إعلام جديد » سُبل الهروب من سماسرة البيانات

مالك مصطفى
في العام 2013 وقّعت إدارة «فايسبوك» اتفاقية مع عدد من شركات سمسرة البيانات (Datalogix, Epsilon, Acxiom, BlueKai) تسمح لهم بالوصول إلى صفحات مستخدميه ونشر اعلاناتهم مباشرة. اعتبرت ادارة «فايسبوك» ان الخطوة ضرورية لتحسين ورفع جودة الخدمة التي يتلقاها المستخدم، والتي تشمل الإعلانات على صفحته. منذ ذلك الحين، أصبح سماسرة البيانات يتحكمون في المحتوى الإعلاني الذي تشاهده على صفحتك الخاصة.
من هم سماسرة البيانات؟
كلنا نعرف سماسرة العقارات، الأراضي، البورصة، وهم أكثر المستفيدين من الصفقات بغض النظر عن ربح أو خسارة المتعاملين معهم. هم مجرد وسيط، يتقاضى المال مقابل اتمام اتفاقات البيع والشراء. تنحصر موهبتهم في امتلاكهم بيانات «المادة» المراد بيعها.
مع تطور التقنية في العقدين الماضيين، ظهر سماسرة البيانات، وينحصر دورهم في تجميع البيانات الضخمة لملايين المستخدمين حول العالم. تنقسم تلك البيانات إلى معلومات شخصية، وتفضيلات المستخدمين التي تجمع عن طريق «الكوكيز» في متصفحك أو عن طريق «التتبع» لتاريخ تصفحك على المواقع المختلفة. تخزن البيانات في خوادم ضخمة تضم تاريخ كل فرد على الانترنت. يكفي أن تعرف أن المحتوى الذي تملكه شركة سمسرة مثل Acxiom يصل إلى 10 في المئة من مستخدمي الانترنت حول العالم. ويمكن أن تعرف أن شركة مثل «ديجتال لوجيكس» تتحكم في أعداد متشابهة، وتقدم خدماتها لشركات مثل «بيبسي» و «فورد» و «غوغل» و «فايسبوك».
ما الخطر؟
الخطر بكل بساطة يكمن في أن هناك أشخاصاً يعلمون كل شيء عنك ويمكنهم توجيه تفضيلاتك بإظهارها على صفحتك على هيئة إعلانات، أو كمحتوى سواء من أصدقائك أو من الصفحات العامة التي تتابعها. الخطر هو تنميط البشر ودفعهم للاهتمام بالأشياء نفسها وتحويلهم إلى شرائح محددة من المستهلكين يمكن دفعهم لاستهلاك ما تريده الشركات العملاقة، سواء كان الاستهلاك ماديًا ثقافيًا، سياسيًا أو روحيًا.
الطريقة الأسهل للسيطرة على مجموعات من البشر، هي في تحويلهم إلى شرائح محددة يمكن توقع ردود أفعالهم. تلك الشرائح التي يمكن أن نراها بشكل واضح على الشبكات الاجتماعية تنقسم بين من يجاري التيار العام
والمعارض للتيار العام، والمعارض للاثنين والساخر من الجميع، والمراقبين من بعيد.
بحسب هذا التقسيم، تصبح عملية توقع ردود الأفعال بسيطة ويمكن حسابها بدقة. كما تصبح عمليات البيع والشراء، وتدوير البشر في ماكينة الاستهلاك، وحساب المخاطر والاحتمالات، أسهل بكثير على الشركات.
هل يمكن إيقاف ذلك؟
الإيقاف التام لهذه العملية غير ممكن لكن الحدّ منها يمكن ان يتم عن طريق استخدام متصفح جيد و آمن مثل «فايرفوكس» وضبط إعدادات الخصوصية بشكل جيد وإضافة ملحقات ايقاف التتبع ومن أهمها: Ghostery Donottrackplus Adblock-plus. تمنع هذه الملحقات المواقع من تتبعك ومعرفة تفضيلاتك الشخصية والبيانات التي تدخلها كل مرة تلج فيها الى أحد المواقع، كما تقوم بإيقاف الخدمات التي تقدمها شركات السمسرة و «غوغل» للمواقع.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد