تحقيقات » الحلقة الأولى عن ملف العملاء في صحيفة الديار

هكذا تهاوى عملاء اسرائيل.. بين مطرقة مديرية المخابرات وسندات شعبة المعلومات..صرخ الصبي: &laqascii117o;إنها سيارة والدي"!.. وبدأت قصة إنكشاف العميل رافع
حسين خطّاب استثمر موقع شقيقه الشيخ جمال في عين الحلوة وشكّل مع رافع شبكتين مفتوحتين
لم تعرف اسرائيل عبر تاريخها هزيمة الا في لبنان، بعدماحطمت المقاومة اللبنانية اسطورة &laqascii117o;الجيش الذي لا يقهر" وسقوط الشبكات الاسرائيلية للتجسس بمعظمها في قبضة الاجهزة اللبنانية بعمليات نوعية برعت في ادارتها &laqascii117o;مديرية المخابرات" في الجيش اللبناني &laqascii117o;وشعبة المعلومات" في قوى الامن الداخلي، فاذا بالعدو الاسرائيلي نمر من ورق على الساحة اللبنانية، بعدما كان يمثل بعبعاً حقيقياً في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، والحق يقال ان النصر الاستخباري الذي حققته الاجهزة اللبنانية في حروب الظلال يوازي &laqascii117o;النصر الالهي" في المنازلة العسكرية ابان عدوان تموز 2006، مما خلق معادلة توازن الرعب مع اسرائيل التي سيفكر قادتها طويلاً قبل الاقدام على مغامرة جديدة، لا سيما وان قصف بيروت سيقابله ضرب تل ابيب وما بعد بعدها.
في عام 1967 وفي اجتماع استثنائي طارئ لمجلس الوزراء الاسرائيلي سألت غولدا مائير وزير دفاعها موشيه دايان: كيف اعتمدت في حربنا ضد العرب على التكتيك الذي جاء في كتابك عن سيناريو المعارك ضد الجيوش العربية؟ فاجاب دايان: العرب لا يقرأون واذا قرأوا الكتاب فلن يصدقوا ان من يكشف خططه قبل حصول المعركة سيلجأ الى تطبيقها لدى اندلاع الحرب.
نامت اسرائيل على امجاد بنتها امام ضعف العرب الغارقين عبر تاريخهم في خلافاتهم الضيقة.
معتمدة على تفوق جيشها وهذا التفوق لا يعتمد على ترسانتها العسكرية، بل على العمل التجسسي لاجهزتها المخابراتية الثلاث: &laqascii117o;الموساد" و&laqascii117o;امان" و&laqascii117o;الشاباك" والتي تغطي بشبكاتها معظم الدول، وكانت تفاخر بنجاحها في اختراق الساحة العربية حتى العظم، اذا استطاعت زرع جاسوسها ايليا كوهين المعروف باسم محمد امين ثابت في سوريا والذي كاد ان يصل الى رئاسة مجلس الوزراء في عهد الرئيس امين الحافظ لو لم يكتشف صدفة من قبل المخابرات المصرية.
ونجحت الاستخبارات الاسرائيلية في خرق وزارة الدفاع الاميركية بجاسوسها جوناثان بولارد عام 1986 والذي منح الجنسية الاسرائيلية عام 2008 والذي كاد يحدث ازمة ديبلوماسية بين واشنطن وتل ابيب، اما على الساحة اللبنانية فعاثت اجهزتها فساداً وتركت بصمات موجعة في الذاكرة اللبنانية في اكثر من عملية منذ قيام الجمهورية الى حد ان احد مؤسسي &laqascii117o;الشعبة الثانية" استقال من الجيش ايام فؤاد شهاب بناء على شكوك تعامله معها، وفي 10 نيسان عام 1973 نجح &laqascii117o;الموساد" الاسرائيلي باغتيال ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية هم كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف البخار.
مع حصول طوفان الحروب الاهلية في لبنان لعبت الاستخبارات الاسرائيلية دوراً بارزاً في ادارتها بعدما احرج بعض اللبنانيين فاضطروا للتعامل مع الشيطان، وعلى الرغم من وجودها المخابراتي اضطرت اسرائيل الى اجتياح لبنان لضرب البنى التحتية للثورة الفلسطينية عام 1982، وربما هذا الغزو شكل نقطة مفصلية في تاريخ لبنان من خلال انطلاقة المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال، وبلغت الذروة بعد انتقال البندقية من يد الاحزاب العقائدية التاريخية اللبنانية الى يد &laqascii117o;حزب الله" لتشهد الساحة المحلية اول مواجهة حقيقية بين الطرفين وعلى الصعيدين العسكري والامني معاً.
بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي مقهوراً من لبنان وفرار عناصر من جيش لبنان الجنوبي الى داخل الاراضي المحتلة، عمدت اسرائيل الى الاعتماد على اجهزتها الاستخباراتية لمسح الساحة اللبنانية والنفاد من خلالها الى ساحات مجاورة فنشرت شبكات عملائها معتمدة على عاملين: العامل الاول يقضي بتجنيد بعض فلول اللحديين وبعض من تعاملوا معها اثناء الاجتياح من لبنانيين والعامل الثاني يتمثل بالعنصر الفلسطيني للترابط العضوي بين الشتات والداخل الفلسطيني، وقد تركز العمل الامني الاسرائيلي باصطياد بعض الرموز الذين لعبوا دوراً ابان الثورة الفلسطينية في المقاومة، مما يؤكد نظرية &laqascii117o;بندقية للايجار" فاذا ببعض هؤلاء العملاء يثبتون من خلال عمالتهم انهم لم يمارسوا الثورة اطلاقاً.
بل كانوا مجرد مرتزقة يعملون لصالح من يدفع اكثر والاثبات على ذلك سقوط الاقنعة عن وجوه العملاء: حسين خطاب مسؤول العلاقات العامة في الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وعلي الجراح القيادي في &laqascii117o;فتح الانتفاضة" وزياد الحمصي مدعي البطولة في معركة بيادر العدس والذي يتباهى بوقوفه الى جانب دبابة اسرائيلية محترقة.
ولعل اللافت ان الجهد الاستخباري الاسرائيلية عمل على محاولة خرق كافة القطاعات في لبنان، الى جانب الهدف الرئيسي المتمثل بالجيش اللبناني و&laqascii117o;حزب الله" ومسح المخيمات الفلسطينية فزرعت عملاءها في الاحياء ونجحت في اغتيال بعض كوادر المقاومة الا ان الاجهزة اللبنانية كانت بالمرصاد ونتيجة جهد نوعي قامت به &laqascii117o;مديرية المخابرات" في الجيش اللبناني و&laqascii117o;شعبة المعلومات" في قوى الامن الداخلي تهاوت الشبكات الاسرائيلية على دفعات، وانتهى عهد ما تبقى من اساطير جهاز &laqascii117o;الموساد" و&laqascii117o;امان" و&laqascii117o;الشاباك" لتثبت الاجهزة اللبنانية ان اسرائيل فعلاً نمر من ورق.
كانت قهقهة العميل محمود رافع تجتاح المقهى الصغير في الطرف الغربي لبلدة حاصبيا، والذي كان يقصده باستمرار ليلعب الورق مع شلة من مدمني لعبة الـ14، والمقهى المذكور كعادة مقاهي البلدات اللبنانية لا يحمل اسما في زمن &laqascii117o;المول"، فالتواضع شيمة من شيم &laqascii117o;القهوة" وفق التسمية في البلدات والقرى اللبنانية.
دار الورق دورات عدة عادل فيها رافع ربحه مع الخسارة.
&laqascii117o;كيت" وفق تعبير اللاعبين قرابة منتصف ذلك الليل الطويل.
استأذن العميل رافع الشلة بعدما رن هاتفه الخلوي وابتعد الى باب المقهى ليرد على الطرف الآخر، خطا بضع خطوات امام المقهى تطلع صوب مخفر الدرك الذي يعلو &laqascii117o;قهوته" المفضلة وتابع كلامه على هاتفه لمدة 5 دقائق وفق من عايشوا تلك اللحظات، ودخل المقهى مجددا ليسأل عن &laqascii117o;قرعة المتي" استراح الورق لمدة ساعة او اكثر واراح اللاعبين، وانعقدت طاولة اللعب اثر ذلك.
كان العميل رافع &laqascii117o;يقفش" كلما ربح ضرباً، ولم يعط الساهرون اية اهمية لحركة كانت تجري في الخارج، علما ان صاحب المقهى علّق على الحركة بالقول: &laqascii117o;عليم الله يبدو ان بعض البيارتة بكروا على الصيفية"، قاصدا اهالي البلدة الذين يغادرونها الى العاصمة لاسباب تتعلق بالعمل والعلم، وعلى الرغم من نباهة صاحب المقهى الا ان الامر لم يعن شيئا لدى الشلة، ولا اثار ارتيابا لدى رافع الذي غرق في عملية اعتلام الورق، لم يدرك ان ورقته وقعت في ايدي &laqascii117o;مديرية المخابرات".
داهم الفجر اللاعبين فانفض عقد اللعبة وغادر كل من الساهرين الى منزله.
كانت الساعة الرابعة والنصف فجراً حيث يختلط آخر خيط من الليل باول خيط من الضوء.
صعد العميل رافع الى سيارته من طراز "رانج روفر".
ادار المحرك وانطلق نحو منزله في الطرف الغربي لحاصبيا سالكاً طريقا ضيقة &laqascii117o;قادومية" بالكاد تمر فيه سيارة، لاختصار الوصول الى منزله، فوجئ &laqascii117o;برانج روفر" يلج نفس الزاروب بالاتجاه المعاكس حيث لا مجال لمرور سيارتين وقبل ان يتوقف، كانت سيارة شيروكي اخرى تسد عليه من الخلف امكانية الرجوع، واطبقت عليه مجموعة مسلحة اقتلعته من سيارته ووضبته في صندوق سيارة مرسيدس &laqascii117o;مفيّمة" وانطلقت المجموعة الامنية المؤلفة من 3 سيارات بصيدها الثمين الى خارج حاصبيا باتجاه زمريا حرج الزهور مثلث كفرمشكي راشيا حيث انفجرت احدى العجلات، فنقل العميل رافع الى &laqascii117o;الرانج روفر" مكبلاً حيث جرى طيّه في الصندوق المكشوف وتابعت السيارتان طريقهما باتجاه الطريق الدولي بين المصنع وبيروت.
فوجئت عائلة رافع بسيارته التي كانت لا يزال محركها دائرا، واجريت اتصالات سريعة بجهات سياسية يحسب عليها ال رافع وانتشرت الحواجز المكثفة للجيش اللبناني ودوريات لقوى الامن الداخلي وبدأت التحقيقات المكثفة لتعقب ولو العثور على رأس الخيط لما حصل، فمن يجرؤ على اختطاف رجل من امام منزله، كان كل شيء متوقعاً الا ان ينكشف غطاء البئر ويعلن عن الوجه الحقيقي لاحد ابرز واخطر العملاء الذين جندتهم اسرائيل لخدمتها طيلة 15 عاما.
ووفق المعلومات ان انكشاف عمالة رافع تعود الى زلة لسان صدرت عن ابنه لدى مشاهدته الانفجار الذي اغتيل فيه الاخوان مجذوب بتاريخ 26 ايارمن العام 2006 مشيرا الى السيارة التي وضعت العبوة في بابها بالقول: انها سيارة والدي كانت هنا منذ يومين.
العميلان رافع وحسين خطاب
اعتمد العدو الاسرائيلي اسلوب الشبكات العنقودية في عمل اجهزته المخابراتية حتى اذا سقطت حبة من العنقود، لا تؤثر على بقية السلسلة اي ان كل عميل يشكل شبكة واحدة قائمة بذاتها، ومرتبط بضابط اسرائيلي يشرف على عمله، الا محمود رافع وحسين خطاب، فقد فتح &laqascii117o;الموساد" الشبكتين على بعضهما لاسباب تقنية كما تشير الوقائع، ولعل اللافت في هذا المجال ان هناك تناقضاً في المعلومات حول من جند الآخر، هل جند رافع خطاب ام العكس هو الصحيح، ففي حين ان رافع في معرض التحقيق معه اشار الى انه جند من قبل ضابط اسرائيلي يدعى &laqascii117o;ايوب" التقاه على معبر كفرتبنيت عام 1993 وطلب منه نقل رسائل الى حسين خطاب الذي تعرف عليه بعد ان زوده &laqascii117o;ايوب" بمواصفاته، ربما يكون الكلام صحيحاً اذا اضيف الى ما قاله امين عام الجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل الذي اتهم حسين خطاب باغتيال نجله جهاد بتاريخ 2/5/2002 في بيروت، في حين ان السلطة اللبنانية اتهمت شبكة رافع وخطاب باغتيال القياديين في &laqascii117o;حزب الله" علي صالح وعلي حسن ذياب اضافة الى تصفية الاخوين محمود ونضال مجذوب في مدينة صيدا في 26/5/2006 ويقول جبريل ان خطاب ثم تجنيده اثناء وجوده داخل السجون الاسرائيلية حيث افرج عنه ضمن صفقة تبادل الاسرى عام 1985، وتولى مسؤولية العلاقات العامة في الجبهة الشعبية القيادة العامة، وقد تم اعتقاله في سوريا اثر اغتيال جهاد جبريل وثم الافراج عنه من السجون السورية بعد وساطات قام بها رجلا دين سنيان احدهما فلسطيني من مخيم &laqascii117o;عين الحلوة" والثاني لبناني من مدينة صيدا، واستقال بعد الافراج عنه من مسؤولياته في قيادة الجبهة الشعبية جناح جبريل، ولعل ما يتوقف امامه المراقبون كيف ان المخابرات السورية التي يشهد لها بانها تستطيع انتزاع الاعتراف بسهولة لم تستطع الوصول الى خفاياعملية اغتيال جهاد جبريل الذي كان خطاب يشكل ذراعه اليمنى ومن اقرب المقربين اليه، واكثر العارفين بخفايا انفاق الناعمة من مداخلها الى محتوياتها فمخارجها، والجدير ذكره ان الشيخ جمال خطاب الذي يعتبر مرجعية اسلامية مهمة ومقاومة في مخيم &laqascii117o;عين الحلوة" هو شقيق العميل خطاب، وقد استغل الاخير موقع اخيه لنشر شبكة واسعة من العلاقات العامة داخل المخيم وخارجه.
رافع ومسيرة عمالة
بدأ رافع مسيرته مع العمالة في العام 1993 وفق اعترافاته بعدما جنده الضابط الاسرائيلي &laqascii117o;ايوب" على معبر كفرتبنيت بينما الموقع الاسرائيلي الذي يتابع القضايا الامنية &laqascii117o;تيكاروبكا" فيشير الى ان رافع ثم تجنيده من قبل مائير داغان عام 1989 قبل ان يصبح رئيسا &laqascii117o;للموساد" منذ خريف العام 2000 كان رافع رقيبا اول في قوى الامن الداخلي من مواليد العام 1949 والده قاسم ووالدته فوزية ورقم سجل نفوسه 214 حاصبيا.
في احد لقاءاته مع الضابط &laqascii117o;ايوب" كلفه بمسح مواقع &laqascii117o;حزب الله" ونشاطاته في نطاق مدينة النبطية عام 1993 مقابل اموال لتحسين وضعه الحالي، واتفق الرجلان على اجتماعات دورية كانا يعقدانها كل اسبوع، ومن ثم ربطه &laqascii117o;ايوب" بضابط اسرائيلي آخر يدعى &laqascii117o;ازاك" الذي اصطحبه &laqascii117o;وايوب" الى اسرائيل عبر الشريط الحدودي بعدما غطاه بشرشق طيلة الطريق لكي لا يتعرف عليه عناصر جيش لحد.
ما بين 1994 و1995 زار رافع اسرائيل عشرات المرات حيث كان ينزل في غرفة خصصت له في فندق &laqascii117o;هاغوشريم" في مستعمرة كريات شمونة وقد تم جمعه بالضابط سامي، وهو يهودي لبناني من وادي ابو جميل في بيروت، وقد شجعه على التعامل مع الموساد، ثم جمعه بعدد من الخبراء في الجيش الاسرائيلي وعرضوا عليه صوراً جدية لعدد من المخيمات والمواقع الفلسطينية وطلب منه تجنيد احد الفلسطينيين لمصلحتهم بغية الحصول على معلومات ثم قاموا بتدريبه على كيفية استعمال جهاز لاسلكي لاستلام الرسائل منهم وارسالها اليهم بواسطته، وكيفية تلقي الرسالة عبر الراديو على موجة &laqascii117o;SW1" وبطريقة مشفرة واجريت له اختبارات كانت ناجحة على جهاز ارسال وضع داخل صندوق خشبي يطلق رسائل صوتية وسلم اليه في نهاية التدريب مع كراس للشيفرة.
قام العميل رافع بتجربة هذا الجهاز في اماكن حددت له من قبل مشغليه على مفرق حبوش - الكفور - شوكين بعد توجيهه نحو جبل الشيخ ولكن بثه التجريبي لم ينجح، فاعاده لاحقا اليهم، حيث تم تدريبه مجدداً على جهاز آخر مزوّد بطابعة يبث رسائل خطية وكيفية تلقي الاسئلة عبر الجهاز والراديو وسلم الجهاز المذكور ضمن طاولة خشبية، وطلب اليه تشغيل الراديو ما بين الساعة الثانية والثالثة من بعد الظهر من كل يوم على الموجة &laqascii117o;SW1" واعطي لقب &laqascii117o;الفاروميو تانغو" كما سلم حقيبة جلدية سوداء اللون بداخلها مخبأ سري لاستعمالها في نقل المستندات والمعلومات ودفتر شيفرة للجهاز وعندما عاد رافع الى حاصبيا وضعه في غرفة نومه واجرى بثا تجريبيا ناجحا حدد بواسطته لمشغليه معالم مطلوبة في منطقة النبطية.
عام 1995 وبناء على طلب &laqascii117o;الموساد" توجه رافع وخطاب الى شاطئ الجية قرب فندق &laqascii117o;الاوراس" حيث كانت وحدة كوماندوس اسرائىلية مؤلفة من ستة عناصر مسلحين فخلعا ملابسهما وارتديا بزة بحرية مع عوامات وسبحا الى حيث كان بانتظارهما قارب مطاطي، صعدا اليه مع الكوماندوس وابحروا مسافة طويلة في عرض البحر حتى وصلوا الى احدى الخافرات الاسرائىلية التي كانت تنتظرهم وعلى متنها الضابط &laqascii117o;ايوب" ثم نقل رافع وخطاب الى حيفا ومنها الى صفد.وفي اليوم التالي عاد رافع الى حاصبيا عبر الشريط الحدودي وبقي خطاب في اسرائىل لمدة اسبوع تدرب خلاله على الراديو وجهاز البث واعطي لقب &laqascii117o;يوني نورم ليما اكسترا" لمناداته به على الموجة &laqascii117o;SW1".في العام 1997 التقى رافع بالضابطين شوقي وناتان في فندق &laqascii117o;هاغوم شريم" حيث حددا له عمله المقبل بنقل اشخاص بحوزتهم حقائب متفجرات واموال من داخل اسرائىل الى اماكن مختلفة من المناطق اللبنانية وخصوصا منطقة جبيل بعد تحديدها له من قبلهما على ان يقوم باستكشاف طرقها وتحديد المعالم البارزة فيها بالإضافة الى نقله شخصيا لمثل هذه الحقائب وطمرها في الارض ووضع اشارة معينة فوقها لاستلامها لاحقا من قبل عملاء مجهولين، وهذا ما عرف بالبريد الميت.
طلب &laqascii117o;الموساد" من رافع استئجار شاليه في بيروت واخرى في مسبح &laqascii117o;غولدن بيتش" في انطلياس بهدف ايواء سعاة &laqascii117o;البريد الميت" في حال تعذر اعادتهم الى المنطقة التي استلمهم منها داخل الاراضي اللبنانية في التوقيت المحدد ثم استأجر عام 2002 شاليه اخر في &laqascii117o;طبرجا بيتش" باخراج قيد مزوّر يحمل رسمه الشمسي باسم يوسف زيدان اعطاه اياه &laqascii117o;الموساد" كما استأجر شاليه في العام 2004 في مسبح &laqascii117o;سانت بول" بنفس الاسم وللغاية نفسها.
بين العامين 1997 و2005 نقل رافع عددا من الاشخاص عرف منهم ابراهيم محمد ياسين من مواليد الدلافة عام 1966 والدته لطيفة رقم سجل نفوسه 7 حاصبيا والملقب &laqascii117o;بهافي" وهم يقيم في اسرائىل والسوري &laqascii117o;ميشال" وفؤاد ولقبه &laqascii117o;الدعبول" من منطقة حاصبيا وجورج من جزين وكان يقوم بنقلهم من اسرائىل واحيانا من بلدة &laqascii117o;عميق" في البقاع الغربي ومن بلدة &laqascii117o;الجية" قرب مطعم &laqascii117o;الاوراس" وشاطئ شركة كهرباء الجية وبحوزتهم حقائب متفجرات ومال وذلك الى عدد من المناطق اللبنانية.
قبل ان يغادرهم رافع كان يستلم منهم هاتفا خلويا من نوع &laqascii117o;نوكيا" مرتبطا مباشرة بضباط &laqascii117o;الموساد" في اسرائىل وكان يتم الاتصال بهم بالضغط على الرقم 1 والرقم 9 وذلك لتلقي التعليمات منهم بنقل الاشخاص مجددا بعد انتهائهم من تنفيذ مهامهم الى الاماكن التي التقاهم فيها حيث يعمد الى اتلاف الجهاز الخلوي وفي حال تعذر عليه الوصول بهم الى هذه الاماكن ينتقل بهم الى الشاليه المستأجر للإقامة فيه.
بعد هزيمة العدو الاسرائيلي بسنة وانسحابه من الشريط المحتل سافر رافع الى ايطاليا ومنها الى اسرائىل حيث اخضع لدورة تدريب على جهاز ارسال هو عبارة عن تلفزيون وطاولة بداخلها مخبأ سري يحتوي على طابعة مزودة بشاشة لقراءة الرسائل الواردة اليه، وافهم ان التلفزيون مجهز بضوء احمر من قبلهم يضيء عند تلقيه رسالة منهم فيعمد عندها الى وصل الطابعة بشاشة التلفزيون فيظهر نص الرسالة على شاشة الطابعة ليعرف المطلوب ويرسل الاجابة.وبعد مرور شهرين تلقى رافع اتصالات من &laqascii117o;الموساد" للانتقال ليلا الى شاطئ الجية ففعل ووجد جورج وفؤاد بانتظاره وبحوزتهما كرتونتان احداهما تحتوي على جهاز تلفزيون واخرى على طاولة ونقلهما الى منزله في حاصبيا ووضعهما داخل غرفة نومه وبدأ باستعمالها وفق التعليمات.
وبين العامين 1998 و1999 اشترك رافع مع عملاء اخرين بتنفيذ عمليات اغتيال طاولت كوادر &laqascii117o;حزب الله" والمقاومة الفلسطينية بواسطة تفخيخ سياراتهم او بزرع عبوات ناسفة وكان رافع يقوم بنقل الاشخاص المشاركين في هذه العمليات من منطقة الشريط الحدودي ومن خلوات حاصبيا وشاطئ الجية مزودين بحقائب المتفجرات ومن ثم اعادتهم الى هذه المناطق بعد تنفيذ مهامهم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد