ميديا راما » ضاق ذرعاً بسلامٍ .. زلّة لسان السنيورة رسائل في اكثر من اتجاه

ياسر الحريري

ما يزال لبنان يعيش تحت وطأة التطورات الاقليمية والدولية وسوف يستمر على هذا الحال، الى ان تنجلي التطورات على الصعيد السوري وربما البحريني واليمني، هذه ليست بمعطيات تحليلية او استشراف للمستقبل، بل هي معلومات متداولة منذ فترة لدى كافة المراجع السياسية والحزبية والدينية، وهو امر بات محسوم في مختلف الملفات اللبنانية الاساسية. في حين ان الجهد الامني يتصاعد لتوفير حماية لبنان من الاهتزاز التكفيري او المذهبي اضافة للاستقرار الاقتصادي وهما من الاولويات الاقليمية وبالاحرى الدولية.
المصادر في 8 و14 اذار المتوافقة في مجالسها على الخطوط العريضة، تتوافق ايضاً في الكلام، بالقول ان الاختراق السياسي للملفات اللبنانية لجهة الحلول يمكن ان يحصل، في حال كانت المصالح الدولية متوافقة مع المصالح الاقليمة، وان نتيجة التأزم والانقسام الحاد في المنطقة حول سوريا والعراق واليمن والبحرين وملفات اخرى، انعكست على لبنان.
من هنا وفق المصادر اضاع اللبنانيون الفرصة منذ الشهر الاول للشغور الرئاسي، واليوم يبدو انهم عن عمد يريدون اضاعة فرصة انجاز قانون انتخابي جديد منصف بين اللبنانيين، يستطيع من خلاله الناخب أن يعرف من ينتخب.
بالطبع التطورات السورية هي الميزان الذي يراهن عليه معظم السياسيين، وما جرى وسيجري على ارض حلب مهما كان من ناحية النوع والكم، سوف ينعكس على خطوات كبيرة ومتعددة في المنطقة، وفي لبنان، اذ ان الجميع يعلم ان هناك حركة خروج ودخول مسلحين عبر الاراضي اللبنانية، كما ان هناك الانقسام الحاد في الموقف من سوريا. وكلها معطيات تعطل سير العمل السياسي الداخلي.
مصادر سياسية بارزة في فريق 8 اذار، تؤكد ان الامور في لبنان مجمدة كلياً، يضاف اليها حركة تعطيل العمل الحكومي والنيابي من قبل فريق 14 اذار بدعم وتغطية سعودية تحت ذريعة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، مع التأكيد ان كل المعطيات تشير الى اجراء الانتخابات النيابية كونها مطلباً اميركياً وغربياً، وسوف يجري التقيد بالمواعيد، بغض النظر عن الشغور الرئاسي او اذا ما كان الاستحقاق قد انجز &laqascii117o;بقدرة قادر".
اما ضرب المواعيد للاستحقاقات، فالواضح بحسب المصادر، انها معلومات يحصل عليها اصحابها من خطوطهم السياسية والامنية، وليست مواقيت ثابتة، وان الترجيحات ايضاً تبدو في نفس السياق. صحيح ان رئيس مجلس النواب نبيه بري انتهى بالكلام انه لا بدّ من التوافق على رئيس للجمهورية، لكن من يعرف بري يعرف انه ليس كلاماً جديداً، اذ منذ ما يزيد عن سنتين ونصف السنة وفق ما تقول المصادر وبري يردد هذا الموقف، والواضح ايضاً انه يهدّف في اتجاه واحد.
وتؤكد المصادر ان حزب الله ما قاله بالعلن يردده في مجالسه حول تمسكه بترشيح العماد ميشال عون، رغم الاغراءات التي حاول &laqascii117o;المستقبل" تقديمها لقيادة حزب الله مباشرة عبر الحوار الثنائي او عبر اصدقاء مشتركين، ومع ذلك كان جواب حزب الله، هو الجواب الاول، العماد ميشال عون مرشحنا لرئاسة الجمهورية وطريق بعبدا تمر عبر العماد عون. ومن يريد التحدث في الموضوع يعرف طريق الرابية.
اما كلام رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، فليس عبثياً حول رئاسة محمد رعد وسعد الحريري، بل جاء في التوقيت الذي يريده السنيورة تضيف المصادر، قاصداً ومتعمداً في كلامه، وهو يعبر عن امر واحد لا اكثر، انه ضاق ذرعاً من الرئيس تمام سلام، وكلامه ليس زلة لسان بل رسائل في كل الاتجاهات، فمن يعرف السنيورة يعرف انه &laqascii117o;داهية في السياسة" ولا يريد ان يفتح اشكالاً سنياً ـ سنياً في لبنان على غرار ما يجري في العراق، فشمل اسم الحاج محمد رعد، كي يبعد الشبهة عنه، لكن اوصل رسالته الى تمام سلام، والى الرئيس سعد الحريري الذي بدأ يأخذ حيزاً خاصاً ويبتعد شيئاً فشيئاً عن توجهات وتوجيهات السنيورة ، بعد فترة الراحة السعودية التي يعيشها اليوم، وتؤكد المصادر ان المعادلة القائمة حتى اليوم هي عون للرئاسة الاولى وسعد الحريري للرئاسة الثانية وليس فؤاد السنيورة.
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد