أخبار لبنان » لبنان يعود من الباب السوري الى الاجندة الاميركية

رجل المهمات السرية والمعقدة توماس شينون اليوم في بيروت. هل سيقول للبنانيين &laqascii117o;السلة او الفوضى"، على غرار ما قاله زميل اميركي له هو ريتشارد مورفي &laqascii117o;الضاهر او الفوضى"؟ لو كان الديبلوماسي العريق على دراية بالامزجة السياسية للبنانيين لقال &laqascii117o;الفوضى او الفوضى".
صعب التكهن بانه سيقول لبعض الاطراف اللبنانية، وبالطبع عبر كبار المسؤولين &laqascii117o;الجنرال او الفوضى"، علينا بالاشعة الحمراء لنعرف اي جنرال...
لكن شينون قام باتصالات مكوكية بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري. هنا السؤال: ما هو الموضوع اللبناني الذي له علاقة بالوضع في سوريا ومن اجله تذكرت واشنطن ان ثمة ازمة عاصفة في لبنان وتستحق الاهتمام الاميركي...
هو في بيروت اليوم في ا طار جولة. ولكن بعد غياب اميركي طويل، والصمت المطبق من السفيرة الاميركية اليزابت ريتشارد، يستطيع المسؤولون اللبنانيون الرهان على عودة الملف اللبناني الى الاجندة الاميركية، ولا ريب ان لديه الكثير من المعطيات (والاسرار) حول المسارات السورية المتشابكة.
نائب وزير الخارجية الاميركي ديبلوماسي محترف، ومعروف عنه انه يتكلم باقتضاب. مجرد الزيارة امر مهم، حتى ولو كانت المسألة تتعلق باطلاع المسؤولين اللبنانيين الذين لا احد يخبرهم بما يحدث وراء الستار على مجريات الملف السوري الذي يتنقل بين عاصمة واخرى.
داخلياً، كلمة الرئيس نبيه بري في الذكرى الـ38 لتغييب الامام موسى الصدر والسلة هي بمثابة &laqascii117o;الجوهرة السوداء" على طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل...
تيار المستقبل لم يترك شيئاً، الا وقاله في السلة. &laqascii117o;القوات اللبنانية" اعتبرتها  غطاء (او مدخلاً) للمؤتمر التأسيسي. التيار الوطني الحر يريد  تفسيراً اكاديمياً للميثاقية قبل ان يبحث في اي وضع آخر. من، اذاً، مع السلة سوى صاحبها واصحاب صاحبها. هنا النصاب السياسي غير مكتمل، ولكن هل يغامر بري ام ان لديه معطيات حول امكانية اختراق الستاتيكو من خلال قانون الانتخاب الذي اذا ما تم التوافق عليه يصبح الطريق الى قصر بعبدا اسهل بكثير...
لا اضافات الى السلة، وبري اعتبر ان العبور الى الدولة يستدعي وقف الدلع السياسي ووقف العبث السياسي ليقول &laqascii117o;اتعظوا بما يدور حولكم".
واشار الى &laqascii117o;ان النسبية هي الدواء لدائنا الوطني، بدلاً من التقوقع والانغلاق". كما &laqascii117o;ان الرئاسة وحدها لا تكفي لوقف الخلاف والاختلاف بين اللبنانيين، والمطلوب سلة متكاملة".
وشدد رئيس المجلس على &laqascii117o;الالتزام بالدستور ومواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية" داعياً الى &laqascii117o;وقف تعطيل المؤسسات لان الثقة بالدولة ستبقى مهددة من دون رئيس"، مؤكداً &laqascii117o;اننا سنواجه هذا الامر بقوة الناس". تعهد بـ&laqascii117o;مواصلة التمسك بالحوار الثنائي والوطني لانهما اغلقا ابواب الفتنة، ولا بد من التفاهم على قانون الانتخابات، وعلى تشكيل حكومة، ما يتيح لنا انتخاب رئيس الجمهورية حتماً"، محذراً من التمادي بلعبة احراق الوقت.
واذ شدد على صياغة قانون جديد للانتخابات، اعتبر انه &laqascii117o;لا يجوز الاستمرار في شد لبنان الى الخلف واخضاعه لقوانين اكل الدهر عليها وشرب".
وحذر بري من &laqascii117o;الوصول الى اعلان فشل الدولة، والافلاس السياسي والمالي"، قائلاً &laqascii117o;لاستخراج ما يسد ديوننا يجب ان نمشي الى الامام في ملف النفط"، ومجدداً المطالبة بالاستثمار في الجيش، مع دعوة لبنان المقيم والمغترب، والمصارف للتبرع لتسليح الجيش.
وقال ان الاتفاق بين السعودية وايران يساعد على تذليل العقبات السياسية في لبنان وسوريا.
&laqascii117o;الديار" استطلعت آراء قياديين في14آذار، فكان الرأي ان بري، بتشديده على النسبية هي &laqascii117o;الدواء لدائنا" انما حوّل السلة الى قنبلة.
وثمة من لاحظ ان رئيس المجلس طرح وعبر النائب علي بزي اقتراح قانون بالمناصفة بين النظام النسبي والنظام الاكثري، فاذا به اليوم يطرح النسبية فقط دون ذكر كل ما يتعلق بالانظمة الاخرى.

ـ من الانقلابيون؟ ـ

جهات في 14 اذار سألت عن &laqascii117o;القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية"، على ان يحارب هؤلاء بقوة الناس، فهل يسمي بري الاشياء باسمائها اذا ما وصلت جلسة 5 سبتمبر، بدورها، الى الحائط.
بالتالي &laqascii117o;يفجر كل الاسرار التي في حوزته" بعدما ضاق ذرعاً بالمواقف والمواقف المضادة التي تزيد في اطالة الازمات وتعقيدها...

ـ التسونامي الاقليمي ـ

على خط آخر بدا &laqascii117o;التسونامي الاقليمي" وكأنه يدفع بلبنان الى عين العاصفة.اكثر من جهة سياسية تبدي استغرابها للتصعيد الذي يأخذ منحى تصاعدياً، في حين يحكى اقليمياً ودولياً عن سلسلة من التسويات التي يمكن ان تبدأ بوضع اتفاق اطار لاقفال تدريجي للازمة السورية.
ديبلوماسي عربي في بيروت قال لـ&laqascii117o;الديار" ان التصعيد في لبنان يبدأ من صعدة، والازمة اللبنانية التي ضبطت على الساعة السورية بدت وكأنها ضبطت ايضاً على الساعة اليمنية، ليلاحظ انه كلما احتدمت المعارك في اليمن، او في مناطق الحدود، ارتفعت وتيرة التوتر السياسي في لبنان.
وعلى هذا الاساس، كل ما يقال عن انتخاب وشيك لرئيس الجمهورية، او عن اتفاق على قانون للانتخاب، هو من قبيل ذر الرماد في العيون، فلا التسوية الاقليمية تقف وراء الباب، وتنتظر من يفتح الباب، ولا فكفكفة الازمات اللبنانية ممكنة في المدى المنظور.
لا بل ان الديبلوماسي اياه يخشى من ان يتم استخدام الورقة اللبنانية من جهة اقليمية ما بصورة مختلفة تؤدي الى كسر الستاتيكو، وهو الذي يعاني اساساً من الهشاشة الشديدة...
والسؤال الذي يطرحه قطب سياسي لبناني في هذه الحال هو هل من عاصمة خارجية ترى من مصلحتها اسقاط حكومة الرئيس تمام سلام في الظروف الراهنة، بعدما لوحظ كلام من قبيل ان هذه الحكومة انما تخدم &laqascii117o;حزب الله" وتؤمن له التغطية، إن في نشاطاته الداخلية او في نشاطاته الاقليمية.
القطب السياسي لا يستبعد ان يعيش لبنان، خلال المرحلة المقبلة، نوعاً من المخاض الصعب، والمعقد، على وقع المخاض الصعب والمعقد الذي تعيشه المنطقة، اذ ان المحادثات او الاتصال بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لم تصل الى اي نتيجة حاسمة في ما يتعلق بالملف السوري، وان كان الدخول التركي الى الاراضي السورية بدعوى تفكيك اي محاولة لاقامة كيان كردي على الحدود اضفى بعداً آخر على ذلك الملف...
التوقعات تختلف بين جهة واخرى، واذ ترى احدى الجهات ان &laqascii117o;العامل التركي" لا بد ان يدفع في اتجاه الحل السياسي في سوريا، ترى جهة اخرى ان ما حصل انما يزيد في ضبابية المشهد...
وكما على المنطقة ان تنتظر رؤية الادارة الاميركية الجديدة، وطريقة عملها، على لبنان كذلك، الا اذا حدثت اعجوبة ما في الخامس من هذا الشهر وتحقق خرق في البحث عن قانون للانتخاب يمكن ان يزيل هواجس بعض القوى...

ـ صناديق الشمال ـ

الاوساط السياسية ترى انه مهما كان شكل القانون الانتخاب لن يكون لمصلحة تيار المستقبل الشديد التخوف مما يمكن ان تأتي به صناديق او رياح الشمال.
ومن طرابلس الى الضنية فعكار، وكما سبق للنائب وليد جنبلاط وتحدث عن تغيير في المزاج هناك، ولعل هذا ما يفسر عودة وسائل اعلام التيار الى اثارة موضوع سلاح &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;القمصان السود" عشية جلس الحوار...
وبمعنى آخر، لا بد لتيار المستقبل ان يتشدد ويتخوف، ولو تكتيكياً، وهنا يتداخل التكتيكي مع الاستراتيجي، على نحو خطير، ويزايد على &laqascii117o;تيار" الوزير المستقيل اشرف ريفي الذي يسخر من هذا &laqascii117o;الاداء البهلواني" حتى اذا ما كان تيار المستقبل &laqascii117o;صادقاً في شعاراته"، عليه ان يوقف في الحال حواره مع &laqascii117o;حزب الله" وبالتالي قلب طاولة الحوار، ودفع الحكومة الى الاستقالة...
اما ما خلا ذلك فهو نوع من الببغائية التي لم يعد باستطاعتها، في حال من الاحوال، استنهاض الحالة الشعبية التي يبدو انها تميل في اتجاه التشدد، مع كون الحديث عن الازمات السياسية والمالية التي يواجهها الرئيس سعد الحريري، قد بدأ يتردد على كل شفة ولسان، والى حد الدعوة الى اعادة النظر بكل المواقف السابقة، وعلى اساس ان الحريري الابن استنفد كل طاقاته (نزولاً) وفي مدة قياسية.

ـ من في الزاوية؟ ـ

وفي هذا الاطار بدا لافتاً قول بعض الشخصيات الاساسية في قوى 8 آذار ان العماد ميشال عون اختار التوقيت السيء للتحرك، بل انه يتحرك في الظلام، وان كان يعتقد ان هذا هو الوقت المثالي لـ&laqascii117o;حشر" الجميع في الزاوية...

ـ الظاهرة الهجينة ـ

والخشية ان يجد الجنرال نفسه في الزاوية اذا ما ذهب في اتجاه الشارع، او اذا ما اقدم على سحب وزيريه من الحكومة بالرغم من تصريحات بعض نواب التيار بعدم وجود نية لاسقاط الحكومة...
التهديد المباشر الان هو بمقاطعة طاولة الحوار ما يعني تعطيل هذه الحالة التي وان كان البعض ينظر اليها على انها ظاهرة هجينة، دستورياً، بوجود الحكومة وبوجود المجلس النيابي الذي يجمع كل الاطراف دون استثناء، اكثر بكثير من ان تكون ضرورية.
وكان قد لوحظ ان مسؤولين دوليين دأبوا على الثناء على الحوار كونه الهيئة التي تتولى ادارة الازمة، ودون التوقف عند النظرة الكلاسيكية ان لفصل السلطات، او لتوزيع الصلاحيات، باعتبار ان لبنان يعيش مرحلة استثنائية تقتضي قيام هيئات استثنائية يمكن ان تساعد على حلحلة الازمات بالطريقة التي تحد من التفاعلات السياسية والامنية لتلك المرحلة...
في 8 آذار يعتبرون ان طاولة الحوار هي افضل حلبة يمكن ان يلعب عليها الجنرال ويطرح رؤيته للامور، وبطبيعة الحال دون الوقوع في جدل فقهي، بعدما اشترط تكتل التغيير والاصلاح ان يكون تفسير الميثاقية البند الاول في جدول اعمال الطاولة.
القائلون هذا القول يعتبرون ان الجنرال في وضع يكاد يدخل في اطار &laqascii117o;فلسفة اللامعقول". هو يرفع شعار الشراكة (والميثاقية) بين المسلمين والمسيحيين، فيما يرتبط بورقة تفاهم مع &laqascii117o;حزب الله" الذي يشدد على تقطيع المرحلة الحاضرة بالحد الاقصى من الهدوء والتوازن الداخلي...
لا صخب في الشارع، ولا انفصال عن الحكومة التي يعني سقوطها السقوط في الفراغ الكبير...
هنا ورقة التفاهم وهناك &laqascii117o;اعلان النوايا" مع حزب &laqascii117o;القوات اللبنانية" التي بدت ومنذ البداية على مسافة استراتيجية مع التيار الحر الذي له موقفه المعروف من سوريا كما من &laqascii117o;حزب الله"، في حين ان &laqascii117o;القوات" تناصب سوريا والحزب العداء وعلى مدار الساعة.
يضاف الى ذلك ان &laqascii117o;القوات" ضد لعبة الشارع  التي لا عودة فيها الى الوراء، وقد تستدعي في لحظة ما صداماً مع القوى العسكرية والامنية في ظروف بالغة الدقة والخطورة.
و&laqascii117o;القوات" ليست ضد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ما دام تعيين البديل يبدو مستحيلاً في ظل الانقسام الحالي بين القوى، وبالتالي بين الوزراء.
كما الحوار بين تيار المستقبل و&laqascii117o;حزب الله" لخفض التوتر (أوالاحتقان) الاسلامي - الاسلامي، كذلك &laqascii117o;اعلان النوايا" بين التيار &laqascii117o;و&laqascii117o;القوات" لخفض التوتر (والاحتقان) المسيحي - المسيحي لا اكثر ولا اقل.
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد