ميديا راما » الصراع السعودي ــ الأميركي ينتقل إلى تويتر

مريم عبد الله

كل ما يدور خلف جدران السعودية المغلقة بات مكشوفاً للمراقبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح استقصاء الرأي العام السعودي أمراً سهلاً بمجرّد متابعة &laqascii117o;ترندات" تويتر، أكثر المواقع شهرة لدى مواطني البلد المحافظ. لم يكد مجلس الشيوخ الأميركي يسمح أمس لأسر ضحايا هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بإقامة دعاوى قضائية ضد السعودية للمطالبة بتعويضات نظراً إلى دورها المفترض في هذه الاعتداءات، حتى توالت السجالات بين المغرّدين في السعودية.

راوحت ردود الأفعال بين شامت، وناصح، ومنتقد، فيما شهدنا ساحة جديدة للصراع بين الليبراليين والمتشدّدين. وعقب إمرار مشروع القانون الأميركي في المجلس، وصف مدير قناة &laqascii117o;العرب" جمال خاشقجي القرار بـ&laqascii117o;التطوّر الخطير"، في الوقت الذي انتقدت فيه المذيعة السعودية في &laqascii117o;مونت كارلو الدولية" إيمان الحمود المشروع عبر هاشتاغ #ابتزاز_أمريكي_للسعودية، قائلة: &laqascii117o;لن تتبنّى أميركا مشروع هذا القانون لأنّها ستفتح النار على نفسها، وهي عرّابة الإرهاب في العالم!". ورداً على حملة الدعم السعودية لقرار المحكمة العليا الأميركية في 20 نيسان (أبريل) الماضي الذي قد يمهّد الطريق لحصول عائلات ضحايا هجمات أيلول على حوالى ملياري دولار أميركي من الأصول المجمّدة للبنك المركزي الإيراني في الولايات المتحدة، كتب أحد المدوّنين منتقداً الحملة ضد طهران: &laqascii117o;الابتزاز الحقيقي جاء من بعض المغرّدين. بالأمس كنا نُثني على أميركا لتجميدها أموال إيران واليوم ننقلب!". على خط موازٍ، استذكر آخر تصريحات المرشّح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، قائلاً: &laqascii117o;ما كان للسعودية أن تبقى لولا حمايتنا لهم. السعودية بقرة حلوب عندما يجفّ حليبها نرميها".
وفي الوقت الذي يعمل فيه النظام على تقليص نفوذ المؤسسة الدينية وإتاحة هامش حركة للقوى الليبرالية، وخصوصاً بعد إطلاق مشروع &laqascii117o;رؤية 2030"، لا تزال قضية الصراع الليبرالي ــ الإسلامي تحوز السبق في نقاشات السعوديين عبر السوشال ميديا. وفي هذا السياق، علّق عبد العزيز الزهراني على ما اعتبره &laqascii117o;حرب أميركية على بلاد الحرمين"، بالقول: &laqascii117o;ذنب السعودية الوحيد والذي لم تغفره أميركا ولا أكثر دول الشرق والغرب، أنّ الإسلام دستورها وأنّها لا تقبل أيّ نقاش في ذلك". وأعاد مغرّد آخر الجدل حول وجود قواعد عسكرية أميركية في الخليج، متسائلاً: &laqascii117o;هل الجيوش الأميركية المرابطة في الخليج لحماية العرب ولتهديد إسرائيل أم العكس؟!... هذه هي حقيقة حكّام الخليج الصهاينة".
أما في الجانب الاقتصادي ونسفاً لرؤية وليّ وليّ العهد محمد بن سلمان في إمكانية فتح صندوق سيادي في الولايات المتحدة بعد بيع أصول شركة &laqascii117o;أرامكو" النفطية، عرض مدوّن &laqascii117o;نصيحة بجمل" أمام سلمان، وقال: &laqascii117o;فكّ ربط الريال عن الدولار وبيع نفطك بسلة عملات، وراح ينهار الدولار وبالتالي ينهار الاقتصاد الأميركي".
وبالعودة إلى الخلاف على الحدود السعودية مع جيرانها و&laqascii117o;فتاوى" دونالد ترامب ضد حكومة الرياض أخيراً، سخر مدوّن من قرار واشنطن تحميل مسؤولية هجمات أيلول 2001 للحليف السعودي: &laqascii117o;ولسّا لما ترامب يبقى رئيس هياخد نصّ عوائد النفط، وهيرجع جيزان ونجران وعسير وتيران وصنافير لأصحابهم".
 
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد