قضايا وآراء » ملخص صفحات القضايا في صحف اليوم الخميس 8 تشرين الثاني 2007

ملخص صفحات القضايا في صحف اليوم الاربعاء 8 تشرين الثاني 2007
جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: عروبة العفاف وعروبة الدستور
الكاتب : وسام سعادة

- يعتبر الكاتب ان ثمة خيارين أساسيين في المنطقة: أحدهما قادر على التعبير عن نفسه تماماً، ليس لأنه أكثر دراية ورزانة، بل لأنه يواصل تقليد المراهنة على «الجمهور» ضد «الحكماء»، وهي المراهنة التي قضي بها على الحضارة العربية ذات يوم..و المادة التي يستخدمها هذا الخيار الأول لإحراق براعم الحرية في العالم العربي هي مزيج أحفوري من ايديولوجيات بائدة.
أما الخيار الثاني فما زال يجد صعوبة في التعبير الوافي والصريح عن منطلقاته وتطلعاته. ربما لأنه مأخوذ على مدار الساعة بموجبات الدفاع عن نفسه.. فالخيار الاول يتكلم عن حقوق معقودة له ليل نهار، فإنهم لا يتقبل الحدّ الأدنى من المنظومة الحقوقية و لا يفرّق أساساً بين حق الهي وبين حق طبيعي وبين حق وضعي. وبمقاييس الطهارة والنجاسة نفسها يستحيل العفاف القومي فرعاً خاصاً في دائرة العفاف الديني.
- كلما كان الممانعون يعجزون عن إسناد شعاراتهم بمنظومة حقوقية، كلما كانت «حقوقهم» غير القابلة للنقاش تتزايد وتترسخ بقناعات ايمانية. بالأحقية المزعومة يواجهون المنظومة الحقوقية للحداثة. ..أن أهل العفاف والممانعة لا يستطيعون التمييز بين الحملات الصليبية وبين الحملات الاستعمارية. الحملات الصليبية مثلها مثل الفتوحات الاسلامية هي غزوات ما قبل حديثة، سابقة على قيام المنظومة الحقوقية للقانون الدولي..
- يعتبر الكاتب ان المعركة في هذه المنطقة من العالم هي بين تيارين لا ثالث لهما. تيار الممــانعة والعــفاف من جـهة، وتيار المنظومة الحقوقية من حراس الفـكرة الدستورية من جهة أخرى. واذا كان لا بدّ من عروبة في مكان ما، فوحدها الفكرة الدستورية يمكنها أن تحيي فكرة العروبة وتكسبها دلالة حية ومفيدة في عصرنا. على التيار الدستوري أن يولد في كل بلد عربي لمواجهة شطط أهل الممانعة والعفاف. هذا هو التناقض الرئيسي اليوم، كل التناقضات الأخرى تخضع له.

جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: في البدء كان منطق الساحة
الكاتب : فؤاد المقدم

- بعيداً عن منطقي الموالاة والمعارضة نرى في مجرى الأحداث المتوالية ارتداداً بالأزمة اللبنانية إلى ما قبل تسوية الطائف، وهو ارتداد يرتدي وجهين مترابطين:
استنزاف الملف اللبناني، وصولاً الى الانهيار الذي بدأ يطول مقومات وجود البلد من دون استثناء أولا، والامعان في تحويل لبنان الى مجرد ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية ثانياً.
- يعتبر الكاتب ان علل السياسات التي يعتمدها فريقا الموالاة والمعارضة في النهج ترتكزعلى علتين ـ حقيقيتين:
الحقيقة الأولى: إن وقائع المواجهة الدائرة تشير إلى اننا لسنا أمام برنامجين ومشروعين سياسيين، يشكل أحدهما بديلاً للآخر، وتنتظم في إطار كل منهما رؤية سياسية اقتصادية اجتماعية في السياسة الداخلية، متسقة ومقرونة مع رؤية لموقع لبنان الإقليمي وعلاقاته الدولية، ان جوهر الأزمة يدور في الواقع وفي الدرجة الأولى على السلطة، على تركيبتها ونوع التوازن الطائفي ضمنها....ان هذا المسار هو بالتعريف مسار تأبيد للصراع لا مشروع إنتاج لدينامية الحل المنشود ـ وهو لا ينتج أكثر من مشاريع تقاتل دوري عبثي .
الحقيقة الثانية: هي حقيقة مراوحة الأزمة الراهنة تحت سقف موقف انتظاري عقيم، بصرف النظر عن الأثمان الباهظة التي يدفعها الشعب اللبناني وان مصلحته تكمن في تقطيع الوقت اللبناني الصعب..في المقابل هناك من يعتبر ان المعارك التي يخوضها في الداخل، والسعي الى تحسين موقعه الطائفي في معادلة السلطة، هما الشرط الأساسي لاستمرار المعركة مع العدوان الإسرائيلي والهيمنة الأميركية، ويقدم اجتهادات استراتيجية حول ارتباط أزمة لبنان بأزمة المنطقة.
- يعتبر الكاتب ان الفارق يبدو جوهرياً بين الدعوة إلى الالتحاق بالهيمنة الاميركية، وبين الدعوة الى مواجهة هذه الهيمنة ومعها العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، إلا أن الحصيلة الموضوعية لمسلك هذا الفريق او ذاك، تؤدي الى خوض معارك بديلة بفعل مسلك الفريق الأول، وتقع في دائرة استنزاف لبنان وتهميش قضيته الوطنية بفعل مسلك الفريق الثاني. ...فلقد وصلت «اللبننة» بالبعض الى عدم الاعتراف بشيء اسمه القضية الوطنية اللبنانية، المهددة من جانب اميركا واسرائيل، وانكار وجود مشروع اميركي اسرائيلي يهدف الى السيطرة...وعليه عمد هذا الفريق الى قلب المعركة رأسا على عقب وحولها الى معركة مفتوحة مع حزب الله ومعه المحور الايراني ـ السوري.
- ليست المشكلة بالطبع في خيار المقاومة كخيار واجب وأكيد، المشكلة تكمن بالتحديد في مستويين اثنين:
المستوى الأول: في تصنيف لبنان بكونه ساحة من ساحات الصراع الشامل في المنطقة، وعليه فالترابط الموضوعي بين قضية لبنان وقضايا المنطقة ليس مرادفاً للاندماج بين هذه وتلك، والتميز ليس مرادفاً للفصل بين قضايا الصراع الشامل في المنطقة...يتجلى في مقدار نجاح هذه المقاومة في حشد طاقات الشعب اللبناني في مواجهة العدوان وفي استقلاليتها النسبية، ممارسة وتحالفات، على قاعدة الحفاظ على أولوية المصلحة الوطنية الواجب تأكيدها.
المستوى الثاني: اختزال قضية لبنان في جانبها التحريري، وتغييب جانبها الديموقراطي، ليس هذا فحسب بل استبدال هذا الأخير بالانخراط في معادلة الصراع الطائفي والمذهبي...ان هذا البحث هو الذي يجعل المسائل مقلوبة رأساً على عقب ويؤول الى أضرار سياسية قاتلة تستنزف انتصارات المقاومة وتسهم في تهميش القضية الوطنية اللبنانية.
- في امتداد الصراع المفتوح بين الموالاة والمعارضة يرتسم خط الانقسام بين النظرتين «الاستراتيجية» و«المحلية» فوق خط الانقسام الطائفي والمذهبي، ويجري الحوار المتخاصم حول الوفاق الداخلي.. وخلاصة القول هنا، ان منطق الساحة وصراع المعادلات الطائفية توأمان سياسيان لا ينفصلان، وجود أحدهما يستدعي وجود الآخر..

جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: الأزمة في الديموقراطية التوافقية لا في انتخاب الرئيس
الكاتب : حسين كنعان (باحث)

- يعتبر الكاتب إن الازمة اللبنانية "المعضلة" لا تكمن في انتخاب الرئيس انما تكمن في الديموقراطية التوافقية والثقافة السياسية التي يتحلى بها اللبناني والتي جعلته يقع تحت تاثير لعبة النظام الدولي والاقليمي... فالثقافة السياسية باعتماد العلمنة كنظام سياسي نجحت الى حد كبير ولكنها لم تستطع نزع فتيل الدين كلياً عن النهج السياسي..ولو كان هناك ثقافة سياسية واحدة في العالم لتآلف البشر وحلوا مشاكلهم بالطرق السلمية والحضارية. وبسبب ذلك تجد ضمن بوتقة الوطن الواحد الذي لم يتبنّ العلمنة كنظام سياسي نماذج ثقافات سياسية تتلاطم مع بعضها البعض كامواج البحر، ولا تشكل تياراً واحداً. ولبنان ليس بمنأى عن هذه الاوصاف. فبدل ان تكون التعددية الثقافية لديه مصدر غنى للوطن فقد اصبحت وباء يعبر حدود الوطن ليبني لنفسها تحالفاً وترابطاً مع الغير على حساب الوطن واهله..
- في بلد الديموقراطية التوافقية يتغنون بالديموقراطية وهم لا يطبقونها وليس لديهم قانون انتخاب ثابت...هكذا تصبح ثقافة اللبناني السياسية جامدة وغير قابلة للتغيير في عالم يتغير بسرعة الزمن والأنظمة سياسية تطور نفسها يوماً بعد يوم نحو الافضل، فكيف بنا نتحدث بدون خجل ولا وجل بالطائفية والمذهبية وكأنها خبزنا اليومي!!...
- إن اللبناني يتمتع باعلى نسبة من الوعي السياسي في المنطقة واضعاف ما هو عليه في الغرب واميركا ...في حين تحول المواطن الغربي الى اتقان عمله واختصاصه وحوّل كل طاقاته الى الابداع في الحقل الذي يعمل فيه وترك امر السياسة لاهلها فلا تدفعه ثقافته السياسية أن يحوّل كل افكاره واختصاصه الى العمل السياسي، ولكنه في الوقت نفسه عليه أن يراقب عن كثب الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي وينتقد لتصحيح المسار ويحاسب يوم الانتخاب..
هل ما يحصل في انتخاب الرئيس هو لصون الوطن وسيادته واستقلاله والوقوف في وجه كل من يريد الحاق الضرر به، والسير به الى الصدارة بين الأمم؟ اذا اردنا رئيساً للجمهورية بعيداً عن الثقافة السياسية الطائفية وعلى اساس ثقافة سياسية وطنية يحمل هموم الوطن واعباءه علينا ان نعطيه الصلاحيات الاجرائية وليس فقط ترؤس مجلس الوزراء عندما يشاء دون حق التصويت....فاللبنانيون اصحاب الثقافة السياسية الوطنية يريدون رئيساً يتمتع بصلاحيات الرئيس الذي يقف في وجه كل من يريد أن يجعل من الساحة اللبنانية ساحة حرب للآخرين على ارضه رئيس لا تديره الازمة ولا يدير الازمة...

جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: المسؤولية الشيعية في الاستحقاق
الكاتب : نديم قطيش (صحافي)

- محظوظة الطائفة الشيعية في لبنان. حظها تترجمه وفرة الفرص التي اتيحت وتتاح لقيادتها السياسية المكرسة، "حزب الله" و"حركة امل"، للإنخراط في "اللبنانوية الجديدة" المولودة من رحم جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري
عبر قواها وجمهورها المركزي، خارج السياق الوطني المنبعث عن تداعيات الجريمة.
-بين الفرص المهدورة يبرز التخلف عن المشاركة في إخراج مخابرات دمشق وجيشها من لبنان كما يبرز الارتباك والمناورة حيال المحكمة ذات الطابع الدولي أم في الفرص المتاحة راهناً فيبرز الدور المرتجى لبعض القيادة المكرسة للطائفة الشيعية في إنجاز الاستحقاق الرئاسي والإنحياز الى مسؤوليات الموقع الابرز للطائفة في النظام السياسي اللبناني وهو رئاسة مجلس النواب من موقع وحسابات وموجبات ومسؤوليات ما بعد 14 شباط 2005.
فالتبديد الدراماتيكي لفرصتي الانحياز غير المشروط لـ "السيادة والحقيقة" أسس لشرخ سياسي إجتماعي إمتدت تفسخاته الى صلب العقد الاجتماعي اللبناني وعلاقات مكوناته الطائفية بالجمهور المركزي للطائفة الشيعية. ولم تنجح في التخفيف من حدته أنشودة تفاهم عون - "حزب الله"، لما أوحته منذ اليوم الاول بالوظيفة الاداتية والإستخدامية للتفاهم الذي أطاحت حرب تموز 2006 اصلاً موجباته واعصابه الاساسية إطاحة كرسها في الاسابيع الاخيرة إنكشاف عدم رغبة "حزب الله" في ترشيح الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.
- الطائفة الشيعية ومن خلال موقع رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره المؤسسي تشكل رافعة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي كما يشكل الاستحقاق رافعة للعبور بها نحو شراكة وطنية حقة تعيد موضعة الشيعة في صلب الكيانية اللبنانية، بدل ان تكون الطائفة بحكم تحالفاتها الاقليمية منصة لا ترى في الكيان الا ممراً آمناً لخيارات المواجهة المفتوحة بين شياطين الشرق الأوسط.
- يشكل هذا الموقع قناة جدية لإعادة وصل الطائفة الشيعية بالواقع العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ومصر، وذلك عبر بذل كل ما من شأنه تأمين حصول الاستحقاق وإيصال رئيس قادر ومؤتمن على العبور بالمحكمة الدولية الى الحقيقة، وبالعلاقات اللبنانية السورية الى سوية سيادية خالصة، وبسلاح "حزب الله" الى افق وطني يحتكم في الصراع مع اسرائيل الى حاجات لبنان ومصالحه وقدراته ومستقبله ضمن إطار عربي عنوانه مبادرة الأمير عبدالله في قمة بيروت 2002....ويمكن المغامرة بالقول إن موقع رئاسة مجلس النواب اليوم يتحمل مسؤولية، ويملك القدرة على إعادة تعريف المشاركة السياسية للشيعة في النظام السياسي اللبناني.
- تتلازم فرصة الدور الشيعي في إنجاز الاستحقاق الرئاسي مع فرصة تغليب كيان الدولة على كيان المقاومة، اللذين يوازي "حزب الله" بينهما مجتهداً في بلورة آلية "التكامل" بين الكيانين وهو ما تختصره الدعوة الى "رئيس يحمي المقاومة". فالمسؤولية الشيعية اليوم كبيرة في إيجاد وتسهيل وصول رئيس يحافظ على إنجاز المقاومة ويحمي قيادتها وافرادها ويحفظ تراثها في الوقت نفسه الذي يوفر فيه اطاراً وطنياً شاملاً لحوار يعالج مسألة سلاح "حزب الله" يلوح الاستحقاق الرئاسي فرصة وطنية عامة بقدر ما يلوح فرصة شيعية للعودة الى الدور التاريخي الذي لعبته الطائفة من موقع التصاقها بالكيان اللبناني

جريدة الحياة/ رأي وافكار
المقال: فخامة الرئيس... جلالة الوطن
الكاتب : زهير قصيباتي

- لا أحد يطرح اليوم تساؤلاً «بريئاً» من نوع: لمَ الأولوية، لفخامة الرئيس أم جلالة الوطن؟ ان المطارنة أطلقوا نداءهم محمّلاً بمرارة اليأس التي قد تدفع بعض المنتقدين الى الحديث عن «تنصل» من تداعيات المرحلة لكأن المطلوب ان تصوّت البطريركية المارونية على مرشح مفضل، فتأخذ دور النواب.
- وطن بلا بشر، هل يبقى جمهورية، ولو عادلة؟ كان بإمكان الزعيم ان يتخطى الأسلاك الشائكة، أي نصر يرفَع راياته على أشلاء بلد، ومصير أجيال تبحث عن رجالات بلد، لا تمتشق سيف الطعن في الضمائر؟ في خريف لبنان، يمكن لـ8 آذار و14 آذار ان يمضيا الى حيث لا يريدان، الى صقيع الفراغ في موسم حرائق مشبوهة. ولكن هل يصدق اللبناني أنهما أقل غيرة على الجمهورية المنكوبة، من «إيمان» بوش بديموقراطيتها وحرص ساركوزي على سيادتها إنها ساعة الحسم للبنانية جميع اللبنانيين الذين سيدفعون وحدهم ثمن الصدام الكبير.

جريدة الحياة / رأي وافكار
المقال: الكل يريد الحرب
الكاتب : حسان حيدر
- اسرائيل تريد الحرب: لان هاجس الأمن عاد ليطغى على ما عداه وليصبح الذريعة الاولى لرفض اي «تنازل» وأن اسرائيل لن تسمح بأي اختلال في ميزان القوى،واسرائيل تريد الحرب لأنها تعتبر انها لم تحقق اهدافها في عدوان تموز (يوليو) 2006 بعدما بقيت البنية الاساسية لـ «حزب الله» وترسانته على حالها، ولأنها ايضاً تريد استعادة قدرة الردع التي فقدتها في لبنان وغزة..
- «حزب الله» يريد الحرب : لأنه يرغب في الخروج من زواريب السياسة الداخلية التي حولت مقاتليه الى معتصمين ضجرين في وسط بيروت، ولأنه يريد ان يؤكد لاسرائيل قدرته المقابلة على الردع وإفهامها بأن أي اعتداء على ايران لن يكون نزهة، وان صواريخه جاهزة للانقضاض مجدداً على مدنها مهما بعدت. ويريد الحزب الحرب ايضاً لأنه يرغب في استرجاع جمهوره العربي الذي باتت تساوره الشكوك في مدى ارتباطه بأهداف ايران الاقليمية، ولأنه يكاد يتحول في نظره الى «مجرد أداة» سورية في لبنان.
- ايران ايضاً تريد الحرب لأنها تواصل عمليات تخصيب اليورانيوم... وسورية ايضاً تريد الحرب، ولو على غير أرضها، لأنها يمكن ان تفك عزلتها وتعيد خلط الاوراق والمعادلات، واميركا تريد الحرب لأنها قد تنقذ سمعتها المنهارة في العراق.. هي تريد الحرب ايضاً لأنها حريصة على أمن اسرائيل ولا تريد ان ترى له تهديداً سواء جاء من ايران او من «حزب الله» او من «حماس»،....واخيرا هناك جنرالات صغار في لبنان من ذوي الرؤوس الحامية يريدون الحرب ايضا، وهم لذلك يتسلحون ويتدربون... ويتحضرون لاقتحام السراي الحكومية.
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي/ المقال: لبنان بين الراعي والذئب/ وليد ابي مرشد
- أما وقد تحولت انتخابات الرئاسة في أصغر دولة من دول العالم العربي (وأكبرها عقدا) إلى قضية «دولية» لماذا لا يستثمر اللبنانيون هذا الاهتمام الدولي لينتجوا، ولو مرة في التاريخ، استحقاقا لبنانيا خالصا، ويعيدوا رئاسة لبنان إلى لبنان؟ غداة بيان ما سمي بـ«اللقاء السباعي» في اسطنبول (3/11/2007) لم يعد مقبولا أن يبقى لبنان عنوانا محيرا للأسرة العربية والدولية،
- تتجاوز المشكلة التي تعامل معها «اللقاء السباعي» في اسطنبول قضية أي رئيس يريد اللبنانيون... إلى قضية أي لبنان يريدون. والسؤال لا يبدو غريبا على دولة لم تنقض أكثر من ثمانية عقود على كيانها الجغرافي الراهن، ففي مفهوم اتفاقية سايكس ـ بيكو كان «لبنان الكبير» نطاق ضمان للأقلية المسيحية في الشرق الأوسط وظل كذلك إلى أن صنفه اتفاق الطائف كيانا عربيا «نهائيا» لجميع أبنائه.
- رغم ذلك، لا يزال لبنان في رؤية حزب الله مثلا مجرد «ساحة» من ساحات الشرق الاوسط المفتوحة على التجارب الاصولية وفي «آيديولوجية» الاحزاب والمجموعات التي تدور في الفلك السوري مجرد ملعب خلفي لنفوذ دمشق. في قناعة شريحة واسعة من اللبنانيين لا يزال لبنان وطن الآباء والأجداد، ولكن واقعه السياسي الراهن يشير إلى انه حلبة مقارعة بين الشمولية الأصولية والديمقراطية الغربية، ظاهرا، وخط تماس لصدام المصالح الاميركية والإيرانية ـ السورية باطنا.
هل يلتقط نواب لبنان هذه الفرصة ويوظفونها في قيام دولة الاستقلال؟ مؤسف ان انتخابات الرئاسة، في حسابات بعض الأحزاب المحسوبة «لبنانية»، ليست «قصة رمانة.. بل قلوب ملآنة» من دعاة الاستقلال عن سلطة الوصاية. رحم الله من قال: لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم.

جريدة الشرق الاوسط / الرأي
المقال: لبنانيات: مانديللا
الكاتب : سمير عطا الله

- في باريس طرح عون نفسه على أنه ديغول لبنان أو جورج واشنطن أو نابوليون. وكان كل أسبوع على الأقل يدعو الى تحرير لبنان من سورية ومن «حزب الله». وصار من الصعب ملاحقة التحولات السياسية. فالذين كانوا من غلاة «القوات اللبنانية» أصبحوا في دائرة «الوفاء لسورية»، وبعض الأحزاب التي ذهبت الى الخنادق ضد الفلسطينيين وسورية، انتقلت الى خندق القتال في سبيل سورية.
- إن العماد عون في نهاية المطاف، جزء من بلد صغير محكوم بسياسة البقائيات ونقل مواقع الاسترضاء والانقلاب على النفس قبل الانقلاب على الآخرين. فماذا لو تواضع ميشال عون قليلاً وبدل ديغول ونابوليون، طرح نفسه على اللبنانيين، جميع اللبنانيين، انه نلسون مانديللا. إنه رجل المصالحة والقفز فوق الثأر والانقسام ماذا لو وقف عون على سلم الطائرة الفرنسية العائدة به وقال للبنانيين: ها هو المنفى خلفي وسنوات المنفى ورائي ولن اظلم أحداً كما ظُلمت ولن انتقم من أحد كما انتقموا مني،...لكن العماد عون عاد ليحصي المقاعد النيابية التي خسرها لا التي ربحها. وإذ خرجت الناس لاستقباله لدى وصوله، أسكت الأصوات المرحبة متضايقاً. وبدل أن يقول إنه عائد ليشِّرف نفسه بموقع الرئاسة صدرت المقالات والكتب والملصقات التي تقول: «الرجل الذي تسعى الرئاسة إليه». ...كنا نعتقد ذات يوم بَعُد كثيراً الآن، أن ميشال عون سوف يكرر تجربة فؤاد شهاب. لكن للأسف لم يكرر سوى تجربته.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد