كتاب وكاتب » مقالات وتعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الثلاثاء 19/2/2008

المبادرة العربية بنسختها الجديدة حطت رحالها في تحليلات وتعليقات الصحافيين اللبنانيين في زواياهم التي حاولوا من خلالها استكشاف ما قد يحمله الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال زيارته القادمة إلى بيروت.
إلا أن معظم المعلقين توقفوا عند حالة الاضطراب التي شهدتها العاصمة بيروت والإجراءات التي اتخذت من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، بين مؤيد لهذه الإجراءات ومعتبر أنها تؤشر إلى انهيار في بنية الدولة والأمن الرسمي.


ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
هكذا، وجدت المؤسسة العسكرية ذاتها مجبرة على تجرع واحد من أكثر الكؤوس مرارة، حين اضطرت الى ممارسة الامن بالتراضي او &laqascii117o;بالتي هي أحسن" في شوارع بيروت من خلال جمع ممثلين عن تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله للبحث، برعاية الجيش، عن السبل الآيلة الى احتواء التوتر المتنامي في مناطق العاصمة، الامر الذي أعاد إحياء &laqascii117o;طقوس" الماضي. وتلفت المصادر الانتباه الى ان الاجتماع الامني الذي عقد برعاية مخابرات الجيش اللبناني أظهر ان هناك رغبة لدى جميع الاطراف في احتواء الاحتقان وعدم تجاوز الخطوط الحمر، أما حزب الله، فهو لا يبدو في وارد ان يتراجع في المدى المنظور عن قراره الاستراتيجي القاضي بعدم الاستدارة العسكرية نحو الداخل، بل ان هذا التوجه تعزز بعد اغتيال القائد عماد مغنية والذي جعل الاولوية القصوى للحزب في هذه المرحلة هي لكيفية الرد على جريمة الاغتيال والإجابة على رسائلها، من دون ان يعني ذلك ان الحزب لن يخوض المواجهة الداخلية إذا فرضت عليه واصبحت قدرا لا مفر منه. وأكثر من ذلك، بات حزب الله مستعدا على الارجح ليس فقط للتعامل مع حرب إسرائيلية جديدة، وإنما مع حرب إسرائيلية ـ داخلية قد تشن دفعة واحدة بغطاء أميركي ـ عربي، حسب المقربين منه، وهو أعد الخطط المناسبة لمواجهة مثل هذا الفرضية، على قاعدة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات. في هذه الاثناء، تقول أوساط فاعلة في المعارضة الاوساط انها تملك تفاصيل وافية حول طريقة عمل الجناح المسلح في &laqascii117o;المستقبل" والجهات التي تتولى تدريبه وتجهيزه وتنظيمه، معربة عن اعتقادها بان دول الاعتدال العربي تؤدي دورا مركزيا في &laqascii117o;عسكرة" تيار المستقبل ومحذرة من ان هذا التحول في شخصيته يؤشر الى انسلاخه عن فكرة الدولة التي كان مؤسس التيار رفيق الحريري من أشد المتحمسين لها. وتضع الاوساط الفاعلة في المعارضة تفسيرات عدة لسبب لجوء تيار المستقبل الى &laqascii117o;تغيير جلده"، تشمل المروحة الآتية من الاحتمالات:
ـ السعي الى إيجاد توازن داخلي، ولو نظري، مع حزب الله لتحسين شروط التفاوض.
ـ محاولة استدراج حزب الله الى صراع داخلي، يكون توطئة للمطالبة لاحقا بفتح ملف السلاح لدى الجميع ونزعه من أيدي الجميع.
ـ الملاقاة الميدانية لأي عدوان عسكري خارجي ضد المقاومة، وهو الامر الذي كان مطلوبا في حرب تموز ولم يتحقق في حينه. وتنبه الاوساط الى ان أي حرب أهلية ستكون في نهاية المطاف بلا أفق، ولن تعدو كونها مستنقعا وسخا سيخرج منه الكل ملوثا وخاسرا، محذرة من مخاطر التمادي في اللعب بالنار.

ـ صحيفة السفير
جورج علم:
يستند التحرّك العربي الى مجموعة من الأفكار والمقترحات تندرج في ما يسمّى بـ&laqascii117o;ورقتي عمل متلازمتين"، الاولى &laqascii117o; الورقة التنفيذيّة" للمبادرة العربيّة، والثانية &laqascii117o;الورقة التنفيذيّة" لإنقاذ القمة الرفيعة المستوى حضورا ومشاركة. وتعالج الاولى مجموعة من الافكار الهادفة الى معالجة العقد الظاهرة والخفيّة على أرض الواقع، مع تقديم ما يكفي من الضمانات لكل الفرقاء مقابل انتزاع موافقتهم على وضع المبادرة موضع التنفيذ وفق مندرجاتها وبدءا بانتخاب الرئيس فورا، فيما تنطلق الورقة الثانية من السعي الى قمة مصغرة ثلاثيّة، والأرجح ان تكون سداسيّة برئاسة السعوديّة (الرئيس الدوري الحالي للقمة) تمهّد للقمة الموسّعة في دمشق وفق جدول اعمال يصار حاليّا التفاهم على خطوطه العريضة من خلال الاتصالات الناشطة. ويبقى التحدي الكبير: كيف للغيارى على المبادرة العربية معالجة &laqascii117o;الفيتو" الاميركي الذي بشّر به ولش، وعاد فأكدّ عليه ديفيد ساترفيلد قبل ايام، حيث وجه صفعة قويّة الى المبادرة، ومنها الى القمة؟.

ـ صحيفة السفير
حلمي موسى:
شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة وزارية فرعية لشؤون الجبهة الشمالية، في إطار العبر التي تم استخلاصها من حرب لبنان الثانية. وظهرت هذه الحقيقة في وثيقة بعث بها ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إلى لجنة فينوغراد بخصوص تغيير آلية اتخاذ القرارات الأمنية في الحكومة. وقدمت رئاسة الحكومة القرارات التي اتخذت بشأن ما وصف بأنه مفاعل نووي في شمالي سوريا كنموذج على هذا التغيير.

ـ صحيفة السفير
حسام عيتاني
سيؤرخ اغتيال عماد مغنية لبدء سقوط دولة اسرائيل وخروجها من الوجود وفق ما أعلن الأمين العام لحزب الله، بل اننا سنشهد قريبا نهاية دولة اسرائيل على أيدي مقاتلي الحزب الأشداء والأكفاء بحسب التدقيق الذي ضمنه قائد الحرس الثوري الايراني في رسالة التعزية بمغنية. بين بدء التأريخ لسقوط دولة وبين نهايتها الفعلية، بون شاسع قد يمتد لعقود من الزمن. غير أن الفارق بين الحدثين لا ينفي اننا على عتبة مرحلة تاريخية مختلفة جذريا عما سبقها. لن نظلم أحدا اذا قلنا إن المشاريع الكبرى تحتاج الى استعدادات من نوعها. استعدادات لا تقتصر على حشد وتعبئة عسكريين بل على ما يتجاوز ذلك بكثير. وكل هذا يتعين أن يتم على أرضية جمهور يرى أن لا مفر من حرب شاملة ضد اسرائيل. والتعريف الاكاديمي للحرب الشاملة يقول بأنها صراع مسلح لا ينتهي إلا بهزيمة كاملة وغير مشروطة لواحد من طرفي القتال، على غرار ما جرى بين الحلفاء والمحور في الحرب العالمية الثانية، وليس أقل من ذلك. المفارقة أن الخطاب هو خطاب حرب شاملة فيما الأجواء المحلية والإقليمية هي أجواء صراعات أهلية وداخلية أو قل بين &laqascii117o;أبناء الصف الواحد".

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
افادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان التطورات السلبية سياسيا وامنيا في بيروت فرضت نفسها على جدول اعمال الدورة الثالثة لمجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في بروكسل حيث سيطرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وسولانا على متري مجموعة اسئلة عن الوضع الداخلي تشمل تهديدات الامين العام لـ'حزب الله' بحرب مفتوحة ضد اسرائيل ردا على اغتيال القائد العسكري والامني للحزب عماد مغنية في دمشق واتهامه الدولة العبرية بانها نفذته، وما يعزز ذلك تأكيدات قائد 'الحرس الثوري الايراني' محمد علي جعفري ودعمه، الرد على عملية الاغتيال واعتراض الرئيس فؤاد السنيورة وآخرين من السياسيين على الاقدام على ذلك، لكن القدرة على منع الحزب من القيام بأي عملية عسكرية تبقى غير واردة. والاسئلة تتوسع لتشمل تقويم المبادرة العربية حول التسوية السياسية في لبنان وخطة العمل والعراقيل التي اخرت تنفيذها وما اذا كانت محلية ام اقليمية وعربية ادت الى تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية على رغم اتفاق المعارضة والموالاة على قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيـــا للرئاسة، فضلا عن العقـــدة المستعصية الكامنة في نسب توزيع الحقائب الوزارية والحصة التي تتمسك بها المعارضة، وهي الثلث لتعطيل اي قرار يطرح على مجلس الوزراء لا تريده.

ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
.. بحسب مصادر ديبلوماسية في بيروت، ثمة كثير مما يدعو الى القلق بما يحمل الدول على الخروج بافكار جديدة، ما دامت المبادرة العربية تصطدم بعراقيل كبيرة تعززها الخلافات بين الدول العربية نفسها، بالاضافة الى اعمال الفتنة المتنقلة في احياء بيروت التي تستعيد بعض اوجه الحرب وربما تمهّد لها وفق مخاوف هذه المصادر. يضاف الى ذلك اغتيال المسؤول العسكري في 'حزب الله' عماد مغنية وما تبعه من تصعيد ايراني على نحو خاص وشبه يومي للمواقف من هذا الاغتيال. وكان آخرها لقائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري الذي قال ان 'اسرائيل ستدمّر قريبا على يد' حزب الله'. ومغزى التوقف عند المواقف الايرانية بالتحديد يتصل بالمخاوف من حرب تجري من فوق رأس لبنان او عبره، ومن خلاله، وقد ارجأت ايران المفاوضات التي كانت مقررة بينها وبين الاميركيين في العراق حول الموضوع العراقي غداة اغتيال مغنية، وذلك للاعتقاد ان ايران تنتظر استكشاف ابعاد هذا الاغتيال والاستهداف الذي يمكن ان يطولها مباشرة او غير مباشرة.

ـ صحيفة النهار
راشد فايد:
في ظل إعلان قائد 'حزب الله'، بعيد اغتيال 'الحاج رضوان'، الاستعداد لحرب مفتوحة مع العدو الاسرائيلي علمنا التاريخ أن ما من قائد أو قوة خاض أو خاضت حربا على أكثر من جبهة في آن واحد إلا خسر أو خسرت المعارك على كل الجبهات. في ذلك معادلة تشي باستنتاجات كما يشي عكسها بالضد منها: فإما ان 'حزب الله' يريد فعلا الرد على العمل الاسرائيلي الجبان وهذا يدفعه الى البحث عن تضامن داخلي وعن أوسع احتضان شعبي، على نسق ما فعل قبل حرب تموز حين شارك في طاولة الحوار وطمأن اللبنانيين الى إرادته العيش المشترك فتحملوا مردود الدمار والتهجير والتخريب الاقتصادي. وقد أنكر ذلك عليهم لاحقا وحصر الفضل فيه بجمهور حليفه في 'وثيقة التفاهم' الشهيرة. وإما أن الحزب لا يريد هذه الحرب مع العدو الاسرائيلي، فيغرق قواه وأنصاره في حروب الأزقة في بيروت، وإن زعم وحركة 'أمل' أن لا علاقة لهما بـ'فتوات' الاحياء المنفلتين. وهو أمر يناقضه الواقع السياسي والشيعي الذي يعرفه الجميع وخلاصته أن وضع اليد الذي يمارسه الطرفان على أبناء الطائفة لا يترك خارج 'إناءيهما 'إلا من هم ضد توجهيهما، وهؤلاء لا ينتظمون في حزب أوحركة ولا يمتلكون قدرة تنظيمية و'لا غطاء سياسيا 'ولا إرادة للاختلاف مع الأكثرية السياسية والشعبية التي هم من مؤيديها وجمهورها. هل يريد السيد الحرب المفتوحة ؟ما ستشهده شوارع بيروت في الآتي من الايام سيعطينا الجواب الصحيح والصريح.

ـ صحيفة الحياة
القدس المحتلة - أمال شحادة
مع مقتل مغنية طوت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية واحداً من أعقد ملفاتها وأصعبها لتختتمه بالتسجيل ان عملية اغتياله لا تعتبر نجاحاً باهراً للأجهزة التي نفذتها، فحسب، بل إنجازاً كبيراً لما ستلحقه من ضرر كبير داخل &laqascii117o;حزب الله"، ذلك التنظيم الذي نجح من خلال مقاتلين له التفوق على جيش دولة، يدرج ضمن قائمة أقوى جيوش العالم.أما إذا كان مقتل مغنية سيؤدي بالفعل الى تراجع في قوة &laqascii117o;حزب الله" وقدرته العسكرية وفي التخطيط والتنفيذ للعمليات، فهذا استخلاص ينقسم العسكريون والسياسيون والخبراء الإسرائيليون حوله... وترتفع الأصوات التي تذكر بنتائج عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ &laqascii117o;حزب الله"، عباس الموسوي، وتعيين نصر الله الذي يعتبر حتى اليوم، الشخصية الأكثر خطراً وقلقاً ليس فقط على أجهزة الأمن الإسرائيلية بل على الدولة العبرية بأسرها (يتضمن المقال معلومات عن محاولات إسرائيلية لخطف الحاج عماد مع رون اراد في علي النهري في العام 1986) .

ـ صحيفة الحياة
محمد شقير:
سألت مصادر سياسية ما إذا كانت الاشتباكات المتنقلة التي شهدتها بيروت ليل السبت - الأحد الماضي بمثابة جولة أولى وأخيرة من مسلسل الفوضى الذي يتهدد السلم الأهلي أم انها مقدمة لجولات جديدة يمكن ان تتمدد الى مناطق أخرى باعتبار أن وطأتها تبقى أقل ضرراً من حصرها بالعاصمة؟ وأعربت المصادر نفسها لـ &laqascii117o;الحياة" عن أملها بأن تكون جولة العنف التي شهدتها بيروت عابرة، انطلاقاً من إحساس جميع الأطراف المعنيين بالحفاظ على السلم الأهلي، وبأن الكل سيتضرر من الفلتان وأعلن شهاب ان تيار &laqascii117o;المستقبل" ضد كل ما يحصل في بيروت وأن محازبيه في موقع الدفاع عن النفس، فيما أكد صفا وبعلبكي حرص &laqascii117o;أمل" والحزب على أمن بيروت.

ـ صحيفة الاخبار
ابراهيم الامين:
معلومة أولى:
&laqascii117o;الإدارة الأميركية في حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأي شيء، وهي ستقوم بأي شيء". هذه العبارة سحبت على عجل قبل أيام من تقرير خاص بعثت به موسكو إلى عواصم معنية بالقوى المواجهة للاحتلال الأميركي في العراق ولإسرائيل.
معلومة ثانية:
تلقّت قوى المقاومة الفلسطينية قبل أسبوع من اغتيال الشهيد عماد مغنية معلومات عن إنشاء لجنة أميركية ـ إسرائيلية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية في تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية في الحكومتين الأميركية والإسرائيلية. وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
معلومة ثالثة:
قبل بضعة أسابيع، أوفدت دولة عربية تعاني مشكلات جدية في لبنان، شخصية أمنية ـ دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية في فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم. لكن هذه الشخصية أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فيها: هناك قرار كبير بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية في حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في كل من بيروت ودمشق.
معلومة رابعة:
تلقت المراجع المعنية في بيروت تقريراً لافتاً عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمني وعسكري ناشطة في الأردن، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين في التدريبات التي ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة في جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون في سوريا، وأظهرت أسماء ضباط أردنيين متورطين في جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين.
معلومة خامسة:
نقل مصدر موثوق في الرئاسة الفلسطينية في رام الله معلومات عن استئناف الاتصالات بين جهة لبنانية وإسرائيل، وعن أن بعض الدعم اللوجستي بدأ يرد إلى هذه الجهة من طريق مناطق الحكم الذاتي الكردية في العراق.
معلومة سادسة:
أبلغت شخصيات غادرت حديثاً مواقعها في جهاز الاستخبارات الفرنسية جهات عربية نافذة معلومات عن تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع في لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير في سوريا من النوع الذي يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار. وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريباً أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأشهر الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.
كان لا بد لشخصية معنية من أن تعيد لملمة أوراقها ومراجعتها بعد جريمة اغتيال مغنية: &laqascii117o;ليس الحدث عادياً، ولا هو متصل بصراع موضعي بين إسرائيل والمقاومة. صحيح أن مغنية هدف دائم، لكن التجربة تقول إن اغتيال قادة من مستوى معيّن لا يحتاج إلى مصادقة مسبقة، وفي حالة الحاج رضوان، هناك حاجة إلى مصادقة من المستوى السياسي وحتى إلى مشاورة الجانب الأميركي، لا تحاشياً لردود الفعل فحسب، بل لوضع هذه العملية في سياقها".
وتلفت هذه الشخصية إلى أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال تشييع مغنية كان ضرورياً للفت العدو القريب والبعيد إلى أن تيار المقاومة يعرف في أي سياق حصل اغتيال مغنية، وبالتالي فإن الرد سيكون في السياق نفسه، بمعنى أن رد المقاومة لن يكون في أي حال من الأحوال من النوع الذي ينتهي عند حدود الانتقام كما يفترض كثيرون، وذلك ربطاً بأمر استراتيجي يتعلق بتوازن الردع الذي قام لفترة طويلة بين المقاومة وإسرائيل. ومثلما ترى إسرائيل أنها صاحبة الحق في إعادة الاعتبار إلى مفهوم الردع من خلال معاقبة من تفترضه مسؤولاً عن أرقها وتعبها، فإن المقاومة معنية أكثر بكسر هذه القاعدة والقول بأن إنهاك العدو وإرباكه وتعطيل قدراته هي جزء من توازن الردع معه. وبحسب هذه الشخصية، فإن صمت المقاومة يعني تسليماً بقواعد جديدة تعني عملياً شل قدرة المقاومة، وهو أمر لن يحصل لأسباب عدة أبرزها أن المعركة لم تتوقف، وعدم توقفها هو قرار إسرائيلي في الأساس، وبالتالي سوف تكون المقاومة أمام مهمة تثبيت ما حققته من قواعد، حتى لو تطلّب ذلك أن تعمل بطريقة مختلفة عما تعوّده أهلها أو أعداؤها. وتلفت هذه الشخصية إلى أمر جديد، هو أن الترابط والتواصل الكبيرين القائمين بين قوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، والتحولات الجدية التي طرأت على سلوك القيادة العسكرية السورية بعد انتصار تموز 2006، كان سبباً رئيسياً في قرار إسرائيل وأميركا تصفية الشهيد مغنية، وبالتالي فإن هذا التحالف يجد من الضروري أن يكون رده موحداً، وضمن سياق متصل بحماية نتائج حرب تموز التي كان لها أثرها الكبير في لبنان وفلسطين والعراق، وليس منطقياً توقع ردة فعل مختلفة من هذا التحالف، رغم التهويل الذي تقوم به حكومات وأجهزة ووسائل إعلام.وفي رأي هذه الشخصية المعنية دخلت المنطقة مرحلة جديدة، ويصعب من الآن توقع ما هو آتٍ في القريب أو في المدى المتوسط، لكن من المؤكد أن ما كان قبل اغتيال مغنية لن يشبه ما هو بعده.يقول الرواة إن السيد نصر الله توجه ليل الرابع عشر من شباط إلى روضة الشهيدين. جلس عند قبر عماد مغنية، قرأ الفاتحة وقال له: &laqascii117o;لا تحتاج مني إلى قَسَم، لن نترك لهم مجالاً لكي يندموا على جريمتهم!".

ـ صحيفة الاخبار
جان عزيز:
يعتقد فريق المعارضة بأنه بين محطة النويري والطريق الجديدة، ثمة من يسعى إلى نسف &laqascii117o;مذهب الخميني". فاستدراج سلاح حزب الله إلى حرب هناك، يضرب المبدأ الأول عبر إضافة ساحة جديدة للفتنة الكبرى المتجددة، كما يضرب المبدأ الثاني للمذهب المذكور، وخصوصاً إذا ما نجح هذا البعض في ضم السلاح الفلسطيني في بيروت إلى سلاح فريق الموالاة.قد تكون النظريتان صحيحتين. وقد يكون كل من المعارضة والموالاة على صواب. وفي هذه الحال، أولى الحقائق المطروحة على الطرفين، هي إدراك تساويهما في كون رؤوسهما باتت على حد المقصلة، من رفيق الحريري إلى عماد مغنية. وأن للطرفين مصلحة مصيرية واحدة في التلاقي والتفاهم، لإسقاط الخطابين المتناقضين المتقابلين.في نظريات الحرب التقليدية، يقال عادة إنها يُعرف كيف تبدأ ولا يُعرف كيف تنتهي. في نظرية الحرب الأهلية اللبنانية، بات معروفاً كيف تبدأ وكيف تنتهي: عبثية في المسار، وكارثة مطلقة في النتيجة.

ـ صحيفة اللواء
معروف الداعوق:
إن الاصطدامات التي حصلت في بيروت يوم السبت الماضي بفعل ما أقدم عليه عناصر حزب الله وحركة 'أمل' ضد أهالي بيروت، أظهرت بشكل جلي وواضح أن اللجوء الى الشارع كما يسعى الحزب لذلك، لن يحقق اهدافه السياسية التي يسعى اليها، بل يؤدي الى تأجيج الفتنة التي يندفع اليها غصباً عنه وبإيعاز من النظام السوري، ولا بد أن يأخذ العبرة مما حصل ويعيد قراءة نتائج ممارساته الخاطئة، لئلا يزيد من خسارته وخسارة اهالي المدينة من حوله وهذا لن يعوض على الاطلاق.

ـ صحيفة الحياة
بيروت - حسن اللقيس:
تجرى داخل قيادات &laqascii117o;التيار الوطني الحر" مناقشات حول الخطاب الأخير للأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله بعد اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية، وانعكاس بعض مضمونه، وتحديداً ما يتعلق بالحرب المفتوحة مع اسرائيل، على ورقة التفاهم بين الطرفين. ورأى بعض القياديين خلال هذه المناقشات ان البند العاشر من ورقة التفاهم سقط نهائياً وأن أوضاعاً جديدة استجدت بعد اغتيال مغنية مع ما رافق ذلك من كلام لنصر الله، وأنه يجب الانتظار لمعرفة توجهات &laqascii117o;حزب الله" الحقيقية &laqascii117o;وما اذا كان يجب تعديل هذا البند او على الأقل مناقشته مجدداً، لأن التيار لا يمكنه ان يذهب في ورقة التفاهم مع الحزب الى قبول أو تبني خيار الحرب المفتوحة" التي أعلنها السيد حسن نصر الله يوم 14 شباط (فبراير) الماضي. ورأى بعضهم الآخر الانتظار حتى يتبلور ما أعلنه نصر الله أو حتى حصول اجتماعات بين الطرفين يمكن ان يحصل &laqascii117o;التيار" فيها على أجوبة واضحة حول مخاوف عدد من قيادييه من ان &laqascii117o;تكون الحرب المفتوحة" التي هدد بها نصر الله &laqascii117o;لا تتماشى والخط العام أو السياسة الثابتة للتيار منذ نشأته والداعية الى ان تكون الدولة هي التي تقرر سياسة الحرب والسلم مع أحقية المقاومة في الرد على أي اعتداء اسرائيلي". ولوحظت في هذا السياق تصريحات لقياديين في &laqascii117o;التيار"، خصوصاً النائب غسان مخيبر قال فيه: &laqascii117o;أنا ضد الحرب المفتوحة"، وأضاف: &laqascii117o;موضوع الحرب لا يمكن ان يقوم به أي طرف وحده، هذا موضوع جامع لا يمكن ان ينفرد به أي شخص إذا لم يحصل اعتداء عليه". واعتبر فريق داخل التيار الحر انه إذا ثبت كما يقول &laqascii117o;حزب الله" ان الإسرائيليين هم الذين قتلوا مغنية فمن حق الحزب ان يرد بالطريقة التي يراها مناسبة، وأن البند العاشر من ورقة التفاهم لحظ وضمن استراتيجية الدولة الدفاع عن لبنان وعن القيادات السياسية والعسكرية لهذا البلد وأنه في غياب مثل هذه الاستراتيجية فإن كلام نصرالله عن &laqascii117o;حرب مفتوحة" مع العدو الإسرائيلي لا يؤثر على التفاهم ولا على بنده العاشر. ويرى هذا الفريق ان من المبكر الحديث عن سقوط هذا البند او ضرورة اعادة تقييم الوضع أو إعادة مناقشة ورقة التفاهم مع &laqascii117o;الحزب" قبل معرفة تداعيات وتفاصيل ما حدث وتوجهات &laqascii117o;حزب الله"، وقبل ان يقوم فريق من &laqascii117o;حزب الله" كما هو متوقع بإطلاع عون على تفاصيل ما حدث وعلى تأثير ما يمكن ان يقوم به الحزب للرد على اغتيال مغنية على الوضع في لبنان في شكل خاص والمنطقة في شكل عام. ويشدد هذا الفريق، الذي يمثل الأكثرية داخل &laqascii117o;التيار"، على ضرورة ان يكون للمقاومة حق الرد على أي اعتداء عليها وأن تكون هذه هي سياسة أو موقف التيار مع التشديد على ضرورة إقناع جميع القوى السياسية بأن ورقة التفاهم وخصوصاً البند العاشر منها والمتعلق بسلاح &laqascii117o;حزب الله" وبالمقاومة، هي المخرج السليم للدفاع عن لبنان وللحفاظ على السلم الأهلي ومنع الانقسامات الداخلية التي باتت تهدد الكيان والمؤسسات بالسقوط.

ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان:
لا أصدق، ولن أصدق ان اتفاقاً مثل الذي أعلِن، بين 'حزب الله' وحركة 'أمل' من جهة، وبين تيار 'المستقبل' من جهة أخرى، أول من أمس سيضع حداً للاشتباكات المتكررة في زواريب بيروت.
الذي حدث وصم 'حزب الله' بتهمة الميليشيا وإلا لماذا شارك في الاجتماع وكان مسؤولوه يرددون ان لا علاقة للحزب بما يجري؟ ولماذا عاد الحاج وفيق صفا إلى لجنة الارتباط كما أعاد إلى الأذهان صورة حركة 'أمل' الميليشيوية والصديق أحمد بعلبكي كان في ذلك الزمان أحدَ عناصر لجان الارتباط تلك.وهي تهمة قد تطال تيار 'المستقبل' ايضاً ان هو دخل في لجان ارتباط احيائية او سواها.ان عودة سريعة إلى صحف كانت تصدر في بدايات السبعينيات تظهر ان الذي يجري اليوم هو نسخة طبق الأصل عما كان يجري يومها. والإشارة هنا ضرورية: ان استفحال أمر اشتباكات السبعينيات أدى إلى دخول ما كان يسمى 'قوات الردع العربية' التي اقتصرت لاحقاً على الجيش السوري وحدَه.هناك من يحفر قبره بيديه، ولعله سينتهي إلى ان يأتيَ من يُلقيه في قبر مجاور.

ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
'الحرب' المفتوحة ضد إسرائيل، لا يمكن أن تجري في ظل تصاعد ونمو أخطار انزلاق يومي للبنان نحو الحرب الأهلية. لا يمكن خوض حرب تحرير وفي الوقت نفسه الغرق في مستنقع الحرب الأهلية. وجهة السلاح تكون ضد العدو وحده أو لا تكون، ولملمة هذه الساحات والشوارع أمام مجموعات وقوى لا يهمها من سلاح المقاومة سوى ما يخدمها مطلوب اليوم قبل الغد. الخطوة الأولى نحو هذا الهدف الملح انتخاب رئيس ، لأن في ذلك نزعاً لقفل وعاء الضغط اللبناني الموضوع على النار، وإقفال الشوارع أمام اللاعبين بالنار.

ـ صحيفة المستقبل
فادي شامية:
تكثفت في الآونة الأخيرة حركة الاتصالات بين العديد من القوى السنية - معظمها إسلامية- خارج تجمع 14 آذار لبناء أرضية مشتركة تعمل عليها هذه القوى حفاظاً على تماسك ساحتها إزاء العديد من الأخطار التي تتهددها. الاتصالات تجري بعيداً عن الأضواء في كل من طرابلس وبيروت وصيدا، وتشمل: 'حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون'، 'اللقاء الإسلامي المستقل' برئاسة الشيخ زكريا المصري، 'حركة العدالة والتنمية' برئاسة النائب السابق خالد ضاهر، 'حركة الحرية والتنمية' برئاسة أحمد الأيوبي، 'الرابطة الإسلامية السنية' برئاسة الشيخ أحمد نصار، والعديد من الشخصيات البارزة في التيار السلفي، وآخرين من 'جماعة الدعوة والتبليغ'، وأعضاء سابقين في 'حركة التوحيد الاسلامي'، وشخصيات من دار الفتوى أو قريبة منها، ومستقلين. كما جرى وضع 'الجماعة الإسلامية' في صورة التحركات، رغبةً بمشاركتها.
الأرضية المشتركة لتواصل هذه الأطراف، هي جملة مخاوف. أولها رفض عودة الوصاية السورية من جديد، ثاني المخاوف هي سقوط اتفاق الطائف وبالتالي فتح الأبواب أمام حرب أهلية تدمر لبنان. ثالثها الفتنة المذهبية التي ستكون أبرز ملامح الحرب الداخلية إن وقعت، وهي فتنة قابلة للتصدير إلى العالمين العربي والإسلامي. رابعها توسع حالات التطرف والإرهاب بين السنة والذي يزدهر في أجواء الشحن المذهبي. خامسها استضعاف السنة وتهميش دورهم في لبنان بمساندة أحلاف إقليمية تسعى لذلك. سادسها بسط نفوذ 'حزب الله' وحلفائه على مناطق ذات غالبية سنية ولا سيما في بيروت. سابع هذه المخاوف، وأكثرها حساسية، تزايد الاختراقات في الساحة الإسلامية السنية من خلال شخصيات وواجهات مرتبطة مالياً وسياسياً وإعلامياً بـ'حزب الله'، بات العديد منها مسلحاً، وتعمل على الترويج لطروحات هذا الحزب في الساحة السنية. وثمة العديد مما يجري الحديث عنه في مجال التغيير الديموغرافي بشقيه العقاري والسكاني، فضلاً عن سعي واضح لإخضاع مناطق في بيروت كرأس النبع والمزرعة لربط الضاحية الجنوبية بساحة الشهداء عبر منطقة البسطة، وسعي مواز لاختراق مناطق كالطريق الجديدة من خلال شراء أو استئجار شقق فيها لأهداف سياسية وأمنية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد