عين على العدو » محللون اسرائيليون : ايران وحدها تهدّد تل ابيب

محمود زيات

لن تتغير وجهة العقل الاسرائيلي الذي ينظر الى &laqascii117o;حزب الله" على انه التهديد الأول على الاسرائيليين... وكيانهم، في وقت لم تعد الجيوش العربية تشكل اي تهديد، بعد &laqascii117o;الانفتاح" الاسرائيلي ـ الخليجي، لمواجهة &laqascii117o;البُعبُع" الايراني، التهديد اليوم... يمثله &laqascii117o;حزب الله" الذي تحوّل الى جيش حقيقي، ضاعف قوّته ثلاث مرّات في عام واحد.
وجنرالات الحرب في الكيان الاسرائيلي، الذين راهنوا على غرق &laqascii117o;حزب الله" في &laqascii117o;الوحل السوري"، عادوا وتحسروا على التجربة العسكرية الاستثنائية التي خاضها مقاتلوه، حتى قال المحللون في الاستراتيجيات العسكرية... ان الحرب في سوريا منحت &laqascii117o;حزب الله"  خبرة عسكرية كبيرة في تفعيل قواته وتحريكها وتنامي قدراته الصاروخية من البوابة السورية، وهو يخوض مناورات متواصلة تجعله قوة عسكرية يُحسب لها الف حساب... في اي حرب مقبلة معه.
استبدال المحيط الغربي... بالمحيط العربي
آخر &laqascii117o;الاكتشافات" الاسرائيلية التي انشغل بها المراقبون والمحللون، ان عددا من الملوك والرؤساء العرب &laqascii117o;مغرمون" برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي يعتبرونه ان لديه القدرة على بناء علاقات مع دول عربية &laqascii117o;معتدلة"، وفق ما يشير كاتب في صحيفة &laqascii117o;هآرتس" الصهيونية... فالرئيس المصري ومثله الكثير من القادة العرب يحبون نتنياهو.
ويقول الكاتب الاسرائيلي أري شبيط... لقد قدم نتنياهو نفسه كـ &laqascii117o;حليف" للسُّنة في الحرب ضد الشيعة، ويحظى بالكثير من الدعم الاقليمي، ولا شك أنه نجح بإدارة صيانة الاستراتيجية لإسرائيل، وهي الحفاظ على الأمن الجاري من خلال الامتناع عن حروب لا لزوم لها، بل هو فعل أكثر من ذلك، لقد أقام شبكة من العلاقات في الشرق الاوسط والحوض الشرقي للبحر المتوسط، الأمر الذي حوّله الى صديق مقرب وسري للعالم العربي. ونجاح نتنياهو المثير في العالم العربي، برأي الكاتب، يبرز الفشل الذريع في الغرب، وهو لم يقرأ الخارطة الاميركية، وراهن بشكل فاشل وسيىء على الكونغرس الجمهوري في صدّ الرئيس الديموقراطي ويوقف الاتفاق النووي مع ايران، ولا هو قرأ الخارطة الاوروبية  بل سخر من أوروبا وقاد العلاقات معها الى أزمة خطيرة، في الوقت الحالي سيدفع نتنياهو ثمن هذه الاخطاء بفائدة مضاعفة. ويسأل: ما الفارق بين نتنياهو في المحيط العربي ونتنياهو في المحيط الغربي؟ لماذا يقوم هذا السياسي الذي يحقق الاعجاب في الشرق الاوسط، بالفشل المرة تلو المرة في منطقة شمال الاطلسي؟.
ولعل اخطر ما اثاره الكاتب عن نتنياهو والعرب، قوله... في عالم صراع البقاء في الشرق الاوسط الذي تبلوره المصالح الفظة، نتنياهو ليس ملكا، وليس &laqascii117o;رجل سلام"، لكنه قريب اليوم من الكثير من جيراننا العرب اكثر من رجال السلام المعروفين، في الوقت الذي يعمل فيه زعيمنا على دمجنا بشكل غير مسبوق في العالم العربي، فانه يبعدنا بشكل غير مسبوق وخطير عن العالم الحر.
لا خطر على اسرائيل من الجيوش العربية
هذه الهوية الجديدة لصنَّاع القرار في الكيان الاسرائيلي، اضاف اليها كبير معلّقي الشؤون الأمنية في صحيفة &laqascii117o;معاريف" يوسي ميلمان، اضواء ومؤشرات على الانفتاح الاسرائيلي ـ الخليجي، فيرى ان اسرائيل لا تواجه أيّ خطر من جانب الجيوش العربية وبالتالي لا يوجد أيّة قوة عسكرية منظمة وقوية تهددها، فيما إيران وحدها تشكّل الآن تهديداً لـ&laqascii117o;تل أبيب" في الشرق الأوسط"، زاعما أن أعداء إيران من السٌّنة يعزّزون علاقاتهم مع اسرائيل ويرون فيها مانعًا أمام &laqascii117o;نوايا" الشيعة التوسّعية، كاشفا ان رجال أعمال اسرائيليين من بينهم مسؤولون كبار خدموا في المؤسسة الأمنية الصهيونية أقاموا علاقات استخباراتية وعسكرية مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية في آنٍ معًا قيمتها مئات ملايين الدولارات. ويرى أن الاتصالات السعودية ـ الاسرائيلية موجودة في العقل السعودي، الذي له مصلحة مشتركة ومركزية مع اسرائيل، تجمعهما الخصومة مع إيران، فالسعودية كاسرائيل تخاف من إيران ومن محاولتها توسيع نفوذها في الشرق الاوسط.
ويلفت الى المعلومات التي تحدث عنها اسرائيليون أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت التقى مسؤولين سعوديين، وأن رؤساء للموساد بمن فيهم مئير دغان التقوا أيضاً مسؤولين سعوديين، وان أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والسعودية تعمل على نحو مشترك منذ بضع سنوات، لكنها قررت مؤخراً الارتباط في المجال الاستخباري الالكتروني أيضاً. وينقل عن مجلة &laqascii117o;انتلجنس أونلاين" الفرنسية، فإن السعودية معنية أساسًا بحلول متطورة في مجال الاعتراض والسابير الاستخبارت، وكذلك رفع مستوى قدرات القيادة والتحكم في مراكزها العملياتية، وأن التعاون المعلوماتي بين الجانبين أصبح رسمياً أكثر في السنوات الأخيرة ولا سيما في الأشهر الأخيرة وذلك بسبب خوفهما من ايران، موضحة أن المهندس في الجانب الاسرائيلي للعلاقات الوثيقة هو رئيس الموساد السابق تمير باردو، وأن وزارة الحرب الاسرائيلية تسمح لشركات اسرائيلية بعرض عتاد على الرياض، ولا سيما في مجال الطائرات غير المأهولة وتكنولوجيا الصواريخ.
قد يجد الاسرائيليون الاجابة على التساؤل الاخطر... بعد &laqascii117o;الانفتاح" على المحيط العربي.. مَن سيحرك مَن؟ في صناعة حرب مقبلة تستهدف &laqascii117o;حزب الله" في لبنان.
 
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد