ميديا راما » يوم اكتشفت العربية السيد حسن بطلاً ومقاوماً

زينب حاوي

لم تعد عين الحدث متوجّهة إلى ردّة فعل جمهور المقاومة بُعيد عرض الفيلم القصير حكاية حسن على شاشة العربية أمس، بل خُلق حدث من رحم حدث وخطف الأنظار في تحوّل المنصات الإجتماعية إلى منابر لجلد القناة السعودية، قوامها ناشطون أغلبهم سعوديون. راح هؤلاء ينتقدون مضمون الفيلم ويكيلون الشتائم للمحطة ويتحدثون عن خرق داخلها للخروج بمادة تروّج لنصر الله، لأنهم كانوا ينتظرون مادة تؤبلس السيد وحزبه، كما دأبت القناة طيلة السنوات العشر السابقة.

الفيلم (22:43) الذي لا يرقى حتى إلى مصاف مادة تلفزيونية مكتملة الشروط والمعايير، جاء عشوائياً تجميعياً لفيديوات أغلبها مأخوذ من أرشيف المنار بدون تعليق صوتي (voice over). ألقى العمل الضوء على بعض المحطات في سيرة أمين عام حزب الله حسن نصر الله بخفّة كأنه مشغول على عجل، مع أن القائمين على المحطة دأبوا على الترويج له طيلة الأسبوع المنصرم بثقل واضح، حتى خالَ المتلقّي أنه سيكون أمام مادة قوية حتى لو دخلت أبواب التشويه والأبلسة. لكن هذا الأمر لم يحصل، بل كنّا أمام مراهقة مهنية في تمرير بعض الرسائل كعرض صور الراحل رفيق الحريري، بالتزامن مع خطاب نصر الله بُعيد إغتيال الحريري في 8 آذار (مارس) 2005 الذي كان وقتذاك من ضمن عناوينه الشكر لسوريا، عدا طبعاً وهذا المقطع لم يُعرف توظيفه، إقتطاع جزء من مقابلة المستشار السابق للحريري الأب مصطفى ناصر، على الميادين حيث يتحدث عن إهداء الحريري لنصر الله لـ 4أحذية. ولعلّ الأمر الأكثر سخرية، إنتهاء التقرير من دون جينيرك، فلم يعرف المشاهدون إن كان قد إنتهى أو سيستكمل بعد حفلة الإعلانات.
وقبل أيام من عرض الفيلم، كان ناشطون قد شنّوا حملة حذّروا فيها جمهور المقاومة من المادة التلفزيونية، وإمكان إيقاعها الفتنة بين حركة أمل وحزب الله، لكن، ما حصل أمس بعد عرض العمل قلب التوقعات، فبات الشاكي هو جمهور القناة السعودية الذي شكلّ حتى هذه اللحظة على تويتر قوة ناشطة تنتقد تصوير السيد بهذه الطريقة كجزء من الترويج له. ولعلّ ما استوقف هؤلاء بعض الجمل التي وردت في الشريط كـ رجل كل الحروب، ورغم حداثة سنّه عيّن عضواً في المكتب السياسي لحركة أمل، وإعتبروها واقعة ضمن سياق الترويج والتلميع لصورة نصر الله. إذاً، بعد حملة ترويج إعلامية ضخمة سبقت عرض حكاية حسن، وبثّ شائعات أسهمت فيها بعض وسائل الإعلام من ضمنها إذاعة صوت لبنان التي لفتت إلى وجود إجراءات أمنية مشدّدة حول مكتب &laqascii117o;العربية" في بيروت، تزامناً مع بداية عرض وثائقي يلقي الضوء على حياة نصر الله، جاءت النتيجة عكسية. ولعل أفضل ما يعبر عن الوضع ما كتبه أحد الناشطين على تويتر، إذ قال بتنا اليوم نخاف على مكاتب العربية. السعوديون رح يولعوا المكاتب مش نحن!.
 
المصدر: جريدة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد