تحقيقات » نداء إلى المحررين اللبنانيين: أنصفوا مصوريكم وصورهم

صحيفة السفير اللبنانية
هنادي سلمان

بالنسبة إلى المصور البريطاني روبن لورنس، لا مجال للمساومة: مساحة الصور ونوعيتها تحدد مستقبل الصحف برمته.
ليس ما يقوله رأياً شخصياً، هو يستشهد بإحصائيات أجراها معهد "بوينتر&laqascii117o; للدراسات الصحافية التي تظهر أن ٩٨ في المئة من قراء الصحف يعتبرون أن الصور هي ما تجذبهم أولاً و٧٥ في المئة منهم يرون كل الصور التي في العدد.
ويستشهد لورنس أيضا برأي رئيس تحرير صحيفة "غارديان&laqascii117o; ألن راسبريدجر الذي قال مؤخراً لطلبة إعلام بريطانيين "لا صحيفة في العالم ستتمكن من الاستمرار في الصدور إذا لم تحسن نوعية موادها البصرية وعددها&laqascii117o;.
كان لورنس في بيروت الشهر الماضي لتدريب مجموعة من المصورين الصحافيين في إطار برنامج مؤسسة "طومسون&laqascii117o; لتدريب الصحافيين حول العالم.
كان بإمكانه أن ينهي الدورة ويغادر إلى بلاده، بعدما أدى دوره. لكنه انتبه إلى الكفاءة العالية التي يتمتع بها الزملاء المصورون في مختلف الصحف المحلية. رأى أن بإمكانهم التقاط صور بمعايير مهنية عالية، واكتشف أن المشكلة ليست في المصورين، بل في المسؤولين عن الأقسام والصفحات في الجرائد، الذين يميلون في غالب الأحيان إلى اختيار صور تقليدية، ويفتقرون إلى الجرأة الكافية لنشر صور بمعايير بصرية عالية ورسائل أعمق.
لورنس يعتبر أن الصورة تساوي ألف كلمة، وأن الصورة تقدم رسالة لا تقل أهمية عن رسالة الكلمة. ليست الصورة ثانوية، ولا هي اختيارية. الصورة موضوع قائم بحد ذاته. وكما تأتي الصورة لشرح المكتوب أحياناً، فيمكن للمكتوب في أحيان أخرى أن يوجد لشرح صورة.
قرر لورنس أن يتوجه إلى المحررين، فعاد إلى لبنان وطلب إلى سفارة بلاده دعوة المحررين إلى منزل السفيرة فرانسيس ماري غاي أمس الأول ليتكلم إليهم مباشرة.
كانت "مقدمته&laqascii117o; ذكية. عرض مجموعة من الصور ذات معايير عالية، ثم عرض خلفها مباشرة صوراً لاجتماعات سياسة، ورؤوس لا يظهر أصحابها تحيط بموائد المزيد من الاجتماعات وسأل "أيها أفضل؟ أيها أثرت مشاعركم؟ أيها أخبرتكم جديداً؟&laqascii117o;
يتساءل لورنس كيف يمكن للصحف في بلد مثل لبنان أن تتأخر هكذا في إدراك أهمية الصورة فيما أكثر من نصف سكان البلاد هم من الشبان الذين تسرقهم وسائل الإعلام الجديدة المعتمدة أساساً على الصورة؟
في لبنان مواد غنية للصور: مآس إلى جانب ترفيه، حياة غنية بالأحداث والتغيرات. وفي لبنان شركات إعلانات كبرى تستخدم الصور أساساً للتأثير على المستهلكين. كيف لم تر الصحف ذلك قبلها، كيف لم تدرك الصحف بعد أهمية الصورة؟
يخبر لورنس عن تجربة ثلاث من أكبر الصحف في العالم وهي "لوموند&laqascii117o; الفرنسية و"وول ستريت جورنال&laqascii117o; الأميركية و"فرانكفورتر المانغيه&laqascii117o; الألمانية ، وكل منها أصرت على امتداد عقود على عدم استخدام الصور إطلاقاً، أقله في صفحاتها الأولى.
عادت لوموند عن قرارها عام ١٩٨٣ عندما نشرت، للمرة الأولى، على صدر صفحتها الأولى صورة للفنان الاسباني خوان ميرو لمناسبة وفاته. أما الصحيفة التي كانت الأخيرة في العودة عن قرارها عدم نشر الصور فكانت "فرانكفورتر&laqascii117o; التي قامت بذلك قبل... ١٤ شهراً فقط.
قرر لورنس الاتصال برؤساء تحرير الصحف الثلاث لسؤالهم عن سبب اعتمادهم الصور أخيراً، فقالوا إنهم اكتشفوا أن عليهم جذب قراء جدد، أن الصحف لن تصبح جذابة إلا عبر أبرز الصور.
لكن الصورة ليست وحدها محور اهتمام لورنس. بالنسبة إليه، المصور هو الأهم. إعطاء المصور حقه، ومنحه الثقة كي يؤدي عمله كما يرى هو أنه يجب أن يكون، من موقعه كمصور، وليس من موقع "التابع&laqascii117o; أو "المكمل&laqascii117o;. المصور الصحافي هو مصور في المقام الأول، يذّكر لورانس. "إن صحيفة جيدة هي أمة تتحدث إلى نفسها&laqascii117o;.
الصور التي تنشرها الصحف اللبنانية في معظم الأحيان لا تعكس واقع البلاد. ذلك يضعف دور الصحف، وموقعها. لورنس يطالب الصحف بخطة إنقاذ عاجلة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد