مقابلات » بتول أيّوب: في القضايا الوطنيّة لا مكان للحياد


batoascii117layoob_300
فاتن حموي

طالبة الحقوق التي تخرّجت من &laqascii117o;جامعة بيروت العربية" بدرجة جيد جداً، تدرّجت في مكتب محاماة لشهرين فقط، إذ كان شغف بتول أيّوب منصبّاً على الإعلام. بدأت مسيرتها في المهنة منذ ستة عشر عاماً عبر قناة &laqascii117o;المنار"، ولا تزال من كوادرها الرئيسيّة في تقديم النشرات الإخباريّة، إلى جانب إعداد وتقديم البرنامج السياسي &laqascii117o;بين قوسين".
يحتفل البرنامج هذا الشهر بمرور اثني عشر عاماً على انطلاقته، وقد استضاف على مرّ السنوات صنّاع قرار على الساحة اللبنانيّة والعربيّة والإيرانيّة من بينهم الرؤساء السوري والفلسطيني والإيراني. لكنّ أيّوب تضع كلّ المقابلات التي أجرتها في كفّة، والمقابلة مع الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله في كفّة أخرى. تقول لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;أجد لقاءاتي مع السيد نصر الله تاجاً على سيرتي المهنيّة. اللقاء الأول كان بعد عدوان تموز مباشرة، والثاني قبل ثلاثة أعوام. أعتز بهذا اللقاء وأفتخر به، وقد رفع من ثقتي المهنيّة بنفسي كثيراً، فليس سهلاً على أيّ إعلامي أن يجلس ويحاور السيد على الهواء مباشرة لأكثر من ثلاث ساعات".
طيلة حرب تمّوز العام 2006، لم تغادر بتول أيّوب قناة &laqascii117o;المنار"، إذ كانت مذيعة الأخبار الوحيدة الحاضرة على الشاشة. &laqascii117o;كان تقديمي للأخبار في تلك الفترة مفترقاً كبيراً على الصعيدين المهني والشخصي، إذ أنّ هذه التجربة صقلت شخصيتي وبلورتها، وجعلت الناس تعتبرني مذيعة الإعلام المقاوم".
انضمّت أيّوب إلى &laqascii117o;المنار" في العام 1999، كمحرّرة ومراسلة، وتدرّبت كمراسلة مع الإعلامي عباس ناصر. لاحقاً، بدأت بإعداد وتقديم برنامج يومي يعنى بالصحافة اللبنانية، ثم توسّع البرنامج ليشمل الصحافة العربية والأجنبية. بدأت بعدها بالعمل كمذيعة أخبار، كما عملت كمعدّة ومقدّمة لبرنامج &laqascii117o;مع الحدث" السياسي الصباحي الذي تعرضه &laqascii117o;المنار" إلى الآن، ثمّ رشّحت لتقديم برنامج &laqascii117o;بين قوسين"، وتتشارك في إعداده مع إبراهيم ناصر الدين.
وعن مفهوم المهنيّة والموضوعيّة في قاموسها تقول أيّوب: &laqascii117o;إذا كانت لديّ قضيّة وطنيّة أساسيّة، كأن يتعرّض وطني لعدوان إسرائيلي غاشم، فلا مجال هنا للرأي والرأي الآخر، إمّا الأبيض أو الأسود، إمّا الوطنية وإمّا العمالة، ولا أناقش في هذه المسائل. وفي ما يتعلّق بالأحداث في المنطقة، كذلك إمّا أن تكون مع الإرهاب أو ضدّه ولا يحتمل الموضوع النقاش. نرى &laqascii117o;داعش" وممارساتها في العراق وسوريا من قطع الرؤوس وأكل القلوب والأكباد؛ هنا الوقائع التي تحكم. وعندما أتناول الواقع المعيشي للمواطن اللبناني، فنحن أمام خيارين إمّا الفساد أو الإصلاح، وكذلك لا يمكن النقاش مع أو ضدّ في ذلك. أمّا إذا كنت أتناول مثلاً شأناً سياسياً مثل كفاءة الحكومة أو عدمها، أو صلاحيات رئيس الحكومة، فهنا أفكّر بعرض كافة وجهات النظر. في القضايا الأساسية، لا مكان للحياد، وأعدّها سقطة إعلاميّة القول أنّ المعايير المهنيّة تقتضي أن يكون هناك رأي ورأي آخر في تلك القضايا". تضيف حول ما يجري في فلسطين اليوم: &laqascii117o;منتهى الموضوعية أن نعلن التأييد لمن يقاوم المحتلّ بشكل صريح وواضح، وأن لا نثير النقاش مع أو ضدّ في هذه المسألة".
أمّا بالنسبة إلى معايير الحوار التي تتبعها في برنامجها فتجيب أيّوب: &laqascii117o;أحافظ على معيار أساسي في الحوار وهو احترام الضيف، سواء كان مؤيّداً أو معارضاً أو خصماً للمبادئ السياسيّة للمقاومة في الميدان السياسي. أسمع الضيف حتى النهاية حتى يكمل فكرته. للأسف في عالم الإعلام اليوم نلاحظ أنّ بعض الإعلاميين لديهم هاجس النجومية، فيحاولون تكسير الضيوف، لإظهار أنهم النجوم الأساس أمام المشاهدين. هذا أمر غير مرغوب بالنسبة إليّ، وأحافظ دوماً على مسافة من الضيف لأنني مقدّمة الحوار، وعليّ أن أعرض القرائن والحجج والبيّنات والوقائع كي أقدّم الفكرة واضحة للمشاهد، وإعطاء الضيف الفرصة الكافية لتوضيح رأيه".
من طموحات أيّوب المهنيّة حالياً إجراء حوارات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صانع الاتفاق النووي الإيراني، وأيضاً إلى محاورة الرئيس الأميركي باراك أوباما &laqascii117o;لنسأله عن المعايير المزدوجة، ونحدّثه عمّا يجري في اليمن وفي البحرين وعن مكافحة الإرهاب في سوريا". تقول: &laqascii117o;أطمح لأن أحاور كلّ المسؤولين عن هدر الدماء في المنطقة من اليمن إلى ليبيا وتونس والعراق وسوريا وفلسطين".
تتذكّر بتول أيّوب مرحلة في مسيرتها المهنيّة كان خلالها الحاج محمد عفيف، مديرها المباشر، وهو اليوم مسؤول الإعلام المركزي في &laqascii117o;حزب الله". وكان يقول لها دوماً: &laqascii117o;لا تنتظري في العمل الإعلامي أن يُصفَّق لك، طالما أنّك تقومين بعملك على أكمل وجه لا أحد يصفّق لك، ولكن عندما تقومين بهفوة صغيرة ستجدين الجميع يحاسبك". تقول إنّها لم تذق طعم الفشل في عملها الإعلامي: &laqascii117o;لا أذكر في هذه اللحظة أنني فشلت، أستطيع القول أنني لم أتفوّق في مراحل متعدّدة. الفشل كلمة كبيرة وإذا وصل الإعلامي إلى الفشل عليه أن يتنحى، ولا أحتمل الفشل على الإطلاق ولا يمكن أن أستمر في حال فشلت". متى تفكّر بمغادرة الشاشة إذاً؟ تقول: &laqascii117o;أغادر عندما أجد أن عملي لم يعد ذا جدوى ولا يقدّم المنفعة ولا يحسن المواكبة، وأنّه بات يشكّل ثقلاً على المشاهد، عندها أغادر الشاشة وأعود إلى منزلي".
ترى أيّوب أن تعاطي بعض وسائل الإعلام مع الملفات الإقليميّة يفتقد المصداقيّة. &laqascii117o;إذا كنت أؤيد خطاً سياسياً فهذا لا يعني أن أفعل ذلك على المصداقية، وذلك جلي من خلال الميدان السوري والسياسة السعودية وفي موضوع المحور المعادي للمقاومة". أمّا عن الحراك اللبناني فتقول إنّ كل المؤسسات الإعلامية اللبنانيّة كانت معنية بنقل معاناة المواطن اللبناني &laqascii117o;الذي تأخّر كثيراً في إعلاء الصوت ضدّ الظلم". تضيف: &laqascii117o;أنا واحدة من المواطنين الذين لا ينالون أبسط حقوقهم في المواطنية وفي المأكل والمشرب والهواء النظيف. نحن لا نحصل على حقوقنا كاملة. كلّ وسيلة إعلاميّة نقلت معاناة المواطن بحسب مقدرتها، وإن ذهب بعضها إلى حدّ المغالاة التي لم تخدم الحراك بل أهداف المؤسسات الإعلاميّة".
تتابع أيّوب عبر الشاشة البرامج الإخبارية والحوارية عبر كل القنوات تقريباً؟ &laqascii117o;أتابع الحوارات الحقيقية أي التي يهدف الإعلامي من خلالها إلى تقديم معلومة وفكرة ومواكبة حدث، ولكن عندما أجد أنّ الهدف من خلال برنامج ما هو الاستعراض أو نرجسية الإعلامي، أغيّر القناة".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد