إعلام جديد » فيس بوك فكك الأسر وسلب منها خصوصيتها؟

يضطر الشاب سعيد زايد لفصل الانترنت من بيته خلال الجلسة الأسبوعية التي اعتاد عليها وأصدقائه منذ سنوات.
ويقول سعيد: 'وجود الانترنت يشغل كل فرد في هاتفه الخاص، وفي أوقات كثيرة نجد أنفسنا مجتمعين جسدا فقط، وكل منا في عالم آخر عبر هاتفه'. وأوضح أنه بدا التذمر على أغلب أصدقائه بسبب فصل الانترنت مع كل جلسة، لكن سرعان ما تعودوا على ذلك. وأشار إلى أن مواقع التواصل جاءت بمردود عكسي يتمثل في انعزال الأسرة عن بعضها بسبب انشغال كل منهم بالحديث مع اصدقائه بالخارج أو اصدقاء العالم الافتراضي.
وشبكات التواصل الاجتماعي هي مواقع يتواصل من خلالها الأشخاص الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة، حيث تتيح هذه المواقع لمستخدميها تكوين الصداقات العابرة للواقع والجغرافيا، من خلال مشاركة الملفات والصور وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات. وسميت بالشبكات الاجتماعية لكونها تتيح التواصل مع الأصدقاء وتقوية الاجتماعيات عن بعد، حيث يتواصلون ويتشاركون الأحداث والأخبار بالمحتوى المكتوب والصور والفيديوهات حول ما يدور في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية، متجاوزين كافة الحواجز الجغرافية. تشتت الأسرة في حين، ذكرت أم بلال (28 عاما) أنها كثيرا ما تخلق مواقع التواصل المشاكل مع زوجها، بسبب ادمانه عليها دون اهتمامه بالأمور الأسرية.
وقالت أم بلال لـ'نبـأ بـرس' إن زوجها يقضى معظم ساعات اليوم على 'فيسبوك'، في حين يبدو انقطاع التيار الكهربائي نعمة بالنسبة لها، بسبب عدم قدرة زوجها الجلوس على مواقع التواصل. وأشارت إلى أن مواقع التواصل تبدو نقمة وتشتت العلاقات الأسرية، داعيةً المختصين لإيجاد الحلول لإنقاذ الأسر من التفرق.
ومن جهته، أكد المتخصص في الشأن الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر، أن وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي أدت في كثير من الأحيان إلى تفكيك أواصر الأسرة بسبب انشغال كل فرد فيها بوسيلته التكنولوجية.
 وقال الشاعر في حديث لـ' نبـأ بـرس': 'نتج عن مواقع التواصل الاجتماعي تفكك في الأسرة، حيث لا يشعر أحدا بالآخر'، مشيراً إلى أن مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة يشعر بالغربة وهو بين أهله. وتغيب صور التعاطف والتواصل والتعاضد داخل الأسرة بسبب مواقع التواصل، وفق الشاعر. تحذير من الاستخدام المفرط! وأضاف: 'الوسائل المتطورة جعلت الأفراد يتعاملون كأفراد لا كجماعات، لذلك غاب اللقاء والعمل الجماعي بين الأفراد وبهذا تغيب وسيلة التواصل الوجاهية الحقيقية بين أفراد المجتمع، وبالتالي بدلا من أن يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم يتسامرون ويتدارسون أمورهم العائلية الخاصة، نجد كل انسان يعالج قضيته من خلال التكنولوجيا منصرفا في ذلك عن أفراد أسرته'.
وحذر الشاعر من الاستخدام المفرط في مواقع التواصل، والذي 'يؤدي لتقليل احساس رب الأسرة بالمسئولية تجاه أفراد أسرته وبالتالي لا يشعر بمشاعرها في السراء والضراء'. ويرى أنه على الانسان أن يوازن بين استخدامه لمواقع التواصل وعلاقاته مع أسرته وأصدقائه،حتى يشعر أنه جزء لا يتجزأ من الأسرة. انعدام للخصوصية كما يرى الباحث الاجتماعي محمد يوسف أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في انعدام الخصوصية العائلية، خصوصاً أنها أصبحت مرآة تنعكس فيها المشاكل الأسرية، حيث يلجأ إليها أفراد العائلة في توجيه الكلام المبطن أو الصريح لبعضهم البعض، ما يؤدي إلى كبر حجم المشكلة وزيادتها تعقيداً . ويرى الباحث الاجتماعي أن كثيراً من العلاقات الطيبة في الواقع دمرتها مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي ، ذلك لأن الظن السيء كثيراً ما يساور أفراد العائلة من خلال المنشورات المختلفة . وختم 'يوسف' عالم الافتراض سرق من الناس واقعهم وعواطفهم، وفسخ العلاقات الاجتماعية بدلاً من زيادتها .
ومن أبرز مواقع التواصل الاجتماعي: 'فيسبوك، تويتر، ماي سبيس، إنستغرام'، ويأتي على رأسها 'فيسبوك' الذي يحظى بقاعدة مستخدمين هي الأكبر في العالم والوطن العربي. ووفق إحصائيات حديثة بلغت نسبة مستخدمي 'فيسبوك' قرابة 90 مليون مستخدم عربي، وجاء في المركز الثاني 'تويتر'، والذي يبلغ عدد مستخدميه 50 مليون عربي، في حين بلغ عدد الذكور المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي 65%، ونسبة الإناث 35%. وتتصدر فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما مستخدمي تلك الشبكات في المنطقة، لتستحوذ على 70% من عدد مستخدمي مواقع التواصل في العالم العربي.
المصدر: نبأ برس

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد