ـ مقدمة نشرة اخبار ال'نيو تي في ':
احد اقرب الى الابيض ساهمت معطياته في طمأنة النفوس وإحياء الذكرى بأقل قدر من الاحتقان السياسي بعدما بردت نتيجة التحقيق قلوبا كانت تدق اسئلة واستفسارات عن سواد مار مخايل .
النتيجة التي توصل اليها القضاء جاءت مريحة للمعارضة في خطوتها الاولى بعد ان أوقف امس عدد من الضباط والعسكريين كشفت قناة الجديد اصحاب الرتب العالية وهم العقيد سمير الحاج ,الرائد مارون ابو هلون والرائد يوسف حيدر احمد .وكان التوقيت بداية لمسار المحاكمة اذ تتضح فيما بعد نوعية الجرم الذي سيحاكمون به وهو حكما لا يقتصر على العقوبات المسلكية بحسب ما تؤكد المراجع القضائية .
إرتاح اذن جبهة مار مخايل الامنية وظلت مفاعيلها السياسية قائمة ,فالاكثرية وبقدرة قادر استجمعت كلاما منسقا على نغمة واحدة ,واكتشف معظم اعضائها على حين غرة ان ما حصل لا يعدو كونه رسالة الى العماد ميشال سليمان برفض انتخابه .
كلهم قالوا هذا الكلام :امين الجميل رأى فيه رسالة الى سليمان ,مصطفى علوش اعتبره تعطيلا للتوافق على سليمان ,عمار حوري اكتشف ان المعارضة لا تريد سليمان و احمد فتفت قرأ في الاحد الحزين نسفا للمبادرات ,غازي العريضي دعا المعارضة الى القول ببساطة انها لا تريد العماد سليمان رئيسا ولنبحث عن مرشح توافقي آخر , ايلي عون لمس نوعا من الاستثمار السياسي اقرب الى الابتزاز من خلال ربط المعارضة موقفها من سليمان من نتائج التحقيق ,والاهم النائب رياض رحال ,الذي تعاقد مع الصمت منذ انتخابه ويكاد ناخبوه ينسونه ,والذي قرر ان يتساءل هل الاحد الاسود لاستبعاد سليمان ؟اقوال مأثورة رفضها يوم واحد لكن نتائج التحقيقات في الليل خيبت امال تصريحات النهار , وجاءت النتيجة مسؤولية من قلب المؤسسة العسكرية بعيدا عن تخطيط المعارضة ,فلا مناورة ولا ابتزاز انما تمنيات من الاكثرية بأن يكون وراء الاحد الاسود رفض لقائد الجيش رئيسا لان ترشيحه كان بمثابة المناورة لقوى 14 آذار سبقت الاعلان المصيري عن اعلانه رئيسا مفاوضات شارك فيها الاميركيون لاقناع الحلفاء بتجرع الكأس المرة الى ان ضبط النائب سعد الحريري متلبسا وهو يقول في احد مجالسه الخاصة بالانكليزية انها عملية 'win ,win 'أي رابحة رابحة على الجبهتين اذا قبلت بها المعارضة اشتبكت مع حليفها ميشال عون وانفصلت عنه واذا رفضتها اصبحت في وجه الجيش.هذه صورة بالمعلومات وليس بالتحليل عن الحب المفاجئ الذي نزل على الاكثرية باتجاه العماد سليمان وغدا انتظروا ان تعلن قوى الربع عشر من آذار مرشحها الآخر , فمن هو التالي؟

ـ مقدمة نشرة أخبار'ال بي سي ' :
امتص التحقيق العسكري السريع التفاعلات السياسية والشعبية لحوادث مار مخايل .حركة امل اعتبرت الامر بداية جيدة وان التحقيق عكس جدية وحزما بسرعة وموضوعية.اما حزب الله وان تلقف الخطوة بإيجابية ايضا الا انه بدا أكثر تحفظا من امل فيما استمر في خطابه عنيفا في توصيف ما جرى وفي الهجوم المركز على قوى في الاكثرية ,اذ كرر نائب الامين العام نعيم قاسم ان ما جرى يوم الاحد الاسود جريمة موصوفة مقدماتها معروفة وأطرافها محددون .
في المقابل فإن رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري طالب يتحقيق يشمل ايضا الجهات الحزبية والسياسية التي تطرح علامات استفهام حول دورها في التحريض على اعمال الشغب التي حصلت .
التهدئة بالاكراه على جبهة الامن واجهها تصعيد من قبل حزب الله تجاه المبادرة العربية قطعا للطريق على عمرو موسى , ففيما اتصل الرئيس السنيورة هذا المساء بالوزير سعود الفيصل بالتزامن مع استقبال الملك عبد الله للنائب جنبلاط والوزير العريضي , لوحظ ان نائب حزب الله حسين الحاج حسن والوزير المستقيل طراد حمادة وضعا سقفا مشروطا لعودة موسى .الحاج حسن قال انه اذا اراد ان يعود موسى بتفسيره هو فلا يمكننا ان نتعاطى معه كوسيط بل كضيف .اما طراد حمادة فخاطب موسى قائلاً :
يا حبيبي يا عمرو موسى :اذا رحت او جيت الموضوع واحد ! الذي يريد ان يأتي الينا كي يسوق للقرار العربي فأهلا وسهلاً , اما من يسوق لقرار سعودي - مصري مختلف عن قرار الاجماع العربي فلن يحصل على الاجماع اللبناني ,وأضاف حمادة ان نجاح مهمة موسى مرتبط حكماً بالاجماع اللبناني والاجماع العربي .

ـ مقدمة نشرة أخبار ' المستقبل':
استبقت المواقف السياسية التصعيدية النتائج النهائية للتحقيق في احداث يوم الاحد الاسود وبدا فيما اعلنه مسؤولون في المعارضة ان ما جاء في قرار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد لم يكن كافيا لاطفاء بذور الفتنة ,وكان جليا في القداس الذي اقيم في كنيسة مار مخايل في الشياح بدعوة من التيار الوطني الحر ان بعض الاطراف جنح نحو استغلال المناسبة سياسياً ,حتى ان راعي ابرشية الكنيسة شن في كلمته هجوما على ما سماه الاعلام المأجور والمغرض مبتعداً عن مهمته الرعوية اساسا .
وفي سياق مواز استظل حزب الله وحركة امل دعوة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى لتأبين شهداء الاحد الاسود في روضة الشهيدين , وشنا هجوما قويا على الحكومة والجيش والاكثرية في وقت جدد فيه نائب الامين العانم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اتهامه الحكومة والاكثرية بأنهم ادوات امريكية وشركاء لاميركا في العدوان السياسي بعد العدوان العسكري اثر حرب تموز من العام 2006 ,وكان لافتا في كلام قاسم تأكيده ان حزب الله لم يكن على علم بما يجري امام الكنيسة التي تبعد مئات الامتار عن قيادات الحزب حتى بعد منتصف الليلكما كان لافتا ان وسائل الاعلام المرئية التابعة لحزب الله وللتيار الوطني الحر لم تتولى نقل التأبين في الكنيسة وفي روضة الشهيدين مباشرة فيما لوحظ غياب الحشود الكبيرة عن المناسبتين .

ـ مقدمة نشرة اخبار 'المنار':
المطلوب هو العدالة. هذا هو لسان حال ذوي شهداء وجرحى ضحايا الأحد الأسود الذين ابنوا اليوم أعزاءهم واستذكروهم بعد أسبوع على فقدهم باحتفالات وقداديس حاشدة في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، فجاء التقرير القضائي مساء امس كحصيلة لتحقيقات غير نهائية بدأتها قيادة الجيش وتعهدت بإكمالها حتى النهاية، وهو ما أعتبر خطوة ايجابية أولية يفترض انها تندرج في سياق تواصل التحقيق بشكل حثيث حتى تنكشف الحقائق ويعاقب المجرمون، وهو ما شددت عليه قيادتا حزب الله وحركة أمل اليوم وفق المبادئ التالية:

أولا، أن إدانة العسكريين المتورطين لا يعني إدانة للمؤسسة برمتها بل هو جزء من عملية قطع الطريق على الساعين لشق الفرقة بين هذه المؤسسة والغالبية العظمى من شعبها. ثانياً، ان المطلوب هو التحقيق الجنائي وليس السياسي وبالتالي لا حصانة لأحد من المحاسبة.ثالثاً، الخطوة الراهنة التي عبر عنها التحقيق ينبغي ان تستكمل وفق ما جاء فيه مع من تبقى من عسكريين او مدنيين من اجل إكمال رسم الخط البياني الذي يقود حصراً إلى إحقاق العدالة. رابعاً، ان صبر الاهالي المفجوعين ومن يقف وراءهم أحبط مخطط شريراً عمل عليه المغرضون من فريق السلطة سواء لصب الزيت على النار بدعوى الحرص على الجيش وهم أصحاب التاريخ المشؤوم في التعامل معه، او عبر ادانة الشهداء والجرحى ودماءهم لا تزال على الأرض، وقبل ذلك اللعب على الوتر الطائفي بافتعال خطوط تماس جديدة بين المواطنين، فجاء القداس الحاشد في كنيسة مار مخايل اليوم بحضور متنوع ليجزم بان كل الذين ضخوا سمومهم لاستعادة لماضي الأليم كانوا يجنون على انفسهم، لأنهم فضحوا مشاريعهم المشبوهة التي لم تجر على البلد سوى الخراب والدمار، فعزلهم القداس كما عزلهم صبر المفجوعين على أحبائهم.