تلفزيون » مصريّون على تويتر ليليان لازم ترحل


مصطفى فتحي

لا يمكن وضع ليليان داوود مقدّمة برنامج &laqascii117o;الصورة الكاملة" الذي تعرضه فضائية &laqascii117o;أون تي في"، في سلّة واحدة مع يوسف الحسيني المذيع في نفس القناة، أو أحمد موسى المذيع في &laqascii117o;صدى البلد"، أو أماني الخياط المذيعة في &laqascii117o;القاهرة والناس"، وغيرهم من الإعلاميين المصريين المؤيّدين بفجاجة للنظام المصري الحالي... إذ تنتمي داوود إلى فئة من الإعلاميين الذين بدؤوا &laqascii117o;بالانقراض" عن الشاشة المصريّة، مثل يسري فودة، وريم ماجد، وحافظ الميرازي، وباسم يوسف، وغيرهم. انسحب معظم هؤلاء من المشهد العام، فيما كافحت داوود للبقاء، وتقديم إعلام مستقلّ إلى حدّ ما، يعرض الصورة الكاملة.
تتعرّض داوود حالياً لحملة على مواقع التوصل، أطلقها مستخدمون مصريّون أمس الأوّل، بعنوان &laqascii117o;ليليان لازم ترحل". جاء ذلك بعد تغريدة لداوود، جاء فيها: &laqascii117o;شباب ما تخلّوا شيء يحبطكم، الشعب دا ياما شاف، وكمّل. في يدكم سلاح اسمه إرادة الحياة، وجلادكم ليس بيده إلا أن يحاول سلبها منكم. تمسكوا بها". جاءت التغريدة تعليقاً على حكم قضائي صدر على نشطاء مصريين في قضية عرفت إعلامياً باسم &laqascii117o;جدعان مجلس الشورى". وربط المستخدمون الغاضبون بين كلمة &laqascii117o;جلادكم" وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واعتبروا ذلك تحريضاً ضد النظام. وخلال ساعات قليلة، أصبح الوسم بين الأكثر انتشاراً في مصر.
عميلة للموساد؟
اشتعل الوسم بكتابات عنصرية إلى حد كبير تلعب على وتر أن ليليان ليست مصرية (لبنانيّة)، وبالتالي ليس من حقها الحديث في شؤون مصر. ولم تخلُ بعض المشاركات من خلطة عجيبة من الجنون والهيستيريا ونظرية المؤامرة. إذ غرّدت إحدى المستخدمات: &laqascii117o;ليليان من أصول يهودية، وتعاونت مع الموساد أيام الحرب الأهلية اللبنانية، قاعدة هنا تعمل إيه لازم ترحل أو تعدم... ما فيش حلّ تاني". واقترح مستخدم آخر أن يتم ترحيل داوود إلى قطر للعمل في &laqascii117o;الجزيرة"، وطالبها مستخدم آخر بأن تعود إلى بلدها وتحرّض هناك. واستمر الجنون في تغريدات أخرى، منها: &laqascii117o;ليليان لازم ترحل، ويرحل معها كل من خان العروبة والبلاد الآمنة وحولوها إلى جحيم". وأضافت مستخدمة أخرى: &laqascii117o;هو احنا لاحقين على خونة الداخل، حتى نقوم باستيراد خونة من الخارج؟".
ولم يستهدف التخوين ليليان داوود فقط، بل طال أيضاً رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مؤسِّس ومالك قنوات &laqascii117o;اون تي في"، إذ طالبته عشرات التغريدات بطردها. وكتب أحدهم: &laqascii117o;زعلت مصر كلها منك يا نجيب بسبب ليليان"، وأضاف آخر: &laqascii117o;معا لـ &laqascii117o;إسقاط حزب المصريين الأحرار"، طالما نجيب ساويرس صاحب الحزب لا يراعي مطالب الشعب ويصر على استفزازه". ودعى البعض إلى مقاطعة قنوات &laqascii117o;أون تي في" حتى ترحل المذيعة.
صوت خارج السرب
يرى مراقبون أنّ ليليان داوود واحدة من أكثر الأصوات مهنيةً في الإعلام المصري، فهي منذ &laqascii117o;ثورة يناير"، تعمل على تقديم برنامج يختلف عن السائد في الإعلام المصري. ويظهر ذلك من خلال عنوان برنامجها &laqascii117o;الصورة الكاملة"، ورغبتها في نقل وجهات نظر عدَّة، ما يغيب تماماً عن الإعلام المصري. يصفها زملاؤها في القناة بأنها &laqascii117o;مهمومة بكل ما يعاني منه المصريون، وتتصرّف على أنّها جزء من مصر، ما دامت اختارت الحياة والعمل هنا".
وسبق أن تعرضت داوود لحرب مشابهة في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، حين قامت بتصوير حلقة خاصة في ذكرى الثورة، استضافت فيها إعلاميين مصريين من خارج السرب منهم ريم ماجد. وعرضت الحلقة آراء معارضة للنظام المصري الحالي، وتعرضت المذيعة بسببها لهجوم من مستخدمي &laqascii117o;تويتر" ومن إعلاميين آخرين في برامج الـ &laqascii117o;توك شو".
ليليان باقية
تؤكد إدارة &laqascii117o;أون تي في" لـ &laqascii117o;السفير" أنّ ليليان داوود باقية في القناة، وأنّ أيّ غضب تجاهها ظهر على &laqascii117o;تويتر" هو تعبير عن الرأي لا يعني أنّ للقناة الرأي ذاته، وعلى من لا تعجبه ليليان أن يستخدم الريموت كنترول لا أن يطالب بترحيلها".
من جهتها، يبدو أنّ داوود نفسها غير معنيّة بكلّ تلك التهم، بالرغم من تضمّن بعضها أذيّة كبيرة لها. كما أنّها مصمّمة على إكمال طريقها في مصر، إذ غرّدت قبل أيّام (5/2): &laqascii117o;تؤذيني جملة، انت مال اهلك ما ترجعي لبلدك، هذه البلد بلدي وبلد ابنتي التي اخترت لها أن تعيش فيها، اللي مش عاجبه هو يمشي".
الهجوم على ليليان داوود عبر &laqascii117o;تويتر" يدلّ على وصول المناخ العام في مصر، إلى درجة غير مسبوقة من الانقسام، وباتت جملة مثل &laqascii117o;مصر تحارب الإرهاب" حجة لرفض أي أصوات مختلفة أو معارضة. ويقول رافضون للحملة على داوود، إنّه عوضاً عن المطالبة بترحيلها، من الأفضل التوقّف عن بثّ التحريض والعنصرية ورفض الرأي الآخر.

المصدر:جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد