ياسر رحال
يطلق غلمان البلاط في جدة والرياض وبشكل يومي حفلة شتائم صباحية بحق كل عربي حر وشريف، سيما من وقف ضد عدوان مليكهم وصبيه على اليمن.
تخرج منابر المملكة الإعلامية سياسية، فنية، اقتصادية..الخ، لتعبّر عن الاستياء من كل من قبض ريالاً من المكرمات ولم يقف مع المملكة اليوم في "عاصفتها"، وتعمل على تسعير العدوات بين الشعوب العربية على خلفية أحداث سابقة، وليس آخر المغردين جمال خاشقجي على نية نشوب الحرب على "التويتر" بين المصريين والجزائريين.
المفاجآة أن الرد الأول جاء مصر، مصر أم الدنيا ومصر جمال عبد الناصر، مصر "جزمة كل جندي مصري بتساوي تاج الملك سعود والملك حسين"، مصر السد العالي. فكال المغردون مجموعة ردود حارقة خارقة في عظم المملكة الهش.
ليثبت شعب المحروسة والذي كان تعداده في شم النسيم من العام 2013 قرابة 85 مليون نسمة أنه على أهبة الاستعداد للدفاع عن كرامته الوطنية، وأنه ليس رعية من رعايا المملكة، وليس عبداً للملك.
على المستوى الإعلماي وإن بحركة خجولة شكل ابراهيم عيسى، يوسف الحسيني، احمد عز الدين وأحمد آدم أول جبهة مواجهة، وأثبتوا أنهم ليسوا مرتزقة على باب "#مبدأ_سلمان"، وقفوا إلى جانب بلدهم وتاريخه، فاقتضى الموقف #إقامة_الحد_الإعلامي عليهم على الطريقة السعودية.
ما الذي دفع جمال خاشقجي وامثاله إلى المطالبة بإقامة_الحد_الإعلامي والشتم.. ببساطة إنه الإفلاس.
لم يعد بين أيديهم أي رشوة، وليس معهم أي شرعية، فكان لا بد من خلع القناع ليظهر المطاوعة من "القاعدة" و"داعش" على حقيقتهم.
وحتى لا يكون الكلام مجرد كلام إليكم عينة من ردود شعبية مصرية على تغريدة جمال خاشقجي الذي أراد ان يكحلها مع المليك فأعماها..:
ـ "حلوا عنا وغوروا بفلوسكم"
ـ "انت تقصد مصر يعني ياكتكوت...ابقي خلي الجزائر تحاربلكوا صدام او الحوثي او حتى داعش ياسطه" ..
ـ "انت نسيت نفسك صح... بس برضه الحق علينا احنا... ربنا يرحمك ياصدام ياما ظلمناك"..
ـ "آل سعود يخيفهم انتقال العدوى وتطلع الشعب لحرية قراره وده خطر عل ملكهم وأثاره ظهرت في البحرين وعمان"..
على مستوى الإعلاميين كلام احمد عز الدين كان البارز فيه نسف شرعية العدوان السعودي على اليمن:ـ "أين هي الشرعية والجيش اليمني كله ضد الرئيس الهارب هادي ويحارب السعودية حاليا؟"
أم ابراهيم عيسى فيقول: "شيء موجع إن دولة عربية بتضرب في دولة عربية مهما كانت الأسباب، الحوثيين جزء من الشعب اليمني، وموجدين ومحدش حيفنيهم".
بالعودة إلى الخاشقجي، يمكن الإطلاع  إلى التغريدة على هذا الرابط لنكتشف مقدار الصحوة التي وصلت إليها الشعوب العربية في معرفتها للمرض وتشخيصه، فضلاً عن القرار بصرف الوصفة الطبية المناسبة له، والمتمثلة بالجرأة على الرد ورفع كل القيود والحجب أما كل متجبر ومتكبر مهما علا شأنه ورتبته.