صحافة إقليمية » تونس: الإعلام الوطني إستقلاليّته مهدّدة

نورالدين بالطيب
تونس | كشفت استقالة الصحافية زينة المليكي التي قدمتها على الهواء مباشرة بعد قراءة الأخبار على القناة الوطنية الأولى أخيراً حجم التجاذبات التي تعيشها مؤسسة التلفزة التونسية لا قسم الأخبار فقط! لم تكن عابرة الأزمة التي كشفتها استقالة المليكي والاستغناء عن مجموعة من الصحافيين في قراءة الأخبار وتنظيم &laqascii117o;كاستينغ" لاختيار من يقرأ الأخبار يشارك فيه صحافيون من ذوي الخبرة مع آخرين بلا أي تجربة وبإشراف من صحافيين تونسيين في قناة &laqascii117o;الجزيرة" القطرية. إنّها أزمة عبّرت عن حجم الضغوط التي تعيشها المؤسسة من أكثر من جهة سواء داخل المؤسسة أو خارجها.
تلتقي الأطراف النقابية والسياسية في محاولتها للهيمنة على الخط التحريري لقسم الأخبار، ما أثّر سلباً في الأداء العام وتراجع نسب المشاهدة.
الأزمة التي يعيشها قسم الأخبار منذ أسابيع، تلخّص أزمة أكبر تعيشها مؤسسة التلفزة. هذا ما يترجمه البيان الذي أصدرته رئاسة المؤسسة واتهمت فيه أطرافاً نقابية بمغالطة الرأي العام وخلق أجواء من التوتر وضرب كل توجه إصلاحي وعرقلة كل إجراء يهدد مصالح بعض اللوبيات ومواقعها. واعتبرت مؤسسة التلفزة أنّ &laqascii117o;هذه الحملة تندرج في إطار مقاومة بعض اللوبيات والأطراف المتموقعة في عدد من مفاصل المؤسسة، بالتعاون مع بعض الأطراف الخارجية لكل إرادة إصلاح وتطوير وترشيد للحوكمة ومقاومة للفساد تهدد مصالحها ومواقعها وسلوكياتها التي تحمل بصمات حقبة طويلة من الاستبداد والاعتباطية وسوء التصرف". واتهمت ادارة المؤسسة النقابات بتقديم المطالب التعجيزية وتصفية الحسابات الشخصية والانحراف بالعمل النقابي عن أهدافه النبيلة.
بيان مؤسسة التلفزة التونسية جاء بعد سلسلة من التصريحات أدلى بها الكاتب العام للنقابة الأساسية للتلفزة محمد السعيدي الذي طالب بإقالة المدير العام منصف بن لطيف الذي اتهمه بانعدام الكفاءة والتواطؤ مع الفاسدين بعقد صفقات لشراء معدات تقنية للتلفزة لم تراع شروط الصفقات العمومية. كما اتهمه بإهدار المال العام. علماً أنّ السعيدي يحظى بدعم من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام.
بدورها، تحركت &laqascii117o;الهايكا" (الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري) فطلبت من المدير العام للمؤسسة تقديم توضيحات حول مطالب النقابات التي تتمسك بإقالة المدير العام الذي يلقى دعماً من عدد من الصحافيين والتقنيين والمنتجين الذين يتهمون النقابات بـ &laqascii117o;الديكتاتورية"، والسعي الى إدارة التلفزة بدلاً من المدير العام وتنفيذ مخططاتها ودعم القريبين منها من صحافيين ومنتجين وتقنيين بغض النظر عن الكفاءة.
وتمثل هذه المعركة التي ما زالت فصولها متواصلة ولن تنتهي بإقالة المدير العام جزءاً من معركة الاعلام في تونس الذي نجح في تحقيق استقلالية كاملة عن السلطة السياسية، لكن هذه الاستقلالية بدأت تثير الكثير من التحفظات، بخاصة في طريقة التعاطي مع بعض الملفات المتعلقة بالأمن القومي للبلاد.
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد