إعلام جديد » أتوبيس دوت كوم لضمان إنترنت آمن للصغار

 

aascii117tobascii117scom_300

 

القاهرة - أمينة خيري

حين عجز الأب عن تشغيل الـ&laqascii117o;واتس آب" على هاتفه المحمول، لم تنقذه سوى ابنته كنزي (عشر سنوات) التي أمسكت بالجهاز ودقت بضع دقات، ثم سلّمته إياه وقد أصبح مزوّداً بـ &laqascii117o;واتس آب" وأضافت من عندها &laqascii117o;فايبر"، كيلا يستدعيها بعد دقائق طالباً إضافات هنا أو هناك.

ولما أرادت الأم أن تحمّل مقاطع فيديو من على &laqascii117o;يو تيوب" لتشاهدها تباعاً ولم تفلح، استغاثت بابنها هاشم (12 سنة) الذي حلّ لها المعضلة وسهّل لها المشكلة، وأعدّ لها ملفاً يتضمّن مجموعة المقاطع المختارة. لذلك فقد بدت محاولات الأب للتدقيق فيما تشاهده الابنة على شاشة الكمبيوتر على سبيل الرقابة ومن باب التأكّد من إنها في مأمن من موبقات الإنترنت وجرائمه أقرب ما تكون إلى الإجراءات الشكلية والتدقيقات الهيكلية التي يسهل التغلّب عليها والإفلات من قبضتها، حيث إن الرقيب يلجأ للمُراقب عليه لحل مشكلاته العنكبوتية.

كما ظهرت تعليمات الأم للابن بأن يطلعها بين الحين والآخر على المواقع التي يتصفّحها والرسائل التي تصله، وكأنها ضرب من التنكيت ونوع من الادعاء.

ادعاء امتلاك الأهل لقيود أو حدود يضعونها على استخدام الصغار للإنترنت لا يصدقه أحد، باستثناء الأهل أنفسهم. ووفق جمعية &laqascii117o;سلامة الأطفال على الإنترنت" البريطانية فإن &laqascii117o;مواقع التواصل الاجتماعي لا حدود لها. ومهما فعل الأهل لن يكون في إمكانهم السيطرة على ما يقرأه الصغار أو يرونه أو يعلقون عليه".

ويرى خبراء الجمعية أن منصات التواصل الاجتماعي تستخدم كلها طرقاً مختلفة وأحياناً عنيفة في تسويق منتجاتها، حيث لا يمكن التحكمّ في الرسائل أو المنتجات أو الصفحات التي تباغت الصغار. ليس هذا فقط، بل إن غالبية شبكات التواصل الاجتماعي تجمع معلومات المستخدم بينما يكون متصلاً أو حتى منفصلاً عن الإنترنت. وهذا يعني أن الصغار يبنون &laqascii117o;بروفايل" رقمياً على الإنترنت وهم لا يعرفون. وقد ينجم عن ذلك أن تستخدم معلوماتهم الشخصية على الشبكة العنكوبتية استخدامات شتى، ربما يكون بعضها مضراً أو خطيراً.

وتنبع خطورة استخدام الصغار للإنترنت من صعوبة، وربما استحالة السيطرة عليها، إضافة إلى قلة الأدوات المعروفة لتنقية المواقع المتاحة لهم في مصر. وربما هذا ما دفع المجلس القومي للطفولة والأمومة إلى التفكير خارج صندوق رقابة الأهل وداخل سياق التوعية الموجّهة للمتسخدمين أنفسهم. باص تثقيفي يجوب أرجاء مصر تحت شعار &laqascii117o;عقلك ينوّر مع استخدامك لإنترنت آمن: حياتك تتطور". الباص &laqascii117o;أتوبيس دوت كوم" يثير حب الاستطلاع ويجذب أنظار الصغار والكبار إينما حلّ. لكن خدماته مخصصة للصغار حيث اعتماد على توعيتهم بديلاً لرقابة تقنية غير متوافرة طوال الوقت من الأهل.

وكانت أحدث محطات هذا الباص في محافظة البحيرة حيث زار عدداً من المدارس لتعريف التلامذة بإمكان استخدام الكمبيوتر وتصفّح شبكة الإنترنت بطريقة آمنة، إضافة إلى نشر الوعي لدى الصغار والمتعاملين معهم بأهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات على أن يكون استخداماً آمناً، وذلك لمواكبة التطور من دون أضرار.

وقالت أمين عام المجلس الدكتور هالة أبو علي إن جولات الباص تهدف إلى رفع الوعي لدى التلامذة وكذلك أسرهم، ولكن في برامج مختلفة، باستخدام خط نجدة الطفل الرقم 16000 كآلية للحماية من جرائم الإنترنت، فضلاً عن بناء قدرات المعلّمين على كيفية تعزيز حق الصغار في الوصول إلى المعلومات مع توفير الحماية لهم ورفع الوعي بحقوق الطفل.

واستهدفـت جــولة البــحـــيرة توعية 240 تلميذة وتلميذاً بقضايا الطفولة والأمومة وتعليمهم المهارات الأساسية لاستخدام الكمبيوتر والاتصال بالإنترنت، إلى صقل مهاراتهم العملية من خلال فريق من الباحثين المتطوعين للتوعية بالقضايا ذات الأهمية وأبرزها تعليم البنات، وتسرّب الأطفال من المدارس، وحمايتهم من أخطار الإدمان، والحد من ظاهرة عمالة الأطفال، والاهتمام بالطفولة المبكرة، والأطفال ذوي الإعاقة، والحدّ من الفقر، والاهتمام بصحة المراهقين، والحد من الاتجار بالبشر لا سيما الصغار والقضاء على ظاهرة زواج القاصرات.

كما يحتوي برنامج &laqascii117o;أتوبيس دوت كوم" برنامجاً شاملاً لتحقيق تكافؤ فرص إتاحة تكنولوجيا المعلومات بين الأطفال وأسرهم في المجتمعات النائية والمهمّشة. ويذكر أن البرنامج ينفّذ بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ويتضمّن قانون الطفل المصري نصوصاً تضمن حماية الصغار من جرائم الإنترنت المختلفة، لكن تبقى المعضلة في التطبيق، ومعرفة ماهية تلك الجرائم أصلاً.

المصدر: صحيفة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد