مقابلات » الباحث السياسي الأمريكي نورمان فينكلستين: يجب أن تعاني إسرائيل الهزيمة

finkelstein_255مقابلة تلفزيونية مع الباحث السياسي الأمريكي نورمان فينكلستين
قناة المستقبل في 20/1/2008

أجرت محطة المستقبل التلفزيونية اللبنانية مقابلة مع الباحث السياسي الأميركي نورمان فينكلستين تناولت التطورات اللبنانية والمواجهة مع إسرائيل وفهمه لقضية المقاومة.
هنا ترجمة خاصة بموقع (ميديا أبزرفر) لأبرز ما جاء في المقابلة

نورمان فينكلستين: لقد كنت سعيداً بلقاء جماعة من حزب الله, لأنني بذلك أكون قد التقيت جماعة نادراً ما يُسمع وجهة نظرها في الولايات المتحدة. لا مشكلة لدي في القول أنني أريد أن اعبر عن تضامن معهم,ولن أكون جباناً ومنافقاً حيال ذلك. لا يهمني حزب الله كمنظمة سياسية,فأنا لا اعرف الكثير عن سياستهم,وبكل الأحوال لا علاقة لذلك بالموضوع فأنا لا أعيش في لبنان. ويجب على اللبنانيين أنفسهم أن يقرروا من يجب أن يكون قائدهم ومن يريدون أن يمثلهم, ولكن هناك مبدأ أساسي, يحق للشعب أن يدافع عن وطنه في وجه أي محتل أجنبي, وايضاً يحق لهم الدفاع عن وطنهم إذا قام الغزاة بتدميره. وهذا بالنسبة لي سؤال سهل أساسي ومبدئي.
لقد عاش والدي خلال الحرب العالمية الثانية, ونظام ستالين لم يكن مفروشاً بالورود, بل كان نظاماً وحشياً لا يرحم, ولقد لاقى الكثير من الناس حتفهم. ولكن من منا لم يدعم النظام السوفيتي عندما هزم النازيين؟ من منا لم يدعم الجيش الأحمر؟ في كل دول أوروبا التي كانت محتلة والتي حظيت بكل الشرف؟ المقاومة الشيوعية, كانت وحشية, وبلا رحمة, ولكن الشيوعيين لم يكونوا كذلك... لم تكن الأرض مفروشة بالورود, ولكنك احترمتهم. لقد احترمتهم لأنهم قاوموا الاحتلال الأجنبي لبلدهم. سأقوم بتكريم الشيوعيين خلال الحرب العالمية الثانية, رغم انه من المحتمل أنني لم أكن سأتعامل مع نظامهم بشكل جيد... وإذا كنت سأكرمهم, فسأكرم حزب الله, فلقد اظهروا شجاعة, وانضباط وأنا احترم ذلك.
المذيعة: هذا وصف دقيق للوضع قبل العام 2000, ولكن بعد العام 2000 ومع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان, أصبح هناك انقسام داخل لبنان بين الجهات السياسية اللبنانية حول مستقبل سلاح حزب الله وحول موضوع المقاومة. هذا الخلاف الذي وقع... انك تتحيز لفريق ضد آخر. وبعد كل هذا تقول انك تزور لبنان فقط, ولا ترى نتيجة حرب تموز على الشعب.
نورمان فينكلستين: اسمعي, ان كنت تريدين ان تغمضي عينيك وتصدقي أن كل شيء انتهى في ايار2000 تستطيعين ان تفعلي ذلك. تستطيعين ان تلعبي تلك اللعبة.
ولكن الحقيقة ـ والجميع يعرفها ـ أن الموقف الإسرائيلي كان كالتالي: سوف نضرب حزب الله بالضربة القاضية. فالإسرائيليون بدأوا بالتحضير لحرب قادمة بعيد إجبارهم على الخروج من جنوب لبنان عام 2000 , وجدوا عذرهم المناسب ـ الذريعة ـ في تموز 2006, ولكن لم يخطر على بال احد أن يسأل هل ستدع إسرائيل انتصار حزب الله يمر بسلام. لقد أرادوا أن يلقنوهم...
المذيعة: لقد كان من الممكن تجنب الحرب.
نورمان فينكلستين: لم يكن بالمقدور تجنب الحرب, فإسرائيل والولايات المتحدة لن يقوموا بالتغاضي عن أي مقاومة في العالم العربي. وإذا أردتي أن تدعي انه كان بالمقدور تجنب هذه الحرب, فبإمكانك لعب هذه اللعبة. ولكن الناس الجديين وصافي الأذهان, عرفوا أن الحرب كانت ستقوم عاجلا أم اجلاً(...)
هل تعتقدين انه لن يكون هناك حرباً ثانية؟ هل تعتقد ان إسرائيل ستسمح بالهزيمة التي تعرضت لها في تموز 2006؟ هل تريدين أن تعتقدي أن حزب الله هو الذي يثير المشاكل؟ كلا, سيكون هناك حرب ثانية والدمار هذه المرة سيكون أسوأ بعشر مرات ـ وربما أكثر ـ من حرب تموز2006 لأن إسرائيل والولايات المتحدة مصممتان هذه المرة على وضع العرب في مكانهم الصحيح وإبقائهم في هذا المكان. والآن كيف لي أن لا احترم جماعة قالت 'لا' لهذا الوضع. أنت تعرفين , انه خلال الحرب الأهلية الاسبانية كان هناك امرأة شهيرة لقبت la pasionaria' 'وهي' Dolores Ibarrascii117ri'من الجمهورية الاسبانية وكان لها قول شهير: 'من الأفضل أن تموت وأنت واقف على قدميك من أن تزحف على ركبتيك.'
المذيعة: ولكن هذا يرجع للشعب اللبناني
نورمان فينكلستين: اتفق معك في ذلك, أنا لا أملي عليك ما يجب أن تفعله بحياتك. حتى ولو كنت تفضل العيش زاحفاً على قدميك (ذليل) استطيع أن احترم ذلك, فالشعب يريد أن يحيا, كيف يمكن لي أن أنكر لك هذا الحق؟ ولكن, كيف لي أن لا احترم الذين فضلوا الموت واقفين على أقدامهم؟ كيف لي أن لا احترم ذلك؟(...)
إن إسرائيل والولايات المتحدة يهاجمون, لأنهم لا يريدوا أن يسمحوا لأي مقاومة بالسيطرة على المنطقة. وهذه هي المشكلة. فإذا قام حزب الله بالتنازل وقال سنفعل ما تريد أمريكا بالطبع لن يكون هناك حرب, ولكنهم في نفس الوقت سيصبحون عبيداً لأمريكا. عليّ أن احترم الذين رفضوا أن يكونوا عبيداً.
المذيعة: ألا يوجد طريقة أخرى غير المقاومة العسكرية؟
نورمان فينكلستين: لا اعتقد انه توجد أي طريقة أخرى. أتمنى لو انه يوجد طريقة أخرى. فمن منا يريد الحرب؟ من منا يريد الدمار؟ حتى هتلر لم يرد الحرب, ولو كان بمقدوره أن يحقق أهدافه بطريقة سلمية لفعل. لذا إنني لا أقول اني أريد الحرب ولكن بصراحة لا أجد أي طريقة أخرى, إلا إذا كنت تفضل أن تكون عبداً لهم ـ وكثير من الأشخاص هنا اختاروا ذلك ـ لا استطيع القول... انني افهم ذلك ـ انك تريد أن تعيش. لا استطيع أن أقول إنني احترم ذلك. أنت تعرفين, هناك عدد كبير من القتلى, والكثير من الدمار...وقبل دفن الجثث, وقبل إعادة الاعمار, لا تستطيع أن تنتظر, تريد أن ترحب بالشخص المسؤول عن كل ذلك. لا تستطيع ان تنتظر، تريد ان تفرش السجاد الاحمر. لا استطيع ان احترم ذلك.
في هذا الصدد فإنني احترم اليهود أكثر, يعجبني موقفهم. هل تعرف ما هو موقف اليهود؟ لا تسامح مطلقاً, لا تنسى ابداً, وأنا اتفق مع ذلك. لقد فرشوا السجاد الأحمر لأشخاص قاموا بتدمير بلدهم قبل اقل من سنتين! لقد قالت وزيرة الخارجية إن ما يحصل هو المخاض لشرق أوسط جديد. هذه العبارة يقولها مسخ. ان المسخ هو من يقوم بمقارنة ولادة طفل مع دمار بلد, ومع كل ذلك يوجد هنا أشخاص يتوقون لترحيب بها. إنهم يحاولون أن يعرفوا بماذا تفكر أمريكا.إنهم يتوقون للجلوس معاً على نفس المائدة.فكيف لي ان احترم أشخاص بهذه المواصفات؟ إنني احترم اليهود أكثر بألف مرة من هكذا أشخاص ـ لا تنسى ابداً, لا تنسى ابداً ـ كل هذا الموت والدمار ـ وأنت لا تستطيع الانتظار تريد أن ترحب به.
المذيعة: نورمان...
نورمان فينكلستين: انه شيء مقزز! (...) من بحق الجحيم يأبه إن كان بوش قادماً؟
المذيع: ولكنك تقول انه يوجد حرب أخرى.
نورمان فينكلستين: كان يجب أن تعلن انه شخص غير مرغوب به وغير مرحب به هنا.لقد دمر بلدكم.لقد كان المسؤول عن الحرب التي اندلعت. وأنت تعرف جيداً انه كان من الممكن إنهاء الحرب قبل ثلاثة أسابيع من انتهائها لقد دمر بلدكم,وانتم تتوقون الى الترحيب به. لا يوجد عندكم احترام لذاتكم. كيف تتوقعون من الناس أن يحترموكم, إذا كنتم انتم أنفسكم لا تحترمون ذاتكم(...)
اذا صوت اللبنانيون بشكل ساحق على ترك أمريكا وإسرائيل القيام بما تريده, عندها أظن انه يجب ان تقبل. استطيع أن أرى ذلك, ولن أقول ابداً انه ليس لديهم الحق بالاختيار. اسمعي, لقد احتل النازيون أوروبا, وعليك أن تتذكري أن معظم الشعب اختار أن يعيش في ظل النازيين. وكل الكلام عن مقاومة فرنسية كان مزحة ـ فهي لم تحصل ابداً. المقاومة الفرنسية...حوالي 20% من الشعب الفرنسي يقرأ جريدة المقاومة، و10% فقط من الفرنسيين هم الذين قاوموا, أما الباقي فقال'لا تقاوموا' فالنازيون لا يرحمون. اذا قاومت ـ سيقتل أربعمئة شخص مقابل كل جندي يقتل. هذه هي الطريقة التي كان يعمل بها النازيون. لذلك معظم الفرنسيين اتخذوا موقفاً مثل الذي اتخذته أنت وقالوا 'نريد أن نعيش.لا تقاوموا.' والآن بالعودة إلى الوراء من يجب أن نكرم؟ هل نكرم الذين قالوا'نريد أن نعيش' أم نكرم الذين قالوا'لنقاوم؟'(...) القادة يأتون بالأخير. سوف يأتي زعيم على رأس السلطة الإسرائيلية, وسيكون على استعداد لتقديم تنازلات, بعد تهيئة الظروف, يجب على إسرائيل أن تعاني الهزيمة.

(لقد تم طرح الأسئلة باللغة العربية وأجاب فينكلستين باللغة الأجنبية.)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد