تلفزيون » على مسؤولية أحمد موسى... Game Over

مصطفى فتحي
بعد كلّ فضيحة مهنيّة يطالعنا بها، لا يتأخّر المذيع المصري أحمد موسى كثيراً، قبل اجتراح الأخرى. في حلقة الأحد الماضي من برنامجه &laqascii117o;على مسؤوليتي" على شاشة &laqascii117o;صدى البلد"، وفي معرض إشادته بدقّة القصف الروسي لمواقع &laqascii117o;داعش" في سوريا، عرض مقاطع من لعبة فيديو Apache Air Assaascii117lt بوصفها مشاهد لقصف حقيقي!
اعتاد موسى على نشر الأكاذيب في برنامجه (راجع &laqascii117o;السفير" عدد 14/8/2015)، مثيراً الجدل. ولكن هذه المرّة، وجدت نسبة كبيرة من المصريين في الخطأ فجاجة كافية لتقول له عبر وسائل التواصل الاجتماعي &laqascii117o;لقد طفح الكيل".
في حلقة الأحد، أطل موسى مبتسماً متحمساً، سعيداً بما تحققه روسيا في سوريا. بدأ الحلقة بمقدمة حماسية قارن فيها بين روسيا وأميركا: &laqascii117o;روسيا ما بتهزرش، لكن أميركا كانت بتلعب، أميركا مكنتش بتضرب داعش، الأميركان طبطبوا على داعش ومولوهم بالسلاح". ثمّ طلب من فريق برنامجه تجهيز فيديو معلّقاً: &laqascii117o;وروني الضرب، ماذا فعل الروس، هذه هي روسيا، هذا هو الجيش الروسي، وهذا هو السلاح الروسي، إنه بوتين، إنه الاتحاد الروسي، سترون الآن فيديو مرعبا، مرعبا". عرض الفيديو، ومدّته نحو خمس دقائق، مرفقاً بعنوان &laqascii117o;القوات الروسية تقصف عناصر داعش الإرهابية وتستهدف سياراتهم بدقة شديدة". الشريط بكامله متوافر على &laqascii117o;يوتيوب" منذ العام 2010، ومأخوذ من لعبة Apache Air Assaascii117lt الحربيّة. وعلّق موسى عليه بالقول: &laqascii117o;هل رأيتم الدقة؟"، مشدّداً على أنّه التقط بالأقمار الصناعيّة.
استمرّت وصلة الرقص على إيقاع روسيا في حلقة &laqascii117o;على مسؤوليتي" نحو 13 دقيقة، تسبّبت بجدل واسع على مواقع التواصل. فضح عدد من المستخدمين خطأ البرنامج، ونشروا مقتطفات من شريط اللعبة. على &laqascii117o;فايسبوك"، كتب أحد المستخدمين: &laqascii117o;الإعلام المصري لم يبلغ هذا المستوى من الانحطاط في تاريخه". ولفت آخر إلى أنّ &laqascii117o;موسى لو كان يكلّم بهائم لكان احترم عقولها أكثر بقليل من هذا". وغرّد مستخدم على &laqascii117o;تويتر" متعجباً من الحملة ضد موسى قائلاً: &laqascii117o;عادي يا جماعة، مشروع المليون فدان (أحد مشاريع الرئيس المصري) ليس موجوداً إلا في المزرعة السعيدة (لعبة فيديو شهيرة)، هذا اتجاه دوله يا سادة".
وسائل الإعلام التقليدية كتبت بدورها عن الخطأ، وتحوّلت أخباره إلى الأكثر قراءة على معظم المواقع المصريّة. موقع &laqascii117o;إيجيبشن ستريتس" كتب خبراً عن الحلقة بالانكليزيّة، استقت منه معظم المواقع الإخبارية العالميّة القصّة، لتشارك في انتقاد موسى. صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" كتبت تقريراً أشارت فيه إلى أنّ موسى بات مشهوراً كموضوع للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر موقع &laqascii117o;سي بي إس نيوز" تقريراً بعنوان &laqascii117o;مذيع مصري يخلط ما بين لعبة فيديو وضربات روسيا"، كما نشر موقع &laqascii117o;سي أن أن" بالعربية خبراً مرفقاً بالفيديو.
يرى خالد البلشي وكيل نقابة الصحافيين المصريين، ومقرّر لجنة الحريات فيها، أن ما قام به أحمد موسى &laqascii117o;جريمة مهنية"، لكنّ &laqascii117o;النقابة لا تستطيع اتخاذ أي خطوة رسمية ضده إلا إن تقدّم أحد بشكوى رسميّة للنقابة، يطالبها بالتحقيق في الأمر"، مشيراً إلى أنّ موسى تدارك الأمر، واعتذر عن الخطأ في حلقة اليوم التالي. يشير البلشي إلى أنّ القضية الأهم هي &laqascii117o;وجود بعض البرامج التي تتعمّد نقل معلومات غير سليمة للمشاهدين، لان تلك هي مهمتها. كما أنّ المشكلة تكمن في طريقة التفكير، فصحيح أنّ موسى اعتذر، لكنّه اتهم كلّ من كتب عنه خطأه بأنّه عميل للسفارة الأميركيّة".
في حلقة الاثنين علق موسى على الجدل الذي دار حول الحلقة، قائلاً: &laqascii117o;وارد جداً أن نقع في هذا الخطأ المهني، لا يوجد أي شخص معصوم من الخطأ سوى النبي محمد، هذا الخطأ كشف لنا الحبيب من العدو المتصيد للأخطاء". الغريب أنّ موسى أرجع السبب في اهتمام الناس بالخطأ إلى &laqascii117o;ثقل هذا البرنامج ـ يقصد برنامجه ـ وأهميته". وأضاف: &laqascii117o;الخطأ الذي قمت به وارد أن يحدث في أي مكان، عادي جداً، نحن لا نهتم بالصغائر". وتابع: &laqascii117o;اليوم أنا عرفت جيداً الصحف والمواقع التي تأخذ أوامر من السفارة الأميركية، فهي أوّل من اهتمّ بما قمنا به، وسرّبت الأمر للصحف والمواقع، وأنا سأغيظهم مرة أخرى وسأعرض فيديوهات جديدة لروسيا وهي تحارب في سوريا".
أراد موسى أن يحتفي بقصف روسيا للإرهاب، لكنّ نيران الطائرات الروسيّة المزعومة قصفت برنامجه، وأظهرته، مجدّداً، كمروج أكاذيب &laqascii117o;لا يمكن أن يسقط أبداً لأنه بالفعل في القاع"، على حد وصف أحد مستخدمي السوشل ميديا.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد