ميديا راما » تحية من الميادين... إلى مجهولون خلف الصورة

زينب حاوي

10 دقائق فقط، قد لا تختصر حكايات وكواليس عمل المصوّرين في حرب تموز 2006. أولئك المجهولون خلف الكاميرات، الذين خاضوا مغامرة متأرجحة ما بين الحياة والموت، لم يكن بالسهل استرجاع تجاربهم بعد عشر سنوات على انتهاء هذه الحرب. &laqascii117o;مجهولون خلف الصورة"، وثائقي ــ ويب من إنتاج &laqascii117o;الميادين نت"، نُشر أخيراً على موقع القناة الإلكتروني ضمن سلسلة &laqascii117o;#ماذا_ولماذا". إنّها زاوية جديدة في ويب الموقع، تبثّ مقابلات منوّعة ووثائقيات على شاكلة فيديوات القصيرة.

وفي أجواء حرب تموز 2006، كان هذا الشريط القصير المكثّف (فكرة وإعداد علي فواز) يوثق شهادات أربعة مصوّرين لبنانيين، هم: نقيب المصوّرين اللبنانيين عزيز طاهر، وائل اللاذقي (صوّر لمصلحة وكالات أجنبية عدّة)، حسن عمّار (مصوّر لدى &laqascii117o;وكالة الصحافة الفرنسية" وقتها) وعمّار حيدر (قناة &laqascii117o;المنار"). ويعيد الشريط استذكار لحظات قاسية ومريرة في هذه الحرب. فبين أهمية الصورة في توثيق الهمجية الصهيونية وتأريخ المأساة الإنسانية ونسج ذاكرة جماعية، وبين إنعاش الذاكرة اليوم بعد مرور كل هذه السنوات، يقف هذا الفيديو بين هؤلاء المصوّرين الذين صنعوا الحدث وقتها مع غيرهم من الزملاء، وعاشوا لحظات لن تتكرر في التاريخ الحديث. هناك مثلاً تجربة مصوّر &laqascii117o;المنار" الذي كان له النصيب في تصوير صواريخ المقاومة المتجهة نحو البارجة الحربية الإسرائيلية في بدايات العدوان. وصور أخرى جعلت من المجهولين خلف الكاميرا أبطالاً، كما حدث عندما ترك وائل اللاذقي كاميرته في بنت جبيل، وأسعف مع زملاء له مجموعة من المسنّين المحاصرين وقتها لأكثر من عشرة أيام من دون طعام أو شراب.
10 دقائق من تقليب الذاكرة على مشاهد مؤلمة وقاسية، من الدمار الوحشي في الضاحية، إلى تقطيع أوصال مناطق الجنوب، مروراً بالمجازر وصور الأطفال المدماة. ينتهي الشريط على إختيار كل مصوّر الصورة التي طُبعت في ذاكرته وأثّرت فيه طويلاً. في المحصلّة، نجح هذا الشريط في التذكير بهؤلاء المصوّرون، وأهمية عملهم وخطورته في الحروب، كما أضاء، ولو سريعاً،على تجارب لبنانية وثّقت لعدوان وحشي مدمِّر، وصنعت لهم تاريخاً مهنياً يعتدون به في مهنتهم.
المصدر: جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد