أبحاث ودراسات » زاهرة حرب: الكفاءة ميزاناً

فاتن حموي
بدأت الصحافيّة والأكاديميّة اللبنانيّة المقيمة في لندن، بممارسة مهامها في مجلس &laqascii117o;أوفكوم"، مطلع الشهر الحالي. هي العربيّة الأولى في المجلس المؤلّف من اثني عشر عضواً، والمسؤول عن مضمون المحطّات التجاريّة ومحطات الخدمة العامة، باستثناء &laqascii117o;بي بي سي". وكانت رحلة وصولها إليه بدأت قبل ثمانية أشهر، حين علمت بشغور أحد مناصبه، وتقدّمت للحصول على المركز. عيّنت حرب في المجلس لمدّة ثلاث سنوات، وتشمل مهامها رصد أداء الإعلام، والمشاركة في اجتماع تقييمي شهري. تقول: &laqascii117o;هناك لجان تنفيذيّة تتلقّى الشكاوى من المجلس وتحضّر الملفات، وأنظر مع زملائي في الشكاوى المعروضة. أشعر أنّ مساهمتي في هذا المجلس ستترك بصمة، ولقد سررت واعتبرت الأمر إنجازاً في حياتي المهنيّة".
تأسّست هيئة &laqascii117o;أوفكوم" بشكلها الحالي في العام 2003، بناءً على قانون من البرلمان البريطاني، &laqascii117o;ولكنّها جسم مستقل، وتتمتّع بصلاحيّات منح أو توقيف رخص البثّ، وفق دفتر شروط أخلاقيّة وماليّة وتقنيّة، ومنها حماية الخصوصية الفردية، وعدم الانحياز، ودقّة الأخبار والمعلومات"، بحسب ما توضح حرب. كما تشمل مهام الهيئة تنظيم كلّ ما له علاقة بقطاع الاتصالات في بريطانيا ويتضمّن الهاتف والبريد وحقوق الملكية وغيرها.
تميّزت حرب منذ بداياتها على مقاعد الدراسة في كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانية (بفرعها الأوّل)، ومنذ انطلاق مسيرتها المهنيّة في &laqascii117o;الجديد" في العام 1991، حين انضمّت إلى طاقمها، قبل أن تبدأ القناة البثّ. انتقلت لاحقاً إلى &laqascii117o;تلفزيون لبنان" كمنتجة لنشرة الأخبار الصباحيّة، ومقدّمة للأخبار، ومراسلة، ومشاركة في إنتاج برنامج &laqascii117o;خمسة / سبعة" من تقديم زافين قيومجيان.
وبعد الشاشة الحكوميّة حيث تميّزت بتغطية عدوان &laqascii117o;عناقيد الغضب" في العام 1996، انتقلت إلى تلفزيون &laqascii117o;المستقبل" كسكرتيرة تحرير في قسم الأخبار، ومقدّمة لبرنامج &laqascii117o;على مدار الساعة". وفي العام 1999، استكملت دراستها الأكاديمية ونالت الماجستير في الدراسات الصحافية من بريطانيا، وعادت إلى &laqascii117o;المستقبل". وبعد سنة من عودتها إلى الشاشة، اتخذت القرار بالابتعاد عن العمل التلفزيوني، والتفرّغ للدراسة الأكاديميّة ونيل الدكتوراه. تقول: &laqascii117o;حين تلقيت قبل أيّام اتصالاً يبلغني تعييني في &laqascii117o;أوفكوم"، مرّ في بالي شريط المحطّات الأساسيّة في حياتي المهنيّة. ومن المحطّات المهمّة، كان قراري مغادرة لبنان لمتابعة الدراسة. يومها، انتقد زملاء كثر خياري بترك الشاشة وأنا في عزّ عطائي. بعد تعييني في المجلس، تأكّدت أنّني اتخذت القرار الصائب، فمن خلال منصبي الجديد، ومن خلال كلّ ما أنجزته إلى اليوم، أجد أنّ عطائي أكبر منه على الشاشة، وجامعة &laqascii117o;سيتي" كانت فخورة باختياري في المجلس".
تشغل حرب في جامعة &laqascii117o;سيتي" منصب محاضرة أولى (Senior Lectascii117rer)، حيث تدرّس طلّاب الماجستير مادّة الصحافة الدوليّة، وتقود مجموعة من الطلاب المتخصّصين في البثّ التلفزيونيّ. كما أنّها مسؤولة عن أطروحات الماجستير، ومديرة برامج الدكتوراه في قسم الإعلام، ومسؤولة لجنة أخلاقيات البحث العلمي في القسم المذكور. مع الإشارة إلى أنّها أوّل محاضرة غير أوروبيّة تعيّن في جامعة &laqascii117o;سيتي".
بدأت حرب بالتعليم الجامعي أثناء التحضير للدكتوراه في جامعة &laqascii117o;كارديف"، حيث تقدّمت لتدريس مادّة خاصة بعنوان &laqascii117o;تغطية الشرق الأوسط" لتلاميذ الماجستير. وقبل أسبوعين من مناقشة رسالة الدكتوراه، تلقّت عرضاً من قسم الدراسات الثقافيّة في جامعة &laqascii117o;نوتينغهام" حيث درّست مادة &laqascii117o;تغطية الشرق الأوسط" إضافةً إلى مواد أخرى لأربعة أعوام، بمرتبة محاضرة وباحثة. كما أنّها عضو في مجلس &laqascii117o;شبكة أخلاقيّات الصحافة"، وهي شبكة دوليّة لها امتدادات في كلّ أنحاء العالم.
في رصيد حرب كتابان الأوّل بعنوان &laqascii117o;قنوات المقاومة في لبنان: بروباغندا التحرير، حزب الله والإعلام (2011)"، والثاني بالتعاون مع زميلتها دينا مطر من جامعة SOAS بعنوان &laqascii117o;سرديّة الصراع في الشرق الأوسط، الخطاب، صورة وممارسات التواصل في لبنان وفلسطين" (2013). ويصدر لها كتاب ثالث العام المقبل تحت عنوان &laqascii117o;تغطية الشرق الأوسط ـ الممارسات الإخباريّة في القرن الحادي والعشرين"، وساهمت بإنجاز فصول في كتب أخرى، فضلاً عن أبحاث وأوراق أكاديميّة منشورة في مجلات أكاديميّة متخصّصة.
نسأل حرب عن طموحها المقبل، فتقول: &laqascii117o;هناك تدرّج للأكاديميين في بريطانيا يبدأ بمحاضر، ثمّ محاضر أوّل، ثمّ قارئ، وبعد ذلك بروفيسور. وهدفي المقبل أن أنال لقب بروفيسور". تقول إنّ الأساس الذي يحكم عملها ككلّ، هو الشغف بمهنة الصحافة. &laqascii117o;حين قرّرت التوقّف عن ممارسة المهنة، كان ذلك إيماناً منّي بأنّ البحث الأكاديمي حول ممارسات العمل الصحافي، يساهم في إعادة المهنة إلى أُسسها ودورها. ومنذ أن بدأت بالبحث الأكاديمي والتدريس يخضع علمي لهاجس أساسي، هو كيف نحافظ على المبادئ الأساسيّة للمهنة، وكيف نطوّرها لتصبح بالفعل وسيلة لارتقاء المجتمعات إلى أماكن أفضل".
أمّا بالنسبة إلى واقع حال الإعلام اللبناني والعربي بصورة عامة فتقول حرب: &laqascii117o;لا أخترع البارود إن قلت إنّه لا يسرّ، وأنّنا نعيش مرحلة شديدة الصعوبة، وخصوصاً لناحية الانحدار في أداء الإعلام المرئي بشكل أساسيّ، حيث أصبحت الإثارة هدفاً أكثر من إيصال المعلومة السليمة والصحيحة. ولكن يبقى هناك أمل لأنّه لا يمكننا التعميم، وهناك العديد من النماذج الإيجابيّة على صعيد أفراد صحافيين، ومعهم سنعيد لمهنة الصحافة حقيقيّتها ودورها الأساس في المجتمع".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد