صحافة محلية » الجريدة تقدم الطعام للقراء في دمشق

يقرأ زبائن مطعم ومقهى «المكتب» طعامهم في الجريدة الموضوعة على الطاولة أمامهم. تقدم الجريدة معلومات عن الوجبات التي سيتناولونها ليختاروا من خلالها ما يشتهون. هي طريقة مبتكرة في استثمار الجريدة وتوظيفها لخدمة القراء بعيداً عن الطريقة التقليدية المعتادة. رأى القائمون على المقهى في وسط العاصمة السورية أن بإمكانهم بناء علاقة أكثر حيوية بين الجريدة والقارئ.
تتضمّن الجريدة التي تحمل اسم «المكتب»، على اسم المقهى الذي يصدرها، ثماني صفحات تصدر شهريًا منذ سبعة أشهر، ويبنى محتواها المعرفي وفق الاستراتيجية الشهرية للمكان.
لا تختلف جريدة «المكتب» من حيث الشكل والأوراق عن الجرائد التقليدية، لكنها تختلف من حيث المضمون فالصفحة الأولى تتصدرها الافتتاحية، وفي الثانية والثالثة مأكولات ومشروبات، ومن ثم صفحة الخدمات، تليها صفحات النشاطات المقبلة والسابقة، والصفحة الأخيرة تضمّ أخبارًا منوعة تعدّ وجبة خفيفة للقارئ.
أعداد الجريدة تعبر عن سلسلة ثقافية تعكس سلوك المطعم الذي يخصص أياماً معينة للتعريف بالثقافات العالمية والمحلية، ويقدّم وجبات أطعمة من تراث وثقافة هذه الشعوب. فعلى سبيل المثال خصص العدد السادس للحديث عن الهند والسابع عن الأرمن وقبل فترة كان العدد مخصصاً لحمص.
يمضي الزبائن في الفترة الأولى لصدور العدد وقتاً جيداً في قرائته، فالجريدة باتت محط اهتمام نسبة كبيرة منهم خصوصاً أنهم يجدون فيها إلى جانب المعلومات الثقافية الغذائية، صورهم الشخصية وأخبار الأنشطة التي شاركوا فيها خلال الشهر الفائت ويتعرفون على الأنشطة المقبلة.
تجيب الجريدة عن كافة أسئلة الزبائن حول المكان وعناصره وجدول أنشطته، فعلى سبيل المثال يوجد في المكان «حلاق رجالي». كما أنها مساحة للتعريف بكل جديد يقدمه «المكتب» من مسابقات وألعاب ويتم إعلان النتائج والجوائز عبرها. وجود الجريدة على الطاولة بشكلها الملون وصور الأطعمة يحفز الزبائن على قراءتها. لا كتّاب في هذه الجريدة باستثناء رئيس التحرير ومدير «المكتب» الذي ينسج الافتتاحية لتكون مدخلاً لصفحات العدد.
تجربة «المكتب» تعطي الجريدة طعماً مختلفاً، وتكشف مرونتها وإمكان استثمارها بوسائل ابداعية ومبتكرة خصوصاً في ظل صراعها الراهن مع الإعلام الإلكتروني الذي بات منافساً شديداً لها. الجريدة ليست الخاصية الوحيدة للمكان فهي جزء من مجموعة أنشطة اجتماعية وثقافية يقدمها «المكتب»، كما أنها وسيلة إعلام من ضمن مجموعة وسائل تستثمر للتعريف بالثقافات التي يتبناها المقهى كل شهر، فهناك التلفاز الذي يبث أفلاماً صغيرة عن هذه الاطعمة وطرق تحضيرها، وهناك السينما التي تعرض فيلماً ضمن السياق نفسه. تعرّف الجريدة القراء على الشعوب ومأكولاتهم، كما أنها تعرّف السوريين على بعضهم البعض من خلال تناولها للمحافظات السورية مثل حمص التي خصص عدد كامل للحديث عنها.
تثبت «المكتب» أن الجريدة لا تموت وأن استمراريتها من مرونتها وتنوعها وقدرتها على تقديم الوجبة المعرفية التي يحتاجها القارئ بمحتويات ابداعية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد