في إنشاء محطة إخبارية عالمية، &laqascii117o;ولكن المشكلة ستكون في التمويل. وهذا الأمر هو العقبة الأكبر أمام صناعة فضائيات الأخبار التي لها دور مهم خصوصاً في التوقيت الحالي والمستجدات الإقليمية على كل المستويات السياسية والاقتصادية".
وشدد مدير قناة &laqascii117o;المحور" المخرج إيهاب أبو زيد على ضرورة الاهتمام بتطوير الخطاب الإعلامي في الفضائيات الخاصة بحيث تتوجه للخارج بمقدار ما هي تتوجه للداخل، ومن خلال ذلك يمكن التوجه للمغتربين المصريين بخاصة، والعرب عموماً، وأيضاً المساهمة في تصحيح صورة العرب والإسلام في الخارج، وتوضيح حقيقة المواقف السياسية، إضافة إلى دراسة المعوقات التي تحول دون إتمام الرسالة الإعلامية بصورتها المثلى، وبحث وسائل تلافيها. ورحب أبو زيد بدخول رجل الأعمال نجيب ساويرس معترك الفضائيات الإخبارية العالمية، وقال: &laqascii117o;هذا التواجد سيكون له دور في إعادة التوازن للإعلام العالمي الذي يتأثر كثيراً ببعض المصالح الاقتصادية والمصالح المتبادلة مع جهات أخرى وبالتالي، تواجد رجل أعمال مصري في ملعب الإعلام العالمي أمر إيجابي جداً وهو لا يعد مخاطرة لأن ارتفاع أسهم أي فضائية بعد تطويرها يزيد من سعرها وقيمتها السوقية. وهذا ما يأمل له ساويرس وأي رجل أعمال مهتم ببيزنس الإعلام".
المصدر: صحيفة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد