ميديا راما » عامان على ثورة 30 يونيو: تصحيح للمسار.. أم عودة إلى الوراء؟

احمد علام
عامان مرّا على &laqascii117o;ثورة 30 يونيو" التي اسقطت نظام &laqascii117o;الاخوان المسلمين".
تلك &laqascii117o;الثورة" أو &laqascii117o;الموجه الثورية"، كما يحب أن يسميها البعض، جمعت أطيافاً عدة ومتناقضة من أبناء الشعب، ممن وَحّدهم هدف إطاحة نظام الاستبداد باسم الدين، الذي كرّسه &laqascii117o;الاخوان المسلمون"، خلال عام واحد من حكمهم.
وحدة الهدف هذه كانت السبب الرئيس في نجاح الحراك الجماهيري الذي شهدته مصر في هذا اليوم التاريخي، لكنها جمعت تناقضات خطيرة في الوقت ذاته.
ومن بين المشاركين في &laqascii117o;ثورة 30 يونيو" رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك، او المستفيدون من نظامه، وهؤلاء شاركوا بهدف إعادة مصر إلى ما قبل &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، بما يضمن عودة نفوذهم والحفاظ على مصالحهم.
ومن بين من شارك او ساعد على الحشد رجال أعمال لا يبحثون إلا عن مصالحهم التي تآكلت خلال عهد &laqascii117o;الاخوان".
وعلى هذا النحو ايضاً، شاركت المؤسسة العسكرية في الحراك الجماهيري، عبر انحيازها الى مطالب الملايين، في اطار صراعها الحاد ضد &laqascii117o;الاخوان المسلمين".
واخيراً كان المؤمنون بـ &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، والذين نزلوا الى الميادين والشوارع لتصحيح مسار ثورتهم، التي سلبتها منهم قوى الاسلام السياسي، منذ تنحي مبارك في 11 شباط العام 2011، حين عقدت تلك القوى، وفي طليعتها &laqascii117o;الاخوان"، لقاءات سرّية مع المجلس العسكري لضمان وصولهم الى الحكم، وهو ما تحقق بشكل فعلي غداة انتخاب مرشحهم محمد مرسي رئيساً للجمهورية، وقبلها حين استحوذوا على غالبية مقاعد مجلس الشعب.
هؤلاء المؤمنون بـ &laqascii117o;ثورة 25 يناير" كانوا بمثابة &laqascii117o;الدينامو" الحقيقي لكل ما جرى منذ انطلاق الحراك الشعبي لاسقاط حسني مبارك وحتى خروج الملايين لاسقاط محمد مرسي. لكّنهم صاروا كالقابضين على الجمر، بعد الإطاحة بنظام &laqascii117o;الإخوان"، فعاد كل فصيل الى خندقه، في مرحلة بالغة التعقيد على المستويين المحلي والاقليمي، فراح بعضهم يناضل لتصويب المسار، برغم التضييق الذي تمارسه السلطة السياسية المتمثلة اليوم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تخوض حرباً ضروساً ضد الارهاب، فيما فضل آخرون الانكفاء عن المشهد، ولو الى حين.
لم يكن الكثيرون ممن شاركوا في &laqascii117o;ثورة 30 يونيو" يتوقعون ان تؤول الأمور إلى ما أصبحت عليه الآن، بل حتى كثير من المشاركين في التظاهرات المليونية في ذلك اليوم، وما تلاه، علقوا الآمال على الفريق اول – المشير والرئيس لاحقاً – عبد الفتاح السيسي لمواجهة الإرهاب واقامة نظام سياسي وفق روحية &laqascii117o;ثورة 25 يناير".
كل تلك الآمال انخفض سقفها اليوم، ولكن الحق يقال انه طوال عامين من عمر &laqascii117o;ثورة 30 يونيو" ثمة انجازات تحققت على مستويات عدة، لعل ابرزها الحفاظ على كيان الدولة المصرية، في محيط يشهد تفككاً لمفهوم الدولة - ابتداءً من العراق وسوريا وليس نهاية بليبيا واليمن - والتطور الملحوظ في منظومة التموين والدعم والكهرباء بالإضافة إلى مشروع حفر قناة السويس الجديدة.
ومع ذلك، فإن ثمة انحرافاً واضحاً عن مسار &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، والذي تم التأكيد عليه خلال &laqascii117o;ثورة 30 يونيو"، واهدافه المتمثلة بالشعار الشهير: &laqascii117o;عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية، الكرامة الانسانية"، فتعثر &laqascii117o;خريطة الطريق"، لجهة عدم اجراء الانتخابات البرلمانية، جعل السلطتين التنفيذية والتشريعية في يد رئيس الجمهورية، ما يؤجل اكتمال مؤسسات الدولة المصرية ويجعل من اعضاء الحكومة موظفين مهمتهم فقط تنفيذ قرار الرئيس.
ولا بد من الحديث ايضاً، في هذا الإطار، عن التراجع الملحوظ في مجال الحريات العامة وحقوق الانسان، والذي طال بشكل خاص شبابا شاركوا في الثورتين ضد مبارك ومرسي، وما يزيد على 30 صحافياً، بحسب آخر تقرير صادر عن نقابة الصحافيين المصريين، فضلاً عن الحملات الممنهجة لتشويه &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، وأهدافها وشبابها، والتي وصلت الى حد إلصاق تهم الخيانة والعمالة بهم!
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد