مقابلات » أوكتافيا نصر في إجازة.. ولم تستقل من «ال بي سي»!

الضاهر: «نتعاون معها و4 إعلاميين.. وفي نهاية الشهر نقرر»

- صحيفة "السفير"  
 
فاتن قبيسي

استقالت الزميلة أوكتافيا نصر من «ال بي سي» التي دخلتها في أيار الماضي في مهمة استشارية؟ أم أنها لم تستقل فيما الإدارة استغنت عن خدماتها؟
سؤالان تتقاسمهما بعض وسائل الإعلام من باب التوكيد لا الاستفهام. غير أن رئيس مجلس إدارة «ال بي سي» بيار الضاهر والزميلة أوكتافيا نصر نفيا لـ«السفير» الطرحين السابقين، مؤكديْن أن نصر التي انتقلت مؤخرا الى الولايات المتحدة، حيث مكان إقامتها، هي في إجازة اليوم، بانتظار أن تقرر إدارة «ال بي سي» مدى إمكانية الأخذ بمقترحاتها التي قدمتها للإدارة، من أجل إرساء نشرة إخبارية جديدة في القناة.
وتوضح نصر أن خبر الاستقالة الذي تتناقله بعض المواقع الإلكترونية عار من الصحة، «لأنني لم أُوظف حتى أستقيل، بل إنني عملت في القناة بموجب التعاقد. وتسلمت مهمة استشارية بموجب اتفاق شفهي مع الضاهر، مبني على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى للاستكشاف ووضع توجه معين، وقد استغرقت 15 يوماً. والثانية تتعلق بتطبيق الاقتراحات وانتهت في 31 تموز الماضي. ومن المفترض بعد هذه الإجازة الصيفية أن تقرر الإدارة بشأن إمكانية التعاون معا في إطار المرحلة الثالثة، المتعلقة بإطلاق النشرة الإخبارية الجديدة».
وتضيف: «أنا أقدم النصيحة فقط، لدي اقتراحات.. وإدارة القناة تقرر ما إذا كانت قابلة للتطبيق أم لا. وهي تقرر بشأن عودتي وتوقيتها».
من جهته، يقول بيار الضاهر إن نصر في إجازة ندرس خلالها الاقتراحات التي قدمتها هي وأربعة إعلاميين آخرين في مجال تطوير قـسم الأخبار، وذلك في ما يشبه استدراج العروض. ومن المقرر أن نختار أحد الإعلاميين الخمسة، في نهاية شهر رمضان الجاري، للتعاون معنا في إطار المرحلة الثالثة من التعاون».
ويلفت الى أن المتلقي أصبح أقل متابعة للتلفزيون، لأنه بات يفضل تلقي الخبر، إما عبر الخلوي، أو عبر «آي باد». ويؤكد أن القناة ستقوم بعمل مهني كبير، وأن تطوير الأخبار سيطال كل الوسائط الخاصة بها، بما في ذلك الموقع الإلكتروني، مؤكداً أنه موقع ضعيف جداً، وتحديداً في خانة «الفيديو»، بسبب مشكلة محدودية سعة الإنترنت في لبنان، الذي يحتل مرتبة 173 من أصل 164 بلداً يعانون من التأخر الإلكتروني!».
وأوكتافيا نصر، التي كانت رسمت خارطة طريق لنشرة إخبارية متطورة عبر «ال بي سي»، ترى أن الإعلام اللبناني، وخصوصا نشرات الأخبار، تفتقد الى ثلاثة عناصر، أولها تقصي الحقائق، بحيث أن الوسائل الإعلامية اليوم هي أبواق لزعماء وسياسيين، وأن الإعلامين نشطاء وليسوا صحافيين، والإعلام أجندة وليس رسالة، فيما المطلوب منه أن يمثل الشعب ويحاسب المسؤولين. وتؤكد أن «ال بي سي» قادرة فعلاُ على أن تلعب هذا الدور في حال كان هناك فعلاً نية بالتغيير».
وتلفت الى أن «ال بي سي» انطلقت منذ 26 سنة كأول قناة مستقلة في الشرق الأوسط. صنعت ثورة إعلامية يومها، ولكن على مدى 26 سنة، لم نتغير، بقيت القنوات تقلد بعضها البعض، فالقنوات أو الصحف القديمة والعريقة تستصعب التغيير وتخافه، بسبب وجود عقليات متجذرة في تقاليد مهنية معينة، ولكن عنصر الشباب فيها يساعد على ذلك».
العنصر الثاني هو السبق الصحافي، تتابع نصر، وهو ما يميز مؤسسة إعلامية عن غيرها. الكل يغطي استقبالات السياسيين ولقاءاتهم... ولكن التميز هو الملك. يجب أن نغطي الخبر الذي لا يجده المتلقي في وسيلة أخرى، وتغيير الأسلوب الذي غالباً ما يكون مملاً. فعندما تحرر الأستونيون السبعة في لبنان على سبيل المثال، ساعدت في نشر الخبر كسبّاقين في «ال بي سي»، وكنت سعيدة بذلك. يجب أن نجعل المشاهد يختار وسيلته الإعلامية بخياره، لأنها تحكي لغته وتسمع صوته، لا أن يتابعها لأنه يتماهى معها سياسياً، أو من حيث التوجه أو العقيدة».
أما العنصر الثالث الذي تفتقده نشراتنا الإخبارية، تقول نصر، «فهو التأخر في كيفية الاستفادة من التكنولوجيا والإنترنت لمساعدتنا في نقل الخبر. التكنولوجيا يجب فهمها وامتلاكها، وهي كحصان قد يسقطنا من على ظهره إذا لم نعرف كيف نتعاطى معه».
ورداً على سؤال حول تعاطي الإعلام العربي مع الثورات العربية، تقول نصر، لم يعطها الإعلام حقها. ما زلنا نتعاطى معها وكأننا بعدُ متفاجئين. وعلى أساس تصنيفها كفئة أولى، وفئة خامسة. وقد كانت تشكل فرصة مناسبة لإثبات جدارة الإعلام العربي، الا أنهم أثبتوا أنهم ضعفاء، وغالبية الإعلام هو إعلام دول وحكومات. وصحيح أنه إعلام يتكلم العربية، الا أنه مملوك من قبل الحكومات الأجنبية. ليس من ميديا عربية مستقلة أو شاملة.. وعلى كل حال، لم نكن مستعدين للثورات العربية أو لظرف يفرض علينا الاستقلالية المهنية، أعتقد أننا سنصل الى إعلام متطور، ولكن ذلك سيستغرق وقتاً».
وتلفت محررة شؤون الشرق الأوسط السابقة في محطة «سي أن أن» الأميركية، الى «أن النشرات الإخبارية التلفزيونية مكلفة جداً، وغير مربحة، بل أنه يصعب جدا تسديد التكاليف الباهظة. فإذا كانت القناة تسوق لبلد أو حكومة، يكون هدفها حصاد المردود المعنوي، ولكن تبقى المهمة الإعلامية المحضة صعبة جداً».
وتقول نصر رداً على سؤال «أن ثمة خيارات إعلامية عدة للمشاهد في أميركا (وسائل إعلام، وكابل..)، ولكن ما أفضله هو «الإعلام العام» أو «الراديو الوطني»، وتلفزيون PBS اللذين يقومان على تبرعات المواطن، وقد تحررا من كل التوجهات السياسية لأن الناس تموله. أما عربياً.. فهناك فهم مختلف جداً للإعلام».

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد