عين على العدو » إسرائيل تصفع نتنياهو

باراك رابيد
ردّت إسرائيل بشدة (الجمعة) على أقوال الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن إيمان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الاتفاق النووي مع إيران حسّن الوضع الأمني في الشرق الأوسط. وفي بلاغ استثنائي، نشرته وزارة الدفاع وليس رئاسة الحكومة، شبه الاتفاق مع إيران باتفاق ميونيخ عشية الحرب العالمية الثانية وزعم أنه مثل الاتفاق مع هتلر، سيظهر أن الاتفاق مع إيران خاطئ. وبعدها أصدر نتنياهو بياناً حاول فيه تلطيف بلاغ وزارة الدفاع. وقال بالبلاغ إن &laqascii117o;المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤمن أن للاتفاقيات قيمة فقط إذا استندت إلى واقع قائم، ولا قيمة لها عندما تناقض الوقائع على الأرض ما استند إليه الاتفاق". وأضاف أن &laqascii117o;اتفاق ميونخ لم يمنع الحرب العالمية الثانية ولا المحرقة، بالضبط لأن فرضيتها الأساس، بأن ألمانيا النازية يمكنها أن تكون شريكاً في أي اتفاق من أي نوع خاطئ وبسبب أن زعماء العالم حينها تجاهلوا الأقوال الصريحة لهتلر وباقي زعماء ألمانيا النازية".
وبعد وقت قصير من البلاغ الذي نشره وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان باسم وزارة الدفاع ضد أقوال الرئيس الأميركي، سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لنشر بيان خاص باسم رئاسة الحكومة محاولاً تقليص الأضرار. وأبعد رئيس الحكومة نفسه في بيانه عن البلاغ شديد اللهجة لوزارة الدفاع، الذي نشر ربما بأمر من وزير الدفاع فقط من دون تنسيق مع رئيس الحكومة. وجاء في البيان أن &laqascii117o;موقف إسرائيل في مسألة الاتفاق مع إيران بقي كـــما كان، لكن رئيس الحكومة يؤمن بشدة أنه ليس لإسرائيل حليف أهم من أميركا".
واستذكرت رئاسة الحكومة أن نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة في أيلول الماضي شدّد على أهمية تعاون مَن أيّد الاتفاق ومَن عارضه لتحقيق ثلاثة أهداف: ضمان عدم انتهاك إيران للاتفاق، مواجهة عدوانية إيران الإقليمية وتفكيك شبكة إيران الإرهابية العالمية. وأضاف البيان أن &laqascii117o;رئيس الحكومة ينتظر تحويل هذه الأهداف إلى سياسة مشتركة ومواصلة تعزيز التحالف بين أميركا وإسرائيل مع الرئيس أوباما ومع الإدارة المقبلة".
وحتى اليوم يعلن مسؤولو الأمن في إسرائيل أن إيران تحرص على تنفيذ الاتفاق النووي ضمن القيود المفروضة عليها. ومع ذلك، يعربون عن خشيتهم مما قد يحدث في إيران بعد انتهاء سريان الاتفاق، حينها قد تستأنف مشروعها النووي. ويشذ بلاغ وزارة الدفاع عن الخط الذي انتهجته قيادة المؤسسة الأمنية. وعملياً، طوال فترة المفاوضات بين القوى العظمى وإيران، لم تعلق وزارة الدفاع رسمياً على الاتفاق. وهذا هو البلاغ الأول باسم وزارة الدفاع بهذ الشأن منذ المفاوضات. رئيس الأركان غادي آيزنكوت أشار في كانون الثاني الفائت إلى الاتفاق معتبراً أنه &laqascii117o;تغيير جوهري في الخط الذي سارت فيه إيران ـ وهذا ينطوي على فرص ومخاطر كثيرة".
وجاء في بلاغ وزارة الدفاع أن &laqascii117o;إيران تعلن جهاراً أن هدفها تدمير دولة إسرائيل، وتقرير وزارة الخارجية الأميركية هذا العام، قرّر أنها راعية الإرهاب الأولى في العالم". وأضاف أنه لهذا السبب &laqascii117o;تفهم المؤسسة الأمنية، مثل كل شعب إسرائيل وكثيرين في العالم أن اتفاقيات من النوع الذي أُبرم بين القوى العظمى وإيران، لا تفيد بل تضرّ النضال الواجب انتهاجه ضد دولة إرهاب مثل إيران".
وكان أوباما، خلال مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الأميركية إثر جلسة لمجلس الأمن القومي، أشار للاتفاق النووي مع إيران قائلاً إن مسؤولين كباراً في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يقرّون أن الاتفاق مع إيران ناجع ونتائجه إيجابية. وقصد أوباما بأقواله رئيس الأركان آيزنكوت، الذي أشار مراراً إلى أن الاتفاق مع إيران قلّص مستوى الأخطار على إسرائيل. وقال أوباما: &laqascii117o;وفق المعطيات، الاتفاق النووي مع إيران يعمل بالضبط مثلما اعتقدنا.. والجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية يقران بأن الاتفاق قاد لتغيير جوهري. هذه إسرائيل التي كانت الدولة التي عارضت الاتفاق أكثر من غيرها". وغمز أوباما من قناة نتنياهو الذي ترأس المعارضين للاتفاق. وقال: &laqascii117o;أودّ أن أسمع من كل مَن توقع أن يحدث الاتفاق كارثة أن الأمر نجح... سيكون مذهلاً أن يقول قسم ممن كانوا يتوقعون سقوط السماء أن يقولوا فجأة أننا أخطأنا ونحن فرحون لأن إيران لم تعد تملك قدرة الاختراق خلال فترة قصيرة نحو سلاح نووي. ولكن واضح أن هذا لن يحدث".
المصدر: جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد