تحقيقات » مقطورة التراث تنطلق اليوم من أمام المتحف تنقل مدينة صُور إلى كل المحافظات


heretage_300

مي عبود أبي عقل

من أمام المتحف الوطني تنطلق اليوم 'مقطورة التراث' الى كل المحافظات، حاملة معها تاريخ صور وإرثها وتراثها، لالقاء الضوء على هذه المدينة الفينيقية، وشرح اهميتها كموقع مدرج في 'لائحة التراث العالمي'، بطريقة تفاعلية ومسلية. وتهدف وزارة الثقافة من خلال هذه المبادرة الى 'تعزيز مستوى الوعي الثقافي لدى الشباب اللبناني، وحضهم على اكتشاف إرثهم الثقافي المشترك وتقديره'.
ففي إطار مشروع ARCHEOMEDSITES الممول من الاتحاد الاوروبي، أنجزت وزارة الثقافة مشروعاً هادفاً، بالتعاون مع 'جمعية البحوث والتعاون الايطالية'، يتمثل بمقطورة مزودة مواد تثقيفية تتعلق بالتراث المادي لمدينة صور، اطلقت عليها اسم 'مقطورة التراث'، بهدف استعمالها كمعرض تراثي تثقيفي متنقل، يجول في عدد من المناطق اللبنانية.
وفي لقاء مع منسقة المشروع مايا حميدان أوضحت لـ'النهار' أن المقطورة شفافة الجوانب بحيث يتمكن الجميع من رؤية ما بداخلها بطريقة 3D، وتحمل في الجانب الخلفي صورة ضخمة بطول 7 أمتار تمثل قوس النصر في موقع صور الأثري، وتعرض في داخلها تصاميم تقليدية لقطع اثرية أصلية وجدت في صور، بعضها معروض في المتحف الوطني، وبعضها الآخر في موقع صور الأثري. مثل تمثال رأس الامبراطور الروماني سبتيموس سافيروس، ونقش بالكتابة البونية التي وجدت في صور وتدل على العلاقات التي كانت قائمة بين المدينة وقرطاجة، ومخطوطة لمقطع من آية قرآنية بالخط الكوفي تحكي عن الحقبة الاسلامية، ومجسمات لعمود وتاج رومانيين وناووس فينيقي، مع شرح باللغات العربية والفرنسية والانكليزية عن القطع المعروضة، اضافة الى لوحة تفسيرية تروي تاريخ صور منذ الحقبة الكنعانية حتى اليوم، وضع نصوصها خبراء من المديرية العامة للآثار، في اشراف اساتذة التاريخ وعلم الآثار من الجامعة اللبنانية.
يترافق هذا المعرض مع عدد من النشاطات والمواد التثقيفية، ففي الساحات العامة التي تستضيف المقطورة ستنصب 6 خيم تحيط بها، تستقبل كل واحدة نشاطاً معيناً يتوزع بين الحرف التقليدية والصناعات القديمة التي اشتهرت بها صور مثل نفخ الزجاج وصنع الفخار والموزاييك والصباغ الارجواني، ويشارك الاولاد فيها ويحتفظون بالقطع التي صنعوها تذكاراً لهم من صور، إضافة الى تعليم الخط والكتابة بلغات قديمة. وفي إحدى الخيم سيكون الحكواتي حاضراً ليروي 'قصة مسابقة من مدينة صور' التي سبق لوزارة الثقافة ان اصدرتها في اطار مشروع Archeomedsistes ذاته ضمن سلسلة قصص موجهة للاطفال.
وبهذه الطريقة التربوية غير التقليدية، يصيب المشروع هدفين بحجر واحد، على ما تؤكده حميدان: الأول نشر الوعي عن التراث عموماً، وعن صور خصوصاً، من خلال الوصول الى اكبر شريحة ممكنة من الناس من خارج المدينة للتعريف عنها وعن قيمتها التراثية ومكانتها التاريخية والعالمية، والثاني تشجيع السياحة الداخلية وانعاش المناطق التي ستزورها القاطرة، بحيث يأتي الناس من مختلف البلدات والقرى المحيطة الى المدينة التي ستتوقف فيها، ويتعرفون على تراثها وعاداتها.
'مقطورة التراث' فكرة مميزة صممها ونفذها الخبير الفني جوني فنيانوس، ستتنقل حتى نهاية السنة بين بيروت، وصور، وزعرتا، وزحلة، والمحطة الأولى في ساحة المتين المدرجة في 'لائحة الجرد العام للمواقع التراثية' السبت 19 أيلول الجاري، من العاشرة صباحاً الى الخامسة بعد الظهر.
المصدر: صحيفة النهار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد