صحف ومجلات » أخبار ومقالات من مجلات أسبوعية لبنانية

- مجلة 'الشراع'

اعترف مسؤول في حزب الله أن بعض القياديين الكبار في الحزب تحولوا الى رجال أعمال وأصحاب ثروات وأملاك في بيروت والبقاع وجبل لبنان.
وأكد المسؤول الحزبي أن هناك أبناء لمسؤولين كبار معروفين في الحزب من بينهم الشيخ نعيم قاسم الذي يملك مدارس المصطفى وهو الشريك الاساسي في مشروع الطاقة الشمسية الذي كانت وزارة الطاقة أعلنته في لبنان عام 2010، ومسؤول لجنة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، وأبناء الشيخ محمد يزبك حسين وباقر وحسن، وعضو المكتب السياسي الحاج محمود قماطي، ومن بينهم نجل القيادي عماد مغنيه باتوا يمتلكون ثروات هائلة جرّاء الاختلاسات والإتجار بالممنوعات والسيارات المسروقة والتي تُهـرّب إلى لبنان من دون خضوعها للجمرك في الوقت الذي يتقاضى فيه وفيق صفا سمسرات وعمولات من اصحاب اللوحات الاعلانية في منطقة الضاحية.
  
- كشف مصدر مطلع ان السبب الرئيسي لإغلاق السلطات العراقية الحدود مع الاردن (معبر طريبيل) هو تنفيذ خطة أمنية واسعة للبحث عن النائب السابق عزت الدوري وليس كما تردد لقطع الطريق على الاحتجاجات الشعبية في الانبار.
وأضاف المصدر بأنه تم تشكيل خلية أمنية للبحث عن الدوري بعد ان ترددت معلومات عن انه موجود على الحدود الاردنية – السورية

- إقرأوا الرأي الآخر في إيران
يقف النظام الارهابي الحاكم في إيران بقيادة علي خامنئي، ضد تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والعدالة، ويساند الوحش الذي يقمعه بكل أنواع الدعم ليتمكن هذا الهمجي من استمراره حاكماً بالقهر.
لكن،في إيران قوى اسلامية ووطنية وقومية ترفض هذا العدوان الذي يمارسه خامنئي ونظامه ضد المدنيين السوريين المتطلعين للحرية والكرامة.
في إيران شعوب فارسية – عربية – كردية – بلوشية آذرية متطلعة أيضاً نحو الحرية والكرامة، وهذه نصيرة الشعب السوري في حقه المشروع.
في ربيع 2009 ثارت الشعوب الايرانية في انتفاضتها الخضراء، ورفعت شعارات: لا حزب الله ولا حماس قرة عيني إيران، وقمعها خامنئي ومنظماته الارهابية بالقوة والجنازير والسجون والتعذيب واغتصاب الرجال داخل أقبية القهر.
بعد ثورة الشعب السوري عام 2011 قدم خامنئي ضمن ما قدمه من خلال الإرهابي الأول في إيران قاسم سليماني، دعماً غير محدود لبشار الاسد.. أسوأ ما فيه ان على هذا الوحش أن يستخدم كل أنواع القمع، ومنذ اليوم الأول لثورة السوريين كما استخدمت أدوات خامنئي القمع ضد الشعوب الإيرانية ولم يكن الوحش وريث الوحش ليكذب خبراً وهو لم يقدم للسوريين طيلة 42 عاماً إلا ما نصحه به خامنئي.
مرة أخرى ليست هذه وجهة نظر الشعوب الايرانية الأخرى، فهذا مساعد وزير الخارجية السابق محمد الصدر ينصح خامنئي بألا يستمر في الرهان على استمرار بشار في السلطة، بل عليه أن يفكر ولمصلحة إيران بسوريا بعد الأسد ناصحاً إياه التعامل مع الواقع الذي يقول ان ثوار سوريا، باتوا على أهبة إسقاط هذا الوحش.
أما أهم شخصية إيرانية منذ العام 1979 بعد آية الله الخميني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني فهو يجهر بأن على الأسد أن يتخلى عن السلطة وأن يسلمها للشعب السوري بعد ان فشل في حمايته بل وارتكب بحقه مجازر لا حدود لها.. وان سقوط الأسد بات حتمياً.
هذا عام 2012.. ولا يمكن تجاهل أكبر منظمة شعبية – عسكرية – نخبوية اسلامية مستنيرة في إيران وهي منظمة مجاهدي خلق، التي تجهر بعدائها لسياسة نظام إيران الارهابي ضد جيرانها العرب، بل وتدعو إلى تحالف عربي – إيراني للتخلص من هذا النظام صاحب المشروع التوسعي العنصري على حساب المصالح العربية – الإيرانية.
وهناك السياسيون الإيرانيون الكثر في الداخل وفي الخارج الذين لا يوافقون أبداً على سياسة هذا النظام الإرهابي التوسعي ضد العرب ولا على سياسته بإختراق الجسد العربي الإسلامي، بالمال والسلاح والوعود المغامرة، لتفتيت العرب المسلمين بين سنّة وشيعة، بل وبما يسمح لإسرائيل أن تسيطر مع تمزق النسيج العربي – الإسلامي.
في إيران قوى مستنيرة وطنية، وإسلامية وقومية يمكن للعرب- أي عرب؟ - أن يمدوا لها اليد للتعاون معها، لإثبات قوتها واختراق هذا الواقع المستبد المعادي الذي يمثله خامنئي ومؤسساته الارهابية وعلى رأسها الحرس الإيراني.
إلى متى يستمر العرب – كل العرب – في موقع الدفاع والبكاء واللطم على الخدود، من سياسة خامنئي التوسعية، ولماذا لا يبادرون هم إلى خلق حالات إيرانية، إلى خلق حالات شبيهة بحالة حزب الله الإيراني داخل لبنان، ومنظمة بدر الإيرانية في العراق.. وغيرهما من المنظمات الإيرانية التي اخترق نظام خامنئي العرب بها؟
إذا لم يبادر العرب – اي عرب؟ - إلى الهجوم، فسيأتي وقت ينصّب فيه خامنئي أو خليفته الحكام العرب الذين يتبعون له.. من المحيط إلى الخليج.


- هل جاء قاسم سليماني إلى القاهرة.. وماذا فعل؟    
رغم نفي مستشار الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون السياسية، وممثله لدى الادارة الأميركية عصام الحداد لقائه السري مع مجرم الحرب الإيراني قاسم سليماني في القاهرة، خلال زيارة سرية لهذا الأخير قيل انها تمت بين 26 و30/12/2012.
وفق مصادر اعلامية مصرية خاصة، فإن اعلاماً مصرياً خاصاً أعاد التذكير باللقاء (جريدة الموجز الاسبوعية في عددها الرقم 339 تاريخ 7/1/2013) وبأن هدف زيارة الارهابي قاسم سليماني كما وصفته الجريدة المصرية، هو العمل على تأديب المعارضة المصرية لحكم الاخوان المسلمين، ونقل تجربة إرهاب الحرس الإرهابي الإيراني، وفيلق القدس الذي يقوده سليماني، في تعامله مع الثورة الخضراء في إيران ربيع عام 2009، إلى جماعة الاخوان لقمع المعارضة الوطنية المصرية.
ولم تمض أيام على نشر هذه المعلومات، حتى نقل عن الرئيس مرسي قوله: ان الشعب السوري يرغب بمحاكمة رئيسه ((على غرار ما كان الشعب المصري يريده.. ونحن ندعم الشعب السوري)). وكان موقف الرئيس المصري تعليقاً على خطاب بشار الذي جعل وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس يصفه انه ليس فقط قاتلاً لشعبه.. بل هو أصم وأعمى)).
فهل جاء موقف مرسي رداً على ما قيل بأن هناك لقاءات سرية تجري بين القاهرة وطهران، توكيداً لعلاقات بين جماعات إسلامية يمثل الاخوان أحد أطرافها ويمثل حرس إيران الإرهابي طرفاً فيها؟
البعض يشكك في تسريبات الاعلام المصري الخاص حول زيارة سليماني، لكنه لا يستبعد أبداً خيارات الاخوان المفتوحة نحو مختلف دول العالم.. كإحدى طبائع الجماعة في ان تستدرج عروض علاقات مع كل الاطراف، حتى لو كانت مختلفة جذرياً معها في طروحاتها الفكرية وحتى السياسية.
إلا ان مصادر مصرية مطلعة لا تستبعد في حديثها مع ((الشراع)) ان تكون جهات في الادارة المصرية الاخوانية مكلفة من الادارة الأميركية في توجهاتها التي تسودها الحيرة وتعبر عنها، لترتيب العلاقات مع إيران، وان طهران لا تمانع بإقحام مصر من خلال الاخوان في وساطة مع واشنطن لتضرب عصفورين بحجر واحد:
1- فهي تضمن على الاقل علاقة احتياج مع القاهرة، يمكن لها أن تتطور لثنائية جديدة في المنطقة تستفيد منها إيران لمواجهة معادلة الصعود التركي النافذ من خلال احتضان المعارضة السورية ضد بشار الأسد وتخرج إيران من عزلتها الاسلامية كقوة شيعية تعمل على تفتيت المسلمين.
2- وهي تضمن أيضاً استمرار الحوار مع أميركا، سواء لتقطيع الوقت للنفاذ بملفها النووي، أو لتحقيق مشروعها التوسعي من خلال إقناع واشنطن بالجلوس معها شريكة في حكم المنطقة.. مع ما يعنيه هذا من تسليم إدارة أوباما الخانعة بكل ما حققه مشروع إيران التوسعي في الوطن العربي.   
 

- 'الشراع'
الثورة السورية في اللحظة الحرجة.. خطاب الأسد: حرب حتى قتل آخر سوري

تراجع واشنطن عن تعهداتها للسوريين سببه تفاهم سياسي مع روسيا وصفقة استراتيجية مع ايران، وذريعته تخوف من الاسلاميين
*حصار خانق بدأ يضرب حول الثورة السورية عسكرياً ومالياً وسياسياً
*هل يحل الائتلاف الوطني نفسه.. أم ينتشر التطرف والارهاب وتسود الصوملة..
بقلم محمد خليفةالخطاب الذي ألقاه بشار يوم الاحد الماضي 6/1/2013 هو السابع منذ بداية الثورة، لكنه لا يختلف من حيث التوجه والمعنى عن أي واحد من الخطابات الستة التي سبقته فكلها نسخة واحدة. إصرار على الرواية الخرافية التي يكررها عن حربه ضد أشباح إلتمت عليه من أربع جهات الارض, تهاجمه, وتحاول طرده من مملكته الموروثة وقلعته المنيعة على قمة قاسيون. إصرار على القتل والتدمير حتى ((القضاء على آخر ارهابي في سوريا)) يعني آخر مواطن, إصرار على إطلاق وعود عن إصلاحات وتعديلات دستورية وانتخابات واستفتاءات وحوارات وطنية مع معارضة استنسخها على مزاجه والحوار معها كمن يجلس أمام مرايا متعددة ويحكي مع من يرى, حوارات في قضايا بالغة الجدية لكنها سقيمة وبائخة الى درجة السأم لا تقنع أحداً في العالم بجديتها سوى اصدقائه الإيرانيين الذين يكيلون لها المديح قبل ان يعلنها في الخطاب!. كان الخطاب الأخير مملاً جداً، فارغاً من أي محتوى, ويتناقض مع التسريبات التي سبقته من دوائر موسكو بخاصة. لكن هذا الحكم عليه لا يعني انه مجرد كلام فارغ, بل هو خطاب يحمل موقفاً رسمياً للأسد ونظامه يتميز بالقوة نسبياً نتيجة لتطورات ميدانية حصلت أخيراً فيها بعض التطور السياسي في المواقف الدولية لمصلحته هو وضد مصلحة الثوار. فما هي هذا التطورات التي تشرح معاني ما أراد السفاح إعلانه في خطابه الأخير..؟؟

الابراهيمي - لافروف يمسكان بالملف السوري:
قبل الخطاب, سكت بشار سبعة شهور متتالية (كان آخر خطاب له في 3/6/2012) بعدها اختفى وصام عن الكلام وانقطعت آثاره في دمشق, وهي أمور لا تستقيم مع كونه رئيس دولة يخوض حرباً ضارية ضد شعبه, بل تفتح شهية الناس في الداخل والخارج للتكهنات وترويج الإشاعات مما ينعكس سلباً على الأمن. صحيفة ((واشنطن بوست)) أهم صحيفة أميركية نشرت قبل اسبوع فقط (29/12/2012) تقريراً مهماً جاء فيه ان الأسد يعيش ((حالة عزلة وخوف)) وقلص دائرة الأشخاص الذين يلتقيهم. وأشارت إلى ان الظروف داخل النظام في الأيام الأخيرة ((تعكس عزلة الأسد وخوفه، وتحاشيه الظهور الاعلامي. ونقلت عن مسؤولين أميركيين وإقليميين قولهم ان الأسد ((بعيد عن الأنظار ويحصر تواصله مع دائرة صغيرة من العائلة والمستشارين الذين يثق بهم)). وأضافت انه ((يركز على أمنه الشخصي)). ولفتت الصحيفة نقلاً عن ((نشطاء سوريين وتقارير سورية اعلامية)) ان الرئيس ((عزز حمايته الأمنية ويتنقل بين غرف نوم مختلفة كل ليلة وزاد الرقابة على طهي وجباته لتفادي الاغتيال)). وعادت الصحيفة لتنقل عن ((مسؤولين استخباراتيين شرق أوسطيين رووا تقارير عن منشقين بأن الأسد توقف عن الخروج خارج القصر خلال النهار خوفاً من تعرضه لإطلاق نار من قناص أو نيران أخرى)).
وبقي الحال على هذا النحو حتى حان وقت زيارة المبعوث العربي - الدولي الأخضر الابراهيمي إليه ليعرض عليه الوجبة الأخيرة من مقترحات الحل التي أعدت باتفاق الطاهيين الدوليين الروسي والأميركي بعد لقاء لافروف - كلينتون في دبلن في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2012. بقي الأسد يتهرب من لقاء الابراهيمي وتحديد موعد مسبق له اسبوعين, وطلب منه أن يحضر الى سوريا وينتظر موعد اللقاء, فأصر الرجل أن لا يأتي إلا بعد تحديد الموعد, وهكذا كان. وعندما التقاه الأسد واستمع منه الى الافكار التي تضمنها تصور جنيف2 وخاصة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم معارضين لحكمه بالأساس مع عدد من رموز حكمه بصلاحيات كاملة لتشرف على مرحلة انتقالية لإعداد البلاد لعهد وحكم جديدين, رفضها الأسد فوراً لأنها تعني تخليه عن السلطة, وقال للإبراهيمي أنتم تطلبون مني شيئاً مخالفاً للدستور! وبعدها أمر الاسد نائب وزير خارجيته فيصل المقداد ليسافر الى موسكو ويناقش الأفكار مع الروس الذين يؤدون دور الوصي على بشار الأسد وحكمه بالاشتراك مع الإيرانيين ويفرضون عليه حمايتهم, بينما يتبجح هو بالسيادة والاستقلالية في خطابه ويهاجم المعارضة لأنها عميلة للخارج. في الاسبوع الأخير من العام تحولت موسكو عاصمة القرار الدولي بشأن سوريا ومصير الأسد, زارها المقداد, ووزير خارجية مصر, ثم الإبراهيمي وكان لافروف يفاوض نيابة عن حكام دمشق, رافضاً استقالة الأسد بينما كان رئيسه بوتين قد أعلن قبل يومين ان ما يهمه في سوريا هو مصير سوريا لا مصير بشار الأمر الذي أرعب المعني بالأمر .
وبعد أن استقرت المداولات على مجموعة أفكار أهمها :
1- تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها أطياف المعارضة والنظام معاً وتتمتع بصلاحيات واسعة وكاملة.
2- إطلاق حوار وطني يشمل المعارضة ينتهي بميثاق وطني يرسم ملامح سوريا الجديدة.
3- إجراء انتخابات عامة وتشكيل سلطة تشريعية تضع دستوراً جديداً للبلاد يعرض للاستفتاء العام.
4- بعدها تكون فترة الأسد قد انتهت بشكل طبيعي في عام 2014, وتجري انتخابات رئاسية تعددية يفترض ألا يترشح فيها بشار فيخرج من الحكم بشكل عادي ولائق.
5- ثم تجري مصالحة وطنية ويطلق سراح أكثر من مائتي ألف معتقل سياسي وأمني.
6- العمل على إعادة ترميم الدولة ومؤسساتها وإعادة بناء وترميم ما هدمته الحرب وخاصة البنى التحتية الرئيسية فوراً بمساعدة عربية ودولية مارشالية. الأفكار جرى تحضيرها بالتفاهم بين لافروف وكلينتون بعد عودة التشاور الثنائي بين الخارجيتين أخيراً في أعقاب انقطاع بقرار من واشنطن استمر ستة شهور. وهي أفكار مستمدة من تفاهمات جنيف1 التي أصر عليها لافروف وكأنها كتاب مقدس وكان له ما أراد بسبب فراغ وضعف واضحين في الخارجية الأميركية وتراجع في الدور الديبلوماسي لواشنطن. وتركز التشاور بين الوزيرين على حل عقدة بشار الاسد وبقائه في السلطة حتى 2014 بدلاً من إسقاطه بالقوة والانتقال الهادىء للسلطة, وضمان استمرار دور (العلويين) في الحكم الجديد من خلال دورهم في الحكومة الانتقالية وبقائهم في الجيش مستقبلاً دون مس وبضمانات روسية - دولية. ولكن كان ينبغي على الأسد تقديمها للسوريين باعتبارها مبادرة من عنده, وأوعزت له موسكو بالخروج من عزلته وإلقاء خطاب يقدم فيه صيغة الحل وخريطة طريق عملية لتنفيذه. وهكذا تحددت مناسبة الخطاب. وقال المراسلون ان الخطاب الذي ألقي يوم الأحد الماضي لم يكن حياً ولا مباشراً بل كان مسجلاً مسبقاً وبطريقة سينمائية متقنة, لأسباب أمنية بطبيعة الحال. ومع ان هذه التفاهمات والأفكار ذات الطابع الروسي في الغالب لا تتوافق مع مطالب الشعب السوري وقوى المعارضة والثورة ويصعب تسويقها بالرغم من تهديدات الابراهيمي بجحيم أشد هولاً وفتكاً مما سبق حتى الآن.. رغم ذلك فقد جاء خطاب الأسد المطلوب منه ليتضمن تراجعاً عن السقف الذي وضعته اتفاقات الكبار, وتضمن تلاعباً بصيغة الحكومة المقترحة وصيغة الحوار الوطني والمصالحة وانتخابات 2014 الرئاسية التي سيترشح فيها الأسد ثانية, أي ان الخطاب أفرغ التفاهمات الدولية من أهم ما فيها وتركها صورة طبق الأصل عن تصورات الأسد وزمرته (العلوية) الحاكمة معه. ولا بد من الاعتراف ان خطاب الأسد جاء مخيباً لقوى دولية عديدة ما زالت تتعاطف معه وتتمنى له البقاء في السلطة من خلال صيغة حل وسط سياسي يرضي الاطراف كافة, وجاء الخطاب حافلاً بالتعنت والتشبث بالسلطة والتبجح بقوة لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض حيث يسيطر الجيش السوري الحر على ثلثي مساحة البلاد بما فيها ريف دمشق وبعض أحياء العاصمة ويهدد القصر الرئاسي ويقصفه بالصواريخ، ولم يذكر الأسد في خطابه معارضة الخارج إلا بأوصاف الخيانة والعمالة رافضاً أي دور لهم وللدول التي تمولهم وتدعمهم, بل اعتبر قتاله لهم مكافحة للإرهاب, وطالب أن تتعهد الدول المعنية بوقف التسليح والتمويل وأن تلتزم بذلك قبل أن يبدأ هو بأي خطوة على طريق الحل!
فما هي أسباب هذا التناقض بين ما استمع له الناس وما كان منتظرا سماعه..؟ وما هي حقيقة الوضع السياسي والديبلوماسي الدولي من الأزمة ؟؟ وهل موسكو موافقة على ما طرحه الأسد أم انها فوجئت به ولا يتفق مع تفاهماتها مع الغرب والعرب والأتراك والإيرانيين..؟؟؟
المعارضة السورية: تهميش فحصار فتهديد
على هامش هذه الاتصالات والمباحثات كانت المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني الذي تشكل بناء على الحاح من واشنطن والدول الغربية الأخرى في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ليكون ممثلاً معبراً وقوياً عن غالبية القوى السورية المعارضة الثلاث: الثورية والسياسية والعسكرية وشريكاً في خطة الحل الدولي.. كانت تتعرض لتهميش مقصود ومتعمد لا ينسجم والوعود التي حصل عليها أطراف المعارضة السياسية والعسكرية.
الأخضر الإبراهيمي تعمد ألا يستمع كثيراً لمطالب ومواقف الائتلاف الوطني, وأطلعهم في لقاءاته القصيرة معهم أن الحل لا يمكن تطبيقه إلا بوجود الأسد في السلطة، ونصحهم بالقبول, وكرر الرأي نفسه في لقاءاته مع ما يسمى معارضة الداخل، هيئة التنسيق في لقاءين بينه وبينها في دمشق وباريس.
الوزير الروسي الفظ لافروف تذكر في اللحظات الأخيرة من اعداد وليمة الحل أن هناك ائتلافاً للمعارضة اعترفت به 130دولة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري ويتعين عليه إشراكهم في الوليمة ولو بشكل ثانوي. ولذلك اضطر لتوجيه الدعوة علناً بحضور وزير خارجية مصر الى وفد من الائتلاف لزيارة موسكو للحوار والاستماع لوجهات النظر منهم, لكن رئيس الائتلاف الدكتور أحمد معاذ الخطيب رفضها فوراً وطالب بتفاوض جاد بين الائتلاف والروس يجري له الاعداد وينعقد في عاصمة ثالثة على صلة بالأزمة, واقترح القاهرة مقر الائتلاف والجامعة وعاصمة العرب. وطالب الخطيب لافروف بالاعتذار عن دعم روسيا للأسد في جرائمه التي يرتكبها بسلاح روسي.
كان مثل هذا التنافر في موقفي المعارضة السورية والديبلوماسية الروسية متوقعاً ومفهوماً, لكن ما لم تتوقعه المعارضة السورية هو مواقف واشنطن التي خيبت الآمال وتراجعت عن وعودها السابقة هي ولندن وباريس. فهذه الدول وغيرها من مجموعة أصدقاء الشعب السوري كانت قد وعدت المبادرين لتشكيل الائتلاف قبل شهرين بما يلي: انجزوا بناء إطار يجمع قوى المعارضة الفعلية على الأرض ويضم الثوار, وأنجزوا بناء إطار تنظيمي يوحد القوى العسكرية المقاتلة ضد الاسد تحت سلطة المعارضة السياسية, وأنجزوا تشكيل حكومة انتقالية وسترون كيف ستنهال عليكم المساعدات السخية العسكرية والمالية والاغاثية فضلاً عن الدعم السياسي بحيث يتغير المشهد على الأرض في غضون شهرين فقط. وقد أنجز السوريون بناء الائتلاف, كما أنجز المقاتلون بناء هيئة الاركان العليا المشتركة التي وحدت غالبية الكتائب والألوية المسلحة ووضعت نفسها تحت سلطة المعارضة السياسية. ولم يبق غير الاعلان عن تشكيل حكومة انتقالية وهو الشرط الثالث الذي تأخر تنفيذه لأسباب مؤقتة .
تقول مصادر مختلفة من المعارضة إن الموقف الأميركي لم يكن قبل تشكيل الإتلاف متطابقاً تماماً مع مواقف المعارضة, ولا سيما بالنسبة لإسقاط النظام ومحاكمة الاسد وزمرته حيث ترى واشنطن صعوبة الحل العسكري في سوريا وترى ان الحل السياسي بالتفاوض والتدريج هو الممكن, بينما تصر المعارضة ومن خلفها الاجماع الشعبي الوطني على إسقاط الأسد وخروجه من الحكم كمدخل لأي حل ومحاكمة المسؤولين عن المجازر وتدمير البلاد وتهجير ملايين المواطنين. وتضيف مصادر المعارضة انه إضافة لهذا الافتراق الجوهري القديم في رؤية الحل حدثت انتكاسة مهمة خلال هذه الفترة في مواقف واشنطن من الأزمة السورية، انتكاسة لصالح النظام وصالح موسكو وإيران. فبدلاً من أن يتطور الموقف فعلياً ويترجم الى تسليح نوعي ومالي واستخباراتي حدث العكس, كما ان مساعدات الأطراف العربية الداعمة والممولة توقفت أو أوشكت بضغط من الأطراف الدولية الكبرى. وتتمثل هذه الانتكاسة بما يلي:
أولاً: تراجع كبير جداً بكمية المساعدات التي كانت تصل للثوار قبل شهرين. حتى ان الذخائر البسيطة توقفت أو شحت كثيراً بحيث لم يعد ممكناً شن عمليات كبيرة في منظم المناطق المحررة. بل إن بعض قادة المقاتلين أكدوا في الأيام الأخيرة ان ثمة مخاوف من إمكان خسارة ما حرروه من الأراضي والمدن في المستقبل القريب إذا استمر شح السلاح, وإمكان تعرضهم لهزيمة ساحقة أمام قوات الأسد لاحقاً.
ثانياً- تراجع كبير مواز في المعونات المالية بحيث يشتكي الثوار المسلحون من توقف الأموال التي كانت تقدم كرواتب لهم, أو كميزانية للإنفاق اليومي والمعيشي على عشرات ألوف المسلحين المقاتلين ومن في حكمهم.
ثالثاً- ضغوط سياسية وإعلامية عليهم تتمثل في اتهامهم بالتطرف والارهاب, الأمر الذي تجسد فعلياً في جبهة النصرة, لكن أطرافاً أخرى مهددة بالمثل, علما أن النصرة هي من أهم الفصائل المقاتلة في سوريا, ويخشى أن يكون استهدافها سياسياً مجرد ذريعة لعزلها بسبب دورها القوي على الأرض, لا غير. كما يخشى أن يتكرر ذلك مع فصائل أخرى .
تشير دوائر الائتلاف الوطني والمجلس الوطني إلى أن واشنطن غيرت مواقفها وتصوراتها للحل في سوريا في هذه الفترة التي تمثل نهاية الولاية الأولى للرئيس اوباما وبداية الولاية الثانية في العشرين من الشهر الحالي, وهذا التغير هو جزء من مراجعة دورية للإدارة الحاكمة في واشنطن لسياستها الخارجية يحدث روتينياً, وجاء ايضاً نتيجة صفقة في طور الإبرام بين واشنطن وطهران من ناحية وواشنطن وموسكو من ناحية ثانية هدفهما إيجاد تفاهمات استراتيجية على مستوى الشرق الأوسط تعبر عن فلسفة اوباما السلمية ونزعته الإنعزالية ووعوده للأميركيين بتقليص الدور العسكري في العالم لصالح انكفاء داخلي للاهتمام بالقضايا المعيشية والاجتماعية ومعالجة الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الادارة السابقة بفعل تورطها في حروب خارجية. ويقول المراقبون ان اختيار وزيري خارجية ودفاع جديدين (كيري وهاغل) يؤمنان بقوة بحلول سلمية للمشاكل المعقدة في الشرق الأوسط, ويرفضان استعمال القوة سواء ضد ايران أو ضد سوريا, هو دليل على هذا التوجه الجديد الذي يعزز ما سبق في الولاية الأولى. وتفيد مصادر مختلفة أن الإيرانيين سلكوا نهجاً سياسياً مشجعاً للأميركيين حين أبدوا في مفاوضات سرية تتم بوساطة روسية استعدادهم لتجميد برنامجهم النووي مقابل تفاهم استراتيجي على دور ايراني رئيسي في المنطقة, ويتضمن بقاء بشار الاسد في الحكم. كما يتضمن تخفيف التوتر مع اسرائيل وتقليص الدعم العسكري والسياسي للأطراف الفلسطينية الاسلامية وتسهيل تهدئة طويلة الأمد في الملفين الفلسطيني واللبناني.

في انتظار صفقة مع ايران؟
ويبدو في نظر المحللين أن الجمود والمراوحة في الصراع العسكري في سوريا وتقليص الدعم للثوار جاء بهدف انتظار ما ستؤول اليه المباحثات السرية بين الروس والايرانيين من ناحية والأميركيين من ناحية ثانية. وجاءت أفكار وتوصيات الإبراهيمي لتعكس هذا التطور الذي يخدم مصلحة بشار الأسد بعد ان كان مهدداً بخسارة كل شيء قبل شهر واحد. وتتخوف مصادر الجيش السوري الحر من خسارة كل ما أنجزته إذا أبرمت صفقة ثلاثية قريباً بين هذه الدول لأنها ستتيح للأسد استعمال القوة العسكرية والأسلحة المحرمة بما فيها الكيماوية في ضربات قاصمة وسريعة على مواقع الثوار في محيط العاصمة في مرحلة أولى لإبادتها وتدميرها, ثم الإنتقال إلى مناطق الوسط في حمص وحماه لارتكاب مجازر كبيرة جماعية للقضاء ايضاً على المواقع المحررة واستعادتها كمرحلة ثانية ثم الانتقال الى الشمال والشرق كمرحلة ثالثة وإحكام قبضة السلطة, وتفيد المعلومات المتوافرة إلى ان ثمة دلائل كثيرة على هذا التطور منها وصول اسلحة جديدة متطورة للأسد من ايران وروسيا, ووصول آلاف المقاتلين منهم خمسة آلاف من حزب الله وحده, اضافة إلى روسيا زادت حجم تدخلها العسكري وأقامت قاعدة قيادة عملياتية في الساحل مدعمة بشبكات تجسس واتصال ومراقبة الكترونية متطورة تراقب تحركات الثوار ونرسلها فوراً لجيش الأسد وترسم له خطط المهاجمة من خلال ضباط كبار موجودين في دمشق في غرفة العمليات الرئيسية.
وتفيد معلومات المعارضة السياسية السورية ان الحوارات والمحادثات المستمرة مع الدول الغربية وخاصة أميركا وبريطانيا وفرنسا تقف دائماً عند نقطة محددة هي اقتناع هذه الدول بأن الحل العسكري وإسقاط الاسد بالقوة لا يخدم مصالحها ولا ينسجم مع رؤيتها للحل في الأزمة السورية, وهي مقتنعة ان إسقاط الأسد سيؤدي لسقوط الدولة ويشعل حرباً أهلية وطائفية طويلة الأمد, بل إلى صوملة وأفغنة لسوريا تنعكس أو تمتد للدول المجاورة, ويقضي على أي أمل ببقاء سوريا دولة موحدة ولو بشكل فيدرالي.
ويلاحظ مراقبون وخبراء كثر عرب وأجانب أن الروس والأميركيين متقاربون على المستوى النظري في تحليل وفهم وضع سوريا وعناصر تكوينها ورؤية الحل الأمثل لها، ولا سيما رفض قيام حكم اسلامي فيها, ولو على غرار مصر وتونس وليبيا, وهذا مبعث اعتراض واشنطن على تأدية اخوان سوريا الدور نفسه لجماعتهم في مصر, واعتراض واشنطن على ان يكون المجلس الوطني هو منطمة تحرير سوريا لأن الإخوان مسيطرون عليه, ومبعث هذا الموقف الثابت من اخوان سوريا وحكم الاسلاميين يرجع في نظر الطرفين الكبيرين الى وجود أقليات وطوائف متعددة فيها، ورفضهما ايضاً ان يستفرد العرب السنّة بالحكم لوجود إصرار على حل المشكلة الكوردية حلاً مرضياً بصيغة قريبة من المثال العراقي, وهو ما يبدو ان الدولتين تعهدتا به للكورد.
ويذكر مصدر سرياني من المعارضة السورية ان الأميركيين كانوا يطلبون منهم التنسيق مع الكورد لا مع العرب في اتخاذ المواقف, أي اقامة تحالف سرياني - كوردي, بينما يرى السريان ان مصلحتهم مع العرب والمسلمين السنة. هذا التقارب النظري بين الروس والأميركيين في النظر للأزمة السورية وأحوال الأقليات فيها هو الذي أسس لتفاهم سياسي وأمني استراتيجي بدأت ملامحه ترتسم كما نرى, وهذا هو ما جعل الأميركيين يتراجعون عن وعودهم للمعارضة السورية بدعم تسليحي نوعي يسقط نظاماً يمثل أكبر الطوائف والاقليات السورية, ويمهد لإقامة حكم بيد العرب والمسلمين السنة لأن هذا التحول الاستراتيجي سيقطع الطريق حتماً على احتمال تفكيك سوريا فيدرالياً, وقد ينطوي على مخاطر كبيرة على اسرائيل. ولذلك تتصرف أميركا وحليفاتها وكأنها غير مكترثة بالمجازر التي تقع للسوريين العرب السنة ويبدو اكتراثها مركزاً على مصير الأقليات بما فيها الطائفة العلوية, وتطالب بضمانات تلو الضمانات لما أسمته (اليوم التالي) أو المرحلة الانتقالية حسب التسمية السورية أي لما سيحل بعد سقوط الأسد. وحين رأت أميركا تزايد حجم ودور الجهاديين الاسلاميين السلفيين في الثورة السورية خلال الشهور الأخيرة أخذت تراجع رؤيتها ومواقفها وعلاقاتها من المسألة برمتها فتقاربت مع الروس وتهاونت في ادانة مذابح الاسد وقلصت دعمها للمعارضة السورية، وضغطت على قطر ودول الخليج الأخرى لتجفيف مصادر الدعم والتمويل عن الثوار, وأدى إلى الوضع الحالي الذي وجد فيه الأسد متنفساً بسيطاً فرفع من سقف خطابه الأخير وتهديداته وبجاحته العنترية. ويقال أنه ينتظر إبرام الصفقة الروسية الإيرانية - الأميركية ليحصل على أسلحة نوعية ورخصة بشن عمليات نوعية ضد الثوار والشعب السوري تفضي لمصرع عشرات الالوف في ايام قليلة تكون بالنسبة اليه نهاية قاتلة للثورة السورية, وبداية لاستعادة السلطة تدريجياً.

الثورة السورية بين الحصار والاعتماد على الذات :
أما الرؤية الأميركية الجديدة التي سترى النور في الولاية الثانية لأوباما فستتركز على إيجاد تسوية سلمية بلا اي تدخل عسكري أو شبه عسكري, وتقتصر على دعم ومساندة جزئية للثوار والمعارضة على الصعيدين السياسي والانساني، لترتيب تسوية تقضي بخروج الاسد من الحكم بعد عام 2014 لا قبله, بلا محاكمة وإيجاد منفى ملائم له, مع ضمان حماية العلويين ومصالحهم وبقية الطوائف والاقليات وخاصة المسيحيين والكورد, وضمان أمن اسرائيل وعدم تحول سوريا الى دولة مواجهة مجدداً مع اسرائيل وترتيب تسوية سلمية ومعاهدة سلام بينهما، وضمان مصالح أميركا والغرب البترولية بالتفاهم مع دول الجزيرة العربية وإيران إذا سارت الأمور كما يراد لها الآن مع طهران. ويلاحظ كثيرون أن معظم اعضاء ادارة اوباما لا يتخوفون حتى من تحول إيران دولة نووية مستقبلاً إذا تم ذلك بالاتفاق معهم ووفق ترتيبات وضمانات متفق عليها وهو ما سيحدث حسب الاعتقاد. قد يحدث ذلك تراجعاً في دور اسرائيل الاقليمي الهجومي لكن ذلك برأيهم سيضمن أمنها على المدى البعيد ويحقق قدراً من الاستقرار في الشرق الأوسط يعكس التغيرات التي حدثت في مصر والدول العربية بعد الربيع العربي وسقوط الانظمة الديكتاتورية المتحالفة مع اسرائيل ولو جزئياً.
السوريون يدفعون ثمن وصول الاسلاميين في مصر وتونس وليبيا للحكم, وحكم عليهم بالحرمان من الدعم لكي لا تضاف سوريا على قائمة الدول التي يحكمها إسلاميون، لا من نوع الاخوان ولا من نوع السلفيين. الثورة السورية في هذه اللحظة مهددة بالحصار الخانق الذي اصبح الائتلاف الوطني وقيادة الجيش الحر يصرخان بالشكوى من قوته ومن نتائجه المحتملة والسريعة عليهم, ولكنهم في الوقت نفسه رفضوا ان يقدموا حتى ساعة إعداد هذا المقال أي تنازل ولا يتوقع لأن التنازل الطوعي غير هذه المسألة يعتبر أشد المحرمات والكبائر في نظر السوريين, ولذلك يتعرضون كما قال أكثر من مصدر لضغوط هائلة من الدول الكبرى للقبول بالجلوس على مائدة التفاوض مع الأسد أو القبول بتسوية تبقيه على عرش سوريا حتى عام 2014 على الأقل وخروجه آمناً مطمئناً مع زمرته الصغرى من السلطة ومن البلاد ونسيان ما حصل (من سوء تفاهم !!) بين السوريين لا بين السفاح الطاغية والشعب السوريين. ويقترح بعض الأطراف الآن من داخل الائتلاف حله رداً على ضغوط واشنطن وتراجعها عن عهودها لهم, بينما يطالب الآخرون بالتريث واستمرار التفاوض لأنهم كمعارضة وشعب بحاجة لكل شيء ولأي شيء بدءاً من الاغاثة وانتهاء بالسلاح والعتاد. ويرى آخرون أن الموقف الأميركي اذا استقر على التفاهم المحتمل مع الايرانيين والروس سيهيىء الظروف لانتشار تطرف سياسي وديني وفكري سيولد منظمات ومجموعات أشد ميلاً للإرهاب والعنف في مواجهة الآخرين جميعاً وهو الذي سيقود إلى حرب طائفية وأهلية، ولذلك بدأ الكثيرون من المثقفين والسياسيين يرون أن الصوملة التي حذر منها الابراهيمي الشعب السوري اذا لم يقبلوا مبادرته هي النتيجة التي ستتحقق حتماً إذا فرضت مبادرته بالقوة وبدعم القطبين العالميين وليس العكس. ان الشعب السوري وقواه الحية لن يقبلوا أبداً انصاف حلول وأنصاف انتصار بل سيصرون على مواصلة القتال حتى النهاية لتكون سوريا الجديدة تعبيراً عن إرادة السوريين لا تعبيراً عن تفاهمات ومؤامرات وطبخات تطبخ في موسكو وواشنطن وطهران, وعلى حسابهم وحساب ما فقدوه من أرواح شهدائهم وأثمن ممتلكاتهم الغالية في جميع انحاء سوريا. ويشير رئيس الائتلاف الشيخ احمد معاذ الخطيب إلى اعتماد الثوار السوريين على قواهم الذاتية في استمرار القتال حتى النصر الكامل وأن حاجتهم من السلاح تتوافر من مخازن الجيش التي يغنمونها بالقوة ويقول بثقة انتظروا مفاجآت تقلب المعادلات على الأرض قريباً وعلى طاولات التفاوض فهذا افضل رد على عجرفة لافروف وإجرام الايرانيين في سوريا.   
 

- 'الشراع'
جهاز استخبارات حزب الله.. يتنصت ويرصد.. ويراقب حتى 'الحلفاء'
كريم عبدالله:

كلام كثير يقال عن أجهزة الأمن والاستخبارات في حزب الله؟
وكلام كثير يقال أيضاً عن عمليات نفذها الحزب. عمليات أمنية وعسكرية واغتيالات وتفجيرات.
ووسط الكلام الواسع النطاق، فإن ما له حتى الآن طابعاً توثيقياً وان بصيغة الاتهام أمران أساسيان على الأقل هما:
الأول: ورود أسماء اربعة من أعضاء الحزب كمتهمين أو مشتبه بهم في القرار الظني الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية، في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الثاني: ورود اسم أحد أعضاء حزب الله (محمود حايك) في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب.
وإذا كان مسار التثبت من هذه الاتهامات رهن بمسار عمل المحكمة الدولية وكذلك رهن التحقيقات في محاولة اغتيال حرب، في ظل امتناع الحزب عن تسليم المتهمين تبقى الاسئلة مطروحة حول أداء أجهزة الأمن والاستخبارات التابعة للحزب وطبيعتها ومهماتها، خصوصاً بعد ان ثبت ان عملها لم يعد مقتصراً على نطاق المواجهة والصراع مع العدو الإسرائيلي، وأصبح يشمل أيضاً الداخل اللبناني، سواء من يصنف في دائرة الخصوم أو في دائرة الحلفاء إلى درجة قيل معها ان الحزب يتجسس على الكل، وان تجسسه على الكل يشمل حتى أعضائه خاصة بعد توالي الكشف عن شبكات تجسس تعمل لصالح إسرائيل.
وقوة الأمن في الحزب هي أمر حاسم وجازم حتى ان البعض ذهب إلى القول ان الحزب هو حزب أمني يعمل في السياسة وان كل شيء في عالم الحزب مسخر لصالح الأمن.
وفي ما يلي هذا التقرير عن أجهزة أمن الحزب وطرق عملها وطبيعة مهماتها:
يواصل حزب الله تفعيل عمل جهاز استخباراته الذي بات يعتبر من اقوى الاجهزة الامنية نتيجة ما يتلقاه من دعم تدريبات ودعم مالي ولوجستي من ايران، ويعتبر مسؤولون في الحزب ان العمل الاستخباراتي هو الذي يمكن الحزب من كشف الخطط والمؤامرات التي يعدها اعداء الحزب وهم كثر، فضلاً عن دور هذا الجهاز خلال المعارك والاعمال العسكرية.
معظم تدريبات العناصر الامنية في الحزب تجري في قصر فيروزي في شمالي طهران، بإشراف كبار الخبراء الامنيين الايرانيين، وللحزب نشاطه الامني الفاعل هذه الايام في طرابلس، وداخل الاراضي السورية، وفي مناطق الزبداني واللاذقية ودمشق.
وفي بيروت، ينشط ((أمن حزب الله)) في عمليات رصد وتنصت على الاتصالات الهاتفية من خلال سيارات من نوع ((رابيد))، أو سيارات من نوع ((فان)) يتم تمويهها بكتابة شعارات وأسماء شركات تجارية وهمية عليها، فيما يرابط داخلها عناصر يعملون على تشغيل أجهزة رصد وتشويش وتنصت متطورة من صنع ألماني.
ولا يخفي ((حزب الله)) امتلاكه جهاز استخبارات متقدّم ومتطوّر، وهو طالما تباهى بأنّه يلعب الدور الأول في اكتشاف الكثير من الخلايا الإسرائيلية والأميركية في لبنان، وخلايا إرهابية، حتى ان الإسرائيليين والأميركيين سبق واعترفوا بقدرات ((حزب الله)) الأمنيّة.
يشير ضابط العمليات السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بوب باير إلى أنّ ((قدرات ((حزب الله)) في مكافحة التجسس قوية ولا يجب أن يستهان بها))، معتبراً أنّ ((أجهزة الأمن في ((حزب الله)) فعالة كأيّ جهاز من الأجهزة الأمنية العالميّة، لا بل إنّها أحسن من جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق K.G.B)).
وتؤكد أوساط مطّلعة أنّ جهاز الاستخبارات في ((حزب الله)) المعروف بجهاز ((أمن المقاومة))، ما هو إلا صورة مصغّرة عن جهاز الاستخبارات الإيرانية بأنواعها ((الفافاك))، و((اطلاعات)).. وقد ساهم الخبراء الأمنيّون الإيرانيّون في تدريب وتجهيز أطر هذا الجهاز منذ التسعينيات، من خلال دورات أمنية مكثفة تجري بصورة دائمة في عدد من المعاهد الأمنيّة الإيرانية.

وحدات.. وخبراء
ويضم جهاز الأمن في ((حزب الله)) أقساماً ووحدات عدة لها مهماتها ومسؤولياتها، وأبرزها الوحدة الإلكترونية، وهي من الوحدات التي ترتبط بوحدة الأمن الخارجي، وتتجلى مهماتها في عمليات الرصد والتنصت ومراقبة وسائل الاتصالات، ويشرف على أنشطة هذه الوحدة خبراء إلكترونيون، ولهذه الوحدة محطاتها ومقراتها السرية الموزعة على عدد من الأراضي اللبنانية.
وتؤكد أوساط مقربة من ((حزب الله)) في هذا الصدد أنه كان لهذه الوحدة دورها الأول في موضوع كشف المتعاملين مع الاستخبارات الأميركية في لبنان منذ شهور عدة من خلال تحليل ورصد الاتصالات الهاتفية المتبادلة لمدة شهر تقريباً. وكان الضابط الأميركي السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بوب باير لفت إلى قدرة استخبارات ((حزب الله)) على اختراق الاتصالات بقوله: ((يمكنهم اختراق كل حاسوب في لبنان، كما أنهم داخل كل ملفات الشرطة، ويمكنهم الحصول على أي رسالة ترسل عبر ((سكايب)). كما يمكنهم التنصت على الهواتف، واختراق داتا الاتصالات. فهم ماهرون جداً في ذلك)).

جهاز الأمن والمعلومات
وتوضح الأوساط أن استخبارات ((حزب الله)) تضم ما يعرف بـ((جهاز الأمن والمعلومات))، وله نشاطاته الموسعة في لبنان. فهو مكلف رصد القنوات الدبلوماسية، والعلاقات السياسية، وأنشطة التنظيمات المحلية اللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى مراقبة الجمعيات والأندية والمؤسسات والشخصيات، ورصد الأنشطة التي تعتبر من الأنشطة المعادية للمقاومة.
ويشرف على هذا الجهاز المسؤول الأمني ((الحاج عبد القادر)) الذي هو بالطبع اسم مستعار لشخصية أمنية فاعلة غير معروفة، والحاج عبد القادر يشهد له أطر الحزب بقدراته وكفاياته الأمنية الفاعلة وإنجازاته البارعة في هذا الإطار.

الأمن الاستراتيجي
ويعتبر قسم الأمن الاستراتيجي من الأقسام المهمة والحساسة، بحيث ان أنشطة هذا القسم تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتتركز على رصد التحركات الميدانية والعسكرية للأميركيين والإسرائيليين وغيرهم، والكثير من الدول التي يعتبرها ((حزب الله)) معادية له، ويتولى إدارة هذا القسم مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين والمحللين العسكريين والسياسيين، بالتنسيق مع خبراء إيرانيين. ويضم القسم في الوقت نفسه مجموعة من الأطر المدرّبين على الحرب النفسية والإعلامية ودورات استعلامية (استعلام عن العدو وعن خططه الحربية وخطة انتشاره وتمركزه وتوسعه، وعديده وتجهيزاته وعتاده.. وجهوزية الانتشار وغير ذلك)، ويتفرع عن جهاز الأمن الاستراتيجي وحدات ارتباط، أبرزها تلك الوحدة التي تعنى بالعلاقات مع إيران، وهي تضم شخصيات إيرانية ولبنانية، تعقد لقاءات واجتماعات دورية وتتابع ملفات أمنية وعسكرية مهمة. ومن وحدات الارتباط الاخرى وحدة أفريقيا، وحدة الدول الآسيوية، وحدة الدول الشرق - أوسطية، وحدة أميركا اللاتينية، وحدة فلسطين (وهي وحدة مستقلة تلقى اهتماماً أمنياً إيرانياً فاعلاً).
وتشير الأوساط إلى ان لـ((حزب الله)) وجوده الفاعل في هذه الدول والمناطق العالمية، إلا ان من غير المسموح أبداً إظهار هذا الحضور أو القيام بأي عمل أمني الا في حال حصول حرب أو أحداث تقتضي من هذه الوحدات التدخل وممارسة نشاطها.

الأمن الوقائي
ومن الأقسام الأخرى في جهاز استخبارات ((حزب الله))، جهاز الأمن الوقائي، وهو جهاز يُعنى بأمن الشخصيات والمسؤولين في الحزب، وخصوصاً قادة الصف الأول، ويخضع عناصر هذا الجهاز لتدريبات مكثفة في مجال الحماية والمرافقة والمواكبة وطرق استخدام الأسلحة الفردية بشكل طارئ، وطرق تشكيل مواكبات أمنية، وتؤكد مصادر قريبة من ((حزب الله)) أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يخضع شخصياً لتعليمات الأمن الوقائي الذي يحدد له أمكنة إقامته وتحركاته وتنقلاته. اما الأمن التكتي في الحزب، فهو ينحصر في الأنشطة المتعلقة بالجامعات والمدارس والمعاهد والروابط الطلابية والنسائية والحزبية، وعلاقات ((حزب الله)) مع بقية الحلفاء والتنظيمات.

نشاط في كل مكان
وتعتبر الأوساط ان أنشطة استخبارات ((حزب الله)) لا تقتصر على منطقة دون أخرى، لأن المفهوم الأمني للحزب ينص على ضرورة رصد كل التحركات التي قد يشكل بعضها خطورة على ((أمن المقاومة والشعب))، وان أمن ((حزب الله)) يضع هدفه الأول محاربة العدو وعملائه.
وتكشف الأوساط، ان ((داتا)) جهاز الأمن في ((حزب الله)) شاملة ومتنوعة، فهي تتضمن دراسات وتقارير عن شخصيات ونواب وفاعليات وأحزاب وجمعيات وطوائف وتنظيمات وأندية في كل لبنان، فاستخبارات الحزب ترصد بدقة كل التحركات وكل المجالات من وسائل إعلام إلى أنشطة الأجهزة الأمنية والنقابية والسفارات والأنشطة الدبلوماسية، حتى ان عمليات رصد المكالمات والتنصت تجري بطرق حديثة ومتطورة ومن خلال معدات إلكترونية متطورة، فضلاً عن شبكة اتصالاته الهاتفية السرية المتطورة.
خرق أمني
وتشير المصادر إلى ان ((حزب الله)) ينتهج في عمله وسيلة الاختراق الأمني للعديد من التنظيمات والأحزاب والطوائف، وللمخيمات الفلسطينية.. بحيث ان الحزب يصبح من خلال هذه الطريقة موجوداً بطريقة غير مباشرة في كل مكان وفي كل زاوية، فضلاً عن دوره في اجتذاب الشخصيات والحلفاء من بقية الطوائف من خلال التحالفات الانتخابية والسياسية والتقديمات المالية والعينية. ويعتمد جهاز الاستخبارات في ((حزب الله)) على توزع أماكنه السرية على مساحة الأراضي اللبنانية، فليس من المستغرب أن يكون مستوصف أو جمعية أو مركز إعلامي أو مكتب تجاري أو عقاري مركزاً أمنياً سرياً لجهاز أمن ((حزب الله))، كما يفعل العديد من الأجهزة الأمنية العالمية.

إشراف وتدريب
وتختم الأوساط مؤكدة، ان ما يتمتع به ((حزب الله)) من دعم إيراني مالي ولوجستي جعله يملك أهم وأقوى جهاز استخبارات غير رسمي يضاهي الأجهزة الاستخباراتية العالمية، كما ان جهاز الأمن في الحزب يعتمد على التركيبة العنقودية التي لا تسمح في حال انكشاف أحد أفراده اكتشاف بقية عناصر الجهاز والخلية، ويتبع عناصر الأمن في ((حزب الله)) سرية مطلقة في عملهم، حتى انهم لا يستخدمون الهواتف الخلوية في أحاديثهم، ويتلقون رواتب عالية حتى لا يخضعوا ويضعفوا أمام الإغراءات المالية من قبل أجهزة معادية، ويخضع جهاز استخبارات الحزب لإشراف أمني مباشر من قبل لجنة تضم كبار ضبّاط الاستخبارات الإيرانية. في الوقت الذي لا يتوقف فيه الحزب عن إجراء دورات أمنية متطورة بشكل دوري لعناصر جهازه الأمني الذين ينتشرون في كل مكان، حتى داخل إسرائيل من خلال عدد من مواطني عرب 1948.
إلا ان السؤال الذي تطرحه الأوساط السياسية، هو كيف ان ((حزب الله)) بما يملك من قدرات في مضمار الأمن والمراقبة والاستخبارات، لم يستطع أن يكشف جريمة واحدة من جرائم الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طاولت عدداً كبيراً من المسؤولين اللبنانيين في الأعوام الأخيرة.   
 

- 'الشراع'
إليكم نموذجاً من تفكير خياط صار داعية اسلامياً :الاقباط سندعوهم إلى الاسلام وسنمنع الخمر والسجائر والأساور
  
  شاب جامعي مصري هاجر إلى أميركا، وتعلم تفصيل الملابس في محل أزياء كبير في نيويورك، ثم في موجة التمسلم التي سادت منذ عقود التحق بأحد مساجد أميركا، حتى أصابه هوس ((التدين)) الاستعراضي الاحتفالي، وأصبح يفتي ويرشد، عاد إلى مصر يحمل صفة الداعي.. بدل صفة ((الترزي)) أي الخياط.
أجرت معه الصحافة المصرية حوارات كداع، فأظهر البدع في تطرفه، وصار عنواناً مقصوداً للإسلاميين، نقتطف من حواراته.. ابداعاته هذا الشذر النـزير:
# كيف سيتم تطبيق الشريعة؟
- من خلال الشرطة وقد قدمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طلباً إلى وزارة الداخلية لكي نكون ذراعها في تطبيق الشريعة في الشارع، ذلك ان وزارة الداخلية ستفرض بالقانون تطبيق العقوبات الشرعية على كل مخالف للشريعة، وسوف نعاونهم نحن في ذلك.
# كيف يمكن أن يتم ذلك في مجتمع يعيش فيه أكثر من 80 مليون مصري؟
- الشعب مهيأ لتطبيق الشريعة في ساعتين. الدليل على ذلك ان المصري الذي يتعاقد للعمل في السعودية، إذا ذهب إلى هناك فإنه بعد الساعتين اللتين يقضيهما في الطائرة يخضع لنظام ليس فيه كل ما تريد فلا توجد سينما ولا أغان وزوج ترتدي الحجاب وهو يتوقف عن التدخين.
# لكن ذلك لا يتم عن اقتناع ولكن المسافر يضطر إلى ذلك بمقتضى عقد العمل؟
- الشريعة ليس فيها قناعة فيها طاعة ويجب تطبيقها رغماً عن الجميع.
# هل ستطبق الشريعة على الزي في الشارع؟
- نعم وسنغير الزي للرجال والنساء أيضاً، نحن من سيحدد ما الزي الشرعي للرجل أيضاً فالرجال أيضاً يمكن أن يثيروا الفتن.
# هل ستعممون الجلباب؟
- الجلباب ليس عيباً. لكننا لن نلجأ إلى فرضه وإنما سنمنع البنطلونات الضيقة والقمصان ال

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد