مقابلات » حديث المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار إلى قناة أخبار المستقبل

بلمار: كلما ازداد الهجوم السياسي على المحكمة أكون اقتربتُ من كشف الحقيقة
ِ
اجرت محطة 'اخبار المستقبل' حديثا مع المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار، الذي استهل حديثه بالقول: أولا علي أن أعبر عن سروري بفرصة التحدث إلى مشاهديكم مباشرة وليس من خلال طرف وسيط.
ِفي ما يتعلق بصحتي كما ترى أنا في حال جيدة ذكرت بعض الوسائل الاعلامية غير المسؤولة أني أحتضر في كندا( بسبب السرطان) كما قلت هذا عمل غير مسؤول ومؤسف أمر من يقوم بعمل كهذا لكن الخلاصة أنني في صحة سليمة، عدت وأنا مستعد لأكمل مهمتي يؤسفني فقط أنني لا أستطيع التحدث إلى مشاهديكم باللغة العربية للاسف، هذه نقطة ضعفي لا أجيد العربية.
ما قلته لمجلس الامن عند اجتماعي به في ديسمبر من العام الماضي فقد طرح سؤال، هل تستأهل المحكمة مواصلة تمويلها؟ وما قلته آنذاك ما زال ساريا اليوم، قلت إنني متفائل ومن الجدير بلا شك تمويل المحكمة. إن استنتجت في مرحلة ما أننا بلغنا طريقا مسدودة يتوجب على الناس التكهن ولن يتوجب عليهم اكتشاف ما يجري سأظهر شخصيا وأعلنه.
وحول ما اذا احرزت المحكمة تقدما في كشف جريمة اغتيال الرئيس الحريري قال:للاجابة على سؤالك، نعم أحرزنا تقدما، لكن للاسف لا يمكنني كشف أي تفاصيل حول التحقيق والسبب في ذلك بسيط تماما كما تعلم، ما زال الجناة طليقين وربما ثمة متابعون حريصون لبرنامجك علينا أن نواصل إجراء التحقيق بسرية علينا المحافظة على عنصر المفاجأة، ولا يمكننا أن ننذر من نحقق في أمرهم، لهذا السبب لطالما رفضت التعليق بشأن من نحقق في أمرهم أو لا ووجهة التحقيق بالطبع، أود أن أخبر الضحية أين أصبحنا وما الذي نقوم به لكن للاسف لا يمكنني فعل ذلك وأعلم أن الضحايا يدركون أنني إن كشفت ذلك أكون قد أبلغت الجناة الذين ما يزالون أحرارا. من ارتكب الجريمة لم يعتقل بعد وهذا الهدف من تحقيقنا ما زال حرا اليوم وعلى الارجح يشاهد برنامجك اليوم، دعني أغتنم الفرصة لتصحيح بلاغات خاطئة ظهرت مؤخرا أفيد بأنني أمتلك ملفا كاملا وأنني مستعد لتوجيه التهم. لدينا معلومات، لكننا غير مستعدين لتوجيه التهم.

سئل:كثر يريدون أن يعلموا ويطرحوا السؤال 'متى ستوجه التهم؟
اجاب :الجواب على السؤال أصررت عليه يوم كنت مفوضا ومنذ تعييني مدعيا عاما لن أوجه التهم إلا عندما أشعر بالرضا لامتلاكي الكافي من الادلة لن أوجه تهمة ما لم أمتلك الكافي من الادلة إننا نتقدم ونسير إلى الامام. لجنة إدارة المحكمة منحتنا موارد جديدة لامتلاك ما نعتبره دفعا للتحقيق وهذا الدفع يساعدنا في تسريع التحقيق. كما قلت سابقا يمكنني أن أحدد سرعة التحقيق لكنني للاسف لا أستطيع تحديد النتيجة. أؤكد لك أن لدي فريقا قديرا جدا وملتزما بالمهمة ما أتأسف عليه فعلا هو أنني لا أستطيع أن أظهر للبنانيين مستوى النشاط الجاري في هذه المحكمة. ليتهم يرون كل المحققين والمحللين والمحامين وموجهي السياسة العاملين في المحكمة إنها مثل قفير نحل ناشط. للاسف إن لم ترها قد تنسى جريانها وهنا يأتي دور الاعلام. من خلالكم يمكنني أن أكشف للبنانيين أن العمل يجري هنا على أيدي فريق متفان.
اضاف القاضي بلمار:'لا بد من شرح بضعة أمور، أولا 4 سنوات ونصف السنة من تحقيق بهذا الحجم والتعقيد ليست بالفترة الطويلة إن قارنت بتحقيقات إرهابية دولية أخرى سأعطيك مثلا، الاعتداء على برج الخبر في السعودية عام 1996 لزم المحققين 5 سنوات لتقديم القضية أمام المحكمة ولم تكن قضية بتعقيد أو حجم القضية التي نحقق فيها، ثانيا أثناء عمل المفوضية لم تكن المقاربة ذاتها بالضرورة كنا نحاول اكتشاف الادلة، الان ما يرضيني هو أن الادلة التي لدينا مقبولة في المحكمة وفق المعايير الدولية المدرجة في قوانين المحكمة، لذا تغير الاطار القانوني لكننا ما زلنا نتقدم بثقة. أنا متفائل جدا.
ما يسعني قوله وهذا ما قلته لفريقي في اليوم الأول الذي أصبحت فيه مفوضا في بيروت قلت إنني لم أعد عن تقاعدي، لأنني كنت متقاعدا في كندا. لم أعد عن تقاعدي لأفشل نعمل وفقا لمبدأ 'يمكننا النجاح تحدو بنا روحية الفائزين إزاء هذا التحقيق الجميع واثقون ويمضون قدما بالتحقيق بطريقة شرسة للتوصل إلى الحقيقة الأشخاص الذين استخدمتهم يرفضون أن ينسب إليهم الفشل أساسا، الفشل ليس خيارا متاحا يريدون أن ينجحوا وما أريد قوله للبنانيين هو أن يتحلوا بالصبر وألا يفقدوا الأمل فاليوم الذي سأتخلى فيه عن تفاؤلي هو اليوم الذي سأتنحى فيه جانبا وأؤكد لك أنني جئت لأبقى هل لديك قضية؟ كما قلت، التحقيق يمضي قدما وحين أصبح جاهزا لتوجيه التهم سأعلم الجميع. رددت مرارا أن هذه المحكمة وبالتالي دوري ليسا مسيسين أعمل وفقا إلى تفويض يستند إلى حكم القانون والأدلة، لذا مرشدي هو الأدلة وطبعا ضميري. في نهاية المطاف لسنا بمنظمة سياسية، السياسة وجدت حينما اتخذوا قرار إنشاء المحكمة، لكن ما إن تم تبني هذا القرار حتى أصبحت عملية غير سياسية بل عملية قانونية، وهذا ما نحن في صدده، إنه خيار متاح فالقوانين تتيح لنا القيام بهذا، أما مسألة إصداري قرارات اتهامية أم لا، يبقى أمرا افتراضيا حاليا. ما أقوله حاليا هو أنه لم يتم إصدار أي قرارات اتهامية وأنا ماض قدما في تحقيقي بأكثر طريقة هجومية ممكنة.

سئل: ذكر بعض الأسماء الآن وأريد أن أعرف رد فعلك حيالها محمد زهير الصديق؟
اجاب: كما تعلم، تعاملنا مع السيد الصديق خلال فترة تفويضنا ومنذ أصبحنا كناية عن محكمة اجتمع المحققون مع السيد الصديق، ونحن راضون بكون المعلومات التي زودنا بها السيد الصديق تفتقر إلى المصداقية، لذا وفي ما يعني هذه المحكمة، لم يعد السيد الصديق يهم هذه المحكمة.
سئل:حسام حسام مجددا؟
اجاب: نحن نغوص في مسائل تعنى بعمل المحكمة ولا أريد الخوض فيها.
سئل: اريد أن أسألك أيضا عن رستم غزالي.
اجاب: جوابي هو نفسه، لا أريد الغوص في خصوصيات التحقيق.آصف شوكت الجواب نفسه حسام عيد،الجواب نفسه. هذا صحيح لكن هذا يظل جزءا من تحقيقنا ولا أريد الخوض في التفاصيل وشرحت لك السبب.
سئل :ماذا عن سمير شحادة؟
اجاب: يمكنك أن تطرح السؤال بشتى الصيغ التي تريد، لكنني لن أفضي بأي معلومات تتعلق بتحقيقنا صراحة، يعود هذا إلى أن الناس يتقربون مني بأساليب مختلفة للحصول على هذه المعلومات وأعلم أن المشاهدين يودون معرفة هذه المعلومات لكن صراحة ولدواع احترافية لا يمكنني توفير أي معلومات. لكنت أول من يود أن يزود الجميع بالمعلومات لكن وللأسباب التي ذكرتها لك لا يمكنني وللأسف الإجابة عليك، يبقى هذا الأمر تقريرا إخباريا آخر حول التحقيق إنها مجرد تكهنات حول التحقيق وكما قلت، لا يسعني التعليق لا تأكيدا ولا نفيا،إذ كما رددت قبلا، لن أؤكد ولن أنفي فحوى تلك التقارير إذ صدرت تقارير عديدة حول تحقيقي صراحة علينا أن نحذر بالنسبة إلي، إنها غالبا ما تكون أفخاخا تزرع لنا لإجبارنا على إعطاء تفاصيل حول التحقيق، لذا الموقف الذي تبنيته هو نفسه موقفي منذ كنت مفوضا لن أدلي بأي تعليقات حول أي روايات تدور حول التحقيق سأعطيك طبعا الجواب نفسه لن أعلق على أي مسائل إجرائية، لذا لن أؤكد ولن أنفي هذه المسألة أنت بارع جدا!
تحاول صياغة السؤال بطرق شتى لكن جوابي لن يبرح هو نفسه لن أدلي بأي تعليقات، لكن أحببت مثابرتك وهذا ما أتوق إليه في محققي أن يكونوا مثابرين بالتعاطي مع المهمة المفوضة إلينا ومن الجلي أنك تتمتع بهذه الميزة هذه طريقة أخرى تصيغ بها السؤال عينه الذي رفضت الإجابة عليه. في الواقع قبل مغادرتي أصدرنا تعليمات بتسريع وتيرة التحقيق لذا تم استجواب العديد من الشهود في بيروت لكن وكما أصبحت تعلم لن أعطي رقما محددا كما قلت سابقا وجوابي لن يفاجئك ولن أجيب عليه، هذا سؤال يعنى بمسألة إجرائية لا أريد التطرق إلى بلد محدد على وجه الخصوص، ما يسعني قوله، أصدرنا ما يفوق 120 طلبا إلى عدد من البلدان وبما فيها لبنان والتعاون الذي لقيناه كان مرضيا. هذه هي الكلمة السحرية 'مرض'.

وردا على سؤال قال القاضي بلمار'جوابي المختصر هو أن هذا الأمر يندرج ضمن المسائل الإجرائية التي لا أؤكدها ولا أنفيها، يمكنني القول انه ما من صفقة مع سوريا، ما من صفقة مع أي بلد كان، كما يلحظ بوضوح في المذكرة التي رفعتها إلى المحكمة والتي نشرت على موقعنا الإلكتروني سبب إطلاق سراحهم هو عدم توفر أدلة كافية لي لتوجيه التهم إليهم قد يكون حدث لغط حول جواب أعطيته في ما يتعلق بالضباط الأربعة وما هو وضعهم الحالي ما قلته إن الجنرالات الأربعة باتوا الآن أحراراوهم مثل أي مواطن لبناني آخر ويعتبرون أبرياء حاليا ومتى وجدت الأدلة الضرورية لتوجيه التهم إليهم فسأقرع أبوابهم السبب أنه لم يتم إخضاعهم لأي محاكمة ليعتبروا مذنبين أو لتتم تبرئتهم، لهذا السبب أطلق سراحهم ليسوا في منطقة رمادية، بل هم مثل أي مواطن آخر، هم مثلك ومثل أي شخص في لبنان ويعتبرون أبرياء في الوقت الراهن، حسنا دعني أجيب أولا على الجزء الأول من سؤالك، ما من صفقة!
فلنكن واضحين بشأن ذلك، أما في ما يتعلق بالتدخل السياسي المزعوم أو الكلام عن أن هذه المحكمة قد تكون مسيسة للذين يقولون إن السياسة تعني بهذه المحكمة، سأقول: أروني الإثبات على ذلك. حتى الآن، اتخذت هذه المحكمة قرارين فقط، الأول طلب نقل قضية الحريري من لبنان إلى هنا والقرار الثاني هو الإفراج عن الضباط الأربعة ويمكنني أن أؤكد لك أن السياسة لم تتدخل في أي من هذين القرارين، لذا فلا وجود للسياسة ما دمت معنيا، وإن كان الناس يقومون بهذه الادعاءات غير المبنية على أي أسس واقعية فسأقول لهم: اجلبوا لي الوقائع وأخبروني لما قلتم إن السياسة تتدخل في هذه المحكمة وستسرني الإجابة ولكن حتى الآن، ليست سوى ادعاءات. يجب توقع تلك الحملات. وبرأيي، كلما شنت ضدنا الحملات شعرت أكثر بأننا على السكة الصحيحة ولكن إن ظن بعض الناس أننا لسنا على السكة الصحيحة فسأدعو هؤلاء إلى الاتصال بي وإخباري ما السكة الصحيحة وأين أخطأنا شخصيا، لا أظن أننا على السكة الخطأ بل نحن على السكة الصحيحة وقد أوجدنا ولوجا آمنا على موقعنا الإلكتروني للذين يودون إطلاعنا على بعض المعلومات السرية وثمة أيضا خطوط هاتفية وطرق أخرى للاتصال بهذا المكتب، لذا أنا موجود وأدعو أي شخص، سواء أكان لبنانيا أم لم يكن، أي شخص يملك معلومات قد تساعد هذه المحكمة.
واوضح القاضي بيلمار 'لا نظن في هذه المرحلة أن العملية نفذت بالضرورة لأسباب دينية، إنه عمل إرهابي ارتكب بحق أحدهم، إن كان هذا أوضح كما ذكرت، لا أريد الخوض في مسائل ثقافية، لذا بالنسبة إلي هذا عمل إرهابي وحسبما أذكر ففي تقريري في مرحلة ما أشرنا إلى منظمة إجرامية وقد أثار ذلك ضجة كبيرة لم ننحرف عما نص عليه تفويض مجلس الأمن، نص تفويض مجلس الأمن على التحقيق في عمل إرهابي. بيان استهلال مهمة مكتب المدعي العام كان إحضار الإرهابيين أمام العدالة ومنح العدالة للضحايا والمساهمة في وضع حد للافلات من العقاب في لبنان بعض محققي التقوا بعدد منهم وقد تم اللقاء في بيروت خلال ولاية لجنة التحقيق وقد تم اللقاء مجددا مع إنشاء المحكمة. كما ذكرت سابقا في بداية هذه المقابلةأنا متفائل ونحن نحرز التقدم ولا أتوجه فقط إلى ضحايا الاعتداء الأول أو عائلات ضحايا الاعتداء الأول بل أتوجه إلى عائلات كل الضحايا وكل الحالات التي أوكلنا بالتحقيق فيها لذا فرسالتي رسالة أمل ورسالة تفاؤل، مع أنني سأطلب من عائلات الضحايا القليل من الصبر لان تلك التحقيقات صعبة ومعقدة ولكن يمكنكم أن تتأكدوا من أننا عازمون على إيجاد مرتكبي الجرائم. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد