ميديا راما » أدونيس يمسك يد سناء في مسرح المدينة

غسان سعود

في كل تاسع من نيسان، في السنوات العشر الماضية، كان أدونيس نصر يقف في شارع الحمرا، محتفلاً باستشهاد سناء محيدلي. أول من أمس، في التاسع من نيسان، وقف أدونيس وسناء على الرصيف نفسه في شارع الحمرا.

معاً جاءا، معاً وقفا تحت لوحة خالد علوان، معاً سارا وسط المقاهي واثقين بأن &laqascii117o;لكل خائن حبيب"، ومعاً مازحا المحتشدين قبالة &laqascii117o;مسرح المدينة". لطالما بدت سناء وحيدة في صورتها الشهيرة. أما أول من أمس، فبدت مبتسمة لنكات أدونيس، متأثرة بغزله ومشغولة بملاحظاته. لكل جيل قوميّ أيقونته؛ كانت سناء أيقونة جيل أدونيس الذي بدا بدوره الأيقونة الخاصة بكل من خطف الغدر التكفيريّ أحد أحبّائه. فاستشهاد &laqascii117o;أدو" (كما يسمّيه أصدقاؤه) في كنسبّا السورية قبل 50 يوماً، يتوّج استشهاد مئات الشبان في الشام دفاعاً عن بلدهم وثقافتهم ونمط حياتهم، من دون أن يتسنى لأهلهم وأصدقائهم تكريمهم بالطريقة الملائمة، أو حتى بكاءهم.

تفرّس بعينيه الضاحكتين في العيون الدامعة، مبتهجاً بربح رهاناته
ظروف المعركة تمنع الانكسار ولو لدقائق، وتفرض تشييع الأصدقاء بوصفهم جنوداً مجهولين. إلا أن &laqascii117o;آدو" شبك يده أول من أمس بأيدي هؤلاء واعتلى منبر &laqascii117o;المدينة" ليذيع وصيتهم. &laqascii117o;أنا الشهيد أدونيس أسعد نصر، مواليد 1981، من الشويفات، أنتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، قاتلت واستشهدت مع نسور الزوبعة. أنا اخترت العمل النضالي العسكري لأنه الحل الوحيد للخلاص من رجس الاحتلال ويهود الداخل والتكفيريين الوهابيين الإرهابيين الذين أتوا لتخريب بلادنا". قدوته الزعيم أنطون سعادة قال، كان رجل فكر وعقيدة ودعا إلى حمل السلاح أيضاً، متمنياً على كل رفقائه أن يحملوا السلاح وينتموا إلى نسور الزوبعة. وخصّ أهله بالشكر لتربيتهم القومية الاجتماعية، متمنياً على شقيقتيه عدم الزعل، مؤكداً لشقيقته لانا أنها أجمل ما في حياته. وأمل في النهاية أن يشاهده كارل والياس ــ ابنا شقيقيه ــ حين يكبران و"يكملوا". وختم بالعهد القومي الذي ردّدته خلفه القاعة بقومييها وغير القوميين: &laqascii117o;تحيا سوريا". ألقى التحية على والدته التي وقفت، بشموخ وعز، رافعة تحية &laqascii117o;السوريين القوميين"، طوال مدة استماعها لوصية ولدها. وأمسك يد سناء للمغادرة، تفرس بعينيه الضاحكتين في العيون الدامعة، مبتهجاً بربح رهاناته: الرهان على نجاحه في الحوار مع كل من يودّون التحاور، وتحويل الحوار إلى صداقة، من دون أن يتزحزح من موقعه السياسيّ العقائدي. الرهان على تجاوز التسميات المختلفة لأبناء الحزب القوميّ، وقد حضر أمس قوميون من هنا وهناك. الرهان على قدرة القوميّ على أن يكون شخصية اجتماعية متشعبة العلاقات وعابرة لكل الخطوط الحمراء. والرهان أخيراً على رجال الميادين والجبهات بدل المقاهي والكافيتريات.
 
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد